1

الثلاثاء، 5 أبريل 2016

الســـــــيرة الحـــجـــــازيــــة


 

حكاية النهاردة عن حد عزيز وغالى 
على قلب شهروزة
واكيد كتير منكم
عن الجميل
النبيل
رسام الكاريكاتير المبدع
حجازى 

 

والقصة هتبدأ سنة 1936 
لما ينولد احمد ابراهيم حجازى فى اسكندرية
لعيلة مكونة من أب وام 
واخوات هيوصل مجموعهم بالوقت
 لـ عشرة ف عين العدو






والأب وكان سواق قطر
اتنقل بالأسرة من اسكندرية لطنطا بعد فترة
وحجازى ف مدرسة القباري بالاسكندرية كان غاوى رسم
كان زى كل طفل ف سنه
 بيشخبط ع الورق
لكن ميعرفش ان الشخبطة دى ف يوم
 هتكون كل حياته




واتنقل لطنطا مع الأسرة 
ودخل الأحمدية الثانوية بنين
والجدع زى كل المراهقين اللى على أعتاب الشباب
غاوى شعر ورومانصيات بقى
كان بيحب القراية
 وبيحضر نفسه يبقى أديب أو شاعر
حاجة كدا



فترة طفولته والمراهقة كان بيروح مع ابوه
 ف الصيف الشغل وبيركب معاه القطر
ويتفرج ع الدنيا والناس والاحوال
وبتلقائية بيخزن الأنماط والأفكار والتناقضات




الحاج حجازى .. الأب
كان الملهم بشكل غير مباشر
الراجل كان عنده حتة ثورية كدا على الاوضاع البائسة
وكل ما يلاقى حاجة مش عجباه يكتب شكوى !!
شكوى من ايه يا حاج ؟
من أى حاجة تعطل الشغل وتخلى الدنيا مش مضبوطة
حجازى الطفل كبر 
وهوه متشبع بالدقة والنقد
 والهموم كمان
من ايه يا شهرو ؟



الفقر من حواليه 
والى بيعمله ف الناس من عذابات 
هوه اللى بيقول بنفسه
لما كان بيزور اصحابه الأغنيا ف بيوتهم 
ويشوف الفقر ف الشارع وعند الجيران
كان بيحس انه
"هناك شيئا ليس مضبوط ف الدنيا ؟"






وشباب زمان بقى والحماسة
كان حجازى ف اوقات الفراغ يرسم
يرسم شخصيات زى سعد زغلول 
ومصطفى كامل وعرابى الخ
والحكاية عجبته
الرسم يعنى
واصحابه ومدرسينه شجعوه
وقرر يبقى فنان ويدرس الموضوع على أصوله
بس منين الفلوس 
والحاج ابو حجازى على قد حاله ؟!!


 

ولهذا قرر حجازى الآتى
انه ف سنة 1954
بينما يكون هوه لامم هدومه ونازل على مصر
هيكتب جواب لابوه يسيبه على السفرة 
فحواه ان قرر يتعلم فن ويشتغل ويصرف على نفسه
بس حجازى مش هيسافر لوحده
لما هيعرض الفكرة أو الجنونة بمعنى أدق 
على صديق عمره .. اسحاق قلادة
اسحاق الغاوى أدب ومغامرة 
هيقوله قشطة .... انا جاى معاك !!!




والصديق الصدوق قلادة كان من عيلة غنية
حجازى بيقول انه مكنش مضطر للمرمطة 
اللى شفناها بعدين
اهله كانوا ممكن يصرفوا عليه عادى
لكن الحماسة بقى والاخلاص 
ونزل الصديقان الى القاهرة
الى المجهول
وايام صعبة
الأول يأجروا اوضة بائسة على قد الحال
 ف حى بولاق
ثم يتوجه بعد ايام لأحدى المجلات



المجلة كان رئيس تحريرها الاديب ابراهيم الوردانى
حجازى داخل عليه برسوماته التقليدية
الوردانى قاله لو كنت بترسم كاريكاتير
كنت عينتك فورااااا
واداله رسمة عشان يقلدها .. حجازى ارتبك ومعرفش
فالشغلانة طارت !
طاه وبعدين ؟
يسكت ؟

 


لأ طبعا
يروح على مجلة تانية اسمها التحرير
دى بقى كانت مجلة طالعة لسان حال ثورة يوليو
 ورئيس تحريرها سامى داوود
قوم ايه
الراجل بص لحجازى وحوله على مين ؟ 
على .. حسن فؤاد
واحد من جيل الكبار ف مهنة الصحافة
وتلامذته لسه لحد النهاردة فاكرينه 
وفاكرين افضاله واللى اكبر من انها تتلم ف شوية كلام 


 

المهممم
عم حسن كان المشرف الفنى على المجلة
حجازى راح تحت اشرافه 
وبيوريه الرسومات بقى وبتاع
الأستاذ قاله يا بنى سيبك م الحاجات دى 
 انتا هتبقى رسام كاريكاتير هايل .. !
كدا بعين الأستاذ الخبير عرفها 




حجازى بيقول انه كان بيرسم لوحات عادية
ويديها " عناوين مدلهمة"
 زى "اوجاع الحياة" و"مشاعر امرأة" و"الضياع "
حاجات من هذا القبيل
عم حسن هرشه علطول
 وعرف انه اكبر من انه يحجز نفسه ف الاطار دا
ووجهه لتعلم الكاريكاتير



حجازى بقى يروح اوضته ف بولاق
كانت خالية من العفش
ومفروشة بورق جرايد وبس
بقى يبص على الكاريكاتير المرسوم  ف صفحاتها 
ويقلده .. !


 

كان بيحب وقتها الرسام .. رخا
 


وتأثر بيه ف البدايات

 

 
رخا .. نفسه ... اللى يوما ما هيقول عليه 
"حجازى هوه سيد درويش الكاريكاتير "



 

وشوية بشوية العجلة دارت
وحجازى بقى رسام ف مجلة التحرير

 

بعد شوية حسن فؤاد هيسيب المجلة 
ويروح روز اليوسف عشان مولود جديد 
بينولد هناك .. اسمه مجلة "صباح الخير"
وطبعا هيمشى .. فياخد معاه ولاده
 اللى هينوروا ف التجربة الجديدة الشابة ... 
ويضيفوا عليها 

  

وهناك ف صباح الخير
هيقابل حجازى اسماء كبيرة
 جنب احمد بهاء الدين وحسن فؤاد
ف مجال الكاريكاتير هيشوف ويتعلم من
 صلاح جاهين وجورج البهجورى ورجائى
وخد عندك كمان من فريق عمل المجلة :
جمال كامل
هبه عنايت
ايهاب
ناجى شاكر
ممدوح عمار
الليثى
كامل زهيرى
فتحى غانم
صلاح عبد الصبور
أحمد عبد المعطى حجازى
يوسف إدريس
ومصطفى محمود
وغيرهم
كتير
كتير
اسامى راحت وجت
وحجازى وسط الكوكبة دى يتأثر بيهم

 

وف حقبة الستينات يكون كون لنفسه اسم
 وسمعة وتألق وتميز بشدة
وبما انه ابن جيله وتجربته
فهوه عاش المراهقة والشباب بأفكار ثورية
 ومحاربة انجليز ودنيا جديدة بعد يوليو الخ 

 

لكن بنفس الاحلام الوردية والرغبة ف تغيير الكون 
بتاعت الناس الحالمة الرقيقة دى
هتيجى النكسة وتحطم الاحلام وتسودها 

 

 والناس اللى بتأرخ لمسيرة حجازى فنيا
بتقول ان رسوماته من النكسة ولحد اكتوبر 73 
كانت بتعبر عن احباط الشخصية المصرية



 
وسخطها 



ومن نقد للاوضاع




 وتشريح للعيوب واللى وصلنا للهزيمة
حجازى كان زى أى فنان عنده عين ناقدة
وعاوزة تصحح الخطأ 




وقعد كدا فترة ..
 لحد ما ف مرة رسم كاريكاتير 
ينتقد فيه بتوع المجمعات الاستهلاكية
وهما بياخدوا الفراخ لناس معينة 
وسايبين الغلابة واقفة طوابير



 

حسن فؤاد شاف الرسمة قعد يضحك 
لحد ما عينه دمعت
 ونشرها على صفحة بالألوان
وقاله احنا كدا بقينا ف الباى باى





وساعتها حجازى اتوجع من قلب قلبه
وحس ان مفيش فايدة
وقال انا برسم ليه لما مفيش حاجة هتتغير
وقرر انه يتوجه برسوماته لحد فيه الامل
الأطفال يعنى 


 

وهنا بقى يسعدنى أقول
ان كان زاعقلنا نبى ف هذه اللحظة
نحن اطفال جيل السبعينات 
وما بعده
عشان حجوزة هيرسملنا حاجات 
ولا اجمل من كدا ابداااا





جيلنا يفتكر كويس .. تنابلة السلطان
ف مجلة سمير







وبصوا بقى عشان نبقى على نور م الاول
اختكم شهروزة من جيل 
كانت القراية هيا أجمل حاجة ف حياته 
بجانب الشكولاتة .... عشان منبقاش بنكدب
:))

الحاج ابو شهرو.. الله يرحمه كان صحفى 
ومروقنا مجلات وكتب ومعرض كتاب وخلافه 
قوم ايييييه ؟؟ 

انا ست متعودة على مجلات ميكى 
وسلسلة اقرا ومطبوعات لبنان المترجمة 
والقصص العالمية
والمكتبة الخضراء وترجمات دار المعارف 
لـ .. تان تان ولاكى لوك واستريكس واوبليكس 
....  الخ الخ
القصد رسومات الاجانب كانت بتبهرنى


 

ومجلة سمير مكنتش بتشدنى 
وارتبطت بيها عاطفيا مش اكتر
لحد ما ابتدى حجازى يرسم فيها
تنابلة السلطان
فوقعت ف غرامهم علطووووول


 

كانوا مختلفين ومميزين ومضحكين وساذجين 
ومجرمين اجرام برىء وشبهى انا وصحابى 
وفيهم حاجة كدا ..
حبيتهم خصصوصا الأزرقانى
:) 




واللطيف ودا مخدتش بالى منه الا بعدين
ان رسمهم كان عملية سهلة جدا على اى طفل
دواير وابتسامة سمايلى الحلوة دى 
كان ملهم بطريقة خفية 
السهل الممتنع زى ما بيتقال 



 

 
القصد
حجازى قرر يتجه للرسم للأطفال
 لعل وعسى يلحق يغير فيهم حاجة
وكان بيقول ليه دايما نقول للطفل
"اسمع الكلام " ... ؟! 
المفروض نقوله " افهم الكلام" واعمل اللى عاوزه
 بعد ما تعرف وتفهم .. مش اسمع عميانى كدا
 وتبقى بلا شخصية واختيارات ؟!! 

 



ولكم ان تتخيلوا بقى 
 شخصية بالوعى دا
 ممكن تتحفنا بحاجات حلوة قد ايه ؟!

 


دا اللى حصل وتكثف اكتر
بعد ما الدنيا اتقفلت ف وش حجازى ف مصر
ساعتها سقف الحرية كانت واطى 
ويدفع للأنبطاح التام 
وعمنا مكنش مستعد للتنازل دا
فقرر يسافر الخليج
لما جاله عرض بالعمل ف مجلة جديدة للاطفال


 


وللمرة التانية .. 
حجازى هيسيب علامة ف الوجدان والقلب
لما يشتغل ف مجلة ماجد
الصادرة عن مؤسسة الاتحاد .. بالأمارات 
وكلاكيت تانى مرة
الجيل بتاعى وما بعده سواء العايش ف مصر 
او سافر دول الخليج مع الأهل
فاكر كويس تأثير المجلة دى علينا
وفاكرين تأثير الرسامين وقصصهم الجميلة
ايهاب .. ورحمة .. 
وقبلهم .. حجازى
وشخصيات قصصه
وزكية الزكية اللى كانت فارسنى
البت كانت نبيهة وزكية 
وقارئة ما شاء الله بطريقة تغيظ
:)


 


وجنب اللطافة والخفافة 
كان فيه كمان ترسيخ لفكرة العدو 
اللى السادات عمل معاه معاهدة 
ومبارك استمات ف تنفيذها 
حجازى كان دايما يفكرنا انه لأ 
العدو ... لسه عدو 

 
 


القصد
صحافة الخليج كانت قايمة على 75% مصريين 
والباقى شوام واخرين
ولهذاااا
نشاط حجازى اتركز ف رسوماته للاطفال 
ف مجلة ماجد
ويبعت رسومات لمجلة سمير




ومطبوعات لدار الهلال 
وروز اليوسف بيته الأصلى
ويرسم للكبار باستحياء ف بعض مجلات الخليج
 
 

وقعد هناك على قد ما قعد
وقرر يرجع مصر تانى
 بعد ما اكتفى غربة وشحططة
وبيقولوا انه اتعرض عليه مناصب ادارية 
تتوافق مع وضعه ومكانته المهنية
لكن هوه كان بيرفض وبشدة
ولنا .. هنا .. وقفة 




عشان اللى عرفوا حجازى عن قرب 
بيحكوا ازاى كان شخص شديد الخصوصية
 والتواضع والعزوف عن أى حاجة
فلوس .. شهرة .. منصب .. ستات
والحاجات دى ما كان اكترها ف هذا الوسط ..
 للى عاوز يجرى وراها
حجازى كان شخصية مختلفة
وحاجة كدا نسيج وحده ... زى ما بيقول العقاد


 

والحكاية بانت من اول ما قرر يدرس الرسم 
ويسافر للمجهول مع صديقه 
ويتبهدلوا لحد ما يوصلوا لحلمهم
دون مساعدة
ولا تسول
ولا استجداء من احد
ورغم انه مكملش الدراسة وانشغل بالشغل علطول
الا ان موهبته فرضت نفسها 

 

وبيحكوا انه كان بيروح الشغل ف روزا الصبح 
بدرى 
يرسم ويجررررى
ومحدش من زمايله الا السهرانين يقدر يشوفه 
وصدف كدا ...
ومرة رئيس التحرير حاول يقابله ..
معرفش !
كان بيصر على كدا 


 



حجازى كان عنده نظرية
شهروزة تحييها جداااااااااا .. اسمها الأباجورة
كان بيقول ان الشهرة عامة زى الأباجورة 
وواحد واقف تحتها والكل بيراقبه
وهيبقى مجبر يعمل حاجات 
او يتصرف بشكل غير تلقائى عشان الوضع المزعج دا
وهوه مش عاوز اباجورات
ومبسوط بحياته كدا بلا تنغيص وخنقة
#الله_ينور



وبما انه عيسوى العيسوى فنان بوهيمى 
ويفعل ما يحلو له وقتما يحلو له .. 
بس حجازى طبعا كان بيستحمى 
:)
فمكن مستعد يقبل حد يجبره على شغل 
مش عاوزه ولا بيحبه
وبيحكوا ازاى رفض يشتغل ف الاخبار 
عشان مصطفى امين طلب منه رسمة بشكل معين
 معجبوش
ورفض منصب ف الاهرام لأنه عارف سياستهم
 اللى هتخنقه برضو !






الناحية الفنية بقى
وشهروزة حمارة ف المسائل دى
 بس هتستعين بصديق ..
 اللى هوه كتاب محمد بغدادى
وفيه  بيصنف رسومات حجازى
 اللى بتعكس الشخصية المصرية لأربع مراحل 



(1) 
من الخمسينات ولحد النكسة
والطموحات
احلام ما بعد ثورة يوليو


 


 والصراع مع الفقر 



واحوال الفلاح والاقطاع الخ  



(2) 
مرحلة ما بعد النكسة ولحد نصر اكتوبر



والهزة اللى رجت المجتمع رج
وخلخلت قيمه وسلوكياته 





(3) 
مرحلة من اكتوبر
 ولحد اغتيال السادات





الانفتاح السداح مداح
 وتأثيراته
وطبقة الحرامية الجدد

 


مرحلة ان العدو بقى صديق
والموازين انقلبت
 والأمريكان مركعين مصر





(4) 
اخر مرحلة 
كانت مرحلة مبارك البائسة
مرحلة الفلهوة والتسليك والنهب المقنن



ودسترة الديكتاتورية 
وتقنينها

 

وهروب الفاسد الكبير من العقاب 




و افقار الوطن والمواطن 




وتحطيم أى حلم ف مستقبل 




وحجازى وسط كل العيوب 
والعوار اللى أصاب المصريين 
على مر السنين الماضيات
كان بيوجعهم بالنقد 
لكن ف النهاية منحازلهم 
بيوريهم الغلط فين ويشاور عليه .. بحزم


 

لكن شايف المصرى ابو دم خفيف 
سلاحه النكتة يستحق يتبروز

 

وازاى هوه البطل اللى ف النهاية 
بيهزم سجانه



وصعبان عليه .. غُلبه

 


حجازى قرب قوى من المجتمع بحق 
 و من صغره ..
"كنت بشوف مصر كلها من شباك القطر "





وطبيعته الخافتة خلته يقدر ف احلك المواقف


 يقرب من الناس ويشوف تصرفاتهم 
وردود افعالهم 


ويرجع يحكيها بريشته
قدر بسلاسة يعكس ف رسمة بسيطة 
حال المجتمع .. 


التعليم والشهادات
 




قسوة الظروف على الشباب
 اللى الأنظمة سابتهم فريسة للنهب 

 



الاعلام المغرض ...مرئى 




أو مكتوب 




التبعية  للغرب 



والضحك ع المواطن 


 


الطرمخة على جرايم انتهاكه


 

غسل مخ الناس
 وتضييع حقوقهم ف ديموقراطية وعدل

 
 


وحاجة اشتهر بيها 
اسمها ....  المنمنمات




تقدروا تعتبروها كدا زى المتنفس 
كان حجازى بيطلع فيه اوجاعه


الى مكنش الكاريكاتير بيديله مساحة يطلعها



ويخليها يعرضها .. الافكار المجعلصة 




زى أصل الدنيا والوجود 



والطمع والشهوة .. الخ  


 


كنت بحبها قوى 
وكنت بقلدها ف رسوماتى ف المدرسة 
كانت النقوشات دى بتملى الرسمة 
وتديها غنى .. حبيتها جداااا  

 
و .... الستااااااات 



ستات حجازى يا عيال
دول لوحدهم
 لنا .. معهم ... وقفةةةةةةةةةةةةةة 
عشان مرة قريت مقالة لبلال فضل تقريبا 
كان بيتغزل ف نساء مصطفى حسين اللى بيرسمهم
وازاى صحتهم حلوة ومقلوظين كدا
فكنت عاوزة اقوله ... لأ
دولا ولا حاجة 
ستات حجازى أحلى ألف مرة

 

أحن وأرق وأدفى 



اقرب رسوماته لقلبى .. الموناليزا المصرية 
شهروزة مسمياها .. أمونة ليزا 
:)
حجازى من رسوماته كان بيحب الست فعلا 
ومتحيزلها
هذه المصرية الحنونة
وعيونها كلها دفا 








كان شايفها مضطهدة
 ومش واخدة حقها 
وفيه افكار سودة خنقاها 
وعبر عن كدا بسلسلة .. سى السيد 




وزى ما كان بيوصف ازاى بيتم استغلالها 


 

بيوصف حيرتها 



وازاى فيه رجالة كتير بتبخسها حقها

 

وازاى بتقاوم ولو بأقل حيلة .. 




وصف كمان عيوبها 

 

ووصف حنانها 

 

وامومتها 
وتحت أى ظرف وبؤس

 

واتريقأ معاها على اعلانات تنظيم الأسرة



:) 



ورمى الحمل عليها والخلفة والعيال 
 
 


وكأن الدولة زالفل 
ومش غلطانين ف حاجة 
والخير كتير ومحدش بيسرقه 
والمشكلة ف الناس .. وبس 


 

رسم الرجالة الاوغاد


 


وانتصرلها 
وهيا بتجسد مصر ..
 ولو كانت محبوسة بين الجدران 




ولحكمة ربنا ارادها ...  حجازى مكنش أب
مخلفش عيال
يمكن عشان كلنا نبقى عياله 
ويا رتنى بعرف ارسم فعلا 
عشان احطله صورة 
وكل اطفال رسوماته وشخصياته ملمومين حواليه 
بيعلمهم الرسم ومبتسم
وفيهم اللى بيضحك واللى بيلعب 
واللى بيجرى فرحان ومزقطط 
 مش شايل هم أى حاجة ف الدنيا
هوه كان أب .. وصاحب 




قصة جوازه ومسيرتها لحد الانفصال كانت غريبة 
كما يليق بشخصيته برضو
الزوجة كانت زميلته ف روز اليوسف
سلوى المغربى




اللى يقرى كلامها عنه يستشعر قد ايه
 كانت علاقتهم مميزة وعجيبة 
وفيها حميمية رغم البعاد والانقطاعات والرجوع 
والطلاق اخيرا بعد 23 سنة



والبداية كانت سنة 1960 لما شافته لأول مرة ف رزوا
وقصة الحب بدأت
وحجازى صموت وقافل على روحه 
واخر حاجة يفكر فيها يشرك مخلوق تانى ف حياته
ولأنها حبته بجد
قربت اكتر بدل ما تبعد
ونجحت بعد سنتين ف انها تخلى أبو الهول ينطق 
والمكنة تطلع قمااااااش
وطلبها للجواز
واتجوزوا1962





والست عرفت ان وجودهم ف مناخ عمل واحد 
هيبوظ العلاقة فسابت الشغل
لكن العلاقة بينهم دخلت ف مد وجزر
وخصامات وسفر وناس دخلت بينهم وحوارات كدا
كانوا بيبعتوا لبعض جوابات زى العشاق
 وكل واحد فيهم ف حتة
لكن الرجوع يحصل وميدومش
ويرجعوا ينفصلوا
لحد الانفصال الاخير 1985 بالطلاق



حجازى كان مزاجه متقلب 
والظاهر عنده فوبيا ولا ايه
سلوى بتحكى انه علاء الديب ومصطفى الحسينى
 الله يرحمهم عملوا حمامتى سلام 
عشان يرجعوهم لبعض
واشترولهم شبكة عشان يلبسوها لبعض
 أل يعنى جوازة جديدة خاااااالص
وكأنهم مش متجوزين ولا حاجة
والست رجعت من لندن متحمسة ومستعدة
ورجعت البيت وبتدور على حجازى ف سلقط ف ملقط 
.. هيا والصديقان ملقهوش ف اى حتة
ناس قالت طلع بيروت
وناس قالت الخليج
القصد راح يجيب ورقة بوستة
وكانت هى القشة التى قصمت ظهر البعير



والانفصال كان حتمى 
طاقة الصبر خلصت ومبقتش تقدر تتحمل الغياب
وهوه زى ما هوه
وخلصنا على كدا
لكن المحبة فضلت ف القلوب
مراحتش لحظة لحد ما بيسألوها عنه 
فعينها تلمع بالحب اللى مرحش لحظة 



 

حجازى اخر عشرة خمآشر سنة قبل وفاته 
دخل ف حالة عزوف وسدة نفس عن الرسم
كان قرفان من الحال 
نشروله مرة كاريكاتير قديم 
وعمل دوشة ولفت انظار الناس 
صديق له بيبلغه الحكاية متصور انه هينبسط 
حجازى زعل ..
 وقاله كدا معناه ان اللى كنت بنتقده لسه موجود 
... ومتغيرش ايه اللى يفرح ف كدا
:(
وخد قرار انه يسيب شقته ف ميدان الباشا بحى المنيل
وقال ارجع طنطا ..
 اعيش هناك الباقى من العمر

 

محمد بغدادى
 قرر يعمل الكتاب دا عنه 
عشان يأرشفله تاريخه 
وشهروزة استعانت بيه كله الصراحة 




لأنه اكتشف ان حجازى 
مبيحتفظش بأى عمل من اعماله 





وسلوى مراته كانت جمعت الرسومات
 والشغل ف مجلدات كدا
بس لما انفصلوا هوه شالهم 
وحطهم على باب الشقة مع الزبالة !!!
الزبال - الناس المحترمة بتاعت زمان بقى - لقاهم
 فخبط عليه وقاله حاجتك يا بيه
ازاى ترميها كدا .. ؟!
اخدهم منه 
طاه نشيلهم بقى على أى رف وخلاص
لأ
راح ماسكهم ومقطعم ورقة ورقة 
وراميهم تانى مقطعين !!
#ليه_يا عمنا كدا بس ؟!!! 




بصوا
شهروزة ملهاش تحليل لشخصية الجدع دا 
غير انه منقوع ف فضيلة التواضع ..
 بجد مش تهريج 
هوه طول الوقت بيدور على الاتقان
 ومكنش حاسس انه بيعمل حاجة جامدة قوى
وبيحاول ببعاده عن الناس انه يحافظ على تواضعه
عشان يفضل يدى .. وميحسش انه اكتفى 

 


كان بيقول ان البنى آدم لو حلم لنفسه بس 
سهل قوى يقع ف فخ الرشوة والسرقة والنهب 
ويأذى الآخرين 
لكن لو لم للمجموع .. يبقى هوه كدا صح
...... على رأى الغنوة 
لو مش هتحلم معايا .. مضطر أحلم بنفسى
لكن ف الحلم حتى ... عمرى ما هحلم لنفسى 


 

الفلوس فعلا بالنسباله كانت وسيلة ينبسط بيها
وجت جت
مجتش مجتش
والمبادىء لا تتجزأ 









وهديكم مثال بسيط لذلك .. 
غير رفضه للمناصب
لما جه يسيب شقته ف قلب حى المنيل 
ويروح على طنطا بعت لصاحب العمارة يقوله 
هخلى الشقة وتعالى استلمها
الراجل قاله ادينى فرصة احضرلك الفلوس
حجازى قاله فلوس ايه ؟!
انا لما اجرتها منك مدفعتش غير ايجارها
ودلوقتى انتا هتاخدها تانى ... !
والراجل طبعا ازبهل 
لأنه رفض للتو فوق الـ  150 ألف جنيه
ف اوائل التسعينات الكلام دا



 
هوه ف التوقيت دا مكنش معاه فلوس قوى
 ولا بيرفل ف الحرير يعنى
لكن المبدأ
والشياكة
والنقاء
وبيقولوا ان صحته تعبت 
وان احد اصدقائه تقريبا كدا كسر عليه باب الشقة 
لما قعد يتصل بيه يومين وميردش
ودخل لقاه تعبان وكان هيموت ... !

 

ساعتها حجازى بعد ما خرج م المستشفى 
قرر يكفى اصدقائه شر القلق عليه 
وقال اروح اعيش جنب اخواتى ف طنطا
وقد كان





ورفض أى محاولات للتكريم والتواجد ف العلن .. 
طبيعته غلبت عليه
لكن بيحكوا انه مرة كان معاه اصدقائه المقربين 
وبيتكلموا عن حال مصر المباركية
واحد ضيوفه بان عليه الزعل من الحال النيلة 
اخر كام سنة
فحجازى قاله متخفش
عارف كتاب بدائع الزهور ..  بتاع ابن اياس ؟ 





بكرة تلاقيهم كاتبين ف فقرة منها
"وقد حكم مصر حاكم ظالم اسمه حسنى  مبارك
.. من سنة 2891 حتى عام.. كذا.. "
ومصر هتفضل 
وهما هيبقوا سطور سودا ف التاريخ .. وبس
وهذا ما حصل بالمللى





والحمدلله انه لحق يشوف مبارك
 وهوه بيغور مهزأ متهان متبعترة كرامته 
على ايد العيال .. تربية فنه ودماغه الحلوة
 .. احنا 
واللى اصغر منا 





العيال اللى اتعلموا على ايده الجمال .. 
والذوق
 والكرامة 


 

وعم حجازى مات ف اكتوبر 2011 
الموت اياه
المؤقت دا .. جسدا وليس روحا
لكن ياما ناس عايشة ولا فارقين معانا 
والعكس صحيح





وانا خلصت حكايته ..
 لكن لسه فاضل اللى يخصنى فيه
واحكيلكم بقى
:) 

 

آل انا سنة 1984 سافرت الامارات مع اخويا وماما 
عشان بابا بيشتغل هناك
قوم ايييه

مجلة ماجد مقرها كان ف ابوظبى
 يعنى فركة كعب نكون هناك ف المجلة
بابا حدفنا ف تاكسى على هناك 
وسابنا ورجع لشغله  ودخلنا على مكتب مدير التحرير
  اللى كان يعرف بابا وموصيه علينا 


 

كان احمد عمر الله يمسيه بالخير بقى
كان راجل لطيف وذوق 
وبعد الاستقبال والحاجة الساقعة 
عاوزين نتفرج يا عمو ع المجلة ! 
ندهلنا حد من العلاقات العامة 
اخدنا يمشينا ف جولة
اخويا كان ساكت ومتحفظ
انا بقى اللى كنت زى الخازوق كدا 
كل شوية اسأله فين الرسامين ؟!!





أصلى كنت عاملة حسابى انى هدخل أوضة 
فلاقى حجازى قاعد بيرسم
وطبعا معرفش شكله 
بس اكيد هعرفه من رسوماته علطول
وكان فيه 2 سيناريو ف دماغى
الاولانى انى هخش عليه .. الاقيه ..  ازنقه ف كورنر
 وارفع عليه مطوة
 واهدده لازم الا يقعد يعلمنى ارسم ازاى قصص مصورة 
زى اللى بيعملها دى
...

يا اما اخده بالراحة والسياسة
 ونقعد سوا فنان زميل مع فنانة زميلة
 ويدينى دروس ف المهنة ..  انا زى بنته يعنى .. !
#الناس_لبعضشيها 





القصد
 كان عندى افكار وعاوزة اقولهاله
وعاوزة يعلمنى دروس سريعة وخاطفة 
وافرجه كمان ازاى بعرف ارسم التنابلة حلو 
وانى باخد احسن درجات ف الرسم وكدا


 
لكن
 للأسف دخلنا كل الاوض وملقيتوش
ولما سألتهم عنه وعن ايهاب ورحمة وغيرهم
قالولى يا بنتى دول مش زى الصحفى
 يقعد على مكتب ويمسك ورقة وقلم يكتب دلوقتى
دول لهم مزاج ونظام مختلف


 
وطبعا لو كنت عارفة طباعه كان اكيد لو موجود 
مش هيقابلنا برضو ... 
وزعلت انى مشفتوش بس عمرى ما بطلت احبه
واحب كل اللى بيرسمه
من وانا عيلة ولحد ما كبرت


 

وفيه ناس كدا ف الدنيا
ممكن متعرفهمش شخصيا
لكن تعرفهم جدا ولو صدفة تقابلهم 
ممكن تاخدهم بالحضن بلا أدنى تردد 
 منهم حجازى
اللى لو كنت شفته كنت هحضنه فوراااا
واقعد ساعة اقول شكرا بس 
 على كل الجمال اللى نضف بيه عينى
 من صغرى
شكرا على اللى زرعه ف روحى
وخلانى اكبر ارفض الظلم والاستبداد
واذا كان ف اوقات حس بيأس من الكبار
و راهن علينا.. فعاوزة اقوله 
رهانك كان ف محله
جيلنا واللى بعده عملوا ثورة 
ورفضوا الظلم ولسه مكملين يا عمنا
واللى عملته مرحش هدر ...
والحمدلله 
 واذا كان زمان 
كل ابطال السير كانوا بيحاربوا الظلم بسيوف ورماح 
فصديقى الغالى ف طفولتى 
 حارب معايا شرور العالم بريشته وروحه الطيبة 
ويستحق بحق يكونله سيرة ف قلبى 
وأسميها 
السيرة الحجازية 

 


سلام على روحك الطيبة .. النقية ... المعطاءة
....
وتصبحوا على ألف خير 



  ---------------------


 صحبى اللى كتفى فى كتفه بيخلينى مطمن
احلى صحوبية :)
 

 
 شكرا انا بموت ف حجازي
 وماليش ف مصطفي حسين



 انا اتعلمت اللغة العربية على يد استاذ مصري 
وحببني بمجلات ماجد وسمير
 وكنت بتفرج على صور حجازي بعيونهم
 اللي بتنطق بحسهم صحابي

هناك 5 تعليقات:

  1. طبعا كل الذكريات الجميلة رجعتينا ليها يا شهرزاد....رحمة الله عليه...وشكرا لك.

    ردحذف
  2. لو سمحتي يااستاذه شهرزاد انا قريت الموضوع و كان جميل قوي وعرفت كمان انك معاكي كتاب حجازي فنان االحاره المصريه للاستاذ محمد بغدادي انا كنت عايزك ف حاجه بخصوص الموضوع دا انا هسيبلك ايميلي اهو و يا ريت تكلميني ضروري ارجوكي

    ردحذف
  3. رائعة يا شهر زاد بس لو تدليني علي مكان كتاب محمد بغدادي لآن ايدي تعبتني انسخ من المواقع رسومات العبقري حجازي. د. حسين يوسف

    ردحذف
  4. اي حاجة اكتبها مش ممكن توصل لجمال و روعة و دفء و شاعرية كتابتك
    الله يرحم حجازي .... العبقري .... الإنسان

    ردحذف
  5. رائع المقال. تسلم إيدك على الشغل ده.
    فكرتيني بمقال أحمد خالد توفيق عن حجازي.. كتبه من نفس المطقة بتاعتك.... وموجع جدا بردو

    https://aktowfik.blogspot.com/2011/07/blog-post_5715.html

    أتمنى تقريه.

    ردحذف

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
"حقوق الملكية والملوخية والمهلبية ... الخ
محفوظة للست شهرزاد وإياك حد يسرقها ويحاول يزعلها آغجر .. مفهوم ؟ "

3