وما بين النصر والفتوح
تزول أمم و ممالك
وتيجى بشر و تروح
الرحلة الليلة دى ف حى الجمالية ..
عند أحدى بوابات القاهرة التى بناها المعز كى تقهر الدنيا
#باب_النصر
وفلاش باك حيث جاء جوهر الصقلى إلى مصر
وقرر يبنى عاصمة للدولة الفاطمية
وشيد قصرا للمعز الخليفة وقتها
عشان يحكم منه و يتحكم
القاهرة اتبنت عشان تكون مدينة الحاكم
وحوله جنوده ورجاله وخدمه وجواريه وكل حاجة ...
وعشان كان قلقان من أى تمرد شعبى او من الفلول قرر يبنى سور
السور دا احاط بمدينة القاهرة من كل الجهات
والدخول ليها كان بقواعد ومحاذير
وأذن وتفتيش وضرايب وافلام كدا ...
كان فيه اكتر من باب ...
أشهرهم والمتبقى منهم شامخا لحد النهاردة هم
1- باب زويلة
2- باب الفتوح
3- باب النصر والاخير هوه مكاننا النهاردة
بعض أبواب مدينة القاهرة كانت أسمائها تنبىء عن وظيفتها
زى باب الفتوح كان بيستخدم لخروج الجيش للحرب والفتوحات
اما باب النصر فكان لدخول الجيش منتصرا
الخليفة المعز كان بيخرج جنده من باب الفتوح
ويرجعوله مظفرين من باب النصر
والحكاية دى بقت تقليد استمر لعقود
ومسك بعد المعز ابنه وحفيده ولحد ما وصلنا
للمستنصر بالله
اللى مصر ف عهد شهدت مجاعات ومحن هنا
والبنية التحتية للبلد خربت بما فيها البوابات
المستنصر لقى خزاينه خاوية والقحط عم والخراب
والناس بتاكل بعض حرفيا ف الشوارع
والجند السودانين مسيطرين ع البلد
فدور على باب خروج زى بتاع فشير
باب خروج المستنصر ومصر من المحنة
كان ف بدر الدين الجمالى والى عكا
والخليفة سمع عن شطارته وحنكته فلجأله
وقاله الحقنى
بدر الجمالى جه واخد كل الصلاحيات
وابتدى بالقضاء على مثيرى الشغب مغاربة واتراك وسودانين
وبعدين ابتدى يعمل اصلاحات جذرية وش حركات من ع الوش !!
بص على سور القاهرة لقاه متهدم ف اجزاء كتير منه وحالته كرب
فقرر يعيد انشائه من تانى وبعت لمهندسين ارمن يعرفهم
السور كان بعيد شوية عن جامع الحاكم بأمر الله ..
قوم لما جه الجمالى راح مدخله ف نطاق السور ..
وجدد التلات بوابات الرئيسية زويلة .. والفتوح .. والنصر
وهما اللى احنا بنشوفهم حاليا دون أى تعديل يذكر اللهم قليلا
باب النصر وجميع الابواب
غرضها ف الأساس كان الحماية والتأمين
ولهذا لما بنوا باب النصر عملوه على شكل أبراج قلعة حربية
برجين ويتوسطهم باب للعبور ..
الباب عريض يعدى فارسين كدا بحصاناتهم .
وف الجانب العلوى أوضه للدفاع والسلاح والمراقبة وكل أعمال الحرب الممكنة
وف الاوضة دى فتحة ف النص فوق الباب مباشرة
بيسموها السقاطة ودى حضرتكم كانوا بيستخدموها لهدف انساااااانى بحت
قالك كان أى حد بيحاول يخترق الباب من الأعداء
كانوا بيفتحوا السقاطة دى ويدلقوا عليه مية مغلية
ومواد كاوية وكدهون
اما الأبراج فطبعا واضح من شكلها ..
كان بيتم مراقبة الجو منها وكمان رمى السهام من الفتحات المربعة دى
ع الباب انكتب
بسم الله الرحمن الرحيم لا اله الا الله وحده لاشريك له
محمد رسول الله
علي ولي الله صلي الله عليه
وعلي الائمة من ذريتهم أجمعين
طبعا لازم يجيبوا سيرة سيدنا على ...
مش اتفقنا شيعة وكدهون لازم يحشروا الأسم ف كل حاجة
"أن من أنشا هذين البابين والسور المحيط بالمعزية القاهرة المحروسة
حماها الله هو بدر الجمالى فى عهد الخليفة المستنصر بالله أمير المؤمنين ”
دى الجملة اللى انكتبت على بابى النصر والفتوح
عشان الحوز دول تحيدا مرتبطين ببعض
بشكل هندسى و وظيفى كمان
بين باب النصر وباب الفتوح مسافة
ومع ذلك كان بينهم سرادب أرضى
ومن فوق ممشى يوصلهم ببعض ..تخيلوا !!
ومش بس كدا دا كان بينهم ف النص تقريبا
مبخرة كبيرة ف الحجم
كان بيتولع فيها بخور ف المناسبات
بتاعت رجوع الجيش وغيرها
الصورة السابقة بتوضح ان البابين
كانوا ف الناحية الشمالية من القاهرة
وعشان كدا يمكن ارتبطوا ببعض ف المكان
وكمان ف الدخول والخروج ..
باب النصر حضر مناسبات كتير
اغلبها مفرح ومرتبط بالنصر والفوز والبهجة
وعدى من البوابة دى شخصيات كتير اشهرها القادة
والفاتحين
والأسرى كمان
يعنى دخل منه صلاح الدين
و كتير من سلاطين المماليك
ولحد ابراهيم باشا ابن محمد على
وف يوم ما دخل منه عبد موطى الراس
ضمن مماليك سيده
وهذا العبد كبر وبقى فارس
واظهر شجاعة ف قتال المغول
وطمع ف العرش
وتخلص من صديقه قطز
وبايعوه الامرا رجع لمصر ودخل من باب النصر
بس المرة دى سلطان
وعرف بالظاهر بيبرس
باب النصر محضرش أفراح النصرة ع الأعداء
وبس لكن كمان كانله من الأعياد نصيب
خصوصا ف زمن الفاطميين الاول .. ف عز عزهم
الخليفة الفاطمى كان بيبدأ موكبه ف الأعياد والجمع الرمضانية
بالتحرك من قدام قصره ف بين القصرين
ويخرج من باب الفتوح
وبعدين يدخل تانى قصره من باب النصر
وف السكة بقى يفضل يبدر ف الدهب والعطايا على الفقرا والغلابة
والمجتمعين على طول الطريق يتفرجوا
كان الخليفة بيخرج ف أبهى زينة راكب حصانه
وفوقه مظلة شمسية يعنى من الحرير نفس لون هدومه ..
وحواليه رجال الدولة وطوايف الجيش ف موكب مهيب
والعالم دى لو عديتوهم
يجولهم بتاع خمآشر ألف لابسين ومطقمين
وبمشية الوزة ومنتهى الإنضباط والأبهة
وانتوا عارفين الفاطميين #ياختشى_رايقيييين
وبعد ما يدخل الخليفة الفاطمى قصره ..
يسمع المقرئين وتتمد جوا وبرا القصر الموايد
والشعب يهيص وياكل ويدعى للخليفة ربنا يديم عزه ..
وباب النصر ف توقيت ما كان سمى بإسم "باب العز"
بس المصريين حبوا التسمية الاولى وفضل باب النصر
على لسان الناس متغيرش
ف زمن المماليك حضر باب النصر انتصارات كتير
ويمكن أشهرها ف زمن قايتباى
لما حاولت امارة بين الشام وتركيا التمرد ع الحكم المملوكى ...
قايتباى بعت نائبه و دراعه اليمين ورفيق كفاحه الامير يشبك بن مهدى
يحارب الأخ على دولات و هزمه شر هزيمة
وأسر أقوى اعوانه وكام واحد من عيلته
وبعت يشبك للسلطان قايتباى يبلغه انه جاى ومعاه أسير على مستوى محترم يعنى
فالسلطان يؤمر بدهان باب النصر وباب زويلة باللون الأبيض الشاهق
ويؤمرهم يحطوا شعار السلطنة ع الابواب
ويزينوا المطارح كلها بالاعلام الملونة
ويوقفوا المنشدين والناس تحضر المشهد اللى كان كالآتى ...
الموكب داخل يتقدمه الامير يشبك والفرسان
وبعدهم الأسير الباس المهزوم ملبسينه عباية سودة
ومعلقين ف رقبته طوق حديد بسلسلة طرفها ف ايد يشبك
:(
وخدوه يقابل قايتباى اللى اتفرج عليه شوية
وبعدين أمرهم يلبسوه ابيض ويعلقوا ف رقبته طوق بعصايا
ف آخرها جرس
وينزلوه تانى يطوفوا بيه الشوارع
وخدوا الأسير هوه و باقى الاسرى عرايا فوق الجمال
وطافوا بيهم شوارع القاهرة
والمنادين بيجرسوهم قائلين "هذا جزاء من يتمرد على السلطان "
#وطيان
ومش بس رجوع الجيوش والمناسبات والأعياد
اللى شافها باب النصر دا حضر كمان خروج المحمل
وقت شجر الدر وحتى محمد على
المحمل وكسوة الكعبة والحجاج كانوا بيخرجوا من باب الفتوح
ويرجعوا من باب النصر وسط احتفال الناس
و الهيصة والفرحة
وفضل الباب يؤدى الدور الحربى فقط
لحد ما بدأت القاهرة تبقى مدينة مفتوحة للعوام
وليست مخصصة للحكام وبطانتهم وعسكرهم ..
بقى بعد كدا يستعمل لعبور الناس داخل القاهرة وخارجها
للبيع والشرا والسكن وغيره
لكن وقت الجد كان بيرجع لمهمته الأصلية ف حماية البلاد ..
الباب دا وغيره كانت بتتقفل وقت غزو الأعداء
ولهذا ابن اللئيمة سليم الاول دخل منه لما جه القاهرة
عشان يبعت رسالة
والرسالة بتاعت سليم الاول كانت لطومان باى
والشعب المصرى
بــ... انه المنتصر
باب النصر اتعرض لبعض التعديلات البسيطة
لما دخل نابليون مصر
وعسكر الفرنسيس وسعوا الفتحات ف الابراج
عشان تناسب اسلحتهم
ولما قامت ثورة القاهرة التانية كان المصريين اتعلموا
من الثورة الاولى بعض الدروس
(عقبالنا يارب)
فلما اندلعت الثورة عملوا متاريس ف كل المداخل
الفرنساوية فوجئوا بالمصريين عاملين حواجز
على باب اللوق وناحية المدابغ والشيخ ريحان والناصرية
وقصر العينى وقناطر السباع وسوق السلاح والرويعى
وعملوا كمان حواجز على السويقة وباب القرافة
وباب البرقية وباب الحديد
وباب النصر
المتاريس دى كانت على علو مرتفع ومحصنة
والفرنساوية انذهلوا ازاى المصريين عملوا ف 24 ساعة
مصنع للبارود ف الخرنفش ... !!!
وازاى عملوا معمل لصنع القنابل وصب المدافع
وكمان نبشوا ف بيوت المماليك عن كل المدافع القديمة
وحاولوا يستخدموها للدفاع عن نفسهم وعن البلد ..
وصحيح كليبر رجع وقدر بمساعدة خونة المماليك
وبعض المشايخ انه بشراسة يقضى ع الثورة ..
ويخمدها بعد تدمير احياء بكاملها زى بولاق ..
لكن بمقتله بإيد سليمان الحلبى
كان يبدوا واضحا للفرنساوية انه الشعب المصرى رزل
وخلاص كسر حاجز خوفه وهيفضل يقرفنا
ومع غتاتة الانجليز فقالك نمشى احسن
وصحيح الباب دلوقتى بقى مجرد مزار
وليس له دور لا حربى ولا اجتماعى
لكنه بيوصلنا حى الجمالية صندوق كنوز مصر الإسلامية
ولما تخطى بقدمك جوا الباب ...
تخيل ازاى كان هذا المكان من الف عام وشوية ..
كان محظور علينا يا مصريين وبيسكنه الخليفة ورجاله وفقط
وسبحان من له الدوام
باب النصر مشهور بقصة
بينسبوها ساعات لباب زويلة
وساعات لباب الفتوح
عن قبر احد الاوليا
اللى قيل انه كان فتوة مجدع بتاع الغلابة
كان اسمه "حسن الذوق"
وناس بتقول مكنش فتوة ولا حاجة كان راجل بتاع ربنا
ومن أصل مغربى وجه القاهرة
وعاش فيها وكانله مهابة واحترام وكلمة مسموعة
وف مرة تعب سى "حسن الذوق" من الخناقات بين الناس ف الحى
وكترت المظالم ومحدش بقى يسمعله كلمة
فقرر يمشى من القاهرة يرجع بلاده ..
وف رواية آخرى انه كبر ف السن لحد ما ولاده أشفقوا عليه
فقرروا ياخدوه يرجع يندفن ف بلده بالمغرب
المهم الراجل ف كل الأحوال كان ناوى يمشى
والناس تحايل فيه وتقوله خليك يا عم وهوه مصمم
لحد ما وصل لباب النصر
وقبل ما يخرج ربنا افتكره برحمته
ومات ع البوابة فراحوا دافنينه ف مكانه
وعملوله مقام و بقوا يتندروا بالواقعة دى دايما
ويقولوا "الذوق مخرجش من مصر "
جنب باب النصر فيه مقابر وقولوا مين مدفون فيها يا عيال .. ؟!!!
الاخ ابن خلدون بتاع علم الاجتماع
#آه_والنيعمة
واندفن فيها كمان الدميرى بتاع كتاب "حياة الحيوان"
ومدفون فيه بعض من أهل الصوفية اللى لهم مقبرة مخصوص هناك
ويؤسفنى ان دلوقتى لو عملت سيرش ف جوجل على باب النصر
فجنب الامجاد والتاريخ والعظمة الفنية والمعمارية ... الخ الخ
دلوقتى هتلاقى أخبار عن طفلة استدرجها قهوجى
وفتاة اغتصبها شباب المقابر
واختطاف رجل اعمال
وتشريد اهالى مقابر النصر
واخيرااااا قبل ما أمشى عندى حبة ملاااااحظات
المفروض الناس بتوع العمارة أقدر منى على ابداء رأيهم
بس بصراحة فكرة الربط بين البابين الفتوح والنصر دى فشيخة جدا
وكمان فكرة ان بينهم سرداب تحت وممر فوق ..
والأفلام دى برضو فشيخة جداااا
الاخوة الفاطميين دول كانوا بيجيبوا كل الفلوس دى منين
بيسحروا يعنى ولا ايه النظام
بجد السؤال دا عاوزله اجابة .. !
النقوش اللى ع الباب من برا دى
المفروض اشكال لأسلحة حربية
من زمن الفاطميين دروع وكدا
ومحدش يسالنى كتير ف الحكاية دى يعنى عشان ميحرجنيش .. !
واخيرا حركات الصياعة اللى عملها المصريين
وقت ثورة القاهرة التانية دى يعنى
الله ..!
محنا حلوين اهو
وبنعرف نقول اومال مالنا كدا الايام دى ؟!
يعنى وسط كل الخيانات من الامرا والمشايخ وكبار الدولة
ومع كل ترسانة الأسلحة الفرنساوية والجبروت ..
بس قدرنا نقرفهم ونوجعهم وكان ممكن نكمل !
ويقال ان الحملة الفرنسية دى
كانت أول مرة المصريين فيها يتجمعوا سوا كدا
وحسبما يقال يبقى عندهم الوعى الجمعى والاصرار على هزيمة المحتل
والمبدأ دا ترسخ بعد كدا
ولهذا عومل الانجليز معاملة المحتل بكل ذمة
وصحيح هما كبسوا على نفسنا 80 سنة بس معلشى
انننن الله مع الصابرييييين
اهو لما جه الأسرائيليين حاربنهم ف مدة أقل وكدا
وان شاء الله هيحصلهم الأخوان والسلفيين قريبا اف مدة أقل
عشان احنا كل مرة
بنكسر الرقم :))
واللوحة دى بريشة الفنان
Jean-Léon Gérôme
لجندى واقف بيتمشكح عند باب النصر
وابقوا مرة فكرونى نعمل ليلة عن لوحات الفنانين عن مص
ر عشان اكتشفت ان العسكر ف فترة محمد على
كانوا بيلبسوا حاجات غريبة
كانوا بيلبسوا زى ما شفتوا ف اللوحة كدا
حاجات زى الجونلة وكمان بجيبونة
وزى ما تكون فيها كرانيش
وحركات كدا مش تمام يعنى ايه المسخرة دى !!
واتاريهم كان فيهم ناس لامؤاخذة بقى
وانا اقول بننهزم ليييييه
يلا المهم فكرونى نحّط عليهم شوية ف يوم :)
واخيرا كما بدأنا ننهى بلى كانوا بيخرجوا من باب الفتوح
ف حال اذا بهم يرجعوا من باب النصر ... ف حال تانى
وتلك الايام ندوالها بين الناس
حكاية الباب مجمعة من عدة مواقع ع النت
وكتاب القاهرة
لـ حسين شحاتة عيسى
وتوتة توتة
خلصنا الكلام
وتصبحوا على ألف خير