حجاج الخُضرى أســد الرميــلة

الغنوة اولا 

الحدوتة الليلة دى مختلفة حبتين 
وإهداء خاص لأستاذنا
@ibmeguid
من وحى روايته اللى كتبها عن الثورة
 "قطط العام الفائت" 

وإهداء عام لكل اللى شاركوا ف يناير 
وما بعدها

اليوم السبت 17 ديسمبر 2011 
 بعد أن صلى الكثيرون على الشيخ عماد عفت 
وأوصلوه إلى مقره الاخير وسط الهتافات والدعاء 
ذهب من ذهب 
وعاد من عاد إلى الميدان

من ميدان أخر ... يدعى الرميلة 
يطل على قلعة صلاح الدين يشبه التحرير 
هيخرج نفر من الناس غاضبا 
 أخدته رجليه وفجأة لقى نفسه فى مكان
 فيه ناس وأشكال ومبانى لم يرها ف حياته ... ! 

كاد أن يجن .. ! 
من هولاء الناس وليه عاملين كدا ؟!! 

لو مكنش شارك ف طرد الفرنسيس من زمن 
كان قاله عليهم فرنسيس جدد ! 
لكنهم مصريون .. ولاد بلد .. بيتكلموا زيه 
شكلهم بس اللى غريب 
 المكان كله كان غريب 
يبدو انهم جن وساكنين المكان 
أصل الحتة دى مهجورة وبعيدة عن العمار ! 

اللى يخوف أكتر ان محدش خد باله منه 
 رغم ان شكله غيرهم مش شايفينه لا سامعينه
يبقوا جن ! 
اتشجع يتحرك ف المكان 
 طالما لن يناله أذى
ويشوف إيه الحكاية العجيبة دى ! 

على البعد مسجد بمئذنة طويلة
ما ان اقترب منه 
 ... 
حتى وجد رجل قريب الشبه منه ف الملابس 
يلبس عمامة ازهرية وجبة 
وكان بملاح هادئة مرحبة 
بيبص له ف عينه ويبدو لو انه يراه جيدا 
ثم ابتسم

فى منتصف المسافة بينهم 
كان هناك تمثال لرجل يعرفه جيدا
الشيخ عمر مكرم 
صحيح الشبه ليس دقيق لكن أسمه مكتوب ع القاعدة 
ويلبس نفس ملابسه
 قرب صاحبنا من التمثال فقام له الشيخ مقتربا منه 
هوه الآخر بهدوء وألقى عليه السلام 

وانا اسمى عماد 
 من أنت يا اخى العزيز ؟ 

 فرد الغريب 
أنا حجاج الخضرى 
انتم اللى مين وماذا تفعلون هنا وما هذا المكان ! 

وقعد الأتنين تحت التمثال 
يتبادلا الحديث 

ووسط الكلام تعلو الهتافات حولهما
 عيش .. حرية .. عدالة اجتماعية 
 الشعب ... يريد .. اسقاط النظام 

ومحسوبك حجاج ... شيخ طايفة الخضرية 

لامؤاخذة يعنى .. كبير الخضرية فى عموم المحروسة
 شغلتى أراعيهم وأنظم امورهم وأجيب حقوقهم 
وألم المعلوم عشان يروح ف كروش الامرا
 اللى حاكمينا بدون ما يصيب الخضرية أى مكروه 
يجرالهم حاجة مسكتش .. أهد الدنيا
 دول رجالتى واهلى وعزوتى .. معلوم ! 

أنا جيزاوى 
من أبو النمرس وقريتى المنوات 
 من صغرى ف الكار دا وجيت المحروسة مع أبويا 
عشان نسعى ف الرزق 
زمان كانوا بيحكوا ويتحاكوا 
عن بطولات على بك الكبير 
كنت بسمع المغنواتى ع الربابة وأتكيف قوى م الحدوتة
على بك كان عاوز ياخد مصر من العثمانلية 
لكن الراجل اتخان من جوز بنته ودراعه اليمين

 وبعدين الدراع دى ماتت بعد 7 سنين 
وفضلنا من كلابه ... مراد بك وابراهيم بك 
مهما حكيتلك يا مولانا عن الجوز دول 
وع اللى عملوه فينا ميكفينيش سنين 

ابراهيم بك كان ضعيف وخيخة
 مراد بك هوه اللى كان مفترى ودموى
 لكن الاتنين حلبوا مصر وخلوها خرابة
 الظلم عم والفساد طغى 
والبلد بقت عاملة زى التوب الدايب 
مستنى مسكة ويتمزع

وعيت على ظلمهم وتجبرهم هما وكل اللى زيهم 
 يبنوا ف قصور ف الأزبكية وغيرها 
واحنا ولاد البلد نشتغل ونزرع ونصنع 
وندفع دم قلبنا ضرايب ومكوس 
وبقينا نقول معلش .. اهم يبقوا جيشنا والحماية 
 احنا نعمر وهما يدافعوا 
 وربك كبير وعالم بينا ويرفع الظلم 

وفضلنا على دى الحال 
لحد ما فجأة سمعنا ان الفرنساوية وصلوا اسكندرية 
 ! الناس اترعبت وحالها اتقلب 

وبونابرتة دخل المدينة واحتلها رغم مقاومة اهلها 
 قتلوا ناس كتير واخدوا السيد محمد كريم أسير 
وأعدموه قصاد عينيا ف الرميلة بعد شوية 
 شوف الفُجر ! 

وعرفنا انهم جايين ع المحروسة 
 الناس مبقتش عارفة تعمل ايه وتهرب منين 
البلد حصل فيها فوضى 
وف وسط دا كله قولنا المماليك هيحمونا 
ويوقفوهم عند حدهم .. لازم ! 

ومطولش عليك يا مولانا قولى طوّل 
 اللى حصل بعد كدا لا كان ع البال ولا ع الخاطر
عشنا 3 سنين أسود من قرن الخروب 
المماليك طلعوا فالصو واتهزموا واتشردوا ف البلاد 
والسلطان العثمانى بعت مدد خدله وقت على ما جه 
فكنا لوحدنا تقريبا ف وش المدافع

فجأة اكتشفنا اننا بطولنا ملناش ضهر غير روحنا
 و اننا لو مدفعناش عن نفسنا وشرفنا واملاكنا 
هنضيع ومنبقاش رجالة ! 
وقفنا واتكتلنا ومتعرفش القوة جت منين 
 الشيوخ الكبار كانوا أضعف من انهم يعملوا حاجة 
لكن شباب الازهر وولاد البلد 
حتى الحريم والعيال ...  مقولكش عليهم 

على قد ما نهبونا وقتلوا مننا خلق ياما 
وخطفوا وسجنوا ولموا الغالى والنفيس 
انما بعون الله 
قدرنا بعد 3 سنين نطفشهم 3 سنين عملنا ثورتين
 يتحاكوا بيهم الادباتية ف الكتب 
ونكدنا ع الفرنسيس عيشتهم لحد ما مشيوا 
سنة اللهم ما صلى ع النبى .. 1801 أيوه

عايز أقولك انهم مشيوا شايلين ومحملين 
 لكن بعد ما علمونا درس كبير 
وكشفولنا العسل المر 
اللى كنا غرقانين فيه 
 المماليك اللى كانوا ماصين دمنا 
طلعوا ولا يسوا بصلة والشيوخ الكبار روخرين 
 تلتربعهم طلع أى كلام ونزلوا من نظرنا 
كام نفر بس اللى كانوا قد القول 

والعثمانلية بعتولنا باشا جديد من نواحيهم 
بعد مراد بك ما ربنا رحمنا منه ومات بالحمى
وبيقولوا مسموم 
وابراهيم بك هرب ع الصعيد وقعد هناك
 لحد ما يشوف اتجاه الريح 
والناس حاولت تصلح ف اللى انكسر
 بعيد عنك الخراب كان ف كل حتة 
الازبكية ولا بولاق اللى اتمسحت من على وش الأرض

ودكانى وقعدتى كلها كانت ف الرميلة 
 إسأل عنى يقولولك حجاج الخضرى 
حجاج الرميلاتى 
كنت حافظ الحتة دى شبر شبر 
لولا الزمن الأغبر اللى بعدنى عنها بالمشوار ... 

واللى حاكمينا كانوا فاكرين انهم هيعيدوها سيرة 
 بعد شوية بعتولنا والى اسمه خورشيد 
سمج ومتعنطز ومناخيره فوق متعرفش على إيه 
والظلم رجع تانى زى الأول 
واللى زاد وغطى انه ساب الدلاتية يبهدلونا 
وفاكرينا هنسكت زى زمان ! 

يلى ساكت ساكت ليه خدت حقك ولا إيه ؟
فجأة ترج المكان فيتخض حجاج 
 فيطمنه رفيقه 
ويقوله كمل 

يكمل صاحبنا 
 إحنا برضو معجبناش الحال المايل دا 
الدلاتية دول بعيد عنك كلاب مسعورة ينهبوا الدكاكين 
ويخطفوا الحريم والعيال ويقتلوا اللى يقف قصادهم
من غير سبب ولا دية 
 وكان لازم دا كله ينتهى ! 

وروحنا للسيد عمر عمر مكرم ... اللى وراك دهوه ! 
راجل زين ولا يقبلش العيبة وبيحب الناس 
وقلبه علينا ومننا 
 اشتكينا وكتبلنا عريضة 
وروحنا بيها لبيت القاضى والناس ف السكة ورانا 
عمالة تزيد وتكتر كنا بنزعق زيكم 
وبنقول
حسبنا الله ونعم الوكيل 
 يا رب يا متجلي .. اهلك العثمانلي 

باطل .. باطل 

القاضى اخد المكتوب وطلع بيه لخورشيد ف القلعة 

 بعيد عنك كان جبلة .. مبيحسش 

شوح بإيده وقالك ميخصنيش 

" إني مولى من قبل السلطان فلا أعزل بأمر الفلاحين" 

مش هنمشى .. هوه يمشى 

والسيد عمر مكرم امر وامره مطاع
 قالنا لموا اللى تقدروا عليه 
وهنحاصر القلعة لحد ما ينزل منها إبن التراكوة !
 وقد كان 
لميت كل العيال الجدعان من طايفتى
 وباقى زمايلى عملوا كدا 
واللى م الحسينية والعطوف والقرافة والرميلة والصليبة 
وابتدينا نبنى المتاريس 

خلى بالك .. وقت ما جم الفرنساوية
 مكنش حيلتنا غير الشوم والطوب 
كنا بنبيع هدومنا وعفش البيت عشان نشترى سلاح 
نحاربهم بيه 
 فضل معانا حاجات زى دى من ساعتها 
ونفعتنا ف الأيام الصعبة اللى جاية 

أصل خورشيد كان معاه عسكر واسلحة 
وقلبهم ميت وبيموتوا النفر
 زى ما يكونوا بيموتوا دبانة 

وقعدناله ف الميدان 
ومنعنا الدخول والخروج م القلعة 
 واشتغلناله ف الازرق 

الجدع جدع .. والجبان جبان 
واحنا يا جدع .. بايتين ف الميدان 

وعاوز أقولك انه الناس جاتلنا من كل حتة 
ملهمش ف الضرب ولا شغل العياق 
 لكن جم يمدونا بالمية والاكل 
ورجالة وحريم وحتى العيال وكل ما العدد يزيد
 ركب الباشا تخبط ف بعضها 



انزل انزل خليك راجل 
حسنى مبارك راحل راحل 

والحصار اشتد وهوه معاند
 لحد ما ف يوم قرر يستعين بالحيلة 
عشان يدخل سلاح للقلعة ويضربنا من فوق

وقتها انا كنت سهران بلف ف الميدان 
وأطمن ع المتاريس واللى سهرانين ساعتها 
فسمعنا اخبار ان السيد عمر ف مفاوضات 
مع مبعوث من الباشا ... لسه بنقول ازاى دا حصل
 لمحت عسكر خورشيد بيتسللوا ومعاهم جمال 
عاوزين يطلعوا القلعة 
وهوب امسك عندك وقامت العركة 

والظلم فاض 
هات طوبة ياض 
داخلين علينا البلطجية طوال عراض 
راكبين جِمال شبه القراض 
حصلني دوغري عند عبمنعم رياض 

وهزمناهم ... اخدنا منهم 60 جمل 
وتخيل .. 60 جمل شايلين سلاح !
 ف نفس الوقت قامت عركة تانية
 عند جامع الفكهانى والصليبة 
بس احنا وقفنالهم برضك
 ومات مننا ومنهم ناس 
 ربنا عالم بالشهيد من حرامى الغسيل 

خورشيد باشا كان متربس 
وبيقول كلام أبصر ايه كدا الشرعية 
والسلطان ولى الأمر اللى يمشينى 
السيد عمر قالها صريحة 
"أولو الأمر هم العلماء وحملة الشريعة والسلطان
 وهذا رجل ظالم، وقد جرت العادة من قديم الزمان 
أن أهل البلد يعزلون الولاة حتى الخليفة والسلطان 
"إذا سار فيهم بالجور والظلم 

السلطان ذات نفسه بعتله مكتوب يعزله
 لما لقى ممنوش رجا 
فخورشيد خد بعضه ولم عزاله ونزل على بولاق 
يركب منها لاسكندرية وسمعنا جمال خطوته 

والمرة دى بجد ... مش هنسيبها لحد 

بعد ما مشى جلب العثمانلية 
قررنا منستناش يبعتلنا حد من طرفه بقى
 كان فيه واحد من عسكر الالبان اسمه .. محمد على 
كان جه يحارب الفرنسيس ويطردهم وقعد مرجعش بلده 
لا هوه ولا أغلب رجالته 
قعد معانا كام سنة وكان كويس 
ومش زى الباقيين 
بس بعدين عرفنا انه زيهم وألعن ! 

الشهادة لله أيام الثورة على خورشيد
 كان واقف معانا بقلب 
وبعد ما مشى خورشيد كان لما يحصل مشكلة من مدنى 
نبعته للسيد عمر ولما يحصل مشكلة من عسكر 
نبعته لمحمد على يحل الإشكال 
السيد عمر والاكابر انخدعوا فيه 
وافتكروه صنف تانى غير كل العسكر
 ... 

انتوا مش عارفين انكم نور عنينا ولا إيه ؟! 

أقولك ... ؟ 
انا نفسى صدقته وصدقت خداعه
 مش السيد عمر والناس كلها بس ! 
أصله بعيد عنك كان زى الحية .. مالوش مسكة 
وقعد بالحيلة يزيح من سكته البكوات التانين 
البرديسى والألفى ... مخلاش !
القصد قالوله : 
"قد جعلناك والياً علينا بشروطنا لما نتوسمه فيك 
من العدالة والجد" 
وهوه وافق انه يكون تحت الحساب والمراقبة 
ودخل علينا بأدب القرود 

" فامتنع أولا، ثم رضى، 
وأحضروا له كركا وعليه قفطان،
 وقام إليه السيد عمر مكرم والشيخ الشرقاوى 
فألبساه له، وذلك فى وقت العصر،
 ونادوا بذلك فى تلك الليلة فى المدينة " 

كان يوم المحروسة كلها متنسهوش
"اجتمع الناس، وطرائف العامة، وخرجوا من آخر الليل
، وهم بالاسلحة والعدد والطبول إلى خارج باب النصر
 وكثير من الفقهاء العاملين رؤوس العصب،
 واهالي بولاق ومصر القديمة والنواحي والجهات"  

انا كنت معاهم يا مولانا 
" وكبيرهم حجاج الخضري وبيده سيف مسلول 
وكذلك ابن شمعة شيخ الجزارين وخلافه، 
ومعهم طبول وزمور والمدافع
إلى ان وصلوا إلى الازبكية فنزلوا بيت محمد علي باشا
 وحضر المشايخ والاعيان وقرأوا المرسوم "

أصلك مش فاهم 
 دى اول مرة شوف من قد إيه نختار اللى يحكمنا
 بعد ما كنا مجبورين ع اللى بيتحدف علينا ! 
الواحد وسط الغلوشة مكنش شايف وسارقاه السكينة 
واتصور ان الألبانى دا هيكون غيرهم 
 انما يا خسارة مطلعش 
والطينة م العجينة بس الشكل اللى اتغير 

طول العمر العسكر عسكر 

بالك ف الاول كان عامل مؤدب وابن ناس 
وكان بيحترم السيد عمر مكرم ويبوس ايده 
وميقولوش الا يا والدى !
 احنا بس مسكناه الحكم سنة 1805 
وحبة حبة ابتدت مخالبه
 وانيابه تظهر وتخربشنا ومتطلعش الا بالدم 

ف المبتدا قال هاتوا كل السلاح اللى معاكم 
ومحدش يبقى معاه الحاجات دى الا العساكر بتوعى وبس
 انا تربست معايا ف الأول
 وروحت اشتكيت للسيد عمر اللى قالى ان الموضوع دا 
مش بأمره ولا يعرفه
 ولما طلبنا نفتح الموضوع 
 المشايخ وقفولنا فيه
... 

بعيد عنك احنا ربنا بلانا 
بشوية عمم على رمم زى ما بيقولوا 
كل اللى يهمهم الأراضى والفلوس والجوارى 
وميزعلوش الوالى عشان ميقلبش عليهم ! 
لولاش أجبرناهم ع الوقوف ضد خورشيد 
كانوا خدوا صفه 
وملكوه رقابنا ! 


بيع بيع بيع .. ف الثورة يا بديع 

والرمم دول اللى وقفوا مع محمد على
 بعد شوية ضد السيد عمر مكرم 
 وساعدوه يخلص منه 
نفخوا ف الولعة لحد ما الباشا انتهزها فرصة 
واخضع السيد عمر لمحاكمة 
وعزله فيها من نقابة الاشراف 
ونفاه كمان عن المحروسة 
شوف قلة الإصل ...  ! 

ميخفاش عليك 
..
 السيد عمر مكنش يعجبه الحال المايل 
وكان عارف مكانته كويس 
لما لقى الباشا عاوز يفرض ضرايب جديدة 
وعاوز السيد يمضى عشان يبعت الورق لاستنابول 
ويقول كله تمام السيد رفض 
وعاند والباشا طلبه للقلعة فتمنع 
والمشايخ زاطوا فيها وشعلولها 
عشان ميبقاش ع الحِجر غيرهم 

وقتها السيد عمر قال هوه فاكر إيه 
زى ما قعدناه ع الكرسى نقومه ! 
والكلام وصل للمغرور المتأنزح ف القلعة
 وقرر يخلص من نفوذ زعيم المقاومة 
فعزله ونفاه لدمياط 
قعد فيها بتاع عشر سنين محبوس ف بيته  
متحوط بالجواسيس مخرجش منه الا للحج 
بعد ما خد الاذن 

وبيقولوا ان الباشا رجعه المحروسة تانى
 بعد ما اطمن ان الناس مش هتستجير بيه 
ولما حصلت مظاهرة ف يوم وخرجت م الأزهر 
والناس راحتله عند بيته .. محمد على نفاه تانى 
كان خايف الناس تقوم ومتقعدشى 
وفضلنا كدا لحد السيد ما مات ف المنفى . 

تسالنى يا حجاج كنت بتحبه ؟
 أقولك يا سلام ! 
دا كان سيد الرجال
ونعم الأصل والشهامة والانسانية

 تعرف انه بعد ما محمد على مسك 
ابتدى شوية عساكر من اللى كانوا موجودين
 وقت العركة ف الرميلة .. يطاردونى 
كان فيهم ناس مستحلفة تقتلنى
ويعملوها 
دول ولاد حرام ! 

وقتها خدت ف وشى ورجعت على المنوات 
قعدت وسط أهلى وحمايتهم
 والباشا مكنش قادر 
أو مش عاوز يسيطر على العساكر 
وكأنه مش هاممه لامؤاخذة 
فقررت أنضم للى هيحمينى من العسكر ومن سيدهم نفسه 
روحت لمحمد بك الالفى .. تعرفه ؟

دا كان واحد من المماليك الكبار 
كان شغال مع مراد بك وصنعة إيده
 صحيح مكنش راجل كويس 
لكن كان قوى وعضمة ناشفة 
وقفت ف زور محمد على عورته 
الألفى سافر لبلاد بره وراح لندرة 
وكان بيقول الانجليز عاوزينه يبقى الباشا 
لم جيش كبير وكان عاوز ياخد السلطة من الباشا 
وعكنن عليه أيامه 
لكن مات بحسرته قبل ما يوصل لمراده 
ومحمد على اتهنى بالبلد خالصة مخلصة

أنا روحتله مستجير بيه من تهديد العسكر 
 فقالى انضملنا ورحب بيا ف الاول 
الصراحة ضميرى وجعنى ومقعدتش معاهم كتير
 الحال معجبنيش 
 وعنطزة الأتراك الفارغة دى مستحملهاش 
الألفى نفسه طردنى بعد عركة مع واحد من عسكره 
قولت بركة يا جامع 
ورجعت لقريتى من تانى

الرميلة وحشتنى 
 وحشنى دكانى 
والبوابة اللى بنيتها يوم ما خورشيد مشى 
وسموها على اسمى 
 وحشنى القعدة على الباب 
واللى رايح واللى جاى يصبح عليا
وحشنى الخضرية وأحوالهم
 وحشنى ناسى وأهلى 
لكن حياتى كانت ف خطر 
وبعتت للسيد عمر مكرم يغثنى ف الورطة دى ! 

والسيد اتوسطلى
 ... 
" وارسل إلى السيد عمر فكتب له أمانا من الباشا
 فحضر بذلك الأمان وقابل الباشا وخلع عليه 
ونادوا له في خطته بأنه على ما هو عليه في حرفته 
وصناعته ووجاهته بين اقرانه
 فصار يمشي في المدينة وبصحبته عسكري ملازم له "
عمرى ما هنسى للسيد عمر الوقفة دى ابدا معايا 

وافتكرت كدا خلاص

لكن مفيش فايدة
رجعت التهديدات تانى وأضطريت اهرب 
مسافرتش لبلدى النوبة دى 
ومقولتش حتى أنا رايح فين ! 

والباشا كان على قلبه زى العسل بهدلتى دى 
 دا كان بيقول ع السيد عمر مكرم ... والدى 
شوف لما يعزل والده وينفيه وهوه شيخ كبير 
وهوه اللى رفعه على كرسى العرش 
هيعمل ايه ف الغلابة اللى زينا
واتسابت لكلاب العسكر يهددونى  ! 

ونروح ونقول لمين ... ضباطنا معر*ين 

وشوف يا شيخنا .. اللى حصلى مهمنيش 
 أنا راجل واستحمل اللى يعصر القلب بجد
 حال البلد واللى جرالها بعد كدا 
الباشا لمها ف عبه ونهب خيرها 
وخلص من اخلص رجالتها وساب بس الواغش 
واندار ع المماليك ودبحهم زى الفراخ لامؤاخذة ف يوم 
وخلت الدم بحور ف القلعة وحواليها  

" أخذ يرفع الأسافل ويعليهم في البلاد والقرى،
 كأنه كان يحن لشبه فيه ورثة عن أصله الكريم 
حتى انحط الكرام وساد اللئام، ولم يبق في البلاد 
إلا آلات له يستعملها في جباية الأموال 
وجمع العساكر بأي طريقة، وعلي أي وجه .. 

".. فمحق بذلك جميع عناصر الحياة الطيبة من رأي 
وعزيمة واستقلال نفسي ليصير البلاد المصرية جميعها 
إقطاعًا واحدًا له ولأولاده، على أثر إقطاعات كثيرة
 كانت لأمراء عدة“ 
محمد عبده فى مذكراته 

وشوف انتا بقى لما النفر مننا يبقى عنده كرامة 
ويتحكم فيه الاندال ! 
كنا ما صدقنا خلصنا
 وأوعى تصدق ان الناس سكتت ع الظلم دا 
ورضيت ببساطة كدا ؟!! 
لأ دى الناس ف الصعيد والمنوفية وكام حتة 
عملت هوجة وانقتل منهم خلق ياما 
 عشان معجبهمش الذلة ! 

ابن الباشا .. سخامة ابراهيم
 كان بيربط الفلاحين ف المدافع ويضرب .. !
 وبيقولوا مرة شوى بنى آدم زى الخروف 
بعد ما حطه ف سيخ ..!
 دا وصلنا لدرجة انه واحد من العساكر ف تمرد
 من الفلاحين .. يقتل ابوه ! 
شفت وساخة اكتر من كدا ؟!!! 

والفقر .. بعيد عنك الفقر واللى عمله 
 الناس ضهرها انكسر الباشا كوش على كل حاجة 
 القطن قطن الباشا 
والسكر سكر الباشا 
والقمح قمح الباشا 
كل حاجة كانت بتاعته 
 ياخدها من الفلاحين ويسعرها بمزاجه 
ويبعهالهم تانى بأضعاف التمن
 افترا وجبروت  

وانا كنت قولت خلاص
بكفياك معافرة يا حجاج 
أصبر ع الجار السو 
 يا يموت يا تجيله مصيبة تاخده
أرجع لدكانى وبيتى واهلى 
وأعيش زى بقية الناس وربنا شاهد ومطلع 

لكن الطبع غلاب وانا مطقش الظلم 
 اكمنى شيخ طايفتى وليهم عليا حقوق 
مقدرش أشوف الافترا وأسكت
 .. 
الشنب دا ميبقاش على راجل ...  اومال  

سنة 1817 كدا .. الباشا قرر يرفع سعر شوية حاجات 
 مش ضعف ولا اتنين ولا تلاتة .. خمس أضعاف ! 
الواحد كان بيسكت ويقعد يحبق ويدبق 
ويتشاور مع الخضرية عشان الكل يقدر يفتح دكانه 
وياكل عيش حاف حتى
 انما انتا لما تدفعنى كل دا ابيعه للغلابة ازاى ؟!!
 دا خراب بيوت مستعجل 

ووقفت 
وقولت لأ 

الحال مش ناقص يا عالم ... ! 
وطبعا الكلام وصل عن طريق الجواسيس للمحتسب
 استنى لما احكيلك عن المحتسب بتاع الباشا
 مصطفى كاشف 

مصطفى كاشف دا .. مساعد أبليس والعياذ بالله 
نزل علينا من جهنم ومعاه أمر بالعذاب  
كان يمشى ف الأسواق يبهدل النفر من دول 
على أقل مخالفة 
والعقاب يبقى التسمير
وقطع حتة من الودن 
او حتة من الجسم 
او يقعده على صينية سخنة لحد لحمه ما يتحرق ! 
كان ظالم غشوم كعب الشوم

ف يوم لقيته نازل الرميلة وجه ناحية دكانى من بعيد 
 بصلى بقرف 
وقال كام كلمة للحرس بتوعه ومشى .. 
....

أعذرنى يا مولانا انا ماسك ودانك من ساعة ما قعدت
 وانتا بكرم اخلاقك سايبنى احكى 
 وشك السمح دا شجعنى وطمننى 
الوقت اتمسى والناس هتستعوقنى 
وانا متعشم متردنيش وتجبر بخاطرى 
وتيجى دكانى أشربك قهوة مدوقتش زيها 
ايه رأيك ؟ 

 والمشوار يحلى والكلام ف السكة

 وقاموا الجوز يمشوا 
اخترقوا الزحام بلا مشاكل ولا موانع  
وكل ما يقربوا على طريق الازهر والجمالية 
تختفى مبانى وملامح الامكنة 
ومن شارع إلى حارة إلى عطفة 
كان الاتنين فجأة واقفين قصاد سبيل ... الأودة باشى 
حارة المبيضة 

عند الشباك وقف حجاج شوية يبص 
 مش عارف على ايه
 لكن الشيخ عماد كان عارف
 اقترب منه بهدوء ورجعه خطوات لورا 
فانسلخت الروح عن الجسد اللى فضل ف مكانه 
بأيدين مقيدة
وحراس حواليه
 بينما الروح تترقب ما يحدث 

يا نجيب حقهم يا نموت زيهم

" فى ليلة الخميس سابع عشره طلب المحتسب
 حجاجا الخضري الشهير بنواحي الرميلة 
فأخذه الى الجمالية وشنقه على السبيل المجاور 
لحارة المبيضة وذلك في سادس ساعة من الليل 
وقت السحور وتركوه معلقا لمثلها من الليلة القابلة 
ثم اذن برفعه فاخذه اهله ودفنوه " 

والجبرتى بيكمل : 
" وحجاج هو الذي تقدم ذكره غير مرة في واقعة
 خورشيد باشا وغيرها 
وكان مشهورا بالإقدام والشجاعة
 طويل القامة عظيم الهمة 
وكان شيخا على طوائف الخضرية صاحب صولة 
وكلمة بتلك النواحي ومكارم اخلاق 
وهو الذي بنى البوابة باخر الرميلة عند عرصة الغلة 
ايام الفتنة ... واختفى مرار بعد تلك الحوادث
 وانضم الى الالفي ثم حضر الى مصر بامان
 ولم يزل على حالته في هدوء وسكون
 ولم يؤخذ في هذه بجرم فعله يوجب شنقه 
بل قتل مظلوما لحقد سابق وزجرا لغيره" 

لا تأسفن على غدر الزمان 
لطالما رقصت على جثث الأسود كلابُ 
لا تحسبن برقصها تعلو على اسيادها 
تبقى الأسود أسودُ و الكلاب كلابُ 

كان حجاج مذهول 
 كاد يبكى من المشهد 
 وان دى النهاية التى كان ينتظر غيرها 

Add caption

لكنه فوجىء بولاد بلد كتير يعرفهم 
بيتجمعوا حواليه 
ناس من زمن قبل زمنه 
ومن اللى كانوا معاه 
وماتوا ف محاربة الفرنسيس والوالى خورشيد 
وناس من أزمنة تانية ميعرفهمش 
لكن كان باين عليهم 
انهم جدعان .. ابطال .. لم تذهب حياتهم سدى
أسود لكن فى زمن الكلاب  

الموقف فجأة مبقش فيه وحشة ولا هلع 
انضملهم فى هدوء
داب ف وسطهم
وكأنه معاهم من زمان وعارف مكانه 
وتحرك الجميع فى خشوع 

و يا شعب ياللى دفع تمن الشوارع دم 
احفظ اسامى اللى ماتوا فى الشوارع صم 

انتهى

 ....................