1

الثلاثاء، 26 مايو 2020

الجنـــازة حــــارة يا كلـــب !



المرة دى حدوتة صغنونة 
  من صفحات التاريخ عن واقعة تجسد المثل العامى
 الجنازة حارة والميت كلب وله ما له وعليه ما عليه





الحكاية من كتاب
 "المصريون المحدثون شمائلهم وعاداتهم " 
للمستشرق وليم ادوارد لين 
ترجمة عدلى طاهر نور




والحاج لين زار مصر وقعد شوية واتكلم عن انطباعاته
 عنها وعن شعبها فى عهد محمد على
 بعد زياريتين ف اوقات مختلفة




وفى الفصل الخاص بـ "أخلاق المصريين" بيتكلم لين 
عن الرحمة بالحيوان وازاى انه ف أول زيارة سنة 1825م 
كان بيشوف الرفق بالكلاب 
وازاى الناس بتتحاشى لمسهم عشان الوضوء 
ف الوقت اللى بتاكلهم وتحطلهم مية وحنونة عليهم 
لكن ...



اللى شافه ف زيارته التانية 1843م كان مؤسف 
من التعامل بقسوة مع الكلاب قائلا :
 "ولكنى اجد اليوم أغلب المصريين قد انقلبوا إلى الأسوأ 
فى شفقتهم نحو الحيوان وبنى جنسهم 
ويبدو لأول وهلة ان شدة الحكومة المفرطة 
قد أوجدت فى الشعب البغى والميل إلى الإجرام "




" وكثيرا ما يضرب الأطفال والرجال الكلاب والقطط 
فى الشوارع لمجرد اللهو 
وكثيرا ما رأيت الاطفال يلهون بمضايقة القطط 
التى كانت محبوبة قبلا "




ورغم كدا
"ومع انى أشاهد الآن على التوالى الكلاب الشريدة
 تُضرب فى شوارع القاهرة وهى هادئة لا تضر
 فلا أزال أرى بعضهم يطعمونها وأغلبهم فقراء 
 وفى كل حى من أحياء المدينة أحواض صغيرة 
تملأ يوميا للكلاب ويؤجر أصحاب الحوانيت
 فى شارع واحد سقاء لرش الشارع 
وملء احواض الكلاب "




وزى ما كان أغلب الكلاب ملهاش صاحب 
وبتمشى ف قطعان وتتكاثر 
ولها شوارع واماكن محددة لا تبارحها 
فكانوا بينبحوا على الغرباء والأجانب اللى لبسهم غريب
 وبيشاركوا الصقور ف أكل فضلات رمم الحيوانات
 وزبالة البيوت الملقاة ف الشوارع





 وفيه كلاب كانت مخصصة للصيد وللحراسة
ودول كان حظهم احسن من الرعاية 




من ضمن اوضاع الكلاب كان التربية والتدليل 
"فقد اتخذت أمرأة واحيدة فى هذه المدينة كلبا يؤانسها 
فى وحدتها فأختطف الموت هذا الأنيس الوحيد
 فعزمت المرأة لحزنها وعطفها عليه ..."
على ايه ان شاء الله ؟




" أن تدفنه كأى مسلم فى قبر لائق
 فى مدافن الإمام الشافعى المقدسة "




بس وفجأة كان فيه صوات هوهوه
 جاى من ناحيتكم
اتارى بيجو مات .. يا حبيبى يا بيجوووو
والست يا عينى حالتها صعبة :
 " فغسلت الكلب طبقا للقواعد المرعية عند وفاة المسلم 
وكفنته فى كفن جميل ووضعته فى نعش 
واستأجرت ندابات وأقامت عليه مأتما حقيقيا .. "





لين بيقول ان الست صاحبة الكلب كانت منعزلة عن جيرانها 
ولم يتم ذلك دون أن يثير عجب الجيران 
الذين لم يستطيعوا معرفة المتوفى 
ولم يتدخلوا لأنه لم يكن بينهم وبينها ألفة قط " 



 ومين اللى مات عند فلانة يا ام محما ؟
 يختشى والنبى ياختى معرف




بس يا سيدى وموكب الجنازة بدأ  : 
"ثم استاجرت المرأة مرتلين ليتقدموا الجنازة 
وتلاميذ لينشدوا ويحملوا المصاحف امام النعش "




والموضوع كِبر 
" وسار الموكب فى نظام مهيب وتبعت المرأة 
والنائحات النعش وهن يملأن الجو بصراخهن "



يا حبيبى يا سااااااامى 
والمشهد عامل سوكسيه حلو 
وفجأة 
 "غير ان الموكب لم يسر كثيرا إذ إجترأت
 احدى الجارات وسالت السيدة الحزينة من المتوفى ؟ 
فأجابتها انه ابنى المسكين "




الجارة مسكتتش 
" فكذبتها السائلة " 
وابنك مين يا ولية هيا ناسية نفسها بنت بياعة الجزر
 داخلة الحارة عفشها على عربية كاروا 
وكله معررررروف !




وخلاص هقول .. 
"واعترفت الثكلى بأنه كلبها "




"ورجت جارتها الفضولية أن تكتم السر 
 إلا ان احتفاظ المرأة المصرية بالسر 
 وبسر مثل هذا مستحيل فأذيع الخبر ف الحال "
 ايه قصده ايه الراجل دا ؟!
 اسم الله ع الرجالة اللى كانت هتسكت يعنى !




بس ولمولنا الرجالة من ع القهوة عشان نطربقها .. ! 
"وسرعان ما تجمع جمهور غاضب أوقف الجنازة
 وصب المرتلون والمنشدون غضبهم على مستخدمهم 
بعدما استخلصوا منه نقودهم لأنه مكر بهم "
والدنيا هاصت
 " ولو لم يتدخل الشرطة لذهبت المرأة على الأرجح
 ضحية هياج الشعب " 
والمؤلف خلص كلامه
 لكن المترجم عدلى طاهر نور بيقول : 
"وتذكرنى هذه الصورة بالمثل العامى
  الجنازة حارة والميت كلب 
الذى يقال للإشارة إلى تفاهة الموضوع فى مناقشة حارة "






وانا عندى كام ملحوظة
 (1) 
نفس المثل فى كتاب بوركهارت بتاع الامثال الشعبية 
ف عهد محمد على بيقوله بشكل مختلف سيكا الا وهو 
" الجنازة حامية والميت كلب "





(2) 
محدش قالنا بعد اكتشاف الحقيقة 
عملوا ايه ف جتة المرحوم واندفن فين
 بعد كل الدوشة والمصاريف دى ؟!
الكلاب وفية وبتحب صاحبها اكتر من روحها والله 
والمثل وحش ولا يليق بهم كمخلوقات جميلة 
تستاهل الخير بس حظهم انهم ف مصر
ودائما وابدا كائنات غلبانة فبيتحط عليهم




(3) 
عجبنى الربط الذكى بين قسوة الحكام 
وقسوة المحكومين بالتبعية 
القهر لما ييجى من فوق بينسحب على كل ما تحته
والوحش الأكبر بيكرف ع الباقى ويحولهم لوحوش 
 الا من رحم ربى فعلا !




(4)
 والست غلطانة انها مقالتش لجارتها دى تحديدا
 كانت اشترت نفسها والله ا
لولية كانت هتلبس جلابيتها وتيجى ترقعلها ميت صويتة 
بس الظاهر لا احضر دُخلته ولا خارجته 
وامك الناقصة دى متعزمنيش .. من زمان يعنى !



(5)
 واخيرا القصة دى خلتنى استحضر مثل عامى تانى
 - بتصرف - 
مفاده : قولت لابويا تعالى ادفنى 
قال لما تموت جيرانى اللى هارشينى 
وشكرا






اخيراااا
وعقبال جنازتك  
ويفرمك قطر منعرفش نلم جتتك
 
قولوا آميييين



...
 بس خلاص خلصنا


----------------------------------------


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
"حقوق الملكية والملوخية والمهلبية ... الخ
محفوظة للست شهرزاد وإياك حد يسرقها ويحاول يزعلها آغجر .. مفهوم ؟ "

3