مساء الخير والسعادة ..
هنحكى حدوتة عن واحد مشهور آوووووى
ونموذج يتكرر لحد يومنا هذا
والتفاصيل كلها من عند الجبرتى
الأجزاء 1 - 2 - 3
3
والشخصية اللى هنتكلم عنها مش سهلة
وقد تحتار ف أمرها
حلوة ولا وحشة ..
لكن شهروزة شايفاها مينفعش يتقال عليها
غير اللى بيتقال عليه ف المثل .. زى الحية مالوش مسكة
وان كان اتمسك من ديله ف النهاية برضو
إنه الأخ عبدالرحمن كتخدا
الشهير بـ .. أبو العماير
بس قبل ما نقول سيرته .. لازم نرجع فلاش باك
لقصة حياة والده
التى لا تقل تشويق واثارة الحقيقة .. عن قصة الإبن
الحاج عثمان كتخدا القازدغلي
وانتوا عارفين بقى ..
سليم الاول بعد ما غزا مصر وقعد فيها شهور ومشى
بعد ما نهب كل الغالى والنفيس ..
سابها وفيها فرقة من كام ألف نفر
وعمل نظام بحيث النايب اللى بيحكم
يبقى فيه ناس بتناطحه وتقرفه
وهوه كمان يقرفهم ولا يخلو الجو لحد فيهم بالحكم منفردا
والكلام دا نفع كويس قوى ف فترة قوة الدولة العثمانية
ف البدايات ..
لكن ف الأواخر .. اخر قرن كدا
ويمكن قبله بشوية
كانت شوكة الوالى العثمانى الموفد من الباب العالى
ضعفت
وقويت شوكة المماليك
اللى رجعوا تانى يشتروا ف سلاح ومماليك يدربوهم
ويبقوا عصبة وعصابات
وبقى منصب شيخ البلد .. اللى بيسطوا عليه أمير مملوكى
أقوى ف صلاحياته من منصب الوالى النايب عن السلطان
اللى بقى عامل زى كيس الجوافة
قاعد ف حوش القلعة بيتشمس
وف أى لحظة معرض للعزل والحصار
والقتل أحيانا من المماليك المصريين ...
كما سماهم الجبرتى بين سطوره
والامراء بيتصارعوا على المنص
وحسب موازيين القوى .. احيانا كان فيه تقاسم للسلطة
لما يكون فيه اميرين بنفس القوة تقريبا ف توقيت واحد
ودا حصل ف مرحلة مثلا زى مرحلة حكم
رضوان بيك وابراهيم بك
لما الاتنين بمماليكهم كانوا متقاسمين ف حكم البلاد
ومتقاسمين كمان ف خيرها
...
قبل الفترة دى بقى بشويتين كدهون ..
كان عثمان كتخدا دا خد وضعه
وكما قال الجبرتى :
" تابع حسن جاويش القازدغلي والد عبد الرحمن كتخدا
صاحب العماير، تنقل في مناصب الوجاقات في أيام سيده
وبعدها إلى أن تقلد الكتخدائية ببابه
وصار من أرباب الحل والعقد وأصحاب المشورة
واشتهر ذكره ونما صيته"
الكتخدا دا يا عيال
حسب قاموس المصطلحات يبقى الآتى :
حاكم أقليم .. عمدة .. زى محافظ كدا
وف أحيان اخرى بتتصاعد سلطته
عشان يبقى زى مساعد الوالى .. او النايب بتاعه
يعنى منصب خطير وكبير ومش أى كلام
قوم إيه ؟
عثمان بحكم منصبه تداخل ف صراعات المماليك طبعا
وف يوم أغبر كدا
قاده حظه التعس للمشاركة ف مؤامرة تبان عادية جدااااا
بين الخصوم
كان ناوى يجيب صديق له هوه .. صالح بيك
ف منصب ما
وطبعا امراء من الطرف المنافس كانوا رافضين
فاتعملت روبطية لقتلهم ف وليمة عند محمد بك الدفتردار
حلو؟
لا مش حلو
عشان وهما قاعدين الموقف اشتعل
وضرب نار اشتغل
وفجأة الدخان ملى المكان
واللى هرب هرب واللى استخبى استخبى
واللى اتصاب اتصاب وكانت معجنة
تم قتل الأمراء المطلوب الخلاص منهم هما وحراسهم
بس وهما بيقلبوا ف الجثث
لقوا جثة عثمان كتخدا من ضمن الضحايا !!!
واحنا شكلنا وقعنا مع هواة !
وإيه يا اخواننا متفقناش على كدا !
نهايته
الراجل راح ضحية مؤامرة شارك فيها
وكعادة المماليك .. الكبير اللى يموت فيهم
واحد من مماليكه اللى تحت باطه بيورث منصبه
وممتلكاته .. وحريمه .. وكل ما يخصه تقريبا
كان ساعتها .. عبدالرحمن .. بطل حكايتنا شاب كدا
وحلو وعليه القيمة ومتداخل ف مصالح عثمان كتخدا
اللى يبقى أجوز أمه صحيح بس
كان متبنيه وبيقول عليه ابنه ووارثه
فكان المفروض عبرحمن يورث كل حاجة بقى
محصلش
اللى حصل ان واحد من مماليك أبوه
اتقدم يتجوز الست الوالدة
اسمه سليمان جاويش
جاويش دا رتبة ..
وسليمان جاويش علاقته بعبدالرحمن ابن سيده
كويسة جدا
ومتجوز أمه والدنيا زى الفل
لكن فجأة طلعلنا زى الخازوق واحد من مماليك عثمان كتخدا
وحط إيده على ممتلكات كتير للمرحوم
وعبدالرحمن وامه وجوز امه اتنكدوا نكد السنين
ومعرفوش يعملوله حاجة
عبرحمن اتزرزر بقى وزى جبروتا ما بيقول :
"لما مات عثمان كتخدا القازدغلي،
واستولى سليمان جاويش الجوخدار على موجوده،
ولم يعط المترجم الذي هو ابن سيد أستاذه شيًّا،
ولم يجد من ينصفه في إيصال حق
من طايفة باب الينكجرية حسدًا منهم وميلًا لأهوايهم وأغراضهم ...
قوم يعمل إيه ؟
" فحنق منهم وخرج من بابهم وانتقل إلى وجاق العزب،
وحلف أنه لا يرجع إلى وجاق الينكجرية
ما دام سليمان جاويش الجوخدار حيًّا، وبر في قسمه"
الانكشارية دى فرقة من الفرق العسكرية العثمانية
وكانت تناقس فرق تانية لكنها كانت أقواهم
ف غالب الاوقات
المهمممم
روح يا زمان وتعالى يا زمان
بتاع 3 سنين من الواقعة دى يروح سالب الحق
"سليمان جوخدار"
عشان يحج ويقول يارب سامحنى وكدا
وكان مسافر معاه ف نفس القافلة سليمان جاويش زوج الأم
وجوخدار هيمرض ويموت اول ما يوصل بركة الحاج
على مشارف القاهرة
فورا سليمان جاويش يروح لأمير الحج ويرسيه ع الموال
وان عبدالرحمن كتخدا هوه الوريث
وأمير الحج أقر بذلك
" كما تقدم بادر سليمان كتخدا الجاويشية
زوج أم عبد الرحمن كتخدا واستأذن عثمان بك
في تقليد عبد الرحمن جاويش؛ لأنه وراثه ومولاه،
وأحضروه ليلًا وقلدوه ذلك، وأحضر الكاتب والدفاتر
وتسلم مفاتيح الخشخانات والتركة بأجمعها،
وكان شيئًا يحل عن الوصف، وكذلك تقاسيط البلاد "
بس يا سيدى وقالوا هاتولنا عبرحمن يستلم ميراثه
ويستلم كمان وظيفته .. كتخدا
ويسيب باب العزب ويرجع للانكشارية من تانى
ويعلو نجمه ويبقى يا ما هنا وياما هناك قولا وفعلا
والجبرتى بين سطوره هتستشف كدا ان عبرحمن
كان سوسة وداهية وبلوة مسيحة ولا يبان عليه
يعنى تداخل بين الامراء وووقع بين الخصوم
وولع حرايق لدرجة انه كان مشارك بصورة كبيرة جدا
ف مقتل رضوان الجلفى
احد قطبى الحكم ف مشيخة البلد وقتها
وطبعا لأن هوه كان من فريق ابراهيم كتخدا
وابراهيم كتخدا مات الأول ..
يسكت عبرحمن بقى ؟
لأ طبعا
"وظهر شان عبد الرحمن كتخدا القازدغلي وراج سوق نفاقه
واخذ يعضد مماليك إبراهيم كتخدا ويغريهم
ويحرضهم على الجلفية لكونهم مواليه فيخلص له بهم
ملك مصر ويظن انهم يراعون حق ولائه وسيادته .
ويسخن فيهم ويرسملهم خطط
"وهم كذلك يظهرون له الانقياد ويرجعون إلى رايه
ومشورته ليتم لهم به المراد وكل من امراء إبراهيم كتخدا
متطلع للرياسة"
لحد ما انقتل رضوان الجلفى والساحة فضيت
والكل بقى اشتغل لحساب نفسه
عبرحمن كان فاكر انها هتقع ف حجره ..
لكن من وسط مماليك ابراهيم كتخدا هيظهر واحد بالكل
هيجننهم ويتسمى من شقاوته .. جن على
بلوط قبان الشهير بـ على بك الكبير
وعلى بك الكبير بقى كان شخصية قوية
قوية لدرجة انهم لما قالوا طب نتشاور ف أمر المشيخة
ونديهالك بشرط كذا راح مكشملهم وقايل
" أنا لا أتقلد الإمارة إلا بسيفي لا بمعونة أحد "
واللى عنده معزة يربطها يعنى
والشهادة لله ... هوه كان قد الكلمة
وفضل يناطح ف الأمراء المنافسين لحد ما خلص عليهم
واحد ورا التانى لحد ما بقت مصر لوزة مقشرة كدا
لكن ف البداية كان محتاج مساعدات
وعرف يبلف عبدالرحمن كتخدا ويستعمله كويس
"وانضم إلى عبد الرحمن كتخدا وأظهر له خلوص المحبة
وأغتّر هو أيضًا به وظن صحة خلوصه فركن إليه
وعضده وساعده ونوه بشأنه ليقوى به على نظرائـه
مـن الاختياريـة والمتكلميـن"
بس وفرد على بك الكبير قلوعه
مستندا على ان ف ضهره عبدالرحمن كتخدا بنفوذه
وسلطته وقوته الخ
وسافر ع الحجاز عشان يضمها لملكه منتزعا اياها
من براثن العثمانلية
فحصلت مشكلة بين بعض رجالته
واحد رجالة عبدالرحمن كتخدا
قوم ايه ؟
رجالة على بك كانوا عاوزين يعزلوا احمد جاويش
تابع عبدالرحمن
فعبدالرحمن اتغاظ جدا ولراح لاممهم
"وقال لهم: أيها الأمراء من أنا؟
فأجابه الجميع بقولهم: أستاذنا وابن أستاذنا وصاحب ولائنا.
قال: إذا أمرت فيكم بأمر تنفذوه وتطيعوه؟
قالوا: نعم ..
" .. قال: علي بك هذا يكون أميرنا وشيخ بلدنا،
ومن بعد هذا اليوم يكون الديوان بداره، وأنا أول من أطاعه
وآخر من عصى عليه
فلم يسعهم إلا قبول ذلك بالسمع والطاعة
وبقى يأمر وينهى لحد رجوع على بيك "
وطبعنننننننن
كان فاكر انه برجوع على بك من الحجاز
الدنيا هتمشى عادى ومفيش مشاكل
لكن اللى حصل ان جن على
مكنش مستعد يسيب حد ييسمن اكتر ويتوحش
ويبقى مصدر خطر عليه
وكعادة المماليك دايما .. هادن منافسك أو خصمك
لحد ما تقدر تقضى عليه
وهوه دا اللى حصل فعلا !
بعد رجوع على بك الكبير بشوية بسيطة جدا ..
أصدر فرمان بنفى عبدالرحمن كتخدا إلى الحجاز
وبعتله صالح بك يوصله بنفسه للتاكد من سفره
"وأخرجه إلى الحجاز من طريق السويس
وأرسل معه صالح بك ليوصله إلى ساحـل القلـزم "
ثم ايه بقى ؟
"فلمـا شيعه هناك أرسل بنفي صالح بك إلى غزة"
يا جبااااار يا قاااادر
قبل ما نروح وراه الحجاز نشوف عمل ايه هناك ..
لازم الاول نشوف هوه عمل ايه هنا ف مصر ...
وليه لقبوه بأبو الخيرات والعمائر ؟
الجبرتى بيقول انه بمجرد ما أستلم منصب زوج أمه ..
وأصبح الكتخدا بدأ مهمته فـ :
"شرع في بناء المساجد وعمل الخيرات
وإبطال المنكرات، وأبطل خمامير حارة اليهود
فأول عماراته بعد رجوعه:
السبيل والكتاب الذي يعلوه بين القصرين
وجاء في غاية الظرف
وأحسن المباني،
وبيقولك ايه كمان :
" وأنشأ جامع المغاربة وعمل عند بابه سبيلًا
وكتابًا وميضأة تفتح بطول النهار،
وأنشأ تجاه باب الفتوح مسجدًا ظريفًا بمنارة وصهريج
وكتاب ومدفن السيدة السطوحية
وأنشأ بالقرب من تربة الأزبكية سقاية
وحوضًا لسقي الدواب ويعلوه كتاب، وفي الحطابة كذلك ..
وأنشأ وزاد في مقصورة الجامع الأزهر مقدار النصف
طولًا وعرضًا، يشتمل على خمسين عامودًا من الرخام
تحمل مثلها من البوانك المقوصرة المرتفعة المتسعة
من الحجر المنحوت، وسقف أعلاها بالخشب النقي،
وبنى به محرابًا جديدًا ومنبرًا
وما زلنا بالأزهر
"وأنشأ له بابًا عظيمًا جهة حارة كتامة وبنى بأعلاه
مكتبًا بقناطر معقودة على أعمدة من الرخام لتعليم الأيتام
من أطفال المسلمين القرآن،وبداخله رحبة متسعة وصهريج
عظيم وسقاية لشرب العطاش المارين
وعمل لنفسه مدفنًا بتلك الرحبة
وعليه قبة معقودة وتركيبة من رخام بديعة الصنعة
"وبها أيضًا رواق مخصوص بمجاوري الصعايدة
المنقطعين لطلب العلم يسلك إليه من تلك الرحبة بدرج
يصعد منه إلى الرواق، وبه مرافق ومنافع ومطبخ ومخادع
وخزاين كتب، وبنى بجانب ذلك الباب منارة،
وأنشأ بابًا آخر جهة مطبخ الجامع وعليه منارة أيضًا
وما زلنا بالأزهر :
"وبنى المدرسة الطيبرسية وأنشأها إنشاءً جديدًا،
وجعلها مع مدرسة الآقبغاوية المقابلة لها من داخل الباب الكبير
الذي أنشأه خارجهما جهة القبو الموصل للمشهد الحسيني
وخان لجراكسة، وهو عبارة عن بابين عظيمين
كل باب بمصراعين وعلى يمينهما منارة
وبيكمل :
"وفوقه مكتب أيضًا وبداخله على يمين السالك بظاهر
الطيبرسية ميضأة، وأنشأ لها ساقية لخصوص
إجراء الماء إليها، وبداخل باب الميضأة يصعد منه للمنارة
ورواق البغداديين والهنود، فجاء هذا الباب وما بداخله
من الطبيرسية والآقبغاوية والأروقة من أحسن المباني
في العظم والوجاهة والفخامة"
"وجدد رواقًا للمكاويين والتكروريين
وبنى المشهد الحسيني على هذه الصفة وعمل به صهريجًا
وحنفية بفسحة ولواوين في غاية الحسن ورتب له تراتيب
وزاد في مرتبات الأزهر والأخباز، ورتب لمطبخه
في خصوص أيام رمضان في كل يوم خمسة أرادب
أرز أبيض وقنطار سمن ورأس جاموس
"وغير ذلك من التراتيب والزيت والوقود للمطبخ
وأنشي عند باب البرقية المعروف بالغريب جامعًا
وصهريجًا وحوضًا وسقايةً ومكتبًا ورتب فيه تدريسًا،
وكذلك جهة الأزبكية بالقرب من كوم الشيخ سلامة جامع
ومكتب وحوض وميضأة وساقية ومنارة.
"وعمر المسجد بجوار ضريح الإمام الشافعي
رضي الله عنه في مكان المدرسة الصلاحية
وعمل عند باب القبة الصهريج والمقصورة الكبيرة
التي بها ضريح شيخ الإسلام زكريا الأنصاري
فيما بين المسجد ودهليز القبة، وفرش طريق القبة بالرخام
الملون يسلك إليه بدهليز طويل متسع، وعليه بوابة كبيرة "
"وعمر أيضًا المشهد النفيسي ومسجده وبنى الصهريج
على هذه الهيئة الموجودة، وجعل لزيارة النساء طريقًا
بخلاف طريق الرجال. وبنى أيضًا مشهد السيدة زينب
بقناطر السباع، ومشهد السيدة سكينة بخط الخليفة
والمشهد المعروف بالسيدة عائشة بالقرب من باب القرافة
والسيدة فاطمة والسيدة رقية"
"والجامع والرباط بحارة عابدين،
وكذلك مشهد أبي السعود الجارحي على الصفة التي
هو عليها الآن ومسجد شرف الدين الكردي بالحسينية
والمسجد بخط الموسكي وبُني للشيخ الحفني دار بجوار
ذلك المسجد وينفذ إليه من داخل..."
"وعمر المدرسة السيوفية المعروفة بالشيخ مطهر بخط باب الزهزمة وبنى لوالدته بها مدفنًا .."
دا اللى كلنا بنعدى عليه ف شارع المعز يا عيال
" وجدد المارستان المنصوري، وهدم أعلى القبة الكبيرة
المنصورية والقبة التي كانت بأعلى الفسحة من خارج
ولم يعد عمارتها بل سقف قبة المدفن فقط
وترك الأخرى مكشوفة، ورتب له خيرات
وأخبازًا زيادة على البقايا القديمة ...
والجبرتى بيكمل سجل الانجازات ..
"وللمترجم عماير كثيرة وقناطر، وجسور في بلاد الحجاز
حين كان مجاورًا هناك. وبنى القناطر بطندتا
في الطريق الموصلة إلى محلة مرحوم
والقنطرة الجديدة الموصلة إلى حارة عابدين
من ناحية الخلوتي على الخليج وقنطرة بناحية الموسكي .."
طندتا دى تبقى طنطا يعنى
وكان عامل هيئة تامينات اجتماعية لوحده كدا :
"ورتب للعميان الفقرا الأكسية الصوف المسماة بالزعابيط
فيفرق عليهم جملة كثيرة من ذلك عند دخول الشتاء
في كل سنة، فيأتون إلى داره أفواجًا في أيام معلومة
ويعودون مسرورين بتلك الكساوي،
" وكذلك المؤذنون يفرق عليهم جملة من الإحرامات
الطولونية يرتدون بها وقت التسبيح في ليالي الشتاء
وكذلك يفرق الحبر المحلاوي والبز الصعيدي والملايات
والأخفاف والبوابيج القيصرلي على النساء الفقيرات والأرامل...
"ويخرج عند بيته في ليالي رمضان وقت الإفطار
عدة من القصاع الكبار المملوءة بالثريد المسقي بمرق اللحم
والسمن للفقراء المجتمعين، ويفرق عليهم النقيب
هبر اللحم النضيج، فيعطى لكل فقير جعله وحصته في يده،
وعندما يفرغون من الأكل، يعطي لكل واحد منهم
رغيفين ونصفي فضة برسم سحوره إلى غير ذلك "
وحد يقولى يا شهرو .. ما الراجل كيويس اهو وزالفل
زعلانة منه ليه ؟
أقولكم طب نسال الاول
السؤال الكبير الخطير الشهير الزمهرير بتاع
من أين لك كل هذا يا عبدو ؟!!!
أصل الجبرتى هيخش دلوقتى على ممتلكاته ..
" ومن عمايره القصر الكبير المعروف به بشاطئ النيل
فيما بين بولاق ومصر القديمة
وكان قصرًا عظيمًا من الأبنية الملوكية،
وقد هدم في سنة خمس ومايتين بيد الشيخ
على بن حسن مباشر الوقف، وبيعت أنقاضه وأخشابه
"ومن عمايره أيضًا دار سكنه بحارة عابدين
وكان من الدور العظيمة المحكمة الوضع والإتقان
لا يماثلها دار بمصر في حسنها زخرفة مجالسها
وما بها من النقوش والرخام والقيشاني والذهب المموه
واللزورد وأنواع الأصباغ وبديع الصنعة والتأنق والبهجة،
" وغرس بها بستانًا بديعًا بداخله قاعة متسعة مربعة
الأركان بوسطها فسقية مفروشة بالرخام البديع الصنعة
وأركانها مركبة على أعمدة من الرخام،
"وغير ذلك من العمارات حتى اشتهر ذكره بذلك،
وسمى بصاحب الخيرات والعماير في مصر والشام والروم "
والجبرتى بيقول رقم محدد
"وعدة المساجد التي أنشأها وجددها وأقيمت فيها الخطبة
والجمعة والجماعة ثمانية عشر مسجدًا، وذلك خلاف
الزوايا والأسبلة والسقايات والمكاتب والأحواض
والقناطر والمربوط للنساء الفقيرات والمنقطعات ...
وكان فاهم ف المجال يعنى
"وكان له في هندسة الأبنية وحسن وضع العماير
ملكة يقتدر بها على ما يرومه من الوضع من غير مباشرة
ولا مشاهدة، ولو لم يكن له من المآثر إلا ما أنشأه
بالجامع الأزهر من الزيادة التي تقصر عنها همم الملوك
لكفاه ذلك، وأيضًا المشهد الحسيني ومسجده والزينبي والنفيسي "
وبيكمل
"ضم لوقفه ثلاث قرى من بلاد الأرز بناحية رشيد
وهي تفينة وديبي وحصة كتامة، وجعل إيرادها
وما يتحصل من غلة أرزها لمصارف الخيرات
وطعام الفقراء والمنقطعين، وزاد في طعام المجاورين
بالأزهر، ومطبخهم الهريسة في يومي الإثنين والخميس "
وحلو والله
كل دا حلو
بس السؤال برضو .. من أين لك بتكاليف كل هذا ؟
علما بإنه بجانب المنشأت دى
هوه عاش عيشة مترفة
جاب منين كل الفلوس دى ؟
الجبرتى مش هيحيرنا كتير وهيقول
انه كان مرتشى .. وش كدا
"من مساويه قبول الرشا والتحيل على مصادرة
بعض الأغنيا في أموالهم، واقتدى به في ذلك غيره،
حتى صارت سنة مقررة وطريقة مسلوكة ليست منكرة
، وكذلك وكذلك المصالحة على تركات الأغنياء
التي لها وارث "
حد يقولى طب يا شهرو .. مهو بيصادر اغنياء اهو
يعنى بياخد من الطبقة اللى معاها فلوس بزيادة مثلا
فمجراش حاجة !
والجبرتى طبعا زعلان لانه كان من الطبقة دى
هوه وأبوه قبله
لكن اللى بيحصل فعلا .. ان أى نهب من الأغنياء
كان بيقابله ضغط على الفقراء
وتحصيل الخسارة منهم !!
ف الأخر الغلبان هوه اللى بيلبسها .. !
والمرتشى لما بياخد من الأغنياء والموسرين والكبرات
فبيعوضوا الفروق دى وبيسرقوا من الفقراء
وبعدين يوقف هوه الفقراء دول بعد كدا ف طوابير
عشان يتعطف عليهم بالأكل والكسوة
ويبقى هوه الحنين الخير اللى مفيش زيه !
وحياة أمه يعنى !
غير حوار البرشطة على مال الأيتام دا ..
مهو مش كل غنى يبقى حرامى يعنى
فبالتالى انتا مالك ومال التركة .. طالما لها وارث ؟؟
وكدا عرفنا جاب الثروة دى كلها عشان يعمل بيها
ما عمل منين !
أو جزء مش يسير منها ع الأقل !
السيئة الأكبر لعبدالرحمن كتخدا ف رأى الجبرتى
كانت حاجة تانية خااااالص
"ومن سيئاته العظيمة التي طار شررها وتضاعف ضررها
وعم الإقليم خرابها، وتعدى إلى جميع الدنيا هبابها
معاضدته لعلي بك ليقوى به على أرباب الرياسة،
فلم يزل يلقى بينهم الفتن ويغري بعضهم على بعض،
ويسلط عليهم علي بك المذكور، حتى أضعف شوكات الأقويا
وأكد العداوة بين الأصفيا ..
ونتيجة لذلك :
"اشتد ساعد علي بك"
وبعد ما قويت شوكته
" فعند ذلك التفت إليه وكلب بنابه عليه وأخرجه من مصر
وأبعده عن وطنه فلم يجد عند ذلك من يدافع عنه،
وأقام هذه المدة في مكة غريبًا وحيدًا"
حلوة " كلب بنابه " دى
تعبيرات الجبرتى البليغة
قعد بقى قد ايه ف الغربة الاجبارية دى يا شهرو ؟؟
"فأقام بالحجاز اثنتي عشرة سنة"
وبعد الـ 12 سنة كان على بك راح زمنه
وزمن اللى بعده
"فلما سافر يوسف بك أميرًا بالحاج في السنة الماضية
صمم على إحضاره صحبته إلى مصر
فأحضره في تختروان"
كان حصله ايه ؟
"وقد استولى عليه العي والهرم وكرب الغربة،
فدخل إلى بيته مريضًا فأقام أحد عشر يومًا ومات"
وسبحان من له الدوام
واتعملتله جنازة مشهودة بقى
" فغسلوه وكفنوه وخرجوا بجنازته في مشهد حافل
حضره العلما والأمرا والتجار ومؤذنو المساجد
وأولاد المكاتب التي أنشاها، ورتب لهم فيها الكساوي
والمعاليم في كل سنة، وصلوا عليه بالأزهر
ودفن بمدفنه الذي أعده لنفسه بالأزهر عند الباب القبلي،
ولم يخلف بعده مثله "
الجبرتى بيحمله مسئولية كبيرة ف انحدار حال البلاد
ليه بقى ؟
لأنه لما ساند على بك الكبير وقواه
"فعند ذلك خلا لعلي بك وخشداشينه الجو فباضوا وأفرخوا،
وامتد شرهم إلى الآن الذي نحن فيه"
بيلقح الكلام على مراد بك وابراهيم بك ..
اللى كانوا مماليك لمحمد ابو الدهب
.. اللى كان مملوك لعلى بك
" فهو الذي كان السبب بتقدير الله تعالى في ظهور أمرهم،
فلو لم يكن له من المساوي إلا هذه لكفاه "
وبيقول انه لما رجع م الحجاز .. مراد بك وابراهيم بك
كانوا اول مرة يشوفوه بقى ...
وسامعين عنه كتير
فخدوا اتنين كيلو موز وأربعة كيلو بورتئان
وراحوا يطلوا عليه ومساء الخير يا نينة
"ولما رجع من الحجاز متمرضًا
ذهب إليه إبراهيم بك ومراد بك وباقي خشداشينهم ليعودوه،
ولم يكن رأهم قبل ذلك،
فكان من وصيته لهم: كونوا مع بعضكم واضبطوا أمركم
ولا تدخلوا الأعادي بينكم ..
"وهذا بدل عن قوله: أوصيكم بتقوى الله تعالى
وتجنبوا الظلم وافعلوا الخير،فإن الدنيا زايلة
وانظروا حالي ومآلي أو نحو ذلك"
يا سلام ع التقوى
بعد إيه يا حموقة الورع دا !
بعد ما فقرتنا
وركبت على كتفنا الكلاب .. !
لأ وشوف يختشى الرااااجل
آل بينصحهم يبقوا عصبة واحدة ومينكسروش
عشان يعرفوا يكسرونا وينهبونا كويس
طب عاجبك كدا ... اهم سمعوا النصيحة فعلا
وفضلوا رغم المنافسة شركاء ف الظلم لحد ما خربوها
وبقت لقمة طرية ووقعت ف إيد الفرنسيس بسهولة
كما السكينة ف الزبدة
الجبرتى شافه مرة واحدة وحيدة .. وبيوصفه :
"رأيته مرة وأنا إذ ذاك في سن التمييز قبل أن ينفي إلى الحجاز
وهو ماش في جنازة مربوع القامة أبيض اللون
مسترسل اللحية، ويغلب عليها البياض مترفهًا في ملبسه
معجبًا بنفسه يشار إليه بالبنان "
وبيكمل ..
" وكان سليط اللسان ويتصنع الحماقة، فغفر الله لنا وله "
طبعا
هوه لو مكنش سُهن وسوسة كان نهب دا كله !
نهايته ..
القصة خلصت
ومخلصتش
لكن الأخ عبرحمن .. مثل صارخ لناس شوفناهم عبر التاريخ
ولحد وقت مش بعيد
من الاخ بتاع المنوفية اللى كانت له أيادى بيضاء
على المحافظة وابنائها ..
وكلنا عارفين الصرف دا كله جه منين ومن فلوس مين
وعشرات ومئات غيره
متفضلين بفلوسنا وخيرنا
عبدالرحمن كتخدا رجل كل العصور
تانى ملحوظة بقى ..
فيه ناس هتتعاطف وتقول .. الراجل جدد وصلح وعمر
وكان ممكن كل دا يندثر
فكتر خيره يا شهرو !
الحقيقة .. العماير دى كله المفروض تترمم
او يتحافظ عليها او تبنى حتى من مال الدولة
اللى هما بيستقطعوه من لحم الناس ف شكل ضرايب ومكوس
بس الاول بعد ما يوفرلهم الحد الادنى من المعيشة الكريمة
مش ناخد منهم مكوس وضرايب قد كدا
ونخلى كالهم كرب م لاقيين الهجمة واللقمة
وبعدين واحد يطلع يتفضل عليهم ويقول انا بنيت وعليت
وبعدين يتعطف ويتلطف ويتكرم على الغلابة
اللى نهبهم ويفرق اكل ولبس
ومعاش تكافل ومنحة معرفش ايه وهباب أزرق على نافوخهم
مع ان دى كلها فلوس الناس .. المنهوبة
ويتقال عليه راجل كويس
وعلى كل ..
اهى الفلوس ف شكل آثار كلها رجعتلنا ف النهاية
بس بعد كم من التضحيات والعذابات والبؤس
ولهذا
لما بلاقى أثر بيندثر حاليا تحت بلدوزرات
فضة المعداوى الحالية
بنقهر ..
لأن دا تاريخنا
ولأن اندفع فيه تمن غالى
مش بس فلوس
لأ
اهم .. الارواح التعيسة اللى دفعت تمن بقاء هذه المنشأت
أقل واجب نحترمهم
ونحترم الحيطان اللى تضحيات الناس المتجسد فيها
بس نروح ونقول لمين .. !
لنا الله
وبس خلاص خلصنا
حكاية الاخ عبدالرحمن كتخدا أبو الخيرات والعماير والرشاوى
طولنا عليكم معلش
وتصبحوا على ألف خير
--------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق