حكاية النهاردة صحيح عن مكان
بس تستغرب
لأنه مطرح واحد .. بتلات أسماء !
أولهم وأقدمهم وتقريبا أهمهم
هوه المثير للعجب و بشدة
لأنه يعنى ايه تسمى مكان ف أشهر مكان ف مصر
بأسم واحد عمره ما جه مصر اصلاا !!!
وفلاش باك ...
لأكتر من ألف سنة وداخلين ع النص أهو
لما كان عمر بن الخطاب هوه أمير المؤمنين
وبيبعت جيوشه للبلاد المجاورة ... منها بلاد فارس
قوم ف يوم جمعة بيخطب ف المصلين
وفجأة يلاقوه قال جملة عجيبة خارج السياق
وملهاش دعوة بأى حاجة
وطبعا كلكم فاكرينها
محنا هرمنا ف ثانوية عامة
لما درسنا عبقرية عمر ودليل فراسته والتخاطر عن بعد الخ
لما قال
ياسارية .. الجبل .. الجبل من استرعى الذئب ظلم
والناس استنت لما خلص الخطبة والصلاة
وسيدنا على راح يسأله كنت تقصد ايه بالجملة دى ؟
فسيدنا عمر استغرب انه قالها اصلا
وقال معرفش لكن ..
يتهيألى انى لمحت سارية (قائد جيشه)
وهوه ف موضع خطر والفرس هيحوطوه
فنده عليه انه يخلى باله و مخدش باله انه نطقها .. !
والمثير للدهشة بعد كدا ان سارية لما رجع
قال من غير حد ما يلحق يسأله
انه اتهيأله انه سمع صوت سيدنا عمر
وهوه بيندهه ويحذره
وانه سمع النذير
القصة دى على غرابتها لكن اتوثقت ف اكتر من مصدر
زائد ان علم النفس جه بعديييين
و اتكلم عن حكاية التلباثى والتخاطر والكلام دا
وسبحان الله
اللى يهمنا ف الحدوتة دى وغرابتها بقى
اسم صاحبها الصحابى المعروف بـ :
سارية بن زنيم بن عمرو بن عبدالله
و آخر الأسم ... كنانة
سارية كان صحابى جليل
وكان قبل الأسلام من الناس اللى معروفة بالشقاوة
و اثارة المشاكل حواليها
قوم لما أسلم ربنا هداه واستخدم امكانياته ف الصح
واسلم على يد سيدنا محمد أشرف الخلق
والرسول (ص) سلم عليه بأيده عشان يديه الامان
وسارية من بعده الاسلام بقاله شأن آخر
واختار انه يكون مقاتل
وف عهد عمر بن الخطاب
كان وصل لمكانة من الاحترام والثقة
لدرجة ان امير المؤمنين يبعته على راس جيش
لمقاتلة الفرس وكسر شوكتهم
وسارية كان قدها
ويبدو ان حكاية التحذير والتخاطر دى
بما فيها من روعة أثرت ف نفوس البعض
خصوصا اللى قلبهم رقيق
وغلظة الدنيا منشفتش روحهم
وكان منهم رقم 2
سارية كان رقم 1
اما رقم 2 ف حكايتنا
فهو الامير أبو منصور قسطة
اللى عاش ف زمن الفاطميين
تحديدا ف زمن المستنصر بالله الخليفة الفاطمى
أبو منصور قسطة كان حتة غلام أرمنى غلبان
ساقته الظروف للخطف والبيع ف سوق الرقيق
وشأنه شأن الكثيرين اشتراه راجل ذو شأن عظيم
مين الراجل دا بقى؟
يبقى حضراتكم الأخ بدر الدين الجمالى
اللى كان والى عكا على سن ورمح
والكل بيحلف بحياته واخلاقه وقوته وبأسه
قوم ايييييه ؟!
قوم مصر يعدى عليها أيام سودة زى أيامنا حاليا
ويخش عليها بالرجل الشمال غراب نوحى
طبق الأصل مرسى وجماعته كدا
فيحصل قحط ومجاعة ووباء
والبلد تنهار فعليا
والناس تمرض .. وتجوع
وياكلوا الكلاب والقطط
وبعدين ينتهى بيهم الأمر انهم ياكلوا بعض حرفيااااااا
ف أيام زرقا تعرف تاريخيا بالشدة المستنصرية
وكنا حكينا القصة دى بالتفصيل ف التدوينة دى
... هنا
القصد ...
المستنصر بالله البلد فلتت من ايده
والناس بتاكل بعضها ف الشوارع
وهوه بيشحت عشاه وافلام كدا
راح باعت لبدر الدين الجمالى يلحقه
اكمن كانت له سمعة سبقاه
وعكا كانت جنة ف عهده فبعته يبقى وزيره
واداله كل الصلاحيات الممكنة
وبدر الدين الجمالى بيّن كرامة وصلح حال البلد
وتخلص من كل جند الاتراك والمغاربة والسوادنين
اللى كانوا قاسمين البلد ومبهدلينها
واعتمد على مماليكه وراجله
وكان من ضمنهم .. أبو منصور قسطة
ابو منصور كان من مماليك الجمالى
وكان صغير لسه ف طور المراهقة
كبر ف بلاط سيده واستاذه
واتنقل ف عهدة ابنه من بعده .. المظفر بن بدر الجمالى
وأعلن اسلامه ...
فالمظفر عتقه وقربه منه
والظاهر كان له حظوة عنده
ففضل يترقى لحد ما بقى والى اسكندرية
طبعا الكل باصله ف المنصب وحقدوا عليه
وانتوا عارفين بلاط القصور الفاطمية
ومؤامرتها التى تنتهى
فضلوا يحربوا لحد ما حطوله السم ف الهريسة ومات
مات مسموم ...
لكن قبل موته كانت حياته حافلة
ويقال انه كان عاشق للكتب والقراية والاطلاع
ويبدو انه إتأثر قوى بحكاية سارية الجبل
لأنه ..
قرر يبنى مسجد ف حتة ف جبل المقطم
عشان يتقرب الى الله ويندفن ف المطرح دا بعد موته
وقرر يسميه ..
سارية الجبل
وحد يسألنى يا فاتيما طب ليه مش بأسمه هوه
زى كل الولاة والسلاطين والأمرا ما بيعملوا
أقولكم معرفش !
بس ظنى انه كان راجل طيب ونضيف وصادق
ويمكن دا اللى هيفسر بعدين
ليه كل ما ييجى حد ويغير اسم المسجد
نرجع تانى لأسمه القديم مهما عملوا وأصروا وغتتوا .. !
ابو منصور لما بنى مسجده
اختار حتة ف الهوّ عند جبل المقطم
غالبا كان عاوزه خلوة وتعبد حاجة كدا
ومكنش يعرف الجاى
مكنش هيعرف ان بعد سنوات مش طوال
هييجى صلاح الدين على فرسه
عشان ينهى عهد الفاطميين
ويبدأ عهد جديد
وهيختار المقطم عشان يبنى قلعته الأثيرة
وسبحان الله برضو
المهندسين قرروا بنوا القلعة
ويحاوطوا مسجد سارية الجبل
ويدخلوه ضمن نطاق المكان
ويمكن لدا حكمة من عند ربنا
انه يعيش
يمكن لو كان خرج من نطاق القلعة كان اتهدم
وراح أثره انما وجوده داخل اسوار القلعة
خلاه ييبقى
وهيفضل بأسمه لحد ما ييجى شيخ اسمه الدرينى
والشيخ الدرينى كان من فقهاء عصره
ومتعرفوش ليه برضو قرر يعمل جلسات العلم بتاعته
ف مسجد سارية الجبل دونا عن غيره
قوم المسجد اشتهر بأسمه
وفضل سارية الجبل معروف بأسم جامع الدرينى
لحد ما الشيخ مات واندفن فيه سنة 540 م
وخلاص على كدا
رجع للمكان اسمه القديم
وروح يا زمان وتعالى يا زمان
وراح صلاح الدين والايوبين
وجم من بعده المماليك ...
والمسجد كما هو
ويمكن بتتهالك حالته
وتحول جزء كبير منه إلى مقابر
لأمراء من المماليك وبعض الشيوخ
ولحد وقت ما كانت عمامتهم بتتحط فوق شواهد قبورهم !
ولحد ما دخل العثمانين مصر
ومسكها كام والى كان أولهم خاير بك
ومن بعده مصطفى باشا
و كوزلجه قاسم
و أحمد باشا
و إبراهيم باشا ... لحد
ما وصلنا لواحد اسمه سليمان الخادم
ودا كان كوم لوحده
عشان كل اللى قبله ملحقوش يقعدوا ويترستقوا
الا هوه اللى جه
وركن ف الكرسى ييجى 10 سنين
وانتوا عارفين بقى حكامك يا مصر
اول ما يقعدوا ويجيبوا رجالتهم
وينشروهم ف مكل حتة
ويحسوا انهم خلاص كدا اتثبتوا
يبتدوا يسرقوا بذمة
ويبتدوا كمان يعملوا حركات بهرجة
ويبنوا منشأت آل عشان تخلد اساميهم
شغل قنعرة وفشخرة كدابة
بس الحقيقة الحكام والولاة حمادة
وسليمان دا كان حمادة تانى خالص
عشان جرت العادة
ان الراجل من اياهم
لما يحس انه افترى قوى يبنى جامع
ليه؟
عشان يمسح بيه ذنوبه
ولما الناس تدخل تصلى وتدعى ياخد حسنات
طيب ماشى اغلب السلاطين والولاة قبل منه عملوا كدا
هوه بقى كان شكل تانى
سليمان افندى لما تولى مصر ف عده العثمانلية
وقعد و لبد ف كرسى العرش
قوم بدل ما يبنى لنفسه جامع مخصوص
قرر يسطو على مسجد غيره
احنا لسه هنشيل ف طوب ونحط .. ؟!!
ومن وسط كل الأماكن
ملقاش غير سارية الجبل عشان يعمل فيه كدا
ودى حاجة غريبة لأن الراجل دا بنى وكالة ومنشأت تانية
وكان عنده امكانية انه يجيب حتة أرض ف أى حتة
او حتى يشترى مطرح قديم ف قلب القاهرة
ويبنى عليه انما هوه معملش كدا
عشان الدناوة دى طبع اصلها
بس وعنها ..
ادى سى سليمان أوامره لرجاله
انهم يجددوا مسجد سارية الجبل
ويخلوه بيبرق وامعانا ف اللطش والنهب
عمل الآتى
قالهم بالمرة بقى يا ولاد شيلوا اليافطشة
اللى عليها اسم الأمير أبو منصور قسطة
(بانى المسجد الأصلى) من واجهة المسجد
وحطوها جوا بعيييييد كدا عشام محدش يشوفها
وحطولى يافطة ع الواجهة بأسمى
عشان الناس تعرفنى
وكدهون
O.o
طبعا الحاشية حطت الحمار مطرح ما يقول صاحبه
البنا شال اليافطة القديمة
وحطها عند المقابر بتاعت الأمرا
اللى مدفونة جوه
وحط يافطة بأسم الباشا
وانعرف المطرح وقتها بين الناس
بـ .. مسجد سليمان الخادم
والأدهى من ذلك انه اتصنف كمسجد عثمانى
وليس فاطمى .. !!
وهوه فعلا بعد التجديدات
بقى يحمل سمات العمارة ف الزمن دا ..
المئذنة المخروطية دى بتاعتهم
والقباب المختلفة حول قبة ف المنتصف دى كمان بتاعتهم
بس رغم كل شىء ..
ما زال المسجد معروف بسارية الجبل
مهما عدت عليه التغييرات
ومقامه كان محفوظ طول الوقت
ويحكى ان ...
السلطان برقوق لما حصل بينه وبين الخليفة العباسى
شوية مشاكل كدا والشطان دخل بيناتهم
عقدوا جلسة الصلح ف سارية الجبل تبركا
و حبا
وكراما
ووجود المسجد ف قلب قلعة الحكم لقرون طويلة
خلته محل اهتمام كتير من السلاطين والولاة ومن ف حكمهم
ورغم ان اغلب المصادر تؤكد
ان الصحابى الجليل سارية مجاش مصر
ولا عتبها من اصله
الا ان البعض أصر انه زار مصر ف أواخر حياته
ومات فدفنوه هناك
والمسجد ملحق بحتة مستطيلة فيه المقابر اللى حكينا عنها
و ملحق كمان بجزء اعتبروه تكية مصغرة
و كمان ملحق بمدرسة وميضة
المسجد حاليا متعرض للاهمال
زى كل حاجة حلوة ف حياتنا وآثارنا
وانا شخصيا اتغظت لما آخر مرة زرت القلعة
معرفتش ادخله لأنه كان مغلق للترميم
وعالله بس على ما يخلصوا
ميكونوش فكوا نص اللى جواه وسرقوه وهربوه
وقبل ما أنهى الحكاية
عاوزة بس أبدى إعجابى الشديد
بالفكرة وصاحبها اللى هوه الامير ابو منصور
بانى المسجد الأصلى
واحييه على جماله ورقيه
وانه اختار للمسجد اسم بعيد عن الغرور والكبر
والأفترا والشخصنة
فربنا أراد الأسم دا مع تغير الظروف والحكام
والتواريخ والممالك انه برضو يفضل
ويظل الاسم ملتصق بالمكان
رغم مجى الدرينى وسليمان الخادم
وأى حد هييجى تانى
هيفضل المسجد سارية الجبل
ويفضل الأسم الأصلى غلاّب
ويفضل الناس تسأل
ويفضل المؤرخين والحكواتية تقول قصته
وتفضل تنقال حكاية عمر والصحابى سارية ... و خلاص كدا خلصنا
#معلش_دوشناكو
----------------------------------------------
إيمان جواد @emangawad1
طب والله كتر خيرهم مارموهاش
إيمان جواد @emangawad1
ايوة هو عايز ياخد ثواب الناس
اللي هتصلي ف الجامع قال يغير اليافطة عشان الملايكة
وهما داخلين يقروها ويفتكروا الجامع بتاعه
