بطلة الحكاية النهاردة مش ست عادية
نسبا وشكلا وموهبة ومكانة وحاجات كتير
لكن قبل ما نقول مين هيا
لازم نقول الاول مين أبوها وأخوها
احنا دلوقتى فى زمن الخليفة المهدى
ف العصر العباسى الأول
فى عز تألقه ولمعانه وترفه وزهوه بالانتصارات
وانفتاحه على ثقافات أخرى جلبها غزو الدولة القوية
للبلاد من الشرق للغرب
والراجل - المهدى يعنى - هيقع فى غرام
احدى المغنيات البارعات وكان اسمها مكنونة
الست هتدخل دماغه ويحبها وتبقى من أقرب نسائه
لدرجة ان الخيزران زوجته وام ولى العهد تقلق منها
وتقول
" ما ملك امرأةً أغلظ علي منها"
الست مكنونة الجوهرة المصونة هتحمل من الخليفة
وتجيبله بنت يسموها ... علية
وعلية بنت الخليفة هتبقى كمان اخت خليفة
اسمه له شنة ورنة كلنا هنعرفه بـ .. هارون الرشيد
واللى كان حكاية لوحده
وطبعا مفيش داعى نكرر حوار انه كان
فارس اشتهر بقتال الروم من قبل ما يبقى خليفة
وانه كان محب للعلم والشعر
وكان مشهور بالحج عام والغزو عام
وانه كان كل يوم يصلى 100 ركعة
وانه كان يقف يقول للسحابة روحى مطرح ما تروحى
هيأتينى خراجك الخ الخ
كل دا حافظينه
لكنننننن
فيه جانب آخر لهذا الرجل
تقدر تتلمسه من كتب التاريخ والتراث
جانب ملوش دعوة بالتفخيم والتبجيل
و اذا كان البعض كان يحلو له ان يذكره كرجل عابث لاهى
محب للنساء والمال والسلطة
ودا كان صح برضو
لكن من الواضح انه الرشيد كان مرآة لعصره ..
جواه المتناقضات فى زمن كان كله متناقضات
طب دا هارون الرشيد ... ايه حكاية الأنسة علية ؟؟
شَرَبْتُ نَوْماً بِسَهرْ ... وَغُصْتُ فِي بَحْرِ الْفِكَرْ
ما للتَّصابِي والغِيَرْ ... مَنْ عَرَفَ الحُبَّ عَذَرْ
علية اتولدت فى قصر
أكبر رأس ف دولة الخلافة الاسلامية انذاك
أميرة مترفة مدللة ومحبوبة ومطاعة
جمعت بين نقيضين .. امها وابوها
فكان مزيج مدهش .. خلاب
خلاها محط الانظار والقلوب
واقلب القدر على فُمها .. تطلع علية لأمها
وأحسن
كانت ملحنة ومغنية وعازفة وشاعرة وحبيبة جامدة
وسبع صنايع وحاجة تشِرح القلب الحزين كدا
وكان لها أخ من امها اسمه ابراهيم
كان من أشهر موسيقى عصره والمشهود لهم
ومع ذلك كانوا بيقولوا ان علية أشطر منه وأبرع
"ما اجتمع في الإسلام قط أخ وأخت أحسن غناءً
من إبراهيم بن المهدي وأخته علية وكانت تقدم عليه "
سيدى يا سيدى
وجنب الالحان اللى عدت 70 لحن واغنية
كانلها ديوان شعر
أَلْبِسِ المَاءَ الْمُدامَا ... وَاسْقِنِي حَتَّى أَنَامَا
وَأَفِضْ جُوَدكَ فِي النَّا ... سِ تَكُنْ فِيهمْ إمَامَا
لَعَنَ اللهُ أَخَا الْ ... بُخْلِ وأَنْ صَلىَ وَصامَا
وكانت جميلة .. لكن جبينها كان عريض وبارز
فكانت بتلبس عصابة مزينة بالجواهر وبقت موضة
" غير أن في جبينها فضل سعة، فاتخذت العصائب
المكللة بالجوهر لتستر به جبينها، فاحدثت شيئا
مارأينا أحسن منه
في ما ابتدعته النساء وأحدثنه "
وبما ان الرشيد كان مشهور عنه حبه للمغنى
والمزيكا والشعر والبنات الحلوة والسهر
والضحك والوجوه الصباح والليالى الملاح
وكان راجل أُنس قوى ..
كان بيحب علية حب غير عادى ومتعلق بيها بزيادة
ومكنش بيناديها الا ... يا حياتى
روخرا كانت بتعرف مفاتيحه
وازاى تتسلل الى قلبه بكل ما يحب
وتقول فيه اشعار
مالَكِ رقِّي أَنْتَ مَسْرُورُ ... وَبِالَّذِي تَهْواهُ مَحْبُورُ
أَوْحَشْتَنِي يا نُورَ عَيِني فَمَنْ ... يُؤنُسِنِي غَيْرُكَ يا نُورُ
أَنْتَ عَلىَ اْلأَعْداءِ يَا سَيِّدِي ... مُظَفَّرُ الآْراءِ مَنْصُورُ
و كانت بتلحن وتعزف وتغني أشعارها
ولشعراء غيرها
لكن لما تبص لمجمل صفاتها ف الاخر
هتلاقى نفسك بتقول ..
من شابهت اخاها فما ظلمت
بيقولوا عنها :
"كانت علية حسنة الدين
وكانت لا تغني ولا تشرب النبيذ
إلا إذا كانت معتزلة الصلاة
فإذا طهرت أقبلت على الصلاة والقرآن وقراءة الكتب
فلا تلذ بشيءٍ غير قول الشعر في الأحيان "
يعنى كان الشعر متعتها الأثيرة
وعلية قالت عن نفسها لما سالوها عن الأشعار
العاطفية الملهلبة اللى بتكتبها دى وحقيقتها
"وكانت تقول: لا غفر الله لي فاحشةً ارتكبتها قط
ولا أقول في شعري إلا عبثاً "
يعنى كله محض كلام ومعملتوش
ولأ مش انا
والنبى ما أنا دى اختشى منى !
أَصابَني بعْدَك ضُرُّ الهَوَى ... وَاعْتاَدِني للبُعْد إقْلاقُ
قَدْ يَعْلَمُ المَوْلىَ وَحَسبي بِهِ ... أَنِّي إلىَ وَجْهكِ مُشْتاقُ
انما على مين ؟!!
المدموزيل علية ربيبة القصر وسليلة المجد
مخلتش ف نفسها وانساقت للتقاليد وانما تمردت
بيقولوا انها كانت حبيبة كبيرة
وكتبت الأشعار ف خادمين تحديدا
واحد اسمه طل ... والتانى اسمه رشأ
بتُّ قَبْلَ الصَّباحِ إنْ بتُّ إلاَّ
فِي اِزارٍ عَلَى فِراشٍ حَرِيرِ
أَوْ يَحُلْ دُونَ ذَاكَ غَلْقُ قُصُورٍ
كَمْ قَتيلٍ مِنَ الَهْوَى فِي الْقصوِر
أول واحد ... سى طل أفندى
اللى كان احد الخدام ف قصر الخليفة الرشيد
ولا وزن له اصلا ولا صيت ... لكنها شغفت بيه
كتمت اسم الحبيب عن العباد
ورددت الصبابة في فؤادي
فوا شوقي إلي ناد خلي
لعل بإسم من أهوى أنادي
الجدع طبعا اترعش لما حس باهتمامها
وخاف على روحه
لكن هيا اتجرأت بما لها من نفوذ وثقة ف نفسها وسعت له
قَدْ كانَ ما كلُفِّتْهُ زَمَناً ... يا طَلُّ مِنْ وَجْدٍ بِهِمْ يَكْفِي
حَتَّى أَتِيْتُكَ زائِراً عَجِلاً ... أَمْشِي عَلَى حَتْفِي إلىَ حتَفْيِ
والموضوع وسِع فراح ولاد الحلال للرشيد
يقولوله
اختك بتحب
الواد اللى اسمه طل
هتحط راسك ف التراب
هنتفضح ف المنطقة
الرشيد طبعا اتشال واتهبد
وراح لعلية وقالها :
"لا أريد بعد اليوم أن يجري إسم (طل) على لسانك
أبدا وأقسم لو أن هذا حدث فلن يحدث لك خير "
وفيه ناس بتقول انه اخد طل وسجنه
عشان يبعده عن وشها خالص
وناس بتقول لأ مسجنوش هوه اداها تحذير وبس
..
طيب
البت يا كبدى اتحسرت
وقررت الاعتكاف ف جناحها وقعدت تقرى قرآن
واعتزلت الغناء ومجالس اللهو
فوحشت اخوها فدخل عليها ف يوم لقاها بتقرى سورة البقرة
وعند الآية اللى بتقول
" فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ"
توقفت ... وفجأة افتكرت ان الرشيد طلب منها
متجبش سيرة طل على لسانها
فراحت قايلة
" لم يصبها وابل
- فالذي نهانا عنه أمير المؤمنين -
وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصيِرٌ"
هارون قعد يضحك
وبيقولك ايه بقى
" فدخل فقبل رأسها وقال قد وهبت لك طلا،
ولا منعتك بعد هذا من شيء تريدينه"
وبعد ما الحاج وهبها طلا
محدش قالنا للأسف
ماذا فعلت به يا ترى ؟
كل خير ان شاء الله
ومعلش ...
وقت مستقطع كدا لدقيقة
عشان الناس اللى هتطلعلنا زى الخازوق كدا
وتقولنا انتا مصدرك كتاب الاغانى وكله ملفق الخ
حضرتك اللى حاكى الحكاية دى
أديب وشاعر ومؤرخ مخضرم
كان فى وقت ما قريب لتلاتة من الخلفاء العباسيين
يعنى منهم فيهم
وكان قادر يخفى هذا او ينفيه لو محصلش
والمصدر هوه : أشعار أولاد الخلفاء وأخبارهم
أبو بكر محمد بن يحيى بن عبد الله الصولي
واللى هيكمل الحكاية ... بأن من بعد طل
الست علية انغرمت بخادم تانى اسمها رشأ
والمرة دى طلعت واعية واستفادت من التجربة السابقة
ازاى ؟؟
بيقولك انها قررت لما تقول فيه شعر
متجبش سيرة اسمه وهتقوله يا
"زينب"
ايوالله زمبقولك
وعشان محدش يهرشنا وكدا
وجد الفْؤاد بِزيْنبا ... وجداً شديداً متعبا
أَصبحت مِن وجد بِها ... أُدعى شقياً منصبا
ولَقدْ كنَيتُ عنْ اسمها ... عمداً لِكي لا تغضبا
وجعَلْت زينب سُترة ... وَأَتيت أَمراً معجبا
قالت وقد عزّ الوصا ... ل ولا أَجد لي مذهبا
والله لا نلت المو ... دة أَو تنال الْكوكبا
والكابتن رشأ دا الظاهر كان صايع ومدقدق
وفيما يبدو خشى مصير طل فتمنع على علية
ولوعها
كَمْ تَجَنَّى ذَنْباً عَلَىَّ بِلاَ ذَنْ ... بٍ وَما إنْ أَمَرْتَنِي فَعَصَيْتُ
إنْ تَكُنْ قَدْ صَدَدْتَ عَنِّيَ لَمَّا ... أَنْ تَمَلَّكْتَنِي فَصَدُّكَ مَوْتُ
واحدى جوارى زوجة الخليفة الرشيد
غارت من الحدوتة فوقعّت ما بين رشأ وعلية
ورشأ اعلن انه مش هيشرب الخمر ابدا
ف اشارة من سيادته الى الامتناع
عن حضور مجالس اللهو وكدا
وبيقولوا علية اتقمصت واتغاظت جدا
فقررت تشرشرح للجارية اللى بالمناسبة
كان اسمها "طغيان" ومش عارفة أنا
بيجيبولنا الاسامى دى منين !!
المهم قالتلها
لطغيان خف مذ ثلاثين حجة
جديد فلا يبلى ولا يتخرق
وكيف يبلى خف هو الدهر كله
على قدميها في الهواء معلق
فما خرقت خفا ولم تبل جواربا
وأما سراويلاتها فتمزق..!
ومفيش داعى نشرح الأبيات دى عشان فيه بنات قاعدة
وخلاص هزأت الواشية ومسحت بيها بلاط القصر
راحت كاتبة للأخ زينب .. قصدى رشأ قائلة :
قَدْ ثَبَتَ الخْاتَمُ فِي بِنْصَري ... إذْ جاءنَيِ مِنْكَ تَجَنَيِّكا
حَرَّمْتَ شُرْبَ الرَّاح إذْ عفْتَها ... فَلَسْتُ فِي شَئٍ أُعاصِيكا
فَلَوْ تَطَوَّعْتَ لَعَوَّضْتَنِي ... مِنكَ رضُابُ الرِّيقِ مِنْ فِيكا
فَيا لَها ما عشْتَ مِنْ نِعْمَةٍ ... لَسْتُ لهَا ما عِشْتُ أَجْزِيكا
يا زَيْنَباً أَرَّقْتِ مِنْ مُقْلَتِي ... أَمْتَعنَيِ اللهُ بِحُبِّيكا
#حوبيكا_حبى
وبيقولوا ان رشأ الشهير بزينب راح يحج
فكتبت تقول :
مَرَّ إلىَ الرُّكْن فَزَاحَمْتُه ... فَاْلَتَمسَ الرُّكْنَ وَلَمْ يَلْثِمِ
وَفاتَ بِاَّلسْبقِ إلَى زَمْزمٍ ... وَكانَتِ اللَّذَّاتُ فِي زَمْزَمِ
شَرِبْتُ فَضْلَ المَاِء مِنْ بَعْدِهِ ... فَلَسْتُ أَنْسَى طَعْمَهُ فِي الْفَمِ
ف الحج الكلام دا
اختشوا بقى
بس لأ
متنكروش .. البت شديدة... وقويلة
وفوق دا كله كانت ملحنة ومغنية
وحاجة آخر فُللى
ويمكن جرأتها وكل المهارات اللى تمتعت بيها
مع الحصانة من غضب الرشيد
هيا اللى كانت السبب ف الاشاعة
اللى طلعت عليها بعد كدا
وتناولتها الكتب فيما بعد لتشويه سيرتها
وحكاية العباسة مع جعفر البرمكى اياها
و يقال ان أعداء الرشيد هم من روجوا للقصة دى
بعد موته والاعداء دول هما من تبقى من البرامكة
اللى كانوا ف أعلى المناصب والمقامات ف أيام
ثم غدر بهم بليل فيما عرف بـ
"محنة البرامكة"
وخلاهم هارون أثر بعد عين
فالمتعاطفين معاهم تداولوا القصة دى
ايه بقى ؟؟
بيقولك يا سيدى ان الرشيد كان ثانيه
صديقه الانتيم جعفر البرمكى
وكانت علية (الشهيرة بالعباسة ف الروايات دى ) ثالثهما
ف مجالس الانس والطرب
وكانوا احيان كتير بيشربوا ويسكروا
فالرشيد غيرة على شرفه قال
يجوزهم لبعض - صوريا- استباقا لأى تهور
قد يحصل ف حالة غيابهم عن الوعى!!
وبيقولك كمان انه الموضوع مشى كدا
لحد ما علية وقعت ف غرام جعفر فعليا
وقررت تحول الجواز من ع الورق الى واقع فعلى
وانها شجعت جعفر فالراجل خاف ورفض طلبها
اخلاصا للرشيد وخوفا من بطشه
قوم ايه ؟
بيقولك كمااااان ان أم جعفر كانت كل اسبوع تجيبله
بنت بكر يدخل بيها عشان اخلاقه متنحرفشى
والراجل لازم ينبسط يا زينب ...!
علية راحت لحماتها دى واتفقت معاها
انها تدخلها مكان واحدة من الصبايا دول
وانطلت الحيلة على جعفر ودخل بيها
وهوه ميعرفش انها اخت الرشيد
اللى بيسهر معاها ليلاتى
ويسمع صوتها وغناها وكاتب عليها
ولا تخرج قبل ان تقول سبحان الله !
خلصنا الانبهارات ؟
لسه
بيقولك كمااااان ان علية او العباسة واجهت جعفر
بعد ليلة الدخلة فالجدع كان هيتجنن من هول الصاعقة
بس بعد شوية أصلى حبشيت الموضوع قوى
وبقوا يتقابلوا ف السر بعيدا عن أعين الخليفة
خلاص كدا يا شوشو ؟!
لسسسسسسه !
دا بيقولك انهم خلفوا ولد ف الخفاء
وعلية بعتته مكة مع خادم وجارية يربوه ...
ناس تانية تقول خلفت ولدين
وناس تقول خلفت أربعة
هاه مين يزود !!
وناس تقولك ...
ان الرشيد عرف بالصدفة لما سافر يحج
وناس تانية تقولك ان مراته هيا الى وشت بالحكاية
كيدا ف جعفر ونفوذه
وناس تالتة تقولك ان الرشيد تو ما عرف
راح قاتل علية قبل حتى ما يقتل جعفر البرمكى
ومن معه !
...
كل ما سبق هجص طبعا
الرواية دى ذكرها ابن كثير ف البداية والنهاية
عن ابن جرير الطبرى
وتناقلها ف العصر الحديث جورجى زيدان وغيره
لكن الحقيقة نفاها ناس تانية برضو مؤرخين أخرين
خصوصا انه من المعروف والثابت
ان علية توفت بعد اخوها
وان محنة البرامكة كان لها اسباب اقتصادية وسياسية
ف المقام الاول حتى ولو لم يذكرها الرشيد علانية
ونصا اهو ابن كثير بيقول :
" ويقال: إنما قتلهم الرشيد لأنه كان لا يمر ببلد
ولا إقليم ولا قرية ولا مزرعة
ولا بستان إلا قيل: هذا لجعفر
ويقال: إن البرامكة كانوا يريدون إبطال خلافة الرشيد
وإظهار الزندقة
وقيل: إنما قتلهم بسبب العباسة
ومن العلماء من أنكر ذلك وإن كان ابن جرير قد ذكره
والمهم ان ابن الجوزى بيقول ا
"أن الرشيد سئل عن سبب قتله البرامكة
فقال: لو أعلم أن قميصي يعلم ذلك لأحرقته"
اللى هوه كيفى كدا وانا حر ومش قايل
!!اهيه ... دنتا راجل غريب قوى !
والناس الحقيقة ذهلت مما حدث بين الصديقين لانه
" قد كان جعفر يدخل على الرشيد بغير إذن
حتى كان يدخل عليه وهو في الفراش مع حظاياه -
وهذه وجاهة ومنزلة عالية -"
صلاة النبى احسن
نرجع للست علية ...
اللى فيه ناس قالت انها اخت
والعباسة اخت
وان صاحبة قصة جعفر الملخفنة دى اخت تالتة
اسمها ميمونة .. !
كل دى محض روايات
لكن الشاهد ان علية بنت المهدى
تزوجت بيقولوا 3 مرات وطلقت مرتين
وماتت وهيا على ذمة اخر ازاوجها
وكان احد كبار رجال البيت العباسى
موسى بن عيسى بن موسى بن محمد
بن علي بن عبد الله بن عباس
وكانت مخلفة منه كمان
الحاج دا كان امير على مصر ف ايام الرشيد
لفترة بسيطة
لَيْسَ خَطْبُ الْهَوَى بِخَطْب يَسيرِ ... لاَ يُنَبِّئْكَ عَنْهُ مثْلُ خَبِيِر
لَيْسَ خَطْبُ الْهَوَى يُدَبَّرُ بالرَّأْيِ ... وَلا بِالْقِياسِ وَالتَّقْدِيرِ
وحبيبة اخوها التى كان لا يناديها الا يا حياتى ...
كانت بهجة القصر العباسى
ف مرة اشتكت لها زوجة الرشيد ام جعفر
ان هارون مقضى ليلته مع احدى الجوارى
ومهيص وعامل حفلة ولامم جوارى اخريات
ورقص وغناء وضرب نار حتى الصباح الباكر !
الست غارت وقعدت تاكل ف روحها
وبعتت لعلية تشتكيلها
" فأرسلت إليها علية: لا يهولنك هذا، فوالله لأردنه إليك
قد عزمت أن أصنع شعراً وأصوغ فيه لحناً
وأطرحه على جواري، فلا تبقى عندك جاريةٌ
إلا بعثت بها إلي وألبسيهن ألوان الثياب
ليأخذن الصوت مع جواري،
ففعلت أم جعفر ما أمرتها به "
بس وصلاة العصر وجبت
وهارون خارج ... لقالك ايه ؟
" لم يشعر الرشيد
إلا وعلية قد خرجت عليه من حجرتها
وأم جعفر من حجرتها معها
زهاء ألفي جاريةٍ
من جواريها وسائر جواري القصر
عليهن غرائب اللباس، وكلهن في لحنٍ واحد
هزجٍ صنعته علية .. "
وغنوله قائلين :
منفصلٌ عني وما .. قلبي عنه منفصل
يا قاطعي اليوم لمن .. نويت بعدي أن تصل
وبعد الزفة دى بيقولك الخليفة استمخ قوى
وقال لخادمه المطيع:
"فطرب الرشيد وقام على رجليه
حتى استقبل أم جعفر وعلية هو على غاية السرور
وقال: لم أر كاليوم قط
يا مسرور لا تبقين في بيت المال درهماً إلا نثرته
فكان مبلغ ما نثره يومئذٍ ستة آلاف ألف درهم
وما سمع بمثل ذلك اليوم قط."
انها علية بنت المهدى درة قصر الخليفة
وقلب أخيها
الشَّوْقُ بَيْنَ جَوانِحِي يَترَدَّدُ ... وَدُموعُ عَيْنيِ تَسْتَهلُّ وَتَفْدُ
إنِّي لأَطْمَعُ ثُمَّ أَنْهَضُ بِالُمنَى ... وَالْيأْسُ يَجْذِبُنِي إلَيْهِ فَأَقْعُدُ
بعد موت الرشيد انفطر قلبها
واعتزلت الغناء وشرب الخمر
لكن الامين الخليفة الجديد هيستحلفها ترجع
فتقول فيه :
أَطَلْتِ عَاِذَلتِي لَوْمِي وَتَفْنيِدي
وَأَنْتِ جَاهِلَةٌ شَوْقيِ وَتَسْهيِدِي
قامَ اْلأَمِينُ فَأَغْنَى النَّاسَ كُلَّهُمْ
فَمَا فَقِيرٌ علَىَ حَالِ بِمْوْجُودِ
واحنا دلوقتى سنة 210 هـ
وعلية بقت ف الخمسين من عمرها ...
والخليفة بقى المأمون
اللى قتل اخوه الامين فى معركة على السلطة
وبيقولك حب يدخل يسلم على عمته
وكانت هيا الداخلة يا ثامح !
بيقولك نصا :
" فضمها إليه بقوة
وأخذ يقبل رأسها وكانت تلبس الخمار
ولم ترد أن تدفع عنها أمير المؤمنين
رغم شعورها بالإختناق وعندما تركها
شرقت وسعلت ثم أتتها الحمى وتوفت بسبب ذلك "
اهيه
يحضنها تمرض وتموت !
البعيد سره باتع
مبحبوش الشخص دا أبضضضضضضن
وهيا الموتة غريبة بس بتحصل
واتناشر كيلو بسبوسة
وحتة قشطة قد كتهوه !!
اتناشر كيلو ملهمش لازمة
وهيا دى اللى موتته
هيا كدا تيجى على اهون سبب
وانتهت حكاية علية بنت المهدى
بنت خليفة
واخت عدد (2) خليفة
و عمة عدد (2) خليفة تانيين
أَلاَ يا نَفْسُ وَيْحَكِ لا تَتوقِي ... إِلىَ مَنْ لَيْسَ بِاْلَبِّر الشَّفِيقِ
أَلاَ يا نَفْسُ أَنْتِ جَنَيْتِ هَذا ... فَذُوقِي ثُمَّ ذُوقِي ثُمَّ ذُوقِي
....
آه يانا يامه
الملاحظات بقى ... مش كتير
أولهم كالعادة
العصر العباسى اللى ارتبط ف ذهن الناس
اللى بتحب تتباهى بالانتصارات والفتوحات الخ
فتسبغ هالة من التقديس على الاشخاص ...
فتجافى الحقيقة وهى ان هذا العصرا كان سر تألقه
هوه التنوع والحرية المتاحة فيه مقارنة بما قبله
2)
هارون الرشيد له ما له وعليه ما عليه
واللى بيحج سنة ويغزو سنة
ويصلى كل يوم 100 ركعة .. الخ
كلام يتناقض تماماااا مثلا مع ولعه بالغناء والجوارى
وانه لما مات حصرت ثروته فبيقولوا انه ....
ترك الرَّشِيدُ مِنَ الْمِيرَاثِ مَا لَمْ يُخَلِّفْهُ أَحَدٌ مِنَ الْخُلَفَاءِ
مِنَ الْجَوَاهِرِ، وَالْأَثَاثِ، وَالْأَمْتِعَةِ سِوَى الضِّيَاعِ
وَالدُّورِ مَا قِيمَتُهُ مِائَةُ أَلْفِ أَلْفِ دِينَارٍ
وَخَمْسَةٌ وَثَلَاثُونَ أَلْفَ أَلْفِ دِينَارٍ.
" وَكَانَ فِي بَيْتِ الْمَالِ لِمَصَالِحِ النَّاسِ
تِسْعُمِائَةِ أَلْفِ أَلْفٍ، وَنَيِّفٍ
وَأَمَّا الْحَظَايَا مِنَ الْجَوَارِي فَكَثِيرٌ جِدًّا
حَتَّى قَالَ بَعْضُهُمْ:
إِنَّهُ كَانَ عِنْدَهُ فِي دَارِهِ أَرْبَعَةُ آلَافِ جَارِيَةٍ"
طيب ..
ايه المانع نقول الواقع
وانه كان راجل غاوى يبسط نفسه وببذخ
لكنه ف نفس الوقت رجل دولة قوى
وقدر يحافظ على ميراث دولته ويكبرها كمان ..
ليه لازم نسبغ صفات غير منطقية .. !
3)
شخصية هارون الرشيد واخباره وسهراته وجواريه
وحتى خادمه المخلص مسرور
هيا اللى رشحته يكون مصدر الهام مؤلفى الف ليلة وليلة المجهولين لشخصية شهريار وسيافه مسرور
بس الرشيد مكنش بيقتل من حريمه كل يوم واحدة
والحمدلله
:)
4)
ويعنى الستات يا خويا فى هذه الازمنة
كن شاعرات وملحنات ومغنيات يشار اليهن بالبنان
ويتسابق الجميع للتقرب منهن
صحيح علية لم تحترف الطرب
لكن اغانيها اخذت وغنتها كبار المغنيات بعدين
ولم يستنكر اخوها واولاد اخوها الخلفاء هذا ولا حاجة !
5)
ويعنى الستات برضو كانوا بيحبوا من هم
أقل منزلة اجتماعية عنهن
وبيقولوا فيهم الشعر كمان !
والمجتمع كان بيتقبل والدنيا لطيفة خالص اهو
واخيرا ..
مصادر القصة دى كانت
1)
شخصيات حية من كتاب الاغانى - محمد المنسى قنديل
2)
أشعار اولاد الخلفاء وأخبارهم - الصولى
وعشرات المقالات على النت
ولا يتسع المكان لذكرها للأسف
وخلاص خلصنا حدوتة الليلة
نورتونا
---------------------------------------------
أنا جيت
ردحذفبصراحة ما قولكيش فرحت اد ايه لما ليت تيما القمراية صاحبة اطيب قلب لسه بتدون احلى فرحة بجد
تصدقى احنا عملنا حملة فيس بوكية بالعودة لبلوجر وشكلنا هنرجع تانى
انا راجعة تانى ان شاء الله هو اللى يعيش وسط الناس الحلوة دى ينساها
رجعالك تانى ياقمر اكيد هنرجع نتابع زى الاول (وش بيغمز)
احلى بوسات وحضونات ليكى وليسوفة ربنا يبارك لك فيه
دمتى غاليتى بكل الحب والخير والسعادة
Joudy