نرغى شوية عما حدث
بعد ان دخل عمرو بن العاص الاسكندرية
وأصبحت مصر تحت الحكم العربى
وكيف تعاون الحكام تباعا مع أولى الامر والشيوخ
حتى رسخوا مفهوم المصرى المسلم المتعصب الجميل
ويتناسل منه أجيال متعاقبة ويتطور الامر لحد ما نوصل
للأيام الوسخة اللى إحنا فيها دى
وأحب أنوه بس ف الأول
انى مش غاوية أنشر غسيل وسخ ولا أشوه الاسلام
والحمدلله أنا مسلمة موحدة فخورة بدينى
لكنى مش فخورة اطلاقا بالتعصب ولا بالظلم
وبحتقر أى حد متصور انه لمجرد انه اتولد
لقى ابوه وامه مسلمين
فدا يديله الحق ف التميز والتنطيط على باقى خلق الله وكدا
من كتاب
" كتاب فتوح مصر والمغرب لابن عبد الحكم "
المتوفى سنة 257هـ واللى يعتبر أقدم مؤرخ لتاريخ مصر
منذ فتحها العرب وعليه أعتمد كل ما جاء بعده تقريبا من مؤرخين
بخصوص الفترة دى
هنبدأ منه معرفة ماذا حدث بين عمرو بن العاص وأهل مصر
اللى بيقول انه لما دخل بن العاص الاسكندرية
عاصمة مصر انذاك
وأستتب له الأمر هيسمع المصريين منه كلمة
" الجزية"
واللى البعض بيفسر انها مشتقة من الجزاء
بمعنى انهم بيدفعوها جزاء عن كفرهم
أو جزاء عن تأمينهم فى ديار الاسلام وحمايتهم والدفاع عنهم
الحقيقة ان الجزية وما تلاها من شروط هنقولها دلوقتى اهو
مكنتش خاصة باهل مصر بس
وانما فرضها عمر بن الخطاب على
"نصارى الشام"
اللى مدخلش منهم فى الاسلام يعنى القاعدة وقتها كانت
كما قال بن العاص للمقوقس انه
إما الدخول فى الاسلام وإما الجزية وإما القتال
مفيش خيار تالت
والشروط 12 بند 6 مستحقة و6 مستحبة
..................
المستحقة
(1)
عدم ذكر الاسلام بذم له أو قدح فيه
(2)
عدم ذكر كتاب الله بطعن له أو بتحريف فيه
(3)
عدم ذكر الرسول بتكذيب او ازدراء له
(4)
الا يصيبوا مسلمة بزنا أو بإسم نكاح
(5)
الا يفتنوا مسلما عن دينه أو يتعرضوا لماله أو دمه
(6)
الا يعينوا أهل الحرب
.....
وهى شروط ملزمة ان نقضوها انتقض عهدهم
المستحبة
(1)
لبس الغيار وهو ملابس مخالفة للون ملابس المسلمين
(2)
لا تعلو أصوات نواقيسهم وتلاوة كتبهم
(3)
الا تعلو ابنيتهم فوق أبنية المسلمين
(4)
الا يتجاهروا بشرب الخمر وإظهار صلبانهم وخنازيرهم
(5)
أن يخفوا موتاهم والا يجاهروا بندب عليهم او نياحة
(6)
أن يمنعوا من ركوب الخيل
الست شروط الأولى كانت ملزمة مع دفع الجزية
أما الشروط الستة التانية فكانت
" مستحبة"
بس اللى هيقرى بعد كدا فى الفترات اللاحقة
أموية وعباسية ومملوكية وعثمانية الخ
هيكتشف ان المستحبة دى بقت مستحقة هيا كمان
وساعات متحصلش حسب مزاج الحكام وقتها
وفى حالات معينة كمان لأشخاص بعينهم يعنى
قريبين من السلطان زى الكتبة وغيرهم
وإحنا لسه مدخلناش ف مصر
تحت حكم الدولة الاموية
احنا لسه فى عصر الخلفاء الراشدين
صفحة عمر بن الخطاب اهو
والمصريين اللى اكتوا بنار البيزنطيين ما صدقوا لقوا حد
يخلصهم من القرف فالمقريزى اللى بيحكى عن الحقبة دى
وازاى ان الاقباط ساعدوا عمرو بن العاص
من وهوه لسه على حدود مصر !
وبيحكى كمان ازاى عمرو أول ما دخل سيناء
بعت لأسقف الاقباط ف اسكندرية
يقوله ان دولة الروم الى زوال
والعرب كعبهم سيعلو والأفضل تاخد جانبنا
فأستجاب الأسقف ومن بعده الاقباط رغبة ف الخلاص
ومدوا العرب بالمعلومات والمؤن
وساعدوا عمرو فى حصاره لاسكندرية لحد ما دخلها
والمصريين يا عينى ...
زى كل مرة يتأملوا خيرا
فيكتشفوا بعد شوية انهم استبدلوا احتلال باحتلال آخر
مختلف ف الشكل والعقيدة .. لكن الظلم هيكون واحد
لما يتفاجئوا بموضوع الجزية والشروط الأخرى دى
والمقريزى بيحكى عما فعله عمرو بن العاص بعد شوية
لجمع الاموال منهم
الواقعة ذكرت فى فتوح مصر والمغرب كمان
على فكرة
للى حابب يدور
"أن عمرو بن العاص لما فتح مصر قال لقبط مصر:
إن من كتمني كنزًا عنده فقدرت عليه قتلته
وإنّ قبطيًا من أرض الصعيد يقال له: بطرس
ُذكر لعمرو: إن عنده كنزًا فأرسل إليه فسأله فأنكر وجحد
فحبسه في السجن
وعمرو يسأل عنه:هل تسمعونه يسأل عن أحد
فقالوا: لا إنما سمعناه يسأل عن راهب في الطور
فأرسل عمرو إلى بطرس فنزع خاتمه
ثم كتب إلى ذلك الراهب:أن ابعث إليّ بما عندك وختمه بخاتمه
فجاء الرسول بقُلَّة شامية مختومة بالرصاص
ففتحها عمرو فوجد فيها صحيفة
مكتوب فيها: ما لكمَ تحت الفسقية الكبيرة
فأرسل عمرو إلى الفسقية فحبس عنها الماء
ثم قلع البلاط الذي تحتها فوجد فيها اثنين وخمسين أردبًا
ذهبًا مصريًا مضروبة فضرب عمرو رأسه عند باب المسجد
فأخرج القبط كنوزهم شفقًا أن يبغي على أحد منهم فيقتل
كما قتل بطرس"
القصة خلصت
طبعا فيه ناس أوساخ هتبرر التصرف اللطيف دا
بإنه دى مغانم بقى أومال انتى عايزة ايه ؟
وازاى الأقباط الوحشين يفكروا يخبوا شقى عمرهم مثلا
لما لقوا فيه معارك وقلق بين طرفين بيطحنوا ف بعض
وازاى يتجرأ بطرس واللى زى بطرس
انه ميطلعش الفلوس دى ببساطة
ويديها لعمرو !
... مثلا
القصة التانية دى بيحكيها المقريزى ويقول
"أن والى (إخنا) سأل عمراً عن مقدار الجزية الواجبة
على أهل مدينة (إخنا) فقال له عمرو يشير إلى ركن الكنيسة
"لو أعطيتنى من الركن إلى السقف ما أخبرتك،
إنما أنتم خزانة لنا إن كثر علينا كثرنا عليكم
وإن خفف عنا خففنا عنك "
............................
وطبعا الخزانة معجبوش الكلام وبيقولوا ان والى اخنا دا
لما يسمع الحوار دا هيطفش فى أقرب فرصة على الروم
ويرجع معاهم بجيش يدخل اسكندرية ويستولى عليها
ويطلع عين بن العاص لحد ما يستردها تانى !
... قالك احنا خزانة وبس
الحقيقة انه عمرو لما زين لعمر بن الخطاب فتح مصر
أو غزو .. اللى يحلو لكم قولوه
كانت الحجة حماية حدود الدولة الاسلامية
وكمان عرفه ازاى مصر فيها خير هينفعهم
والحديث اللى بيشاع انه مصر هيبقى فيه جند
هيساعدهم فى باقى الفتوحات ونشر الاسلام الخ
لكن وعشر خطوط تحت لكن دى
القارىء لتاريخ عمرو بن العاص يقدر يستوعب ازاى
كان داهية فى الحرب وفارس وقائد شاطر
لكن ف نفس الوقت دمه كرات دم حمرا ودكرات دم بيضا وفلوس
كان بيحب المال حبا جما
جه مصر قبل الفتح بسنين وانبهر بما رأه فيها من خير
وبعد دخوله الاسلام الفكرة زهزت تانى ف دماغه
وتصدر لها وشجع عليها تانى امير للمؤمنين
بعدما استقر له حكم مصر بقى قصاده
بتاع ستة مليون بنى آدم
فى مصادر أخرى تعداد مصر كان من 6- 8 مليون نفر
وكان متخيل بقى لما ياخد على كل راس فلوس
شوف انتا هنلم كام ؟!!
لكن عمر بن الخطاب كان صارم ف الحكاية دى
وحط قواعد لمن يدفع الجزية ومن لا يدفع
وبيقولوا انه بعت لعمرو يبلغه بالقواعد دى
فى فقرة مخجلة مؤسفة لى شخصيا
ويندى لها جبينى وانا بكتبها
لكن مضطرة اكتبها ...
الكلام من كتاب فتوح مصر والمغرب لابن عبد الحكم
عشان اللى حابب يدور برضو ... !
بتقول ايه بقى ؟
" كما قال عمر بن الخطاب كما حدثنا
عبدالملك بن مسلمة بن القاسم بن عبدالله
عن عبدالله بن دينار
عن عبدالله بن عمر
أن يختم فى رقاب أهل الذمة بالرصاص
ويظهروا مناطقهم ويجزوا نواصيهم ويركبوا على أكف عرضا
ولا يضربوا الجزية الا من جرت عليه المواسى
ولا يضربوا على النساء ولا على الولدان
ولا يدعوهم يتشبهون بالمسلمين فى لبوسهم "
...
حكاية يختم على عنقهم بالرصاص دى
بالبحث لقيت معناها
"صُورَتُهُ أَنْ يُشَدَّ فِي عُنُقِهِ سَيْرٌ وَيُوضَعَ عَلَى الْعُقْدَةِ خَاتَمُ الرَّصَاصِ"
ويظهروا مناطقهم .. يعنى يلبسوا احزمة معينة
ويجزوا نواصيهم .. يقصروا شعرهم
ويركبوا على أكف عرضا .. يعنى ميركبوش خيل
ولا يضربوا الجزية الا من جرت عليه المواسى
الذكر البالغ يعنى
ولا يضربوا على النساء ولا على الولدان
ولا يدعوهم يتشبهون بالمسلمين فى لبوسهم
دى أظن واضحة
واحد ظريف كدا هيطلعلى زى الخازوق
من آخرررر تويتر
ويقولى نعم يا ست مالك ؟
مهو اسمه فتح بس برضو غزو
وبصى على كل الامم اللى من قبلهم ومعاصريهم
كان سلو الغزاة كدا والمسلمين أقلهم يعنى ف الجبروت
عاوزهم لما يدخلوا بلد يعملوا ايه
يطبطبوا على اهلها مثلا ؟؟؟
يعنى وجهة نظر بسمعها كتير
بتاعت انهم يطبقوا ما تعارف عليه وقتها
وانهم نتاج وأولاد عصرهم الخ
الحقيقة ان الكلام دا له ألف رد أولهم مثلا
ان اللى بيفتح بلاد بإسم الدين
غير اللى بيفتحها عنوة لأى سبب
والمفروض ف تصور رومانسى للأشياء
ان الى يحمل راية الأسلام ويسعة لنشره
يكون مختلف فى التصرفات .. المفروض يعنى
ثانيا ان المصريين لم يقاوموا العرب لدى دخولهم
وانما بالعكس .. دول ساعدوهم !
ثالثا .. المصريين لم يرفضوا دفع الجزية حضرتك
كا كانوا بيدفعوها للى قبلهم !
فكان ايه لازمته باقى الشروط البائسة دى
اللى ملهاش دعوة بالاسلام واللى فيها استعلاء وفوقية
ولا تشجع اصلا أى حد يخش الاسلام بالمنظر دا !
والحقيقة بقى ان الاسلام اللى نزل على قوم كلهم همجية
بيغيروا على بعض ويخطفوا نساء بعض
ويستحلوهن وهن متزوجات وامهات الخ
والجو الغريب العجيب
اللى كان كله امتهان للأدمية وللنساء الخ
جاء الرسول عليه الصلاة والسلام برسالة
لتهذيب كل هذه البشاعات يعنى وبالتالى
كان اولى بك وانتا تدخل بلد جديد
وعاوز زى ما بتقول تنشر الاسلام
انك تعامل أهله - خصوصما من لم يقاومك - بما يجب
والمصريين أكرموا العرب
فكان جزاءهم حاجة مش لطيفة خالص
ومع ذلك ... دفع المصرى الجزية
ونفذ الشروط الظالمة واجتر الذل
مقابل تعامل عمرو بن العاص الكويس معاهم
كويس عن الرومان يعنى
وفضل بن العاص يبعت الجزية ويطلع كام المبلغ ؟؟؟
حدثنا عبد االله بن صالح، عن الليث بن سعد
أن عمرا جباها اثنى عشر ألف ألف
قال غير الليث: وجباها المقوقس قبله بسنة عشرين ألف ألف
، فعند ذلك كتب إليه عمر بما كتب به
قال الليث وجباها عبد االله بن سعد حين استعمله عليها
عثمان أربعة عشر ألف ألف
...........
خلو بالكم بقى ان المبلغ دا كان بيتبعت
بعد ما عمرو يخصم الاول احتياجات الآتية :
"وكانت فريضة مصر كما حدثنا عثمان بن صالح
عن ابن لهيعة عن يزيد بن ابى حبيب
لحفر خلجها وإقامة جسورها وبناء قناطرها وقطع جزائرها
مائة ألف وعشرين ألفا "
صيف شتا الكلام دا
وبعتنا الجزية وصلحنا الناقص
مفيش حاجة للوالى اللى هارى نفسه ع البلد دا ؟!!
المقريزى اللى بيقول عن ثروة عمرو :
" وخلف عمرو بن العاص سبعين بهارًا دنانير
والبهار: جلد ثور ومبلغه أردبان بالمصري
فلما حضرته الوفاة أخرجه
وقال: من يأخذه بما فيه؟
.. بيقول لولديه يعنى
فأبى ولده أخذه وقالا: حتى ترد إلى كل ذي حق حقه ،
فقال: واللهما أجمع بين اثنين منهم
فبلغ معاوية فقال: نحن نأخذه بما فيه "
العيال رفضت تاخد أى حاجة
عشان عارفين انها من لحم الناس
معاوية بن ابى سفيان بقى اخدهم عادى
وكل الحاجات دى كوم
وموضوع بناء الكنائس دا كوووووم تانى !
لأنه اول كنيسة تم بنائها فى الفسطاط
كانت فى عهد مسلمة بن مخلد سنة 62 هـ
ابن عبد الحكم بيقول ان الجند أنكروا على مسلمة ذلك
"أُتقر لهم أن يبنوا الكنائس؟"
اللى هوه ازاى تجرؤ يعنى !!
حتى كاد أن يقع بينه وبينهم شر
فأحتج عليهم مسلمة يومئذ
فقال : انها ليست فى قيراونكم
وانما هى خارجة فى ارضهم
فسكتوا عن ذلك"
وكان فيه قاعدة يقال انها استندت على حديث
للرسول صلى الله عليه وسلم بيقول
" لا خصاء فى الأسلام ولا كنيسة"
وبالتالى منع بناء أى كنايس ودخلنا ف جدل بين الفقهاء
عن احداث كنيسة ولا مينفعش
ومصر فتحت عنوة ولا صلحا
وقصص كتير مبنية على كدا
الحقيقة انه بمرور الوقت
واستقرار الحكم العربى فى مصر
هتلاقى غير الجند اللى حضروا مع عمرو
وعجبهم الحال وتملكوا اراضى وقعدوا
هتلاقى عرب تانيين جم من شبه الجزيرة
لما سمعوا عن الخير
اللى ف البلد دى والامتيازات
فبقى الموضوع اصعب واعقد
وأكثر تعصبا وتضييقا على الأقباط
وجنب الضغوط المالية والجزية اللى كانت بتزيد
وتثقل على المصرى بقى فيه طبقة من السكان الجدد
عاوزين دايما يستشعروا التميز وبيستعملوا الدين مطية
فيه أقباط دخلوا ف الاسلام هربا من دفع الجزية
وهربا من الاضطهاد والمكانة المتدنية اللى مستشعرينها
مش الكل طبعا لكن الأعداد تزايدات
خصوصا مع ما حدث بعد ثورة البشموريين
اللى الخليفة المامون جه مصر مخصوص عشان يخمدها
وأذل البشموريين وتقريبا محى أثرهم وذريتهم
ورغم ان الثورة دى اشترك فيها المسلمين كمان
لأنها كانت ضد الظلم والتعسف فى جمع الخراج
يعنى يا شهرو عاوزة تقولى ان المصريين أسلموا خوفا
وهربا لأسباب مختلفة ... كلهم يعنى !
لأ طبعا فيه ناس أسلمت طواعية وعن اقتناع أكيد
وفيه ناس أسلمت من باب ولع المغلوب بالغالب وتقليدا له
وفيه ناس زى ما قال المقريزى
اسلمت عشان تنتقم بعد كدا !
قال كدا والله
ومصر هيتعاقب عليها الولاة اللى بيمثلوا دولتهم
اموية على عباسية
ثم حكم الدول المستقلة تحت لواء عباسى شكلا
زى الطولونية والاخشيدية ثم الفاطميين فالأيوبيين
فالمماليك فالعثمانلية
والمصري القبطى الصبور يدفع مع المسلم الضريبة
ويثور احيانا وينتفض ويقُمع ثم يدفع برضو
فيه حكام مرمطوا الأقباط علنا زى الحاكم بامر الله كمثال
والشاهد انه ف العصر الاموى مثلا
بمرور الوقت لما بقى عدد الاقباط الداخلين ف الاسلام
بيكتر والجزية بتقل !
فيه واحد نصح عمر بن عبدالعزيز
انه يفضل فارض الجزية على القبطى بعد ما يسلم
عمر أنكر ذلك ورفضه بشدة
واللى هوه احنا عشان الفلوس نخليهم
يرجعوا عن القرار دا .. !
ورفض
لكن بعد شوية غيره من خلفاء
هيقرر يلم الفلوس من الكل كليلة
ومسلم وقبطى يدفع
وخلاص بقى اسمها الخراج مش الجزية
وانتوا كتير واجيبلكم منين
وانتوا بتعملوا ايه بترموا البذرة
وتسيبوها ف الأرض تطلع لوحدها
واحنا بنعانى كحكام ازاى نشترى جوارى
ونكنز ف الاموال
ونضبط نفسنا عشان نضبطكم !
وخلى بالك بقى انتا دلوقتى حاكم ظالم
وكل همك تلم فلوس من الناس دى
الاول كان الاقباط بس دلوقتى المسلمين كمان
والكل هيتبهدل ويدفع
شوية وهيثوروا ويتكاتفوا بقى طالما الهم واحد
يبقى الحل عشان ميقفوش سوا ضدك
انك تكمل مسلسل التمييز اياه وتؤجج ناره اكتر
ويبقى انتا مسلم فقير متهان مسروق
بس حاسس انك احسن من القبطى برضو
انتم الأتنين متمرمطين ومظلومين ..
بس انتا عندك سلطة عليه وأفضلية
وتقدر تمارس عليه القهر
اللى مش قادر ترده من الحكام وزبانيتهم
دا حصل ف مناسبات كتير ومواقف
ف خضم ظهور حركات التشدد فى توقيت ما
والفكر الحنبلى وغيره
واختلاف الاراء
لكن ف النهاية اكثرها تطرفا كان للأسف بيكسب
وينتشر على المنابر
عشان هوه اللى بيوافق شهوة البنى آدم
فى فرض قوته واستعراض عضلاته
على الطرف الأضعف
زى ما بيستقوى على الست والطفل
يستقوى كمان على القبطى
وأى حد لا يملك حقوق متساوية
والكل يستقوى عليهم الوالى والخليفة وأعوانهم
وكتب التاريخ بعصوره المتتالية
مليانة قصص بالعبيط عن هذا
وتمسك بقى دماغ المسلم الضعيف المنتهك دا
اللى منعت عنه حقوقه والتعليم النضيف
وترمى فيه الزبالة اللى تخليه متحفز لأى حاجة
وبدل ما يقوم على الحاكم الظالم يروح يلطش فى جاره
لمجرد انه عاوز يصلى فى بيته
اوعاوز يبنى كنيسة جديدة
او حتى يصلح ف القديمة !!
وتقوم حريقة وعركة واصابات وقتلى احيانا
زى ما بيحصل دلوقتى بالضبط
مثلا
زمان الفقهاء اختلفوا .. لا احداث فى كنيسة ... ولا ينفع ؟
يعنى لو جزء تهدم يرمموه ولا لأ
وطبعا ف عصر أقل تشدد ينفع
وفى اغلب العصور لأ .. يتساب لحد ما يقع
والكنيسة نفسها تقع
خلافات حصل بين عنصرى الامة زى ما بيتقال تولع الدنيا
فى عصر قلاوون مثلا اتحرقت فجأة 60 كنيسة ف يوم واحد
بفعل فاعل واترد عليها بحرق بعض المساجد
وحاجات كتير كدا طول العهود السابقة وللآن
وتيجى بقى تكلم الاخوة اللى فيه زبالة ف دماغهم دى
عن هذا التعصب المقيت
وتقوله ازاى الاسلام اللى كله سماحة واخلاقيات ومبادىء
يتحول على يد المسلمين إلى وسيلة بالمنظر دا
فتتفاجىء بردود بأيات من القرآن
والمفروض انك تخرس يعنى
مثلا .... تكلمهم عن ان اهل الكتاب كويسين
فيقولك الآيات الآتية
يَـَأَيّهَا الّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنّصَارَىَ أَوْلِيَآءَ
بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلّهُمْ مّنكُمْ فَإِنّهُ مِنْهُمْ
قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ
مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ
حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ
الآية دى تحديدا بتذكر دائما لتبرير موضوع الجزية
ويستخدموا حديث النبى بتاع لا خصاء فى الاسلام ولا كنيسة
.. وبرضو يسوقوا الشروط العمرية الستة
اللى الحقيقة مبقتش ستة وانما اتناشر وخماستشر كمان !
وشىء مخجل انك تقبل على اجدادك يعاملوا بهذه المهانة
وتقبلها الآن على الأقباط
وتشوف نفسك فوقهم لمجرد انك ولدت مسلم !
وزى ما بتجيب آيات تعضد تعصبك ما تجيب الآية دى
وَلاَ تُجَادِلُوَاْ أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاّ بِالّتِي هِيَ أَحْسَنُ
إِلاّ الّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ
وَقُولُوَاْ آمَنّا بِالّذِيَ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ
وَإِلَـَهُنَا وَإِلَـَهُكُمْ وَاحِدٌ
وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
الْيَوْمَ أُحِلّ لَكُمُ الطّيّبَاتُ وَطَعَامُ الّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلّ لّكُمْ
وَطَعَامُكُمْ حِلّ لّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ
وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ
إِذَآ آتَيْتُمُوهُنّ أُجُورَهُنّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ
وَلاَ مُتّخِذِيَ أَخْدَانٍ وَمَن يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ
وَهُوَ فِي الاَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ
وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ
أو دى وفيه يخاطب سبحانه وتعالى نبيه
وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا
أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ
لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ
... وغيرهم
والجبرتى نفسه حكى انه لما ظهرت سفن الفرنساوية
قرب شواطىء اسكندرية
والمصريين توجسوا خطرا منها
حصل فتنة بينهم وبينهم الاقباط مصريين وشوام واروام
وتم تفتيش كنايسهم وبيوتهم بحثا عن أسلحة ومراسلات
وفيه متعصبين طالبوا بقتلهم كلهم
عشان ميتعاونوش مع الفرنساوية لما يدخلوا
لولا تدخل اولى الامر لمنع المصيبة دى
يعنى كان الاقباط موضع شك واستهداف دون بينة
لمجرد انهم من دين الغزاة !
النص أهو
"صار الامراء يفتشون فى محلات الإفرنج
على الأسلحة وغيرها
وكذلك يفتشون بيوت النصارى الشوام والأقباط
والاروام والكنائس والاديرة على الاسلحة
والعامة لا ترضى الا ان يقتلوا النصارى واليهود
فمنعهم الحكام معنهم
ولولا ذلك المنع لقتلتهم العامة وقت الفتنة "
والجبرتى برضو حكى
انه فى اوائل عهد محمد على
واحد قبطى ركب حصان
وعدى بيه من قصاد جامع السيدة زينب
على ما أذكر .. الناس هاجت وماجت ونزلته بالعافية
وراحت اشتكت لمحمد على اللى ارضاء لهم طلع منادى
يشدد على الاقباط مفيش ركوب حصنة تانى
عشان ميوجعش دماغه رغم تساهله مثلا مع الأجانب
لكن دول مهمين بالنسبة لمصالحه .. انما الاقباط مش مهم
مصلحته وقتها كانت مع مسلمى مصر اكتر
وطبعا المعنى واضح
بعض بعض الاقباط تصور خطأ انه بعد الحملة ما مشيت
ودخلنا عهد جديد الوضع اتغير عما سبق
لكن لأ طبعا ازاى يتجرأ ويركب حصان
ويعدى بيه قصاد جامع من غير ما ينزل من عليه
الجبرتى عكس بكلامه ورد فعل الناس
ازى التعصب والتفرقة دى متغلغلة ف النفوس
حتى بعد كل هذه المحن اللى خاضوها سوا
والحقيقة بقى وعشان مطولش اكتر من كدا
أنا كشهروزة لا أعتب على الحكام الاوساخ
المستعملين للدين كأسلوب تخدير للرعية
عشان يسرقوهم ع الهادى
وكمان لا أعتب على الشيوخ المتعصبين
عشان دى سبوبة ولا احلى
كروشهم تدلت من مال الاوقاف والفلوس اللى م الهوا
وغرفوا من العز والدلع طبيعى يعملوا كدا
دلوقتى بيعملوا برامج ويقبضوا ملايين ويسكنوا قصور
والحقيقة كل ما باجى اعتب على الجاهل
يصعب عليا
وأقول ملعوب ف دماغه
ولو كان حصل على القدر المعقول من الوعى
لما ارتضى لنفسه قبل غيره انه يبقى شخشيخة ونهيبة
وظالم لأخوه المظلوم برضو
لكن الفرق بينهم ف الديانة وبس
ودى مش جريمة والله
والدين بيطالبك باحترامهم
ومحبتهم وسامحلك بالجواز والخلفة كمان منهم
وتبقى ام ولادك مسيحية تربيهم وتصونك ف عرضك ومالك
وتأمنها على صحتك وعيالك ... واخوال ولادك وجديهم
ونص عيلتهم يبقوا كدا ... عادى !
الحقيقة انا عتبى الاكبر على الأخوة الافاضل اللى هنا
وفى الواقع
اللى مفروض اتعلموا وقروا وشافوا
ونزلوا يثوروا على الظلم مرة او اتنين
والمفروض عارفين مين عدوهم الحقيقى
وعند أول ناصية المتعصب الدينى يطلع من جواه
وتلاقيه كل العنصرية اتدلقت
ويقعد يديك محاضرة ف الدين بيقول ايه
وتستعجب من كم اللمعيلة اللى هوه متصور بيها
وضع الدين ازاى لازم يكون
وكأن الاسلام ضعيف كدا وكيان هش
يخليك مهيبر ومتكهرب لمجرد ان فيه جماعة من الناس
وآخرين مش مؤمنين بيه ولهم دين اخر مثلا !
so what !!
وتبقى عاوز تقوله يا بنى شغل دماغك
استخدم عقلك
استعمل مبدأ القياس
خلى فيه مرونة مع اختلاف الزمن والأحداث
بص للاسلام فى جوهره
وهتلاقى انه نزل على ناس
غارقين ف العنصرية والتعصب والتمييز
عشان يمنعهم من كل هذا
فلا تكرر الخطأ وتطلق لنفسك عنان الشهوات
وتعنصر على من يختلف عنك وتستضعف الآخر
وتبقى امرؤ فيك جاهلية !
وعيب تبقى سنة 1440 هـ
وتفكر بمنطق غازى لبلد عاش فى سنة 21 هـ !
وانا عاوزاك بس تتخيل معايا
انتا دلوقتى قبطى عايش فى مصر
فى عصر ما بعد ظهور ابن حنبل
اللى ف فقهه بيقول
انك لازم تتميز عن المسلمين بعدة مظاهر منهم
" يجعلوا لدخول الحمام برقابهم جلجلا ،
وهو الجرس الصغير
، أو خاتم رصاص ونحوه "
يعنى
يلبسوك اما سلسلة مختومة بختم رصاص
أو جرس صغير كدا بيجلجل قبل ما تخش الحمام
عشان المسلمين اللى جوا يعرفوا ان فيه قبطى ف المكان
...
تخيلت ؟
...
شكرا
وأخيرا ...
الاسلام برىء من كل هذا القرف والله
واذا كان الحكام بيجيبوا شوية مغرضين يسموهم شيوخ
عشان يعرفوا يخلوك ترضى بالحاكم يظلمك وتنبطح
ومتخرجش عليه
وترضى بالفقر
ومتعترضش لما تتسرق
واذا كان فيه قوى وضعيف وأضعف
فلو الضعيف والأضعف متكاتفوش لمواجهة القوى
يبقى ع الأقل الضعيف ميفتريش ع الأضعف ...
مش ناقصة أصلها
مترضاش على نفسك تكون مع الظالم والمفترى
وتتمحك بالدين وتاخده حجة كمان
عيب والله ..
ألف عيب
..
انا خلصت
تصبحوا على الف خير
----------------------------
" فتح الله باب اللانهاية عندما قال ... أفلا تعقلون ؟ "
نجيب محفوظ
------------------------------------------
المصادر
فتوح مصر والمغرب لابن عبدالحكم*
تاريخ المقريزى*
تاريخ الجبرتى*
النجوم الزاهرة لابن تغرى بردى*
أهل الذمة فى مصر منذ افتح الاسلامى حتى نهاية المماليك*
قاسم عبده قاسم
*المجتمع فى مصر الإسلامية من الفتح العربى الى العصر الفاطمى لـ هويدا عبد العظيم رمضان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق