حكاية ميدان عبدالمنعم رياض

هنحكى تاريخ ميدان عبدالمنعم رياض

واللقصة هتبدأ لما كان ميدان التحرير وما حوله 
منطقة متطرفة عن القاهرة الفاطمية والقلعة
 اللى كانوا هما قلب البلد
كانت الحتة دى مستنقعات وبرك يغمرها الفيضان 
وينحسر عنها وتبقى مرتع للمجرمين بيستخبوا فيها  

شوية بشوية ابتدى يبقى فيه عمار 
وبقت منطقة باب اللوق ونس 
وفيها الملعب اللى كان بيبيرس والمماليك بيستعرضوا 
فيه مهاراتهم ويتدربوا

 المنطقة وما حولها ابتدى يبقى فيه حس 
وصريخ ابن يومين وتلاتة وعشرة 
ومن أشهر الامراء اللى كانت الأرض دى تبعهم 

 الامير قوصون اللى كانت اصطبلات الخيول بتاعته 
هناك 
  المهم روح يا زمان وتعالى يا زمان
وجاء محمد على سنكفولة إلى الحكم واهتم بالمنطقة دى
وبنى لأحدى بناته قصر مخصوص بيطل ع النيل 
عرُف بقصر النيل 

روح يا زمان وتعالى يا زمان تانى 
 وسعيد بن محمد على بقى والى مصر
 الجدع حب يعمل ثكنات لعسكره 
فاشترى قصر النيل من المالكة وكمل عليه 

وبنى مبنى مهيب عرف بعد كدا
 بـ .. ثكنات قصر النيل 

والثكنات اخدت شكل مميز ومساحة من المكان  

فى وصول أبو السباع .. الخديوى اسماعيل للحكم 
كان الاهتمام بالمنطقة دى فى تزايد 
وفى اطار التخطيط للقاهرة الخديوية كان لميدان التحرير 
بما حوله نصيب كبير 
اسماعيل عمل لنفسه قصر الأسماعيلية 
والحتة اتعمرت وما حولها بقى أبهة خالص 

ومن خططه الكتير شق الترع 
ومن ضمنها ترعة الاسماعيلية اللى عبدالرحمن الرافعى
 ف كتابه "عصر اسماعيل" بيقول انها : 
"هى الترعة التى تبدأ من النيل بجوار 
قصر النيل (الآن بجوار شبرا) وتصل إلى قناة السويس
 عند الاسماعيلية ثم تتفرع الى فرعين
 احدهما يسير الى السويس والاخر الى بورسعيد" 

والترعة دى بعدين هتتردم
 وجزء منها هوه شارع الجلاء والاسعاف وما بعدهما 

وفى عهد عباس حلمى التانى
 تم انشاء المتحف المصرى اللى اخد مساحة من المكان
 وزاد ف ونس المطرح وأهميته 
وبقى ميدان التحرير اللى كان اسمه .. ميدان الاسماعيلية 
محط انظار وتغييرات 

المنطقة بتاعت ميدان الليلة 
 مكنتش ميدان بالمعنى المعروف
 وانما كان مكان يحوى اكتر من منشأة 
 بزوال بعضهم رويدا رويدا 
اتحولت الحتة الى شكلها الحالى  

الصورة دى يمكن تكون ادق حاجة للميدان الحالى 
 زمان 
وأشهر المعالم اللى تم ازالتها ليتكون المطرح الجديد
 كانت كالآتى :
 1)
 عمارة سربكاس
 2) 
الكاتدارئية الأنجليكانية أو كنيسة كل القديسين 
 3)
 مصلحة الأثار

والمصدر المرة دى ..
 دراسات فى التطور العمرانى لمدينة القاهرة
 لـ فتحى حافظ الحديدى 

والحديدى بيقول انه عمارة سربكاس دى
 كانت عمارة ضخمة مبنيه على بتاع ألف متر !
 تحديدا 1090م وكانت واخدة شكل مثلث  
"وكانت فى أخر أيامها تحمل رقم 6 شارع
 محمود بسيونى وكان مدخلها من جهة الشرق 
وهو شارع مريت باشا" 
كان فيها مقر شركة ترام القاهرة 

وسنة 1956 تم هدمها لتوسيع المنطقة
 فى اطار خطة عبداللطيف البغدادى لعمل كورنيش النيل
 اللى ف سبيله هدم حاجات كتير منها 
ثكنات قصر النيل .. 

مصلحة الأثار بقى 
 كانت عبارة عن مبنيين واحد للأثار الفرعونية 
والتانى للأثار الاسلامية كانوا ورا المتحف المصرى 
وداخلين ضمن سوره 
سنة 1976 كان فيه رغبة للاستفادة من مطرحهم 
عشان كوبرى 6 اكتوبر
 فالناس اصلا كان المكان ضاق بيها 
فانتقلوا لمطرح اوسع بالعباسية والزمالك 
واتهد المبنيين 

الكنيسة بقى ..
 عشان دى اللى حكايتها توجع القلب بصراحة
الحتة دى كانت فيها الترعة
 وكوبرى للعبور من عليها شهير 
ومحطة ضغط كهربائى خاصة بالصرف الصحى 

والمرة دى المصدر مقالة على موقع منطقتى
 اللى بيقول انه سنة 1936 الحكومة المصرية
 اهدت المنطقة دى للطائفة البروتستانية 
عشان يبنوا عليها كاتدرائية 

  

أبناء الطايفة انبسطوا جدا 
وبدأ العمل على قدم وساق 
وجمع تبرعات وعمل تصاميم وشغلانة كبيرة 
رغبة منهم فى انه تكون كاتدارئية فخمة
 وتليق بيهم وبالمكان المميز على النيل 

بعد سنتين من الهمة والنشاط تمت المهمة بنجاح 
وسنة 1938 حضر المندوب السامى البريطانى وقتها 
ف مصر السير مايلز لامبسون عشان يفتتحها 
وقال نصا : 
" إنه فخور بوجود هذه الكاتدرائية العظيمه
 التى تضاهى كاتدرائيات لندن التاريخية فى الهيبه
 والجمال المعمارى المميز" 
طيب 

ومن هذا التاريخ بقى 
والكنيسة اللى البعض سماها الأنجليكانية
جزء من معالم المنطقة
 لحد ما جه الضباط اللامؤاخذة الاحرار
 وبدأت الدنيا تتغير وتنقلب 
حسب مزاجهم الملخفن العِكر 

ف الاول كان التركيز على ممتلكات الأسرة العلوية 
ووضعها تحت الحراسة 
وبعدين دخل على المصانع والشركات وتأميمها 
ثم بدأ يخش على اى منشاة مش على كيفه 
ويلاقيلها الحجة وهى المصلحة العااااامة
 بينما هيا مصلحته هوه واحقاده ومخه الزنخ 
وسبحان الله بيفكرنى بمين ؟! 

الحتة دى كانت ف مكان مميز جدا 
 أضف إليه انه بعد موضوع تطوير الكورنيش
 اللى بدأه عبداللطيف البغدادى 
وهدم ف سكته حاجات
 حصل العداون الثلاثى على مصر سنة 1956 م
 وقرر عبناصر ترحيل الاجانب من مصر
 خصوصا الجنسيات بتاعت ال3 دول 

الناصريين بيقولوا ان فكرة (كوبرى رمسيس ) اللى 
هينعرف بعدين بكوبرى اكتوبر 
كانت هى السبب 
اما المعاصرين وخصوصا الأقباط
 فبيقولوا ان عبدالناصر ف اطار حملته لتغيير شكل البلد
 عما كانت عليه قالك نهدم الكنيسة دى لانها 
"إن الكاتدرائية تمثل 
وتذكر بعهد الإستعمار البريطانى لمصر " 

فيه أصوات قالت يا جماعة انتوا مش محتاجين
. الا جزء من الأرض وهو الحديقة 
والكنيسة ممكن تفضل 
لكن النية كانت مبيتة لهدمها 
المقالة بتقول انه وقتها برحيل الاجانب 
جزء كبير من الطايفة مبقاش موجود
 اما باقى الطوايف فوقفت تتفرج ومتدخلتش 
وحتى لو اتدخلت 
عبناصر مكنش بيحب حد يعارضه ! 

وبهزيمة 1967 محدش بقى فيه حيل يناهد
 واعملوا اللى تعملوه 
سنة 1969 بدأ العمل فى كوبرى رمسيس 
وأواخر السبعينات اتهدت الكاتداريئة الجميلة دى 
 للأسف وف أى صور وكروت قديمة 
سهل تميز البرج بتاعها من بعيد ورا المتحف 

وغار عبدالناصر الله يرحمه ... ف داهية 
وجالنا داهية تانية ... السادات بقى 
 وحلاوة السادات 
 وشياكة السادات 
ودلع السادات 
وبعد انتصار اكتوبر 1973 كان العمل ف الكوبرى 
لسه شغال فتم تغيير اسمه إلى كوبرى أكتوبر 

والمقالة بتقول نصا :
 "بعد زياره السادات للقدس عام 1977 قرر
 بعد الإنفتاح الغربى عليه و وصفه برجل السلام 
قرر أن يمنح الطائفة البروتستانية تعويض
 عن خسارتهم الفادحه مش علشان سواد عيونهم لأ 
علشان عيون الغرب " 

وبيكمل 
"استبشرت الطائفة خيرا إنها ستعيد بناء كاتدرائيتهم
 مره ثانية على نفس المساحه وبنفس الطراز المعمارى
 فماذا حدث خصص لهم جزء من الحديقة التاريخية
 لقصر الجزيرة فى الزمالك وهو قصر ملكى 
قد تحول لفندق إسمه عمر الخيام
 ثم تحول الآن لماريوت  

وكانت المساحه المخصصه لبناء الكاتدرائية الجديدة
 فقط "ربع "مساحه الكاتدرائية الأم الشهيدة 
 و إستمر البناء فيها منذ عام 1977 حتى 
عام 1988 عندما تم إفتتاحها 
وطبعا ليست نسخه من القديمه
 بل تصميم مختلف تماما تناسب المساحه 
والإمكانيات المتوفره"
 وشكرا
 

سنة 1969م استشهد عبدالمنعم رياض 
رئيس أركان القوات المسلحة المصرية 
وهوه بيتفقد الجبهة خلال حرب الاستنزاف 
 فتقرر اطلاق اسمه على المنطقة دى 

والميدان بعد هدم عمارة سربكاس والكاتدارئية
 ومبانى مصلحة الأثار 
 وبدء العمل سنة 1969فى كوبرى اكتوبر 
اللى قعد 30 سنة يبنوا فيه بكل مراحله 
لحد ما خلص سنة 1999 يا ثااااامح 
دحنا روحنا طلعت ونزلت بتاع مرتين تلاتة  !! 

وطبعا لازم نكسب من الحكاية 
 تم استغلال الجزء الخاص بمخازن شركة ترام القاهرة 
وورش الصيانة 
وبيعت ليقام علي جزء منها فندق هيلتون رمسيس 

اما محطة الكهرباء بتاعت الصرف الصحى 
 فدى من أقدم معالم المكان 
 البرج ولا المدخنة بتاعتها بالاحرى 
سهل تشوفها ف أى صورة قديمة جدا زى دى مثلاااا 
أيام ما كان المكان لسه غيطان 
وأبسط من البساطة 

أو صور بعدها 
 الحتة دى بقت شارع الجلاء بعد كدا  

او من قريب

او ما بعد الخمسينات 

وميدان عبدالمنعم رياض 
بدأ ياخد الشكل شبه النهائى بتاعه 
... 

سنة 1980 ابتدى يتعمل تفريعات للكوبرى
 واتعمل موقف لاتوبيسات النقل العام
 بعض الخطوط وسنة 1997 اتعمل منفق للمشاة 
مش فكراه خالص النفق دا ولا عمرى استعملته !
 

المهم بعد 6 شهور من نفس السنة 
حصل هجوم ارهابى على سياح عند المتحف المصرى
 فاتنقل الموقف اللى كان قصاده
 لميدان عبدالمنعم رياض 

بس يا سيدى ومن يوميها 
تحول ميدان عبدالمنعم رياض إلى جزء أساسى 
من حياة مصريين كثر .. لان فيه : 
"جزء مخصص للمواصلات المتجهة نحو
 أحياء جنوب القاهرة واحياء وضواحى غرب النيل 
وبه أيضا موقف عام لمواصلات الميكروباص" 

وبعدين الميدان من غير تمثال .. مينفعشى  

هيتم تكليف الفنان التشكيلى "فاروق ابراهيم" اللى
 هيعمل تمثال من البرونز يجسد شخصية الشهيد 

فى 15/7/2002 هيتم ازاحة الستار عن التمثال
 بعد رفعه على قاعدته 

وانا خلصت 
لكن يتبقى بعض المتناثرات 
 .. 

الفنان التشكيلى فاروق ابراهيم 
اللى عمل تمثال عبدالمنعم رياض 
هوه نفسه اللى عمل تمثال عمر مكرم 
اللى وضع بالقرب من مسجده ف ميدان التحرير 

وعمل تمثال لرأس العقاد اللى وضع فى أسوان 
مسقط رأس الاديب الكبير 
 واللى دهنوه ببوية من كام سنة 
وبعتروا كرامته شأن كل التماثيل 

وعمل تمثال لطلعت حرب وغيره 
 دى نبذة عن حياته للى حابب ومهتم يعرف أكتر

ميدان عبدالمنعم رياض بالنسبالى مش مجرد موقف 
 أو حتة من وسط البلد اللى بحبها وفقط 
لكنه كان جزء أصيل من ثورة يناير 

وجزء أساسى من موقعة ذهبت فيها ارواح بريئة كتير
 كان كل ما يعنيهم ان البلد تنضف 

والحقيقة انى معنديش أى افتنان
 واللوثة اللى بتيجى للناس
 عمال على بطال ع العسكر دى
 لأنى بتخيل لو كان ف ايدهم السلطة 
كانوا هببوا فينا ايه 
محنا شوفنا العمايل الوسخة يعنى
 انما غصب عنى لازم أقدر الى شاف شغله 
وهو محاربة العدو الحقيقى وهو اسرائيل 
ومات فداءا لذلك 

يعنى هوه وسعد الشاذلى وغيرهم 
اللى مقعدش يحارب ف الشعب ويسرقه ويحطمه
زى ما عمل غيرهم من عسكر زى عبدالناصر 
والسادات ومبارك وافتح القوس
 والسؤال بقى ليه الكويس بيروح والوحش بيفضل 

واحنا كدا مش مقسوملنا حد كويس يفضل 
وعلى رأى المثل .. راح الناس و جه النسناس

 ودا مش أى نسناس .. دا نسناس مسعور 
ويحمل فيروس الايدز على الايبولا
 على انفلونزا الخنازير
 

وانا زعلانة جدا على الكاتدارئية دى 
والنبى كانت حلوة وفِخمة كدا !

واخيرا 
المؤلف فتحى حافظ الحديدى 
اللى نقلت عنه أغلب ما كتب ف الثريد 
 له كتاب تانى لطيف جدا فى دار المعارف 
مش هيعدى الـ 25 جنيه بعد التعويم 
قبل التعويم جبته بـ 11 بس والنعمة 
الأصول التاريخية لمؤسسات الدولة 
والمرافق العامة - مدينة القاهرة 
 جميل جدا 

وبس خلاص خلصنا 
 تصبحوا على ألف خير 

---------------------------------