الليلة دى شوية تغيير
هنبعد عن تاريخ مصر ونعدى البحر الأحمر
ونروح لشبه الجزيرة ونحكى حدوتة
من حواديت الحب القديمة
اللى على غرار قيس وليلى وجميل وبثينة
وكل من فى حكمهم
والعهدة على الراوى اللى هيكون أحد أبطال القصة
وهوه نمير بن قحيف الهلالى
صديق الولهان العاشق ومش صديق وبس
دا صديق صدوق والواحد له عند صاحبه ايه ... ؟
من كتب التراث العربى اللطيفة اياها
والكل كليلة من قبيلة بنى هلال الشهيرة
وهنعرفها بعد كدا باشهر تغريبة ف تاريخ العرب
والعاشق الولهان اسمه بشر بن عبدالله الهلالى
الشهير بـ ... الأشتر
اللى وصفه نمير بإنه
"كان سيدًا حسن الوجه شديد القلب سخي النفس،
من سادات بني هلال،وأحسنهم وجهاً،
وأسخاهم كفاً"
اما الهانم المصونة والدرة المكنونة
فهى المزمزايل "جيداء" اللى فيه مصدر ولا اتنين
قالوا انها جارية لكن المصادر الاخرى مقالتش
وهى الاقرب للدقة ف رأيى
لأنه اللى حصل بعد كدا بيقول انه مينفعش
تكون من الجوارى بأى حال لأن الجارية
فى هذا الزمن لم تكن بكل هذه القوة والحرية
والانسة جيداء .. هيقع ف غرامها بشر الهلالى
ويندلق وهيا تبادله الحب والأشعار راحة جاية والمقابلات
اهلها عرفوا فراح يتقدملها
وكعادة العرب ف هذا الوقت
اللى يشبب ببنت مينفعش نجوزهاله
وعلى راى فؤاد المهندس
لا يمكن اجوزها لراجل مشيت معاه
وجهة نظرهم كانت انه مينفعش
يبقى الواد من دول كاتب شعر يوصف فيه جمالها
رقبتها
وسطها اللى ولا وسط كمنجة
وشعرها وعيونها الخ
ومقابلاتهم وهيامهم وبعدين أهلها يقبلوا
والا يبقى بيداروا على فضيحة
وان الحاجات دى حصلت وأعظم منها
قصره .. رفضوا الواد
وقالوله يحنن
والظاهر انه صلب دماغه وأصر على الطلب
وحصلت مشاحنات وخناقات
" ووقع الشر بينه وبين أهلها
حتى قتلت بينهم القتلى وكثرت الجراحات"
وبعد عناء تدخل الحكماء لاتمام الصلح
على انه ياخد بعضه واهله ويمشى
" ثُمَّ افترقوا واصطلحوا على ألا ينزل أحد
منهم بقرب الآخر "
وكل منمنى يروح لحاله
وإمعانا ف الفرقة .. جوزوا جيداء لواحد من القبيلة
بشر يا كبدى قلبه انكسر
ومقدرش ينسى حبها ولا هيا كمان
وبقى يتلمس أخبارها وأى حاجة عنها ... وهيا كمان !
وف ليلة كان قاعد مع صديقه نمير
وبيشتكيله ثم سأله الآتى :
" يا نمير، هل فيك من خيرٍ ؟
وهل عندك صنيع تمن به عليّ عسى أن تعود روحي إليَّ ؟
فرد نمير: عندي كل ما أحببتَ، فقُل ما شئت "
وطلب منه يساعده يشوف جيداء
" فقال الأشتر: يا أخي، قد بلغ مني الوجد،
وضاق عليّ سبيل الصبر، وقد ذهب الشوق إليها بروحي،
وتنغصت عليّ حياتي، فهل تُساعدني على زيارة جيداء ؟
فرد عليه نمير: نعم، بالحب والكرامة،
فانهض بنا إذا شئت "
استنى يا بنى متوافقش
منتاش عارف اللى هيجرالك !
نهايته .. قاموا ومشيوا مسيرة 3 أيام
لحد ما وصلوا قرب بيت أهل جيداء وقعدوا ف حتة
" ودخلوا في جزء مشقوق من أحد الجبال أشبه بالغار "
وبعدين قاله تنزل منطقتشهم وكأنك غريب
وهتلاقى جارية شكلها كذا .. دى جارية حبيبتى
وتبلغها انى عاوز اشوف ستها
وتستناها لما ترجعلك بالرد
ولحد دلوقتى المطلوب معقول !
وراح نمير وعمل زى ما قاله بشر بالضبط ..
لقى الجارية وبلغها كل حاجة فكان ردها ان ستها
" هيّ والله مشددٌ عليها متحفظ منها "
وراحت ورجعت ... قالتله ستى بتقولك
" قُل للأشتر موعدكما الليلة عند تلك الشجرات
اللواتي عند أعقاب البيوت مع صلاة العشاء الآخرة "
بس يا سيدى ورجع نمير لصاحبه بالمعلومات كلها
وفورا اتحركوا عشان يلحقوا البنية
وفى المعاد جت الست جيداء تتمخطر
ونمير فؤجى بصاحبه أول ما شافها بيجرى عليها
وبيحضنها
وبيبوسها بين عينيها
أبو النمامير استذوق
وقال يسيبهم لوحدهم
يمكن عاوزين يقولوا كلمة سر ولا حاجة
فجاى يمشى جيداء ندهته ...
وقالتله رايح فين منتاش غريب
ومفيش حاجة نخبيها عليك ... النبى لتقعد
" إنا نُقسم عليكَ إلا ما رجعتَ،
فوالله ما بيننا ريبة ولا قبيح نخلو به دونك
وما بيننا ما نستره عنك! "
حد يقولى حرااااام يا شوشو متظليمهاش
هيقعدوا يتكلموا بس وكدا
أصل اللى حصل بعد كدا ميقولشى
انها هتكون قعدة بريئة قوى
المهم قعد التلاتة يحكوا الحكايات
ويتسامروا فى احوال الدنيا لحد ما الوقت أزف
وجوجو عاوزة تروح
بشر قلبه انخلع وقالها متمشيش
ردت مينفعش
"والله ما إلى ذلك سبيل إلا أن نعود إلى الشر الذي تعلم "
الشر دا يبقى اسم الله على مقامكو جوزها
ومفيش طريقة تخليكى تقضى معايا الليلة
"أما فيكِ حيلةً يا جيداء،
فنتحدث ليلتنا ويشكو بعضنا إلى بعض ؟"
واتصرفى وشوفيلك صِرفة !
ولازم تقعدى :
" لا بُد من ذلك ولو وقعت السماء على الأرض،
ولو كان ما عسى أن يكون "
جوجو بصت لنمير وقالت
"هل في صديقك هذا من خيرٍ أو معه مساعدة لنا ؟
" .. عاوزة ايه الولية دى ؟!!
القصد ..
" فرد الأشتر مادحاً نمير: الخير كله! "
راحت جيداء مكلماه وش
"يا فتى! هل فيك من خيرٍ ؟"
استنى يا واد متردش
... استنى
اسـ
" فرد عليها نمير: سلي ما بدا لكِ، فإني مُنتهٍ إلى مرادكِ
ولو كان في ذلك ذهاب روحي "
يخيبك !
ولسه هنقول ونرغى نتصرف علطول ... !
جيداء راحت قايمة ومستخبية ورا شجرة
وقالعة هدومها وحدفتها لنمير
وقالتله اخلع هدومك واتبادلوا الملابس
وطبعا الباقى معروف !
وبص يا نمرمر هتدخل أوضتى وكأنك انا
هيخش عليك الموكوس جوزى يطلب منك وعاء
عشان يحلب الناقة
تاخد الوعاء وترميهوله ع الارض بعصبية
هيروح يحلب الناقة ويجيبلك اللبن
متمدش ايدك تاخده منه علطول عشان تنكد على امه
وبعدين اما تاخده
او هوه هيزهق ويحطه جنبك
وباقى الليلة مش هتشوفه
وهوه دا السيناريو اليومى اللى بيحصل ... تكرره كأنك أنا
وتفضل عندك لحد ما ارجعلك ... !
متروحش ياض
متروحشى
مفيش فايدة هيروح برضو
نمير هيسمع الكلام و يمشى
والست هانم هتقعد مع بشر وتقضى الليل بطوله
السؤال بقى .. يا ترى كانوا بيعملوا ايه ؟
هل
1)
لعبوا كوتشينة ؟
2)
ولا صّلح ؟
3)
ولا قمعوا بامية ؟
بس ونروح لنمير الغلبان
اللى دخل فعلا بيت جيداء لابس لبسها الفضفاض
اللى دخل فعلا بيت جيداء لابس لبسها الفضفاض
وغطى شعره ووشه وعمل ميت .. قصدى نايم
وكام ساعة ودخل عليه جوز الست بالروتين اليومى
سأل عن الوعاء بتاع حلب الناقة نمير منطقش
راح الزوج واخد الوعاء وراح ورجع بيه مليان لبن
وبيديه للى قاعدة عشان تشرب
وخدى اللبن يا جوجى ربنا يهديكى
الست كانت عصيانة عليه ومش طايقة وش أمه
ومتجوزاه غصب .. وكان بيحاول يسترضيها
كل يوم يجيبلها اللبن لحد عندها وتصده
ف الليلة دى تحديدا ... كان صبره نفد
على حظ نمير المهبب !
وحسب التعليمات .. لما يمدله ايده باللبن
يتمنع ويسيبه يتغاظ شوية
وبعدين اما ياخده او يستنى لما الزوج يزهق
ويحطهوله على جنب !
حلو
لا مش حلو !
عشان يتصادف ان نمير ييجى يمد ايده ياخد اللبن
فيخبط ف ايد الزوج فاللبن يقع يدلق ع الارض
وكانت هى القشة التى قصمت ظهر البعير
والراجل يا عينى كان شايل ومعبى
وقعد يصرخ ف الجالسة امامه
وانتى زوديتها
ودا نشوز فاق الحد
وانا استحملتك كتير
وعروقه نفرت ووشه أحمر
وراح ورجع وف إيده كرباج معتبر ... !
بس بقى وغل الفترة اللى فاتت كله طلع ع الغلبان
الزوج مسكه من شعر راسه
اللى تحت الوشاح المتغظى بيه ورماه ع الأرض
وفين يوجعك
نمير اللى حكى قائلا
" فضربني تمام ثلاثين"
ومخلصوش من تحت ايده الا دخول ام الزوج واخواته البنات
اللى حاشوه لحسن يخلص ع المسكينة
قصدى المسكين
يوه المتنيل أبو حظ هباب اللى انضرب !
ونمير بيقول انه اتجنن من العلقة
لدرجة انه كان عاوز يطلع سكينة ويغزه
" وهممتُ أن أخذ السكين وإن كان فيه الموت"
لكنه تعقل وتريث
وبس يا سيدى .. خرج الزوج مع امه واخواته
نمير لم روحه وعدل ف هدومه وقعد على حرف السرير
وفجأة لقى ام جيداء داخله عليه بتعقله
قصدى بتعقلها
قصدى بتعقلها
" يا بُنية اتقي الله ربكِ، ولا تعرضي لمكروه زوجكِ
فذاك أولى بكِ، فأما الأشتر فلا أشتر لكِ آخر الدهر
فمالكِ والأشتر! "
نمير اتلهى ومبقاش عارف يعمل ايه !
لو نطق هتكشفه ولو سكت هتستغربه
قرر يعمل نفسه بيعيط ومردش عليها الا بالنهنهة
لحد ما زهقها وخلاص هتمشى راحت قايلاله
ربنا يهدى الاحوال
وهبعتلك أختك تبات معاكى الليلة دى يا بنتى !

ونمير جرى هيروح نايم ع السرير
ويعمل نفسه مستغرق ف النوم
تيجى الاخت وتنام جنبه متصورة انه جيداء
اول ما تشوف وشه طبعا تعرف الحقيقة
نمير يحط ايده على بوقها عشان يكتم صوتها
ويقولها الآتى
"يا هذِهِ ! تِلكَ أختكِ مع الأشتر عند الشجرات
وقد قُطِع ظهري الليلة بسببها وأنتِ أولى بالستر عليها
فاختاري لنفسك ولها فوالله لئن تكلمتِ بكلمةٍ
لأصيحنَّ بجُهدي حتى تكون الفضيحةُ شاملةً
وفضحتها وأنا لستُ أُبالي أو أهتم!!"
الجدع على شعرة يا عينى !
وبيقولك البت جسمها قعد يرتجف من الخوف
بتاع ساعة كدا ... لحد ما اتطمنت للجدع
وشوية وقعدت تتريقأ عليه وتهرج وهوه يهرج
لحد الصبح ما طلع وهما بيحكوا ويرغوا
وحاجة اخر فُللى وسنجفة


ونمير بيقول بذات سخصيته
" ثُمَّ باتت والله معي أحسن رفيق رافقته قط
وأعفه وأحسنه حديثاً فلم تزل تتحدث
وتضحك مني ومما بليت به من الضرب
فبتت معها أطيب ليلة من اللطف والعفة،
وتمكنتُ منها تمكُن من لو رام ريبة قدر عليها،
ولكن الله عصم فلهُ الحمد"
ناس ولاد حلال والله
وطلع الصباح ورجعت الست جيداء من سهرتها
لقت نمير وجنبه واحدة اتخرعت وبتسأله قالها دى اختك
واسأليها تحكيلك على كل حاجة
وفورا بدلوا اللبس .. وهيا شافت ضهره
وأثر الضربات عليه والدم بينزف منه
راحت معيطة !
بس يا سيدى ونمير اخد ديله ف سنانه وهرب سريعااااا
ورجع لسى بشر اللى كانت ليلته فُل
وحكاله وفرجه أثار الضرب بشر أمتن له وقعد يعتذر
ويقوله شفت جوزها وحش كاسر ازاى !
والقصة خلصت على كدا
منعرفلهاش ديل ف أغلب المصادر
عدا داوود الانطاكى اللى كانله كمالة عليها
بيقولك يا سيدى انه
"فلم يقم بعدها بشر الا دون شهر وجاءه شخص
فقصد مماجنته فقال له
وهو يتناول عنبا : اتتفكه وجيداء قضت الساعة
فلم يسمع منه الا شهقة وحرك فإذا هو ميت"
وبيقولوا جيداء لما عرفت انقهرت وقطعت هدومها
وشعرها ورمت نفسها ف بير وماتت منتحرة !
ومحدش بيرجح النهاية دى
لأنها لو حصلت فعلا كان كل الرواة السابقين
قالولنا عليه ومحدش خباها ...
الانطاكى بس حب يزود فلفل وبهارات للحدوتة
عشان متخلصشى على كدا ..
وهيا خلصت
وانا كشهروزة خلصت
وفاضلى الملاحظات
1)
ملحوظة متكررة من كل حدوتة زى دى
ناس بتحب وعاوزة تتجوز تقفوا ليه ف طريقهم
وتعكننوا على امهم وهما طالبين الحلال ؟
ليه تكسروا قلبهم يا عالم !
خايفين من الفضيحة والناس تفتكر حاجة وحشة !
طب اهى البت اتفضحت ف كتب التاريخ فضيحة
افضح من الاولانية !
2)
ملحوظة متكررة رقم اتنين ..
ايه مزاج وغية الراجل اللى يبقى عارف
ان واحدة متيمة بحب شخص ما
فيتقدم ويتجوزها رغما عنها
لأ وله وش بعدين يشتكى انها عصيانة عليه !
ايه اللطيف ف الحكاية دى
وليه ناس بيدعوا الشرف والرفعة يرضوا على نفسهم
الموقف المتدنى دا اخلاقيا ونفسيا وكل حاجة ؟!
3)
ملحوظة متكررة رقم تلاتة .. الحب
أهم موضوعات الشعر عند العرب
وأجمل ما قيل ويقال لحد النهاردة والناس تتناقله وتغنيه
لما هذه الازدواجية بين التغنى بالمشاعر
ثم رفضها ف الوقع وخنقها واتعاس اصحابها
والتحقير من شأنها كإحساس طبيعى غريزى
وكأنه عيب وحرام
ويحرموا علينا عيشتنا !
4)
سيبك من بشر
وسيبك من جيداء
وأخت جيداء
وزوج جيداء
واهل جيداء
نمير هوه بطل القصة الحقيقى وحاجة جميلة جدا
رغم تصرفاته المتهورة الطايشة اللى ضد العًرف والتقاليد
لكنه صديق يتمناه اى شخص الصراحة
وصحيح انا مبحبش احط اصحابى ف موقف مقندل
زى دا أبداااا
لكن الجدع لطيف وصديق عتِرة
5)
ويا خويا كتب التراث ما هى مليانة حاجات
كلها أُنس ولطافة وحب وغزل وحكايات
والناس كانت عايشة حياتها برضو زى باقى البشر
حب وشوق وعواطف ملهلبة
اومال منكدين علينا احنا عيشتنا ليه !
وخلاص خلصنا الحدوتة
تصبحوا على ألف خير
------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق