يعقوب اللعين : آخر خدمة الُغز برميل

حدوتة الليلة دى عن واحد الجبرتى كان شايل منه ومعبى 

ومكنش يجيب سيرته ولا يقول إسمه إلا ويتبعه بشتيمة 

أصله كان بيحبه قوى قوى

 

إنه ... يعقوب اللعين

المعلم يعقوب

الجنرال يعقوب

الذى دأب أغلب المؤرخين على ذكره دائما متبوعا بجملة تفيد بإنه

من أشهر الخونة فى تاريخ مصر

المصادر 
مظهر التقديس - عجائب الاثار : للجبرتى 

بونابرت فى مصر : ج كريستوفر هيرولد 
ودخلت الخيل الازهر : محمد جلال كشك

الجنرال يعقوب والفارس لاسكارس : شفيق غربال 
ومقالة جميلة جدا

بعنوان : الى الذين لا يقرأون التاريخ ولا يستفيدون من دروسه 
 رجاء النقاش - جريدة الدوحة القطرية 
ومصادر أخرى
 وتجميعة الصور من على النت

والقصة تبدأ من أيام حكم على بك الكبير 
اللى حكم مصر من 1763 - 1773 م 
 وعلمونا ف المدارس ان الراجل كان من اوائل الناس
 اللى طمحوا ف استقلال مصر 
لكنه فشل بينما نجح محمد على 
الحقيقة الجدع كان عاوز يستقل بمصر عن العثمانلية بس 
عشان بدل ما حد يقاسمه ف البقرة يستفيد بيها
وبخيره هوه لوحده وشكرا

ماشى .. نمشيها استقلال مصر عن العثمانلية وخلاص 
قصره 
الراجل هيمشى كويس ف الاول ويجنن الاتراك 
اللى هيسوقوا عليه سلاح المال والخيانة وينجحوا ف الوصول إليه
 عن طريق دراعه اليمين وجوز بنته .. محمد بك أبو الدهب

وسى محمد الخاين هيتحالف مع العثمانلية ضد معلمه واستاذه وحماه 
وهيقاتل على بك لحد ما ينجح ف التخلص منه
 فى خضم المعارك الدايرة ف الشام
 وكانت المكافأة انه يحكم مصر بدلا منه 
وبالفعل .. تمن الخيانة كان العرش اللى متهناش وقعد عليه 
غير سنتين بس يا دوووووب 

أنصار على بك الكبير كان مستقلين بيه وقارفينه فراح الشام يحاربهم 
بعد انتصاره عليهم ف عكا 
 حس بسخونية
 .. فدخل خيمته فى هدوووووء 
بعد 3 ايام كان الفرسان بيتقاتلوا قصاد الخيمة 
ف مجية ابراهيم بك احد رجالاته المخلصين لقاهم بيضربوا بعض 
فهم انه سيده ابو الدهب مات

وبس يا جماعة عيب
 دنتوا واكلين شاربين قاتلين خاينين ويا بعض ميصحش ! 
وقف القتال 

وتم الاتفاق انهم يرجعوا مصر طب ندفن الراجل هنا 
لأ مينفعش دا له تار ف الشام من اللى قتلهم ف الحروب 
خلاص ناخده معانا
 وفعلا رجعوا دفنوه ف مسجده اللى ف يمين الصورة دا

 

وبما اننا فى نهايات العهد العثمانى البغيض فعليا
 فكان المنطقى انه الحاكم يتفك بإتنين 
ودا اللى حصل لما اتنين من أقوى مماليك ابو الدهب اتفقوا سوا 
على اقتسام مصر مراد بك وابراهيم بك كانوا اوغاد حقيقين 
وفشلة وظلمة وكلاب فلوس وبس 
وفى هذا الزمن المهين يظهر يعقوب اللعين

والاخ يعقوب اتولد سنة 1745 م فى ملوى بالصعيد 
وبيقولوا انه زى اقباط كثر ف هذا العهد وما قبله وما قبله الخ 
اشتغل ف الأعمال الإدارية لشطارته ف الحسابات والارقام وما شابه
 اول مرة نسمع عنه لما يشتغل عند مملوك اسمه سليمان أغا
 وكان احد كبار القادة العسكريين بجيش على بك الكبير

 

وما شاء الله عليه انتهازى وبيعرف من أين تؤكل الكتف
 بعد شوية هيقدم نفسه للامير مراد 
ويبقى من بطانته واقرب رجاله اكمنه كان بيفهم ف الامور المالية 
ومراد يعز لم الفلوس زى عينيه

وفيه ناس لطيفة كدا ومتعصبة يحلو لها انها تعتبر المعلم يعقوب القبطى دا 
تمثيل لأقباط مصر ف الفترة دى ولسان حالهم
 والحقيقة دا كلام فاسكونيا خالص
 الراجل دا تحديدا اتيح له التدريبات العسكرية وركوب الخيل ومهارات اخرى
 لم تتح لأى من الأقباط اللى كانوا مواطنين درجة تالتة ف بلدهم

جاك تاجر بيقول ف كتابه أقباط ومسلمون
ان يعقوب لم يكن من  الأغلبية البائسة من الاقباط 
وله نفوذ وسطوة من قبل ما يطأ الفرنسيس مصر أصلا 
وبيقول حاجة مهمة انك فعلا لو عاوز تحكم على شخصية هذا الرجل
 وتعرف نواياه الحقيقية 
انظر لتاريخه قبل مجى الحملة 
هتلاقيه مختلف عن أبناء جلدته من بدرى بدرى 
وله كفاءة ف الناحية العسكرية مش بس الادارية 
يعنى مكنش قبطى عادى 
ولا ينفع يمثلهم  !
واهدافه لنفسه كانت واضحة 
وبس يلاقى اللى يخش ف ركابه
واللى هوه .... 

 

وهيا شوية وتلوح سفن جيش الشرق فى البحر المتوسط
 فيحذر القنصل الفرنساوى مراد بك 
اللى فاكرهم لسه ف العصور الوسطى زيه
 و يتريقأ قائلا :
 "ان الفرنسيين ليسوا للحرب وانما هم ليسوا الا فستق خلق للاكل " 

طب يا خويا اديك هتتفستق انتا واللى زيك

 

طبع عارفين اللى حصل لمراد الهزوء اللى وصفه الجبرتى بإنه : 
"لم يعهد عنه انه انتصر فى حرب باشره ابدا "
 واجه خصمه فى معركة امبابة ف يوليو 1798 فى أقل من ساعتين 
كان النصر حليف المحتل 
وجيش مراد خسر 7 الاف قتيل من جملة 30 ألف 
قصاد جيش بونابرت اللى خسر 29 قتيل من جملة 25 ألف

والناجين من المماليك هربوا بعد ما فضوا بيوتهم مما خف وزنه وغلا ثمنه 
وسابوا البيوت بالنساء بالعيال بالناس بالقاهرة كلها ... لقمة سائغة للفرنسي
وهربوا 
 وقالك نروح الصعيد .. أوعر وأصعب وميدان القتال فيها لصالحنا 
طيب يا حيلتها انتا وهوه
ونعم الفروسية والرجولة !

وعلى حد تعبير رجاء النقاش : 

" فى هذه المدرسة الانتهازية النفعية تربى المعلم يعقوب"
 اللى كان جزء من اداراتهم ونفوذهم 
 واللى بعد خلو الساحة منهم بدأ يدور على السيد الجديد 
ومات الملك عاش الملك 
وكان المرة دى ... الفرنسيس

والمؤرخين بيقولوا انه الراجل تطوع وقدم نفسه للفرنساوية 
لا حد اجبره ولا ابتزه ولا نيلة 
هوه قرر يخون بلده وأبيع نفسى بمنتهى السلاسة 
اكمنه كان متعووووودة دااااايما والفرنسيس اتلقفوه
 وقعلهم م السما 
كان عارف دروب البلد وزخانيقها وهينفعهم قوى 
وتعالى يا حبيبى أقعد على حجر عمو
ورغم ان مذكرات كتير من الفرنساوية عن السنوات
 اللى قضوها ف مصر 
تلاحظ انهم كانوا بيحتقروا امثال يعقوب ف المجمل
وكان عندهم خطط مستقبلية للاستغناء عن خدماته هوه وباقى الاقباط 
اللى مكنوش بيثقوا فيهم ابدا

معلش ثوانى ...
 لنا 
هناااااا 
وقفةةةة 
عشان فيه ناس لطيفة ظريفة كدا حاولت تفسر تصرفات المعلم يعقوب 
على ان الراجل كان عنده هدف سياسى لا مؤاخذة قومى للاستقلال بمصر 
عن العثمانلية والمماليك .. مش اكتر 
ولهذا مسك ف جلابية الفرنساوية عشان تصور انهم هيساعدوه
 فى تحقيق هذا الهدف
 شوف ازاااااى

يعنى ناس زى د.لويس عوض ومدرسته
 ومحمد شفيق غربال فى كتابه عن الاخ وغيرهم 
اعتبروا ان الكابتن يعقوب كان وطنى وليس خائن
 وان كان هدفه خلاص مصر من المحتل العثمانى وظلم المماليك وبس

 

وفيه ناس وصلت لمرحلة من الهرتلة لدرجة انهم يشبهوا يعقوب بسعد زغلول
  يعقوب سافر مع الفرنساوية سنة 1801م بس 
مكملش عرض مشروعه للاستقلال 
بينما سعد زغلول ربنا مد ف عمره وعاش وكدا 
وان هذا امتداد لهذا 
واللى هوه يا حلاوة يا ولاد ... !

والحقيقة ان يعقوب طفش من مصر لأنه مكنش يقدر يقعد تانى 
خوفا من انتقام المصريين
 والباقين من المماليك ومن العثمانلية رغم وعدهم له بالامان
 لكنه بالذكاء اللى يخليه يعرف انه ميت ميت
 ثانيا هو لم يكن يمثل الا نفسه 
واغلب الأقباط والكنيسة المصرية وقتها كانوا قرفانين منه قرف السنين
لأسباب كتير منها اتخاذه زوجة سورية بهد موت زوجته المصرية 
واللى كانت فيما يبدو على غير ملته  
وانه تطاول بعد الاحتلال الفرنسى على الكنيسة 
لدرجة دخوله على البطريرك بالحصان حاجة آخر قلة أدب كدا 
وانه لما عمل كتيبة من بعض شباب الاقباط اهلهم راحوا للبطريرك
 يترجوه يرجع العيال ويعقوب نفض للكنيسة وطلباتها ... 
غير انه لم يكن معروف عنه رغم ثرائه الشديد أى تبرع للكنايس 
ولا أى حاجة خدمية .. يعنى كان واكل ناسه واكل ناسه 
كل دا مكنش مهم قوى .... لكن برضو مكنش ينفع يقعد !

حد يقولى يا شهرو ..
طب هوه هبب ايه يعنى عشان دا كله غير انه تطوع بالمعلومات
 والبيانات للمحتلين وشكرا ؟
 لاااااااا دا ايده اتلوثت بدم المصريين 
 تعالى اما أحكيلك مش بس من تاريخ الجبرتى 
اللى متعصب شوية تجاه الاقباط عموما لأ دا من مصدر غربى 
لا متعصب ولا متحيز ولا أى حاجة

المؤرخ الامريكى " كريستوفر هيرولد" بيقول :
 " وكان يركب الى جوار ديزيه رجل فذ لولا لباقته وكفايته وشجاعته
 لما استطاع ديزيه فى أغلب الظن أن ينال ما نال من أمجاد النصر
 وذلك هو المعلم يعقوب القبطى 

الذى كان من الناحية الرسمية مسئولا 

عن جميع الضرائب ف مصر العليا

 (الصعيد)

... ولكنه كان فى الواقع شريكا لديزيه فى قيادة حملته 
وكان المعلم يعقوب بن يوحنا وماريا غزال الذى كان اذ ذاك
 فى مستهل الأربيعينيات من عمره أصلح مستشار لحملة الصعيد هذه
 فقد كان يعقوب خبيرا بطبيعة البلاد وباهلها وله فى كل مكان

وفيه دهاء وحسن سياسة لا تجد لهما نظيرا 

.. وكان يتصف بصفة نادرة بين قومه 
هى الشجاعة والكفاية الحربيتيان وكان اهل الصعيد يسمون فرقة ديزيه
 " جيش المعلم يعقوب" 
 وبيقولوا ان ديزيه كان مستكنيص جدا من التخفى وراء يعقوب 
وانه مش ف الواجهة والفرقة متسمية بأسم المخفى 
ليه يا شهرو ؟

الجبرتى اللى هيقولنا السبب

" فى خامس عشر سافر عدةٌ من الإفرنج إلى جهة الصعيد
 وعليهم صاري عسكر المتولي على الصعيد اسمه "دزة" وبصحبتهم يعقوب القبطي
 ليدبر لهم الأمر ويعمل لهم أنواع المكر والخداع ويطلعهم على الخبايا 
ويصنع لهم الحيل، فمنهم أنه كان يرسل الجماعة من الإفرنج
 لقبض الأموال وطلب الكلف

"،ويلبس البعض لبس العثمنلي ويكتب لهم التحذير من المخالفة
، ويذكر لهم أن هذا أمرٌ سلطاني،
 فيروج ذلك على كثيرٍ من أهل البلاد، ويمتثلون الأوامر" 
شوف الوطيان يا اخى

 

لسه فيه وطينة كمان .. 
هيرولد اللى بيقول :
 " ولأنه كان يعمل لدى المماليك طوال حياته، فقد كان ملماً بطرق تفكيرهم 
ويمكن أن يخمن خططهم في القتال، وطرق الهجوم والدفاع، 
بل إن يعقوب نظم شبكة من الجواسيس والعملاء للاستطلاع 
وجمع المعلومات عن تحركات مراد بك وتقديمها للفرنسيين"
دا بايع الكل مخلاش 
!!!!

حد يقولى يا شوشو انتى متحاملة
طب دول مماليك وفرنساوية واقعين ف بعض
 ايه اللى يزعلك ف وجود واحد وسخ ما بينهم ؟!! 
الحقيقة انه واكل ناسه دا مكنش عبيط
 كان فاهم كويس ان المماليك مجرد خط دفاع اول 
ضعيف .. متهالك .. زقة وتكة واحدة .. انهار 

اللى فضل ف المواجهة كان المصريين

المصريين كافة مسلم وقبطى .. 

المحتل مقعدش ينقى  وهوه بيدبح ف البشر

والناس خرجت ف كل مدينة ومطرح
 تدافع عن بيوتها وأرضها وشرفها 

والفرنساوية طاحوا ف الأهالى .. رغم خلو المكان من المماليك

 لمجرد ان الناس دى قاومت

 فتقولى لأ ميقصدش ؟ 

نعم بقى !

فى بنى سويف لوحدها اتقتل ألفين من الأهالى اللى اتسلحوا لمقاومة الغزاة 
اللى كانوا بيدمروا كل قرية يدخلوها وينهبوا ما فيها
 من اول الدهب والفلوس لحد الفراخ والبيض

اما أسوان فكان عدد سكانها مش كتير بالشكل الكافى
 بيقال ان الفرنساوية قضوا الايام الأولى ف التسالى بقتل الرجالة 
واغتصاب النساء اما بدو الصعيد اللى انتفضوا للقتال
 فهما كمان مسلموش من التنكيل والأذى قاموا صحيح
 لكن اتقتل منهم رجال واتخطفت نساء الخ

والجيران بقى ايام ما كانوا جيران بجد 
مش بياخدوا جزيرتين ويبجحوا فينا وكدا
 اثناء ما كان الفرنساوية بيتسلو بالقتل والاغتصاب ف جنوب مصر
 وصلت الاخبار بوصول اكتر من الفين مكى إلى مركز للتجمع فى مدينة قنا 
كانوا جايين يساعدوا المصريين اللى بينهم تجارة ومصاهرة وعشرة 

هيرولد بيقول انه فى أبنود لما بدأ الاشتباك بين الطرفين 
المخسوف يعقوب اصدر اوامر باقتحام البيوت وحرقها بلى فيها
 المكيين نطوا من فوق الاسطح ايد فيها سيف وايد فيها بندقية
 وكانوا بيرموا روحهم على الفرنساوية
 انتحاريين على أبوه يعنى لدرجة ادهشت الغزاة  ! 

وسط كل هذه البطولات والكفاح فى كل حتة دهسها الفرنساوية 

أقولك هيا دى المقاومة 

مش تقولى الخراء اللى كان يعقوب بيهببه هوه المقاومة 

وابصر ايه

وآل اسمه استقلال 

دا استهبال حضرتك 

واللى بيروجه عارف

 وامه عارفة 

وصحيح على رأى المثل

 

طيب .. هنفترض اللى حصل ف الصعيد دا زلة 

وجل من لا يسهو يا شهروزة  طيب !

 أقولكم أبضنننننننن 

الكلب السعران ابتدى يبدع بقى ويوسع فى نشاطاته 

خصوصا بعد ما رجع من الجنوب
 محمل بعداوات ودم وتار وشغلانة زرقة 

ابتدى يعمل استحكامات حوالين بيته 
ويهد ف بيوت مجاورة ف حارته

 وآخر قرف بقى

الجبرتى بيحكى انه : 

"هدم الأماكن المجاورة لحارة النصارى التي هو ساكن بها خلف الجامع الأحمر
، وبنى له قلعة وسورها بسور عظيم وأبراج وباب كبير" 
والمدهول هيشارك الفرنساوية ف اخماد ثورة القاهرة التانية
 اللى بعدها يحصل دمار كبير وينمحى حى بولاق من الوجود 
 المرة دى مكنش معلومات بس

الباشا هيعيش الدور قوى ويجمع جيش صغنن كدا من المرتزقة
 ناس تقول فوق الـ 800 وناس تقول ألف نفر عشان يتحصن بيهم ف بيته 
ويقدموا خدمات للفرنسيس ويبقوا تحت الطلب
 " منها ان يعقوب القبطى اللعين لما تظاهر مع الفرنساوية
 وقلدوه صارى عسكر القبطة جمع شباب القبط وحلق لحاهم وزياهم بزى

 مشابه لعسكر الفرنساوية مميزا عنهم بقبعات يلبسونها على رؤوسهم
 مشابهة لشكل البرنيطة وعليها قطعة فروة سوداء من جلد الغنم 
فى غاية البشاعة مع ما يضاف إليها من قبح صورهم وسواد اجسامهم 
وزفارة ابدانهم وجعلهم عسكره وعزوته وجمعهم من أقصى الصعيد "

وتفنى بولاق ويموت الآف من اهلها تحت قصف قوات كليبر 
والازبكية الجميلة تتحول إلى اطلال ويفرض غرامات على المصريين
 لعقابهم على الثورة دى 
وطبعا ميلاقوش شبشب ف رجلهم أريح من يعقوب

ومرمط الفرنساوية المشايخ: 
ولم يزالوا على ذلك الحال الى قريب العصر حتى بال أكثرهم في ثيابه
 وبعضهم شرشر ببوله من شباك المكان وصاروا يدخلون على نصارى القبط 
ويقعون في عرضهم فالذي انحشر فيهم ولم يكن معدوداً من الرؤساء 
أخرجوه بحجة أو سبب وبعضهم ترك مداسه وخرج حافياً
 وما صدق بخلاص نفسه

والندل لما يتحكم بقى 
" ثم ان يعقوب اللعين عمل ديوانا لخاصة نفسه ورتبه ببيت الباردوى
 واحضر المباشرين ومشايخ الحرف والأخطاط وكتب القوايم
 وقرر على الاماكن والعقارات والأوقاف اجرة سنة
 وألزم كل كبير فى خطة بتحصيل ما تقر على جهته 
وأعطوهم عسكر من الفرنسيس يستعينون بهم فى التحصيل

واجتمع عنده كتبة مختصة كم قبطة ومسلمون واعوان 
وبعض من عسكر الفرنسيس فطلبوا من الناس ضعف ما قرره يعقوب
 ليكتسبوه لانفسهم وبثوا اعوانهم من القواسه 
وعسكر الفرنسيس فى طلب الناس وحبسهم وضربهم معقابهم
 والمرجع فى ذلك كله الى الديوان الكبير 

وهو ديوان يعقوب

والجبرتى بيختم الفقرة قائلا : 
" فدهى الناس بهذه الداهية التى لم يصابوا بمثلها ولا يقاربها
 ومضى عيد النحر ولم يشعر به أحد ونزل بهم من البلاء والذل ما لا يوصف" 
ودى كانت قايمة بإنجازات المعلم يعقوب اللى البعض
 بيقول انه لامؤاخذة كان يهدف لامؤاخذة لاستقلال لامؤاخذة مصر

ويشاء السميع العليم لعدة ظروف وملابسات 
من ضمنها المقاومة الشعبية لأهل مصر ان الفرنساوية ينوا الرحيل
 بعد ما لموا ونهبوا وعاثوا فسادا
 القصد تم توقيع اتفاقية الجلاء 1801 م وكان ف احد بنودها 
شرط يختص بالشباشب ... أقصد الخونة والعملاء 
اللى تعاملوا مع الفرنسيس طول فترة وجودهم

البند 12 بيقول
 أى مصرى يريد ان يرافق الجيش الفرنسى فى الجلاء دون ان تصادر املاكه 
او تضطهد اقربائه وقرباه ولا يجوز ايذاء اى مصرى
 بما أظهر من الولاء للجيش الفرنسى خلال مدة احتلاله للبلاد ...
 ماشى

الشيخ خليل البكرى مثلا .. كان زى يعقوب 
اتعاون مع المحتل .. قدملهم كل خدماته 
وبنته زينب قدمها بنفسه ف احدى الحفلات لبونابرت 
واللى اتخذها "خليلة" ف فترة ما لحد ما زهق منها ورماها
 واتورط خليل ف دم بعض شباب الازهر ف ثورة القاهرة الأولى
 لكنه رغم ذلك مهربش وقعد ف بيته 
وهوه اتبهدل بصراحة لحد ما مات مقهور 
ويستاهل 
طب اشمعنى يعقوب ؟؟؟

يعقوب مكنش عبيط أبدا وكان عارف انه مش هيعيش يوم واحد
 بعد رحيل الفرنساوية اللى الصراحة كافؤه كويس
 انعموا عليه بسيف
 وخلوه مستشار
 ومدير للشئون المالية والضرايب
 وانعموا عليه بلقب (جنرال) وابن اخوه بقى (كولونيل)
الراجل راخر عرض عليهم كل خدماته الممكنة والغير ممكنة كما يقال
 فين هيلاقى دا كله بعد رحيلهم !

فقرر الرحيل بأهله وكمان رجالته والجبرتى بيحكى :
 "اما يعقوب اللعين فانه خرج بمتاعه وعازقه وعدى إلى الروضة
 وكذلك جمع اليه عسكر القبط وهرب الكثير منهم واختفى 
واجتمعت نساؤهم واهلهم وذهبوا الى قايمقام وبكوا وولولوا 
وترجوه فى ابقائهم عند عيالهم واولادهم "

.. فانهم فقراء واصحاب صنايع ما بين نجار وبناء وغير ذلك 
فوعدهم ان يرسل الى يعقوب ان لا يقهر احد منهم
 ومن لا يريد الذهاب والسفر معه وفيه قابلوا حضرة الصدر الاعظم 
فخلع عليهم وكساهم ورجعوا "
 وبس بقى لوحده وصفصفت عليه هوه واسرته الصغيرة

وهيركب السفينة ومعاه
 "اخوه حنين وأمه ماري غزالة وزوجته مريم نعمة وابنته منٌه وابن أخيه إلياس 
ونفر من الأقارب والخدم وعساكر القبط"
 البارجة الإنجليزية "بالاس" للخروج من مصر
 في 10 أغسطس عام 1801 واختار أن يكون على السفينة نفسها 
مع صديقه الفارس المالطي لاسكاريس

وثوانى بقى ... 
لاسكاريس دا كان من نبلاء ايطاليا 
وانضم لفرسان القديس يوحنا بجزيرة مالطة 
وبعدين انضم لنابليون بعد ما احتل مالطة واخده بونابرته معاه على مصر
 وقعد فيها وبعدين اتعرف على يعقوب 
 وبيقولوا انه كان غاوى افكار مهروشة  
وكل شوية يطلع بجنونة وكلام مجعلص كتير فبياخدوه على قد عقله
 والظاهر الصنف اللى كان بيتعاطاه ف مصر كان نضيف شوية
 لأنهم بيقولوا ان المشروع بتاع الاستقلال دا كانت فكرته هوه
 عشان يكون مسمار جحا بعد خروج الفرنسيس المهين

وبما ان مينو ادى يعقوب رتبة الجنرال
 فليه منستفيدش من وجوده معانا 
ونقول أى هجايص ونستغله 
وهوه طبعا ما صدق وابتدى يكتب ف عريضة
 يطالب فيها باستقلال مصر عن العثمانلية
عشان يعمل اى منظر لنفسه بعد ما مجده زال فى مصر 
وخرج منها زى الفار المذعور 
 وركب السفينة يوم 10 اغسطس 
على يوم 16 كان بيفرفر 
عشان ربنا ياخده ويخلصنا منه !

فيه ناس بتقول انه جرى تسميمه قبل السفر بسم بطىء 
بس مفيش دليل على كدا 
لكن الشاهد انه عانى من الحمى 3 أيام فى نهايتهم 
جه ملك الموت قرفاننا عشان يقبض روحه 
وبيقولوا ان المخفى وصى بإنه يندفن جنب الجنرال ديزيه
 رفيقه فى حملة الصعيد فاكرينه ؟

بيقولك البسكويتة الفرنساوى بعد حملة الصعيد 
رجع اروبا يحارب مع نابليون وف احدى المعارك انقتل 
وكان ف التلاتينات وبقى بطل وبتاع 
 قوم يعقوب انقهر يا كبدى عليه

ولما سمع انهم ف فرنسا بيعملوا اكتتاب 
وبيلموا فلوس عشان يعملوا لديزيه تمثال ونصب تذكارى 
 قال انه متكفل بتلت النفقات مرة واحدة
 أى كانت النفقات دى كام !! 
يوه ...

وبيقولك انه اتأنثر قوى قوى بموته 
وطلب من احدهم يكتبله شعر بالمعانى الآتية فكانت الابيات :
 ولم يزل بفكري مخلدًا أبدًا 
حتى إلى خروج الروح من صدري
 جُدْ عليَّ بلحظ العين مترأفًا
 وانظر إليَّ بأسنا برقة النظر 
فانظر إلى شعبنا وشقاء حالته
 فغدت حياتنا لا تخلو من الكدر

لاحظ المصريين وكيف كانوا قديمًا 
وعبيدًا غدوا الآن للرق واليسر 
ومحبتنا للفرنسيس فلابد عنها 
لأنهم اعتقونا من الأضرار والشر
 ...... 
يوه .. تانى !

وبيقولك بقى انه لما قرب من الموت 
وصاهم يدفنوه جنب ديزيه ... !
مش ف مصر اللى رايح يقاتل عشان تستقل يعنى ؟!!!
... 

يوه تالتة 
+ 
واحدة استغفر الله العظيم 
والقبطان بتاع السفينة كان هيرمى الجثة ف البحر
 كما جرت العادة 
 طب 
وما ذنب الاسماك ؟
 الدود اللى هيكسب المعركة دى ف النهاية 
بعد ترجى أهل يعقوب انه ينفذوله وصيته !

وبالفعل القبطان ادموندز هيأمر بحارته بالآتى
 هاتونا برميل يا ولاد 
وحطوا فيه الجثة 
واملوه بالخمرة 
واقفلوا عليه كويس
واركنوه ف أى جنب 
وسبحان الله
 آخرة خدمة الغُز برميل

بس ووصلت السفينة مرسيليا 
ونزلت جثته
 معرفش شالوا البرميل ولا دحرجوه من على سقالة المركب 
المهم عملوله احتفال عسكرى بما انه جنرال تبعهم وكدا 
واتدفن جنب الموكوس حبيبه ديزيه 
يلا خير ...  ربنا يوفق 
قتلة وسفاحين مع بعضشيعهم 
وجهنم تحب اللمة 
عقبال ما تسكن جنبهم يلى ف بالى

وانا خلاص خلصت
 ويتبقى الملاحظاااااااااااات

(1) 
بص يا حبييى
عندما يغزو محتل أى بلد ف الدنيا

 بيبقى فيه جانبين
 جانب العدو
 وجانب أهل البلاد
 مفيش جنب تالت 
وأى حد بيدور ليعقوب الخاين على عذر ...
 أصله كان عاوز معرفش ايه وبيدور على ابصر ايه ... 
كل دى تلاكيك لدحر التهمة الشائنة عنه 
ومش فاهمة السبب قوى
 لكنننننننن

ممكن استوعب ان فيه ناس عندها انبطاح للغرب وعاوزة ترضيه
 أو ان فيه ناس متصورة ان على راسها بطحة
 وبتحاول تنفى تهمة العمالة والخيانة عن الأقباط 
عشان فيه متعصبين من المسلمين بيحاولوا يرسخوا دا ف الاذهان 
للأسف 
ودا يقودنا للملاحظة التانية الا وهى

(2)     

    فيه ناس والجبرتى من ضمنهم - بحك توجهاته - بكتاباته 
كان بيوعز للقارىء 
ان يعقوب كان يمثل الأقباط جميعا وانه زعيمهم الخ 
والكلام دا مش حقيقى اطلاقا 
والكنيسة كانت رافضة تصرفاته واعلنت دا ف اكتر من موقف 
خصوصا لما رجعت مراته من بره وطلبت تورثه 
فالكنيسة رفضت طلبها وقالت مبنعترفش بجوزاته دى 
وهوه ولا يخصنا

زائد هذا الخطأ التاريخى اللى عند الجبرتى 
اللى عيب مؤرخ كبير يقع فيه لما كان دايما يذكر تصرفات "بعض" النصارى 
وبعض "القبط" دون أن يذكر كلمة (بعض) دى
 وهى مهمة وفاصلة 
 بينما مكنش بيعمم ف حالة المسلمين مثلا 
 لما كان بيذكر خليل البكرى وعبدالله الاغا ومراد وغيرهم !

ومعلش هنقول عبدالله الأغا تركى والأمير مراد مملوكى
وبعض المماليك اللى انضموا لجيش الشرق 
وبعض مرتزقة من المغاربة ... 
كل دول هنعديها ومش هنعتبرهم "مسلمين "

طب و "الشيخ" خليل البكرى

طب و"مشايخ الازهر" اللى تداخلوا مع الفرنساوية فى داودينهم التلاتة ؟

طب وهوه شخصيا - الجبرتى- اللى كان ف الديوان التالت 
وهو الشيخ الازهرى ؟

وصديقه الخشاب اللى كان بيكتب شعر غزل ف ضابط فرنسى ؟
الخ 
هوه ناس وناس ولا ايه ؟؟؟

(3)   

      بالنوسبة للى ترجم اتفاقية الجلاء 
وكتب البند بتاع الشباشب 
قصدى العملاء .... عجبتنى جداااا جملة 
" أى مصرى يريد ان يرافق الجيش الفرنسى " دى 
لو يعرفوا ان المصطلح دا بعد 200 سنة هيكاد يتطابق مع الفعل
 بتاع الاخوة دول 
حقيقى اللغة العربية دى حلوة حلاوة حلاوة حلاوة حلوانى

(4) 
بعض الناس بتذهلنى ف تحليلاتها
 بستفوجىء يعنى بتشبه محاولة يعقوب بمحاولة
سعد زغلول بعد بتاع ميت سنة واكتر 
وان التانية أتت ثمارها وكان التضافر بين الهلال والصليب 
وكأن ما حدث ف 1919 امتداد لما حدث على ضهر السفينة النجسة دى !
مصدقين روحكم  يا مواكيس 
ريلى ؟؟؟

(4) 
بالنوسبة للعلاقة بين يعقوب وديزيه 
القتال بجانبه 
والفجيعة لموته 
والتبرع بتلت نفقات نصبه التذكارى
والأشعار الملتهبة المشاعر دى 
والطلب انه يندفن جنبه بعد الموت 
كل دا من معرفة كام شهر بس 
دنتا مطلبتش تدفن جنب ابوك واهلك ف البلد
 اللى كبرت فيها يا كلب ورايح تطالب بهيهيىء استقلالها !

هيا كانت ايه طبيعة العلاقة بينهما يا جماعة 
بجد 
عشان انا دماغى بتروح لسكك وحشة  !

(5)

    طول الحدوتة بفكر 
ابو الدهب مات بالحمى 
الامير مراد مات بالحمى 
يعقوب مات بالحمى
 وكأن الست "حمى" شافت حالتنا كرب وصُعبنا عليها 
فقررت تتدخل ف لحظات حاسمة لتخلصنا من الاوغاد 
وكأنها كانت جندى من جنود المقاومة 
كتر خيرها 
سلام مربع للحمى والله
♥

(6)
عن الخناقة الدايرة بين الطرفين .. يعقوب حلو لأ ويحشششش
يا جماعة الخير 

 كما ظهر من الاقباط بعض الخونة
 ظهر كمان من بين صفوف المسلمين زيهم 
 والمفروض الا يصنف المصرى بدينه وانما بجنسيته
 طالما عشنا جميعا على هذه الارض
مهياش دولة طائفية وعنصرية هيا المفروض يعنى 
و لولا التعصب من فئة ضد فئة لما ظهر من وسطهم شخص 
بكل هذا الكره والخيانة
لا أبرر له بالمرة 
بس بدور على جذور المسالة وتأثيرها ف ضعاف النفوس
الجبرتى ضبطته متلبسا ف اكتر من موضع بيعترف 
بإن الاقباط كانوا مضطهدين 
وخد عندك الفقرة دى 
اللى بيقول فيها ان ما ان اقتربت العمارة الفرنساوية من الاسكندرية 
بدأ الشك ف الاقباط والنصارى والشوام واتبهدلوا :
"صار الامراء يفتشون فى محلات الإفرنج على الأسلحة وغيرها 
وكذلك يفتشون بيوت النصارى الشوام والأقباط 
والاروام والكنائس والاديرة على الاسلحة 
والعامة لا ترضى الا ان يقتلوا النصارى واليهود 
فمنعهم الحكام معنهم ولولا ذلك المنع لقتلتهم العامة وقت الفتنة "
يعنى الأقباط وغيرهم كانوا متهمين بالتواطىء مع الفرنسيس
 لمجرد ان ملتهم واحدة
 بس دى كانت الجريمة 
ومن قبل ما يحصل أى حاجة 
متخيلين الرعب والفزع والاتهام على الهوية  !
دا غير سخريته من منظر كتيبة يعقوب وتلمح بين سطورها 
الفاظ عنصرية عن لون البشرة ورائحة الاجساد 
لا تخفى على أى حد بيقرى  
ف هذه البيئة الملتهبة 
طبيعى يظهر امثال يعقوب 
ولكنه برضو ف النهاية لم يكن يمثل الكل 
زى ما بعض اقباط المهجر لما بيطلعوا بتصريحات 
ولا يمثلون كل أقباط المهجر اكيد ... 
بالعقل كدا !
ربنا يدينا طولة العمر ونشوف مصر المدنية بحق
للجميع دون تمييز ولهم نفس الحقوق والواجبات 

(7)
 واخيرا .. 

قراية التاريخ بتفرجنا قد ايه القدر يتمتع بروح السخرية 
برميل خمر آخرة الخاين

 برميل خمر ومكنش هيطوله كمان لولا الإلحاح 
والنهاية تحت الارض فى بلاد غريبة 
ومستعنوش حتى يكتبوا اسمه على شاهد جانبى 
ولا يفتكروا خدماته !
 أخص ع الرخص
وعلى رأى رجاء النقاش لمن لا يتعلمون من دروس التاريخ
ويقبل على تقبيل أقدام المحتل ويبيع أهل وطنه 
فتكون نهايته مخزية كأعماله الدنيئة

ولا عزاء للخونة
 والشباشب ف كل زمان 
يولعوا بجاز 
ويستاهلوا المذلة

بس خلاص

وتصبحوا على الف خير