1

الجمعة، 22 يناير 2021

الفيومى : جلست عليك حيطة


نحكى حدوتة صغنونة كدا 

 


 والحدوتة من عند الجبرتى



  

وهوه بيكتب عن وفاة الاخ

 كجك محمد  باش أوده باشه 

 اللى انقتل سنة ١٦٩٤م

وبيقول انه كان راجل عُقر وداهية 

وكعادة أغلب رجالات هذا الزمن 

 كان مطلع ترابنتين اللى حواليه 

واللى حواليه مطلعين ترابنتينه

 فى صراع السلطة الذى لا ينتهى

ويتخانق مع ناس وناس تتخانق معاه

ومنصب الأوده باشى

او احيانا تكتب أوضة باشى 

كانت وظيفة مهمة ف العهد العثمانى 

لانها ف الترتيب بتيجى زى شغلة نايب الجوربجى

اللى هوه أكبر راس فى أورطة العسكر العثمانلى ..




والأخ الأودة باشه .. زى منتوا شايفين كانله زى مميز 

وعمامته كانت بالمنظر اللى ف نهايته

 طبقة مسطحة كدا 

فالعوام كانوا مسمينه .. أبو طبق 



ومن ضمن مهامه اللى كانت بتعمل قلق 

 انه كان بيوصله فرمان عزل الوالى من الاستانة 

فيطلع القلعة ف موكب مهيب لخلع اسم النبى حارسه

فمتخيلين مجرد شوفته ونزوله ف موكب ممكن يعمل هلع

لكل الكبرات بما فيهم اكبر راس ازاى 




المهم 

سى كجك بقى كان بلوة سوخة وعنده هيبة

 وكمان ذكاء وفراسة .. 

والجبرتى بيحكى قصة تدلل على ذلك 

وهى كالآتى




ف يوم من ذات الأيام احد التجار قرر يسافر يحج 

قوم لم كل ما خف ثمنه وغلا ثمنه 

واداه لواحد صاحبه :

" فجمع ما عنده من الذهبيات والفضيات واللؤلؤ والجواهر ومصاغ حريمه، ووضعه في صندوق،

 وأودعه عند صاحب له بسوق مرجوش

 يسمى الخواجا علي الفيومي،

 بموجب قائمة أخذها معه مع مفتاح الصندوق "

حلو




بس وأخد الناقة وشرخ ..

"وسافر إلى الحجاز، وجاور هناك سنة ورجع .. "




وبعد السنة ورجوعه راحت الناس تهنيه 

وتقوله حمدلله ع السلامة آحاج .. 

الكل الا .. سى على  !

"ورجع مع الحُجاج، 

وحضر إليه أحبابه وأصحابه للسلام عليه،

 وانتظر صاحبه الحاج علي الفيومي فلم يأتِه "





والراجل لسه حاجج بقى ومصفى النية 

وافتكر على عيان ولا حاجة 

"فسأل عنه فقيل له : إنه طيب بخير"

فقال أروح انا أزروه طيب !

"فأخذ شيئًا من التمر واللبان والليف 

ووضعه في منديل وذهب إليه

ودخل عليه ووضع بين يديه ذلك المنديل.."




ودخل عليه دخلة حنفى ابن سليط  !




وانا عاطف يا أستاذ لمبى 
"فقال له: «من أنت؟ 
فإني لا أعرفك قبل اليوم حتى تهاديني!!"
- انا اللى كنت معاكم ف المدرسة !
"فقال له: «أنا فلان صاحب الصندوق الأمانة"
- مش فاكرك ياض 
" فجحد معرفته وأنكر ذلك بالكلية"




ومكنش واخد عليه صك ولا كان فيه شهود .. 
وشقى عمرك ضاع ولا إيه !
وشال الهم اكوام 
"ولم يكن بينه وبينه بيِّنة تشهد بذلك،
 فطار عقل الجوهري، وتحيَّر في أمره،
 وضاق صدره "




اصحابه قالوله وانتا هتسكت له ؟!!
عليك وعلى اللى نابه ازرق 
وهيجيبلك حاجتك من حبابى عينيه !
" فأخبر بعض أصحابه 
فقال له: اذهب إلى كجك محمد أوده باشه"





ومكدبش خبر وراح لكجك واشتكاله 
" فذهب إليه وأخبره بالقصة فأمره 
أن يدخل إلى المكان الداخل، ولا يأتي إليه حتى يطلبه
 وأرسل إلى علي الفيومي .."
ايوه 
اقعد انتا جوه كدا متدارى ومتطلعش الا لما اندهك 
وهاتولى المذكور لما نشوف ايه الحكاية !




  وجه سى على الفُللى ..
" فلما حضر إليه بشَّ في وجهه
 ورحَّب به وآنسه بالكلام الحلو
 ورأى في يده سُبحة مَرْجان فأخذها من يده يقلبها 
ويلعب بها.."


 

وخلوا بالكم احنا داخلين على المشهد بتاع صباح 
ف فيلم العتبة الخضرا 
وهيا بتشترى الجاتوه من جروبى




كجك اخد السبحة من ايد على الفيومى
 وعمل نفسه بيسبح بيها 
وبعدين ..
" ثم قام كأنه يزيل ضرورة، وأعطاها لخادمه
 وقال له: خذ خادم الخواجا صحبتك
 واترك دابته هنا عند بعض الخدم
 واذهب صحبة الخادم إلى بيته

  


وبعد ما تروح مع الخادم لبيت المخفى ..
"قِف عند باب الحريم وأعطهم السبحة أمارة
 وقل لهم: إنه اعترف بالصندوق والأمانة"
طبعا الحريم شافوا السبحة والخادم واقف 
 فمحسوش ان فيه مشكلة .. 
"  فلما رأوا الأمارة والخادم لم يشكُ في صحة ذلك"
ورجع خادم كجك وخادم الفيومى .. 
لبيت الاودة باشه 
ومعاهم الصندوق اللى فيه الحاجة

 


المهم :
"عندما رجع كجك محمد إلى مجلسه قال للخواجا ..."
وقت مستقطع .. 
الخواجا هنا يبقى على الفيومى 
ولقب الخواجا كان بيطلق على التجار والموسرين 
والعلماء كمان
وعلى اللى بيشوفوه اسطى ف مجاله او ماهر فيه





نرجع تانى لباقى القصة ..
دلوقتى الصندوق رجع بالحيلة
 ولسه الفيومى ميعرفش وكجك بيسحبه ف الكلام 
ويتسلى بيه ويقوله 
"بلغني أن رجلًا جواهرجي أودع عندك صندوقًا أمانة
 ثم طلبه فأنكرته"
المزغود مش يبلع ريقه ويفكر ثوانى 
لأ 
راح مكمل الكدبة مع الحلفان وتوابعه ..
وراح ناخع كأى اكلتى محترف :
" فقال: «لا وحياة رأسك ليس له أصل،
 وكأني اشتبهت عليه أو أنه خرفان وذهلان
 ولا أعرفه قبل ذلك ولا يعرفني»
 ثم سكتوا "
يعنى حرامى 
وخاين للامانة 
وحلفت براس الراجل الكُبرة دا كدب 
وطلعت المجنى عليه مجنون وبيتهيأله.. 
دنتا نهارك فحلوقى
المفروض يعنى 




مش هنقعد كتير ساكتين بقى !
"وإذا بتابع الأوده باشا والخادم داخلين بالصندوق
 على حمار فوضعوه بين أيديهما
 فانتقع وجه الفيومي واصفرَّ لونه "
وندهوا لصاحب الشكوى يحضر حالا 
" فطلب الأوده باشه صاحب الصندوق فحضر
 فقال له: هذا صندوقك؟ قال له: نعم
 قال له: عندك قائمة بما فيه؟ قال: معي
 وأخرجها من جيبه مع المفتاح، فتناولها الكاتب
 وفتحوا الصندوق وقابلوا ما فيه على موجب القائمة 
فوجده بالتمام "




كجك قاله قشطة 
 خد حاجتك واتكل على الله 
والراجل خرج وهوه عمال يدعيله .. 
" فقال له: «خذ متاعك واذهب» فأخذه 
وذهب إلى داره وهو يدعو له"
وصاحبنا ازيه ؟؟؟




" ثم التفت إلى الخواجا علي الفيومي
 وهو ميت في جلده ينتظر ما يفعل به"
حد طيب وابن حلال يقولى انه هيعمل فيه ويسوى
أقولكم عييييب 
احنا ف دول عدل ولا إيه 
عشان يحصل الكلام دا !!
لأ طبعا
كجك سابه يتلوى زى السمكة ف الطاسة شوية 
وبعدين 
" فقال له : «صاحب الأمانة أخذها وإيش جلوسك؟» فقام 
وهو ينفض غبار الموت وذهب "



خلاص كدا !



حد يقولى يا سلااااااا !
ايه بقى اللخفنة دى ؟
اقولكم ... 
الجوهراجى اصلااا لم مقتنياته الثمينة واداها للفيومى 
 كنوع من التهرب .. يعنى عشان لو جراله حاجة 
محدش يحجر ع الثروة دى 
 أو عشان لو جرى حاجة اثناء غيابه 
قوم لما يرجع يلاقى خميرة كويسة متشالة 
وزى كأنه شالهم تحت البلاطة كدا
الفيومى .. كان فاهم دا كويس 
فسطا على الأمانة دى بقلب ميت 
متصورا انه صاحبها مش هيجرؤ يشتكى 
ويقول انا مهرب فلوسى عند واحد تانى
ولو اشتكى للقاضى هيكون سهل الانكار
 لانه ممضاش على حاجة ولا فيه شهود بكدا 
انما طلع نقبه على شونة 
لإن المشتكى إليه كان كجك 
 اللى يتفاتله بلاد وقارات !
والحاجة لها نصيب ترجع لصاحبها 


الملفت بقى .. 
ليه الاودة باشه مقبضش عليه او ضربه
 او غّرمه حتى وعاقبه بأى عقاب ؟!!
ببساطة لانه شافه
 زى ما النظام الحالى بيشوف أى واحد غنى ..
على انه زكيبة فلوس ومصدر للدخل عاجلا او آجلا 
ولو مخدناش منه دلوقتى نفوتله المصايب 
 عشان ناخد منه قدام 
بالذوق او بالغصب
وطول ما بيشتغل العداد بيعد واحنا المستفيدين




ومش مهم يبقى فاسد أو مرتشى او فيه كل العبر !
احنا يهمنا الفلوس 
الفلوس 
الفلووووس
أهم حاجة الفلوس 
#مأثورات



·
الظريف بقى انه سى كجك الرهيب دا .. 
اتعرض لكام محاولة اغتيال ومن اشخاص بعينهم 
وهوه بإيده دى قتل كام حد من المنافسين له .. 
وكان متكالب على السلطة ومعمى بيها 
ولم ينفعه أى حذر وموت قلب لحد ما 
"قُتل غيلة - كما ذكر- في طريق المحجر "
قرب القلعة كدا




والقصة خلصت ويتبقى كام ملحوظة .. 
اولهم .. 
ان حركة السبحة دى فيها معلمة حقيقى 
وشابوه للأخ كجك




ثانيا .. 
يختشى الفيومى دا ماشاء الله ..
خاين للامانة وللعيش والملح ووأخر وساخة 
وماسك سبحة عشان يكمل بيها عدة النصب 
ويمثل انه بيعرف ربنا وكدا .. !



ثالثا 
صحيح رفعنا القبعة لكجك على دهائه .. 
بس حوار
 "صاحب الأمانة أخذها وإيش جلوسك؟"
 دا شارح جدا 
لإنه بيجسد دولة الظلم ف جملة 
يعنى ايه تبقى لابس الجريمة بالادلة اللى تسد عيش الشمس 
ومع ذلك تتساب وتفلت منها
بمباركة المسئول عن تنفيذ القانون والظبط والربط ؟
وف أوقات أخرى يتفصل قانون للتصالح 
تنهب قد ما تنهب ويقبضوا عليك 
وتدفع المعلوم  
فيخرجوك .. تنهب تانى 
وتتصالح ... ويقبضوا منك 
ويخرجوك ... تنهب تانى 
ويمسكوك ...
وهكذا 
... 




والسؤال اللى بقاله قرون ... 
كيف ينتظر أن ينصلح حال البلد 
(وكل مجرم بيتقاله (وإيش جلوسك؟
وفى عصور الانحطاط الموقف بيتكرر .. 
وحقيقى ... جلست عليك حيطة يا بُعيد
وجاتها نيلة اللى عاوزة خلف ف البلد دى



وبس خلاص خلصنا


------------------------- 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
"حقوق الملكية والملوخية والمهلبية ... الخ
محفوظة للست شهرزاد وإياك حد يسرقها ويحاول يزعلها آغجر .. مفهوم ؟ "

3