فى زمن أغبر يشبه أيامنا تلك
الجبرتى بيذكر الشخصية دى
من ضمن أحداث عام 1778م
من ضمن أحداث عام 1778م
فى الختام ضمن وفيات السنة من المشاهير
والأعيان والشخصيات المهمة
وترجمة بسلامته بتبدأ بــ
" ومات الأمير عبد الرحمن أغا أغات مستحفظان
وهو من مماليك إبراهيم كتخدا
وتقلد الأغوية في سنة سبعين "
والآغا .. حسبما تعرفه أغلب المصادر
هو رتبة عسكرية تعنى قائد الوجاق
اما الوجاق فهو وحدة من الوحدات العسكرية المتعددة
اللى شكلها سليم الاول وسابها ف مصر
عشان تناكف الوالى المعين من العثمانلية
وتناطحه ف الحكم دايما عشان ميستفردش بالسلطة
أندريه ريمون فى كتابه
" فصول من التاريخ الاجتماعي للقاهرة العثمانية "
بيحدد الـ
job description
بتاعت اسم الله على مقامه الأغا كالتالى
"أما اختصاصات الأغا فقد امتدت لتشمل الأشقياء
من كل نوع، واللصوص، والعاهرات
والذين يبيعون الخمور سراً أو يقومون بما يعكر صفو الأمن "
وف الأيام السودة
"تلك السلطات التي حازها الأغوات في مجال الأمن
والتي كانت تزيد كثيراً وقت الأزمات
حين كانت الحكومة وقتها تعطيهم نوعاً
من التفويض العام بالسلطة،أدت إلى أن يتدخل
هؤلاء المسئولون الكبار في شئون بلديات ومرافق القاهرة"
السلطات دى كانت بتسمح للأغا بالتدخل فى حاجات كتير
وتديله القدرة على بهدلة الخلق وقتما يشاء
وف أوقات الانحطاط شوف انتا ايه اللى يحصل
وكام واحد هيستعمل نفوذه اللامتناهى دا
ويتربح ويتوحش ؟
والأخ عبرحمن والجبرتى بيحكى عنه تحس كدا
انه معجب بيه حبة
وبيوصفه وكأنه آخر الأغاوات المحترمين
وبيجيب سيرته من اولها لما كان من مماليك
الأمير ابراهيم كتخدا اللى ربى (على بك) فى حجره
لحد ما الطموح اخده للوصول إلى مشيخة البلد
والحلم باستقلال مصر عن العثمانلية
وعلى بك الكبير
فى سبيل تحقيق حلمه وطموحه
فى سبيل تحقيق حلمه وطموحه
كان بيدخل ف صراعات مع بكوات اخرين
طمعانين ف نفس الحلم
مشيخة البلد
منهم خليل بك وحسين بك
ف جولة من جولات الصراع جابوا فرمان بنفى على بك
ولما كان على بك ف المشيخة أولريدى
جاب عبدالرحمن وعينه أغا
لكن لما تم النفى .. اتعزل الراجل
ثم لما رجع على بك بقوة .. فأعاد رجله القوى
إلى المنصب عشان يقومله بالشغل القذر كما ينبغى
شوية وبعته غزة يحكمها
وكانت فيه مهمة منتظراه هناك
" أمره أن يتحيل على سليط ويقتله
وكان رجلًا ذا سطوة عظيمة وفجور
فلم يزل يعمل الحيلة عليه حتى قتله في داره
وأرسل برأسه إلى علي بك بمصر
وهي أول نكتة تمت لعلي بك في الشام
وبها طمع في استخلاص الشام"
ونشط على بك ف مهمته لضم الشام والحجاز لمصر
والراجل كان ماشى زى السكينة ف الحلاوة
لحد ما العثمانلية اشتروا مملوكه
وقائد جيشه وجوز بنته ودراعه اليمين
محمد أبو الدهب
عشان يعمل عليه انقلاب ويخونه
مقابل القعاد مكانه وعودة كل ما سبق لحظيرة الأتراك
وأثناء التناحر بين على بك ومملوكه الخاين
عبدالرحمن رفع راسه وشاف اتجاه الرياح فين
ولقى الكفة مايلة لصالح أبو الدهب
فحسب ما الجبرتى قال :
" فلما حصلت الوحشة بين محمد بك وسيده علي
بك انضوى إلى محمد بك، فلما استبد بالأمر
قلده أيضًا الأغوية فاستمر فيها مدته"
ويا وارث مين يورثك !
هما سنتين يمكن أقل شوية كمان
محمد أبو الدهب متهناش ع الحكم
وقعد ف شقار ونقار لحد ما مات بالحمى
(وقيل مسموما)
ف الشام اثناء مناوشات من خصوم هناك
ومات ومماليكه كانوا بيتخانقوا ع السلطة بالسيوف
برا خيمته !
أقوى الامراء وقتها كانوا مراد بك وابراهيم بك
اللى لموا الدور مع باقى مماليك ابو الدهب
واخدوا جثته ورجعوا مصر عشان يدفنوه ف مسجده
السلطان العثمانى وقتها بعت فرمان بتولية
"اسماعيل بك"
شيخ للبلد فطبعاعبدالرحمن أغا كان تحت خدمته
وأظهرله الولاء
حلو ؟
لا مش حلو .. !
عشان تيك وتاك الشهيران بمراد بك وابراهيم بك
معجبهمش الفرمان دا وشافوا نفسهم الأولى
وحصل بينهم وبين اسماعيل بك دوشة وخناقات
انتهت بهروبهم لبعض الوقت إلى الصعيد
لحد العركة دى ما تهدى
جبروتا بيقول عن عبدالرحمن أغا انه :
" ولما وقعت المنافرة بين إسماعيل بك والمحمدية
انضم إلى إسماعيل بك ويوسف بك واجتهد
في نصرتهما وصار يكر ويفر ويجمع الناس
ويعمل المتاريس ويعضد المتاريس
ويعمل الحيل والمخادعات ويذهب ويجي الليل والنهار
حتى تم الأمر"
وطبعا اسماعيل بك هيشيلهاله جميلة
ويقعده ف الأغوية طول مدة مشيخته
وشوية وتيك وتاك هيكونوا جمعوا جيش معتبر
من الصعيد ويزحفوا على القاهرة
عشان يزيحوا سماعين من ع الكرسى
وينجحوا ف ذلك لما الراجل يخاف على عمره
ويفر هاربا إلى الاستانة
ويقتسم مراد وابراهيم السلطة بعد ما خلصوا
من غريمهم وفرضوا نفوذهم على العثمانلية
وفين أراضيك دلوقتى يا عبد الرحمن يا بنى ؟!!
نروح نوطى على أيد مراد نبوسها بقى
بعد ما بقى شيخ البلد رسمى ونقوله سامحنا ؟
الحقيقة دا محصلش
وعبدالرحمن خد ف وشه وهج مع رجالة اسماعيل بك
هربا من مراد بك اللى مكنش بيطيق وش أمه
والاتنين مبيحبوش بعض خالص مالص بالص
وكاد انه يرحل ع الشام وبعدين ف السكة غير رأيه
وقرر يهرب للصعيد
والراجل قدامه سكة سفر طوييييلة
ومحتاج فلوس وسلاح
وغيارات
وفانلات
وأندرات
وشرابات وكدا
" فأرسل مملوكًا له أسود ليأتيه بلوازم من داره
ويأتيه بحلوان فإنه ينتظره هناك وحلوان
كانت في التزامه وعدى من خلف الجبل ونزلوا بحلوان
وركبوا وساروا وتخلف هو عنهم للقضاء المقدر
ينتظر خادمه فبات هناك "
و بينما ف انتظار خادمه شافه واحد من العرب
وفتن عليه عشان ياخدوا الحلاوة
" وحضر بعض العرب وأخبر مراد بك
فأرسل الرصد لذلك العبد وركب هو في الحال
وأتاه الرصد بالعبد في طريق ذهابه فاستخبره
فأعلمه بالحقيقة بعد التنكر "
بس وانعرف مكان الأغا
وبسّك عليه يا ولاد
دا مراد بك اللى بيقول
وراحوا جماعة من مماليكه وهجموا مخبأ الأغا
وجروه عند سيده مراد
جر عادى كدا يا شهرو ؟
لاااا دول عملوله تشريفة من اللى هيا
تليق بمقامه العالى
"وأخذوه قبضًا باليد وعروه ثيابه حتى السراويل
وسحبوه بينهم عريانًا مكشوف الرأس والسوأتين "
" وأحضروه بين يدي مراد بك فلما وقعت عينه عليه
أمر بقطع يديه وسلموه لسواس الخيل
يصفعونه ويضربونه على وجهه "
معلش بينهم مشاكل
واحنا لسه هنتكلم .. خد اللى جاية دى
" ثم قطعوا رقبته حزًّا بسكين
ويقولون له : انظر قرص البرغوث "
ايه علاقة البرغوت بالموضوع ؟
الجبرتى هيقولنا أهو
"يذكرونه قوله لمن كان يقتله :
لا تخف يا ولدي إنما هي كقرصة البرغوث
ليسكن روع المقتول على سبيل الملاطفة
فكانوا يقولون له ذلك على سبيل التبكيت "
بس بقى
"ودخل مراد بك في صبحها برأسه أمامه على رمح "
واضح انه كان بيحبه قوى
الجبرتى بقى واضح انه كان معجب بدهائه
" ولم يأت بعده في منصبه من يدانيه
في سياسة الأحكام والقضايا والتحيلات
على المتهومين
حتى يقروا بذنوبهم "
ايوه كان بيعمل إيه عشان يقروا
ويا ترى كانوا كلهم مذنبين
ولا ناس اعترفت بس عشان تخلص من العذاب
ولا إيه ؟!
الراجل سيرته سُكرة الحقيقة
الجبرتى أشاد بيه فى حفظ الامن
وكمان الامور الخاصة بالطرقات
وبيقول انه اخر أغا تقريبا شافه اهتم بأزالة الفضلات
من الطرق وان فيه ناس كانت بترمى الزبالة ف النيل
مما هدد بتغيير مجراه ف احد المرات
يعنى كان تكنوقراط كويس
وحكاية قرص البرغوت دى حاجة بسيطة
يعنى على جنب !
وبيحكى جبروتا بمنتهى السلاسة عن واقعة
بيدلل بيها على تبصر عبدالرحمن أغا فى الامور
وشطارته انه كان
" وكان نقمة الله على المعاكيس
وخصوصًا الخدمة الأتراك المعروفين بالسراجين
واتفق له في مبادي ولايته أنه تكرر منه أذيتهم
فشكوا منه إلى حسين بك المقتول "
فخاطبه في شأنهم فقال له:
هؤلاء أقبح خلق الله وأضرهم على المسلمين
وأكثرهم نصارى ويعملون أنفسهم مسلمين
ويخدمونكم ليتوصلوا بذلك إلى إيذاء المسلمين
وإن شككت في قولي أعطني إذنًا بالكشف عليهم
لأميز المختون من غيره
فقال له الصنجق: افعل ما بدالك "
فلما كان في ثاني يوم هرب معظم سراجين الصنجق
ولم يتخلف منهم إلا من كان مسلمًا ومختونًا
وهو القليل فتعجب حسين بك من فطانته
ومن ذلك الوقت لم يعارضه في شيء يفعله
كذلك علي بك ومحمد بك "
شوف ازاى !
والشاهد من الكلام
ف المجمل ان عبدالرحمن أغا
ف المجمل ان عبدالرحمن أغا
كان ميال لشخصية محمد بك أبو الدهب
وأسلوبه
ولهذا كان بينفذ أى اوامر بقتل ودبح أى خصم
حتى لو كان من مؤيدى على بك الكبير
ولى نعمة الأتنين
والكل تقريبا !
بس يا سيدى وبيختم الترجمة قائلا انه
" وباشر الحسبة مدة مع الأغاوية
وكان السوقة يحبونه
وتولى ناظرًا على الجامع الأزهر مدة
كان يحب العلما
ويتأدب مع أهل العلم ويقبل شفاعتهم
ويتأدب مع أهل العلم ويقبل شفاعتهم
وله دهقنة "
الا تطلع إيه الدهقنة دى ياباز افندى
لأ .. المعجم بيقول
الدِّهْقانُ : القَوِيُّ على التَّصَرُّفِ معَ حِدَّةِ
يعنى من الآخر قوى ومفترى
ولما بيقول بيعمل
واخر سطر ف الترجمة جبروتا
بيقول ان عبدالرحمن أغا
كان عنده :
" تبصر في الأمور وعنده قوة فراسة وشدة حزم
حتى غلب القضا على حزمه ، عفا الله عنه "
عفا عنه ايه بس !
ربنا ياخده كمان وكمان
....
الجبرتى ساعات كتيييير بيفرسنى !
بس والقصة خلصت
ومعنديش ملاحظات غير سخرية القدر
والكارما البيتش جدا
قالك كان بيهوّن ع اللى بيقتله وقت الدبح
ويقوله دى قرصة برغوت !
شوف الحنية
شوف الانسانية
شوف اللمسة الأبوية
بيطبطب عليه
قوم يشاء السميع العليم ان ربنا يسوق له وقت الدبح
برضو اللى يطيب خاطره بالكلمتين دول
ويكونوا اخر كلمتين يسمعهم ف حياته

حقا على رأى الأخ فولتير لما قال
البنى آدم ف نهاية الطريق ... بيقابل نفسه
واخيرا المصادر
(1)
تاريخ الجبرتى - ج3 - احداث سنة 1778م
(2)
فصول من التاريخ الاجتماعى للقاهرة العثمانية
ريمون اندريه وترجمة زهير الشايب
(3)
كتاب تاريخ مصر الحديث من الفتح الاسلامى الى الآن
مع فذلكة فى تاريخ مصرالقديم - ج1
جورجى زيدان
وبس خلاص خلصنا
تصبحوا على الف خير
----------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق