يوسف أبو دية وغدا الذى لنا

" ولكن اليوم لكم وغدا لنا " 

 النهاردة حدوتة عن واحد من شهداء الثورة العرابية 

الذين لا يتحدث عنهم التاريخ كثيرا

بينما هم يستحقون كل الاحترام والتحية والذكر

ومصادر القصة النهاردة كتير أبرزهم
 الثورة العرابية - صلاح عيسى 
الثورة العرابية والاحتلال الانجليزى - عبدالرحمن الرافعى 
مصر من نافذة التاريخ - جمال بدوى 
مذكرات الزعيم احمد عرابى كشف الستار عن سر الأسرار 
 عبدالمنعم ابراهيم الجميعى

 

كيف دافعنا عن عرابى وصحبه - برودلى 
القوى الاجتماعية فى الثورة العرابية - لطيفة محمد سالم 
عرابى ورافاقه فى جنة آدم - لطيفة محمد سالم 
مصر للمصريين - سليم خليل النقاش

.......

الكتب السابق ذكرها موجود
 pdf
يا ولاد للى عاوز يدور ويقرى فيها
 وتم الاستعانة بمصادر اخرى متفرقة
ومقالات وصور من ع النت مما لا يتسع المقام لذكره
... ونبتدى بقى

والقصة هتبدا من عند عبدلله النديم
لما يتبادل الرسايل مع أحمد عرابى ف المنفى
 ويبلغه الاخبار فيرثى فى إحدى الرسايل شاب
 .. جدع ... اسمه يوسف أبو دية
تم اعدامه بفعل الغدر والخيانة نصها الآتى

"وانى لآسف على يوسف أبو دية فى غدوى وراوحى
 فأنه قتل ظلما بشهادة عبدالرحمن فايد وأحمد الصباحى
 وما احسن ما أبداه من الثبات وهو تحت مشنقة الممات
 حيث قال له ابراهيم ادهم تريد شيئا نحضره اليك
 قبل ان يجرى القضاء عليك ؟
 فقال له 
وأى شىء بعد أن قطعتم آمالنا 
ولكن اليوم لكم وغدا لنا "

ومن زمان قالولنا ... الثورة العرابية بدأت
بحركة تمرد على ما قسم كدا ف الجيش المصرى
 تزعمها أحمد عرابى نيابة عن الضباط المصريين
اللى بيعانوا من تسلط الاتراك والجراكسة المميزين
عنهم وقرروا يرفعوا مطالبهم اللى تم الاستهانة بها
 فالموضوع وسع وبقت اكبر من تحسين اوضاع وفقط

واترفع سقف المطالب لـ :
عزل ناظر الجهادية
 تعيين واحد وطنى بداله
 البدء بتأليف مجلس للنواب
 رفع عدد الجيش لـ 18 ألف
وتعديل القوانين العسكرية للمساواة بين الجميع
وقدموا الكلام دا ف عريضة لرياض باشا
 اللى طبعا معجبوش الكلام
وحاول يعالج الموقف بتجاهل وغطرسة
فيبهوء منه

وحصلت محاولة للقبض على عرابى وزمايله المناكفين
لكن زميل لهم يعرف
 فيروح يخلصهم من ثكنات قصر النيل
ويخرج عرابى وجماعته اكثر شدة وقوة
وتتلم تحت قيادته عدة الآيات فى مسيرة لاحقة
 قصاد القصر عرفت ف التاريخ
بمظاهرة عابدين الكبرى عشان يبلغ فيها الخديوى توفيق بمطالب الجيش والامة

ولأول مرة من زمن بعيييييد
 يلاقى المصريين واحد يتجمعوا وراه ويتكلم بلسانهم
 ويقف قصاد التراكوة وظلمهم
وتتحول الهبة دى إلى ثورة ينضملها الكثيرين
 من كل الفئات لما يلاقوا الخديوى توفيق
 بيرضخ للمطالب ويشيل رفقى
 ويجيب شريف باشا رئيس وزارة .. الخ

وكلنا عارفين ما حدث بعدها ...
 اول ما الثورة بقت عفية وبتلملم تحت جناحها الاحباب
من كل طيف بدا وحش الثورة المضادة يتجبر
 ويستعين بالاوباش ويتعاون مع الشيطان لو أمكن ..
 وتوفيقة كما اتريق عليه وسماه .. أبو نضارة
عمل كل حاجة عشان يحافظ على عرشه
 ولو على حساب استقلال البلد

خدام توفيق والقصر مكنوش كفاية لصد قوى الثورة
اللى انضملها جموع صادقة ...
حتى الاستعانة بالسلطان العثمانى كانت بلا جدوى
 وبالعكس ترامى الى الاسماع ان عرابى
 هيرجع الامير عبدالحليم يقعد على العرش بدل توفيق
بموافقة العثمانلية
 فالأخير لقى ان مفيش أى فايدة
فقرر ينده لانجلترا تلحقه !

وثانية واحدة بقى ستوب لنا ... هنا ... وقفة
 عشان نعرف ايه حكاية الامير عبحليم دا
 وليه يرجعوه .. وليه توفيق كان خايف منه ؟
. محمد على فضله على قيد الحياة من الابناء 3 ولاد
ابراهيم وسعيد وعبدالحليم ..
مات ابراهيم ف حياة عينه زى اللى سبقوه

محمد على لما طرموله انيابه
 وحصروه ف حكم مصر والسودان
 وقالوله كفاية عليك دول سمحوله كمان
بأن العرش يبقى وراثة من بعده
لاكبر أعضاء العائلة سنا
بعد وفاة محمد على
 كان عباس حلمى الاول هوه أكبر الذكور
حكم لحد ما قتلوه ف قصره ف بنها

 بعده حكم ابن محمد على .. الوالى سعيد

بعد موت سعيد
كان أكبر الذكور ف العيلة هوه اسماعيل
. اللى يا دوب مسكها وعمل اللالى اللالى اللالى
 عشان تفضل وراثية ف فرع عيلته هوه فقط
وحرم منها باقى العيلة اللى كان منها ميييييين ؟
 ايوه اسم الله عليكم الامير عبدالحليم ... عم اسماعيل
وكان الاكبر من توفيق طبعااااا والاحق بالعرش
بعد موت اسماعيل او خلعه ايهما أقرب 

اسماعيل اتفق معاه
 وحاول يراضيه بمبلغ 60 ألف جنيه كل سنة
 لمدة 40 عام
 يا ثااااامح
شريطة انه ميطالبش بحقه ف العرش خالص
الراجل وافق ف الاول
 وبعدين ف خضم ازمة الديون اللى غرق فيها ابو السباع
 المبلغ اتخفض من 60 ألف لـ 15 بس
وعبحليم وقف يجعرلهم بقى ويقول عاوز حقى !

اسماعيل خده ع الهاااادى يا الزبادى
 لحد ما اتمضى فرمان الوراثة من الاستانة
واطمن ان العرش لتوفيق خلاص
 وراح قالب وشه على عمه واتهمه بالتآمر عليه
واستولى على ممتلكاته واطيانه واطيان والدته
وهوب هوب تك تك طرده برا مصر
 الراجل راح قعد ف تركيا
وسكت مؤقتا متحينا الفرصة أى فرصة للرجوع

والحرام مبيدومش بقى
اسماعيل متهناش باللى عمله
 وشوية واتكالبت عليه الدول الكبرى
 ويلا يا حبيبى سكة السلامة
وقعدوا مكانه توفيق
 اللى ما صدق وكان مستعجل عشان يمشى ابوه
وسريعا رحل اسماعيل الى تركيا وف قلبه غصة طبعا
وتوفيق فضل قلقان ومتوجس لحد ما ....

قامت الثورة العرابية
وموقفه بقى زى الزفت

وأروبا بتقول عليه عيل خيخة
واسماعيل ما صدق ولقاها فرصة عشان يقول للناس هناك
انه لو رجعتونى أقدر أصلح الموقف
وهوه فين كرسى الخديوية
عشان صلاح مش قاعد على بعضه .. !

وتوفيق هيلاقيها منين ولا منين
 من ابوه ولا عم ابوه ولا من عرابى ؟
ورمى تقله على الانجليز اللى ما صدقوا
وجم بالأسطول والضباط والعساكر
 وربضوا على شاطىء الأسكندرية

وكلنا عارفين ما حدث قبل وصول الانجليز
من احداث الشغب "المقصودة" ضد الاجانب ف اسكندرية
 وما حدث بعدها ف عدة اماكن
انتهت بعد شوية بضرب الاسكندرية

رغم تحصنات جيش عرابى ومساعدة الأهالى
 ثم سقوط المدينة ف يد المحتل بعد تدمير الكثير منها

وعلى جبهات أخرى كان الجيش بيدافع
 ويحاول يبلى بلاءا حسنا لولا الخيانة وأشياء أخرى
 انتهت بالهزيمة الكبرى ف التل الكبير

 اللى بعدها سارع عرابى للقاهرة لدراسة الموقف
 مع المجلس العسكرى فيه
وبعد جولة سريعة ف القاهرة وتحصيناتها
 قرر الاستسلام
حتى لا تدمر كالأسكندرية !

وكسر الولس عرابى
وانهزمت الثورة
 وبدا القبض على العرابيين واحد تلو الآخر
 ومحاكمة المؤيدين والمشاركين
وحصلت اعدامات فورية لبث الرعب ف القلوب
وتم التعامل بقسوة وصرامة وكيد وانتقام
اخد ف سكته الكثير من الابرياء
 وربما كان مقصودا
طبعا كان مقصودا

يوسف ابو دية كان من هولاء
اللى قادهم الحظ العثر
 للوقوع تحت مقصلة الانتقام مش اكتر
 ومعنديش صورة ليه للأسف
بس احسبه هيكون شبه الناس دى .. أعتقد يعنى

وحضرة اليوزباشى يوسف كان ياور عبدالعال حلمى
 أحد رفاق عرابى ف الثورة
 وكان ف هذا التوقيت - حلمى - قائد لجبهة دمياط
وقرر يبعت يوسف لكفر الدوار برسالة إلى عرابى
 ف أمر هام

ف الطريق عدى على طنطا
واكتشف بمجرد نزوله المحطة ان فيه أحداث شغب
 وفيه تعدى على الاجانب بسبب غضب شعبى
من اللى حصل ف اسكندرية وتدميرها
 الراجل طبعا معجبوش اللى بيحصل
ومن المحطة طلع على المديرية يسال عن البيه المدير
قالوله كلمنا وقالنا انا مرضى واخدها عارضة !

ف الوقت دا كان مدير الغربية اسمه
 ابراهيم باشا ادهم افتكروا كويس الأسم الوصخ دا
عشان بسلامته كان من محاسيب السرايا
والخديوى وخدام جزمته
 وكان واخد اوامر زى محافظ اسكندرية وغيرهم
بإنه يسيب الهياج ضد الاجانب يتصاعد
ويحصل انفلات أمنى
عشان يبقى عرابى وثورته يشوفوا هيلموها ازاى !

القصد ... 

يوسف سأل على بيت الباشا وراحله
 لقاه زى القرد ولا فيه حاجة
 وجه له اللوم الشديد
 ونزل من عنده يحاول يلم ف أثار الشغب

وهنسمع عن اسم باشا تانى ....
 بس مش من كلاب القصر
اسمه أحمد باشا المنشاوى
 اللى كان له سمعة طيبة ف الغربية كلها
 وتعهد بحماية الاجانب واستضاف 300 نفر واكتر
 ف قصره وخلاص الجو هدى واطمننا ع الناس والحال

يوسف قرر يسافر استكمالا لمهمته

وعلى كفر الدوار وصلنا وقابل عرابى وسلمه الرسالة
 وحكاله ع اللى شافه ف طنطا
وقاله كمان انه سمع ان المنوفية فيها حالات مشابهة
وكدا خطر ع الوضع العام والثورة !
 جمال بدوى بيقول ف كتابه انه :
" أمر عرابى بالقبض على مدير الغربية ومدير المنوفية وتقديمها الى محاكمة فورية

.... اما المجلس العسكرى المنعقد فى القاهرة 
وأمر بأرسال أورطة من الجيش بقيادة الفريق
 راشد باشا حسنى لاعادة النظام الى مدن الغربية 
والمنوفية وأصدر تعليماته الى مصلحة السكة الحديد
 بإرسال قطار خاص لنقل الاجانب الذين يرغبون فى السفر 
الى الاسماعيلية وبورسعيد بالمجان"

معلش بقى
 لنا ... هنا ... وقفة تانية مهمة
عشان نتكلم شوية صغننة عن الفريق راشد باشا حسنى
 اللى كان بيتقال عليه أبو شنب فضة !

الراجل دا نموذج للفروسية  فريق بجد مش القاب فاسكونيا
 لو بصيتوا لتاريخه وسيرته
هتلاقوه من أصل شركسى صِرف
من صغره اتربى عشان يكون عسكرى
وحارب ف جبهات عديدة مع الدولة العثمانية
 تحت لواء الجيش المصرى
 اترقى اكتر من مرة لشجاعته وبطولاته
 خدم ف البلقان و السوادن والحجاز

بعد ما خرج م الجيش اتعين ف وظايف ادارية كبيرة
 وكان ياور للخديوى اسماعيل
 وتدرج ف مناصب عسكرية بسبب خبرته
وبعد ما جه توفيق بقى ياور له برضو
 لكنه كان بينحاز للعدل والحق
 لما اتقدمله شكوى بشروع البعض ف مؤامرة
لقتل عرابى وصحبه حقق فيها بعد ما أخد اذن توفيق
 وأصر على ذلك

وعمل تحقيق ثم محاكمة لمتهمين كثر
منهم عثمان رفقى وزير الجهادية السابق
 وصدرت عليهم احكام بالتجريد من الرتب والنفى الخ



وكانت النقطة الفاصلة ما جه الانجليز بأسطولهم
 ساعتها انضم حسنى راشد الى جيش عرابى وش
وبيقولوا انه أبلى بلاءا عظيما ف معركة القصاصين
حتى اصيب ودخلوه المستشفى يتعالج وفضل فيها
 الانجليز لما احكموا سيطرتهم وانتصروا
 أمروا بسجنه ... وفضل هناك لحد ما اتوفى
 ف نفس السنة 1882
وبيقولوا
 " وقد عًرِف بلقبه (ابي شنب فضّة) لوجود 
اصفرار في شاربيه "
... دى حكايته بأختصار

وليه بنحكى عنه ... ببساطة عشان نقول
 ان الحق وقتها
 كان ظاهر قوى لمن يرى الحق فأتبعه
 حتى لو كان شركسى مش من اهل البلد
 بينما من كانوا يروا الباطل ويجروا وراه بالمشوار ..
 يعملوا كدا ولو كانوا مصريين أب عن جد
 للاسف ...

قصره نكمل

سقطت الاسكندرية ف يد المحتل
 يوم 12 يوليو 1882م
ومن بعده بدأ التنكيل بأى حد توصلت يد الانجليز
والقصر إليه
اعدامات تمت سريعا ف الميدان
 ومحكامات طالت كل العرابيين كبار وصغار



والعين كانت على عرابى ورفاقه
فيمن عرفوا بالزعماء السبعة

عرابى باشا
ومحمود باشا سامى البارودى
ومحمود باشا فهمى
ويعقوب سامى باشا
وعبدالعال حلمى باشا
وعلى باشا فهمى
وطلبة باشا عصمت

وبدأت المحاكمات ...
 أبرزها وأشدها سطوة كانت ف الاسكندرية

 واللى استمرت لوقت مش قليل

نفذ الاعدام فى القائمقام سليمان سامى داود
بتهمة حرق الاسكندرية اللى حوكم امام
 المحكمة العسكرية برياسة محمد رؤف باشا
اللى اصدر الحكم يوم 7 يونيه 1883 م
واعدم سامى يوم 9 يونيه
وغيره من رجالات الشرطة والجيش اللى 

كانوا تابعين لعرابى وعصوا اوامر الخديوى 

وبينما كان توفيقة ممسحة الانجليز
يستقبل المحتل عشان يتشكرله على صنيعه
 كانت حملات القبض والتحقيق مع العرابيين شغالة بلا هوادة

وبينما كان عرابى ورفاقه ف الحبس
وتوفيق يبعتلهم رجاله واغواته يشتموهم ويكدروهم
كان بعض الباشوات يستميتوا ف دهس الثورة وقتلها بلا رحمة

والست هدى شعراوى اللى استماتت ف الدفاع عن ابوها
 محمد باشا سلطان عشان تقول انه مكنش خاين لعرابى
 وانه كان راجل - لامؤاخذة - وطنى
 التاريخ يذكر عنه الأتى
 "يوم 28 سبتمبر وفد وفد من الاعيان
 يتقدمهم محمد سلطان باشا رئيس مجلس النواب
واحمد بك السيوفى من اعيان القاهرة

وقابلوا رياض باشا وزير الداخلية
 وبينوا عزمهم على تقديم هدية فاخرة من السلاح
 لأميرال سيمور قائد الاسطول الانجليزى
الذى دمر الاسكندرية بقنابله
والجنرال ولسلى القائد العام للجيش البريطانى
 والجنرال درورى لو الذى كان اول من دخل العاصمة
عقب سقوط التل الكبير ..

 لأ وايه ؟

بيقولك انهم
"وطلبوا من رياض باشا ان يأذن لهم 
بتقديم الهدية شكرا لهم على انقاذ البلاد 
من غوائل الفئة العاصية على حد تعبيرهم "
 ...

معلش 

شكرا لهم على ايه يا عينيا ؟!!!

رياض زفت باشا دا بقى ..
اللى كان شايل ومعبى من عرابى والثورة
عشان هيا اللى ادته بالشلوت وجابت بداله شريف باشا
 كان حقده رهيب لدرجة انه الجرايد الاجنبية
 لما سالته عن مصير عرابى
قال حياته ومن معه التمن طبعا !
 كدا من غير محاكمة ولا نيلة !

وبيقولوا انه اتقهر لما الانجليز ممكنوش الخديو
من قتل عرابى وخففوا حكم الاعدام للنفى
 لطيفة سالم فى القوى الاجتماعية فى الثورة العرابية
 نقلت عنه انه كان بيقول
 "ان المصريين ثعابين والطريقة الوحيدة لمنع نشر الثعابين
 هى سحقها بالاقدام وسأسحق انا المصريين"
 لطيف جداااا وكيوت أخر حاجة
رجل سياسة على أبوه الحقيقة ... !

وبرودلى المحامى المدافع عن عرابى
 بيقول ف كتابه عن مهازل والله
وازاى كان فيه رغبات رهيبة للتشفى والانتقام
 المحتل نفسه لم يبد نصفها حتى .. وانه
" وتم تبديل أحكام القتل إلى 
«النفى للأبد من الأقطار المصرية وملحقاتها، 
وينفذ قتلهم إذا رجعوا»"

وتم التشاور على النفى إلى اكتر من مكان
 وكلها جزر بعيدة مطرفة
وتوزيع العدد كل شوية ف مكان
 المهم ف النهاية تم الاستقرار على مكان أخير
وابلاغ عرابى ورفاقه بذلك

ولطيفة محمد سالم ف كتابها
عرابى ورفاقه فى جنة آدم
 بتقول :
 " وينقل «برودلى» رد فعل عرابى حين أبلغه بمكان منفاه 
: «ابتسم فى هدوء لأننى لم أره يضحك أبدا،
 وقال: هذا شرف عظيم لنا وفخر عظيم،
 فإن خصومى لم يكفهم أنهم أمروا بنفيى، 
فزادوا على ذلك أنهم سينفوننى إلى جنة آدم

ألم تسمع أنه عندما طرد أبوانا الأولان فى سهول
 بلاد بين النهرين بعد طردهما من الجنة،
 ذهب أبونا آدم إلى جزيرة سيلان 
فسميت باسم «جنة آدم»، بينما أمنا حواء
 وصلت الحجاز،
 ومن يومها عرفت باسم جنة حواء؟

لا يمكن أن يكون هناك أعدل من هذا
 لقد طردت من مصر «بستان الدنيا» لأذهب
 إلى سيلان «جنة آدم»، إننى أحييها على اعتبار
 أنها فأل سعيد»

وبينما ودع الزعماء السبعة مصر
 منفيين إلى بلاد بعيدة يتجرعون الهزيمة والنسيان
والوحدة .. كان أنصار الثورة ف مصر يتجرعون المرار
هما كمان متمثلا ف التحقيقات والمحاكمات والبهدلة
التى تلازمها وتليها ولم يرحم احد على قولة النديم
 العلماء كانوا بيخلوا بعضهم يكنس الارض لأذلاله !

وشيوخ الازهر ف هذا الوقت
 كانت لهم مهابة تفوق أى مهابة

 انا عاوزة أقولكم انه عبدالرحمن الرافعى
ف كتابه الثورة العرابية والاحتلال الانجليزى
 سرد اسماء كل هولاء وما جرى عليهم من عقوبات
وانا بسميها قوايم الشرف والرفعة والكرامة والحق

وعاوزة اقولكم كمان انها على عكس ما ذكر البعض
 اللى له مصلحة او مشكلة مع عرابى
لم تكن ثورة جيش خاااالص حتى لو بدأت كذلك
كم الفئات والاطياف اللى اتلمت حواليها
 لا تخطئها عين عشان تعرف
 انها كانت ثورة مصرية خاااالصة

الناس دى كانت بتشارك معنويا وماديا ...
 مؤن ودواب واماكن ومشاركة بالنفس والقتال وماليا
عرابى بيقول ف مذكراته
" ان الاموال الغزيرة زحفت على خزينة الجيش"
 كانت تاتى من قرى ونجوع ومن قصور وبيوت عز
 وبالنظر ف قوايم الأسماء
هقولكم بس المهن
 صنعة بعض ممن شاركوا ف تأييد الثورة

خد عندك :
رئيس قلم بالداخلية
معاون بالأشغال
 ناظر محطة المنيا
عضو مجلس ابتدائى مصر
 قاضى اسنا
 حكيم بمصر
حكيم بيطرى العريش
مأمور اوقاف دمياط
استاذ بالمدارس
مأمور جمرك ميت غمر
ملتزم حلقة الاسماك بالدقهلية
نقيب الأشراف بدمياط
مأمور مالية البحيرة
عمدة بلقاس غربية

من أعيان الدقهلية
مأمور الدائرة البلدية باسكندرية
من عربان المنوفية
من كبار الأعيان واولاد الذوات
ناظر اسبتالية اسكندرية
اميرلاى مامور تفتيش بالداخلية
من العلماء
ناظر قلم المطبوعات
محرر جريدة المفيد
قاضى مديرية القليوبية
وضباط بالجيش الخ

وباشوات وأعيان وعمد وهيصة ...



حتى الأسرة العلوية كان منها مؤيدين لعرابى
ربما كرها ف توفيق وليس حبا ف الثورة
وربما رغبا فى الا تقع مصر نهبا للمحتل
 لانها ف النهاية بلدهم وملهمش ملجأ آخر
 والا يكون مصيرهم زى اسماعيل
 الثورة كانت مؤيدة من اخواننا العرب
بتونس والمغرب والجزاير

يافا كانت أعدت بالفعل كتائب
 منعها جند السلطان التركى من التحرك
الحجاز كانت مع عرابى
تونس صحافتها اشادت بالعرابيين
خادم الكعبة فى مكة بعت رسالة تقول
"ان جميع شعب مكة يصلون من أجل عرابى 
ومن أجل مصر "

دول أروبا .. بعضها كان متعاطف مع الثورة
زى ايطاليا والقنصل الايطالى كانله مواقف مساندة
 فرنسا طبعا كرها ف انجلترا العدو اللدود
النمسا وغيرها
المصالح تتصالح
لكن ف النهاية أغلبهم كان يرى الثورة مصرية خالصة
وان عرابى بطل ...

لكن الأبطال ف هذا الزمن
وهذا المناخ
 محدش بيعرف قيمتهم الا متاخرا



 نرجع ليوسف أبو دية اللى اتقبض عليه
 ضمن المتمردين على الخديوى والموالين لعرابى
تم التحقيق معاه
 وفى مذكرات عرابى هتلاقوا نص المحضر
 اللى اصر فيه يوسف على انه لم يشارك ف اى تعدى
 على الاجانب كما هى التهمة !

كان ديل الكلب ابراهيم باشا ادهم خرج من سجنه
بعد هزيمة العرابيين ... وقرر ينتقم من أبو دية
فجاب شهود زور يقولوا شفناه ف وسط احداث الشغب
بيحرض على القتل
 وجمال بدوى بيقول :
" كان المطلوب سرعة البت فى محاكمة العرابيين 
حتى يتفرغ الأنجليز لتنظيم شئون لاحتلال "

وبيقول كمان
 "وذهبت عبثا محاولات الضابط يوسف 
لاثبات كذب الادعاءات
 التى افتراها عليه المدير فحكمت عليه المحكمة 
بالاعدام شنقا وسيق الى السجن لتنفيذ الحكم "
ومرت الأيام كئيبة سوداء حالكة
لحد ما نشرت الجرايد خبر الحكم
واهل طنطا عرفوا بالخبر وقامت قيامتهم ...
 ليه وازاى دا الراجل مظلوم يا عالم !

وبيقول كمان
 "وقد أزعجهم ان يساق الى حبل المشنقة ضابط
 بتهمة التحريض على قتل الاجانب
 بينما شاهدوه بأعينهم يبذل قصارى جهده
 لوقف عمليات الأعتداء 
وتطوعوا للذهاب الى مكاتب التحقيق فى الاسكندرية 
وشهدوا بالحقيقة التى لمسوها باعينهم "

والدوشة جابت نتيجة ..
"وأعادت هيئة التحقيق فتجح ملف القضية 
وأعادت هيئة المحكمة تقريرها
 وانتهت الى براءة اليوزباشى يوسف ابو دية 
ورفعت تقريرها الى وزير الحقانية 
وأصدر الخديو توفيق مرسوم العفو الذى حمله رسول خاص
 الى الاسكندرية"

وزى الأفلام كدا سيق البرىء إلى المذبح
والمهين أكتر ان ابراهيم ادهم جلاده وظالمه
 واللى وصله إلى المشنقة وحبك الحبل حوالين رقبته
كان حاضرا وسأله لو كان عاوز حاجة اخيرة
فرد الرد البليغ
ونفذ الحكم بينما ورقة العفو ف الطريق

جمال بدوى بيقول :
 " وشاء الحظ العثر ان يصل المرسوم الى السجن 
بعد خمس دقائق فقط من تنفيذ حكم الاعدام
 فى الضابط البرىء وقرأ مأمور السجن مرسوم العفو
 بينما كانت جثة الضابط الشهيد يوسف ابو دية تتدلى
 فى بئر المشنقة "

وكلنا عارف ما آل إليه حال الثوار بعدها
 ... الخسارات والمرارات التى اجترعوها لسنوات
 من اكبرهم لأصغرهم حتى عرابى نفسه
اللى ربنا مد ف عمره عن باقى الرفاق
وقدر يرجع مصر تانى بعد النفى
وعاد لا يعرفه احد
وياريت سابوه ف حاله حتى
 لكن اهالوا التراب على اى ذكرى طيبة له

نخبة الخديوى الجديد مصطفى كامل هاجم عرابى
وحمله مسئولية احتلال مصر
 وكأن الانجليز اُستدرجوا يا عينى وجم صدفة !
وكأن توفيق الخاين الكلب الزبلة مكنش مسئول وسلم البلد !
 أحمد شوقى قال
صغار في الذهاب وفي الإياب
 أهذا كل شأنك يا عرابي
عفا عنك الأباعد والأداني
فمن يعفو عن الوطن المصاب

وعاش ما تبقى له من عمر غريب ف الوطن
ومات ف جحود ونكران ... أحمد عرابى
 ومرت السنين التقيلة وهوه بينشتم وثورته تلعن
ويتقال عليها هوجة ف كتب التاريخ
والحمدلله البلد نجت منها .. شوف ازاى !!!

وكما خرج فاسدون وكارهون ورافضون
هيخرج من رحم الثورة العرابية واحد من مؤيديها
 واللى اتقبض عليها فيه وهوه شاب
وخرج بعد فترة ثم يكونله شان وكلمة ويلتف حوله الناس
ويكون نواة شعبية تضم كافة الاطياف من تانى
يظهر ....
سعد زغلول
 ومن بعده حزب الوفد
لما تلوح ثورة 1919 ف الافق
 وتستكمل ما بدأه عرابى
 وتحيى ذكرى شهداء كل ظلم عدى
ولكن اليوم لكم وغدا لنا

وانا خلصت
 وفاضلى اقول حاجة كدا
بخصوص توفيق واسماعيل معلش
عشان واقفة ف زورى ...
 المحامى بتاع عرابى قبل ما ييجى مصر ويدافع عنه
وقبل ما يعرف اصلا ان الثورة هتهزم
ويبقى هوه محامى زعيمها
كان ف زيارة واتقابل مع الخديوى اسماعيل ف المنفى
وتبادل معاه الحديث ف المسالة المصرية

هوه كان عارف عرابى
لأن الضباط
 كان عاملين دوشة اواخر عصر اسماعيل
عشان الرواتب المتأخرة فكان رأيه فيه انه محتال .. !
عادى اومال هيقول عليه كلام حلو مثلا 

انا بقى غايظنى اللى قاله عن سخامة توفيق ...
 " من أجل توفيق قبلت البساط 
وأذللت نفسى لسبعة عشر عاما امام جلالة السلطان 
لقد حصلت من اجله على الفرمان
 الذى كثيرا ما كنت اتمناه
 وهو ان تكون الوراثة مباشرة فى فرعى 

.. لكنه أظهر نفسه 
انه خلو من العقل والقلب والشجاعة 
وكلها خصال متطلبة لحكم مصر انه ابنى
 ولا أقول عنه اكثر من هذا "
 نعم يا حمادة !
هوه انتا تقعد تهرى وتنكت
وترمى الفلوس بالكووووم
عشان تجيب البغل الفسل طفلة الحشرة دا حاكم
وتلبسهولنا خازوق ومغرى
 وبعدين ترجع تقول انه ابنى معرفش ايه !
واحنا ذنبنا ايه يا حبيبى طيب انه ابنك ؟
وانك معرفتش تربى ؟!

انا خلصت
وفاضل كام ملحوظة صغننة واجرى

 1)
فرع الامير عبدالحليم دا جالنا منه اسامى
 بتسمعوها كتير
 ف الكلام عن العيلة المالكة
زى سعيد حليم والنبيل عباس حليم وبنته نيفين حليم

وسعيد حليم دا يبقى صاحب القصر الشهير
والمعروف بقصر شامبليون
واللى يعتبر تحفة معمارية نادرة
وكالعادة تم اهماله والصراع عليه من عدة جهات
وف مرة نبقى نحكى حكايته
 ان شاء الله

2)
 التوريث لعنة
 انصبت على راس اسماعيل
فور ان سعى لها وتوفيق اداله الشلوت ف ساعتها !
والتوريث لسه موجود لحد دلوقتى
حتى بعد ما بقت جمهورية
مش لازم يكون بالعصب والدم
ممكن يكون بالرتب
بالمحاسيب
بالمماليك بتوعى
 كل الطرق تؤدى إلى روما يعنى
ولكن اختيار اصحاب الثقة عن اصحاب الكفاءة
بيغرق ف النهاية
ومش الشعب بس اللى بيدفع تمن المهزلة دى والله

3)
 فيه ناس قارشة ملحة عرابى من اول وهلة كدا
زى محمد عبده
مكنش عاوز يبقى للجيش دخل ف السياسة والحكم
على حد قوله
مع ان الأسرة العلوية حكمت بالسلاح والجيش
 ولا محمد على دا كان بيبع سبح مثلا ؟!!

بس هوه السؤال برضو
...
يا ترى
يا هل ترى
لو كان عرابى انتصر
كان ازاى مشى الحال ؟
كان هيبقى محمد على جديد
او ناصر جديد
 او بلحة جديد ؟!!!
 ولا كان هيسيب الحكم لاهله
ويكتفى بحماية البلد
ويقوم بدوره وبس
ويبقى ملوش ف المكرونة والكحك والمقاولات ؟؟
 الله أعلم

4)
النديم قال ف احدى رسايله لعرابى
"وابراهيم أدهم الهلباج مزق الجلود بالكرباج" 
لأنه كان بيعذب من تطالهم يده النجسة
هلباج ف اللغة
هو الاحمق الذى لا احمق منه
الهلباج دا موجود ف كل عصر ومكان
مكانه ف الدول الفاشية
 وجمهوريات الموز واللمون واليوستفندى

5)
لكن برضو نفتكر
زى ما فيه هلباج
فيه كمان أبو شنب فضة
وفيه ابو دية وفيه كل شريف ونضيف
غده سيأتى مهما طالت دولة الظلم كما آتى غد يوسف
لما زالت الأسرة العلوية من تاريخ مصر
وأدرك المصريين قيمة عرابى وثورته
ولحد اليوم تذكر بطولات رجال الثورة العرابية
وشهدائها الابر ... زيه

وأي شيء بعد أن قطَّعتم آمالنا" 
"ولكن اليوم لكم وغدًا لنا 
 يوسف أبو دية



 تصبحوا على الف خير

------------------------------