والحدوتة الليلة دى اهداء للأخوة الأعزاء
اللى هيمانين ف غرام الدولة العثمانية
وبيتكلموا عنها بوله واعجاب
- زى ما بيطنطن المستفيدين منها على مدى قرون -
ويكأنها حامية حمى الأسلام
وبتشر ورع واخلاقيات مفيش كدا
المصادر ..
عجايب الأثار للجبرتى
تاريخ مصر الحديث لجورجى زيدان
هوامش المقريزى لعم صلاح عيسى
الا كلنا فاكرين لما جه سخامة سليم الاول من بلاده
عازما على غزو مصر
ونجح بعد هزيمة قنصوه الغورى ف الشام
انه يتقدم نحم مصر والقاهرة
وهزم سلطان المماليك الأخير طومان فى الريدانية
وشنقه بعدها على باب زويلة عشان تقع مصر
تحت حكم العثمانلية وتشوف الهنا كله
فوشيا وحلبسة وفسكوز وكله
الأخ سليم كما ذكرنا سابقا
وهوه ماشى قشقش البلد حرفيا
من الخيرات والثروات
.. حتى الثروة البشرية معتقهاش
واخد معاه بجانب الموظفين الكبار والشخصيات
اللى يخاف تعمله قلق
اخد كافة المعلمين والصنايعية المهرة وشحنهم ف المراكب
وكما قال ابن اياس
انه ابطل من مصر فوق الخمسين صنعة
ومصر اللى بنهاية عصر المماليك
كانت وصلت إلى قمة التميز فى عمارتها
وكافة فنونها من نسيج ومشغولات
ونقش ع الخشب والنحاس وغيرهم
بمرور الوقت تدهور كل هذا والبلد افتقرت
بفعل أشياء كتير كانت متعمدة لقطم ضهرها
والمماليك انقطم ضهرهم هما كمان
بعد دخول العثمانلية
بعد دخول العثمانلية
...
كان بيتم بدبحهم ف الشوارع
ودبح أى حد يخبيهم عنده
ودبح أى حد يخبيهم عنده
وتقريبا تم فناء أغلبهم الا من هرب للصعيد
واختفى أثره
واختفى أثره
لكن على مين !
ظهر بعد ذلك جيل جديد ملوش علاقة بما سبق صحيح
لكن كان فيه حاجات مشتركة
الجميع أرقاء ... بيعوا صغارا للأسياد
وتم تجنيدهم وتدريبهم ليكونوا مماليكا جدد
ف البداية كان الولاء مطلق للوالى العثمانى ولأولى الامر
ثم شوية بشوية تبدل الامر ما أن استشعروا
ضعف الحاكم العثمانلى فبدأ التمرد
ورجعت ريما لعادتها القديمة
وظهر جيل من البكوات يطمعون ف السلطة
اللى بتزغلل ف العيون دى
الناس دى هنسمع عنها ف بتاع أخر 100 او 75 سنة
لما بقى منصب شيخ البلد هو الاهم
من الباشا موفد السلطان
وبيده -شيخ البلد- مقاليد كل الأمور
وفى ايده يزعزع الامن أو يخليه يستتب
لكن الحلو ميكملش
هذا المنصب تنازع عليه المماليك فطلعوا أيمان الباشا
وأيمان البلد كلها معاهم
والراجل يا خويا جاى من تركيا عشان يقعد ف القلعة
يغير هوا و يتشمس ف الشتا ويتهوى ف الصيف
وينهب فلوسنا طول السنة ويوديها لبلده
ودول جايين يقلقوا راحته ويعكننوا عليه عيشته !
عيب عليكو
.. الراجل ضيفنا مش كدا !!
جورجى زيدان اللى بيقول
"فلم تكن ولاية مصر إلاَّ مأمورية يستعيب بها
المأمور بتأديتها فكانوا يعتبرونها بمثابة منفى
قد استحقهُ الباشا أو الوزير الذي يرسل إليها
لأنهُ كان يعلم قبل خروجهِ من الأستانة
أنهُ إذا لم يكن راضيًا بما يرضاهُ شيخ البلد
لا يلبث أن يصلهُ منهً رسالة ينقلها ناقلٌ
يقال لهُ الأوطة باشي، وفيها الأمر بعزلهِ أمرًا لا مردَّ لهُ
ولا مجال للمدافعة بعدهُ "
الاودة باشى دا ف التراتبية يعتبر نايب الجوربجى
اللى هوه أكبر راس فى أورطة العسكر العثمانلى
كان له وظايف كتير من ضمنها شخلعة الباشا
وشيله من ع الكرسى ..
ازاى يا شهر .. هقول اهو
البكوات لو حصل واتفقوا
(ودا مبيحصلش الا نادرا ولأسباب برجماتية )
وقرروا انهم مش عاوزين الباشا الفلانى
يجتمعوا لامؤاخذة ف الديوان
ويقرروا العزل ويمضوا ورقة بذلك
يبعتوها للسلطان
السلطان يفهم ان الباشا بتاعه عامل قلق
فيروح باعت فرمان بعزله للأودة باشى
بس
البكوات هيستنوا بقى الفرمان ؟!!
لأ طبعا هيكتبوا أمر بالعزل ويبعتوه للأودة باشى
اللى هيستلمه ويبدأ بتنفيذه
من غير حتى ما يستنى امر السلطان ف تركيا !
" ويكتبون بذلك أمرًا عاليًا يسلمونه إلى الأوطه باشي
ليوصلهُ إلى الباشا فيحملهُ ويسير منفردًا على حمار
بين يديهِ فرمان العزل، فإذا مرَّ في الأسواق
على هذه الصورة علم الناس أنهُ ساع إلى أمر مهمّ
فيهِ عزلٌ فيهرولون وراءَهً .. "
بيهرشوا علطول ان فيه عوق كبير هيحصل يبشة
ولا يزال سائرًا في عرض الطرق قائدًا لتلك المواكب
نحو القلعة وكان من واجبات أي جندي صادفهُ
في تلك الحال أن يرافقهُ اتقاءَ مما يخشى حدوثهُ
عند وصول القلعة"
الباشا طبعا قاعد ومسنكنيص ...
أول ما يشوف الأودة باشى داخل عليه يتلبش
ويقول مقولة نوسة الخالدة ف فرح اللمبى
"دخلتهم مش عاجبنى"
والاودة هيدخل بكل أدب :
" فإذا وصل القلعة يدخل على الباشا ثم يجثو أمامهُ
بكل وقار
يفرش سجادة كانت تحت باطه
لكنهُ عندما ينهض يطوي السجادة
التي كان جاثيًا عليها
التي كان جاثيًا عليها
وينادي بأعلى صوتهِ :
«انزل يا باشا»
وأقفل يا واااد مقدرش أشوف الباشا وهوه بينعزل
حد من آخر توتير يقولى يا شهرو
تلاقيه بيسحب سيفه من جنب الكرسى
ولا خنجره من تحت الشلتة ويطوح ف اللى قصاده
ويقطع الاودة باشى إربا إربا ولا حاجة ؟!!
أقولكم ابضضضضضن
اللى بيحصل الاتى
بعد ما بيقوله اخشع .. قصدى انزل يا باشا
بينزل ويمشى كام خطوة ثم
" عند طىّ السجادة والتلفظ بهذه العبارة
تسقط كل حقوقه وذلك الباشا ولا يعود لهُ أقلُّ سلطة
على الجنود التي كانت قبل بضع دقائق تنتظر إشارتهُ
وتصير تحت أوامر الأوطه باشي"
وبسلامته ..
"والباشا يقف ممتثلًا يسمع تلاوة الفرمان سواء
كان منطوقهُ بعزلهِ أو قتلهِ فلا يسعهُ إلا الطاعة التامة "
بس وينزل يصر حاجته ف بؤجة
ويسافر على بلدهم وشيخ البلد اللى كان بيمسك مكانه
(قائمقام )
لحين تعيين وارسال باشا جديد وشكرا
حد يقولى كدا الراجل ينقهر ؟!!
أقولكم هوه اصلا ما بيصدق
دى الوظيفة
عقاب واتحدف فوق نافوخه وبيقول بركة يا جامع
وكتر خير الدنيا انه مقتلش !
ثم انه العثمانلية دأبوا على تغيير الولاة كل كام سنة
عشان محدش يقعد ف الكرسى ويلزق
فحرصوا دايما ان الكرسى يبقى تيفال
لكن تقول ايه ..
يعملوا فكيكين فيطلعلهم خازوق اسمه البكوات
اللى هيتنازعوا فيما بينهم قبل مجىء الحملة الفرنسية
ببتاع 35 سنة
وكان الاكثرهم والاشهر هو على بك الكبير
اللى هيحاول يستقل بمصر ويتحدى العثمانين بشدة
ثم ينجحوا ف صدع هذا السد المنيع
بالتأمر مع تلميذه وجوز بنته ودراعه الأيمن
محمد ابو الدهب
محمد ابو الدهب
اللى هيخونه ويتخلص منه ويحكم هوه كام سنة
ثم يتركها لمراد بك وابراهيم بك
وحد يسألنى يا كابتن لطيف
...
...
برضو ازاى التراكوة يسكتوا ع المهزلة دى
ايه اللى جابرهم ع البؤس والمهزأة
خصوصا انها هتستمر بعد مجى الفرنساوية
ثم مجى محمد على
ثم مجى الانجليز
الاجابة هنلاقيها بسيطة وواضحة وشارحة نفسها
عند صلاح عيسى فى هوامش المقريزى
وهوه بيحكى عن
"ويركو الأستانة"
انها الفلوس يا عزيزى
اللى تذل أعناق أشباه الرجال
وعلى رأى سقرط وجملته الشهيرة
قالك
الفيلوس الفيلوس كل شىء ييجى بالفيلوس
الويركو دا اللى هيا لامؤاخذة .. الجزية
واللى مفروض تركيا تتقاضها مقابل حمايتها لمصر
اللى مطلبتش أساسا ان دا يحصل
وانتوا جيتوا غصب عننا يعنى انما ماشى
منطق القوة بيفرض نفسه
الملخص كان بيندفع مبلغ سنوى
عم صلاح مقلش كام انما واضح انه كان مبلغ يوجع
وطبعا من لحمنا الحى
والفلوس كانت بتتلم من الغلابة
فلاحين وصناع وناس عادية
ثم تتقسم بين العثمانلية والمماليك
مهو كل فصيل لازم يقبض يا زينب !
الوحيد اللى كان بيدفع وبس ومبيقبضش
كان الشعب ودا كان سبب أساسى ف فقر مصر
على كل الأصعدة ف العهد العثمانى
والمؤرخين بيقولوا كدا الا المغرضين منهم
والعثمانلى ميهموش حال البلد
كل اللى عاوزه الفلوس وبس
وبالتالى كان حريص ميزعلش المماليك
لأن زعلهم هيؤدى الى حرب وتكلفة هم ف غنى عنها
والمهم الفلوس بتاعنا وهما يولعوا بالبلد
شوية تأديب على ما قسم كل فترة
لكن الخيانة كانت سلاح العثمانلية الاقوى
وبيه خلصوا من على بك أكبر خصومهم
نهايته
الويركو قعد يندفع سنويا ...
وجاء سنكفولة الى الحكم
ورغم انه اخد مصر بلوى دراع العثمانلية
انما بعد شوية الناس مهتمتش طالما بيدفع ويبدر ف الدهب
ودا اللى حصل منه ومن من جاء بعده
عباس حلمى الاول
سعيد
ثم اسماعيل
واخيرا توفيق
وثانية واحدة بقى ...
عشان عند توفيق
لنا هنا وقفة
عشان بس فيه ناس بتزعل لما نشتمه
لأنه مش باع البلد للأنجليز مقابل بقائه ف الكرسى وبس
دا باعها كمان مرة للعثمانلية
وكله عشان يفضل قاعد
ربنا ياخده كمان وكمان
عمل ايه بسلامته ؟!!
سنة 1891م قررت تركيا انها تستلف
من بنك روتشيلد واولاده فى لندن وباريس
الناس ف البنك قبلوا بشرط ان مصر (تتعهد ) بدفع الأقساط
بتاعت الدين من الجزية المفروضة عليها
السخام عبد الحميد بعت لتوفيق الأمر انه يمضى
وامضى يا أشول
مضى توفيق على تعهد
بدفع 380,000 جنيه سنويا
بدفع 380,000 جنيه سنويا
لأل روتشيلد سدادا لأقساط الدين !
لمدة قد ايه يا شهرو ؟
ستين سنة حضرتك محنا قاعدين مورناش حاجة
ومصر هتروح مننا فين ؟
وفى نص التعهد مكتوب عن المبلغ انه
" من ويركو مصر الواجب علينا وعلى خلفائنا
فى الحال والاستقبال دفعه الى الحكومة العثمانية
على أن يدفع هذا المبلغ ذهبا "
شوف ولاد الصايعة عشان القسط قيمته متقلش
لو الجنيه قل لأى سبب !
واللعبة عجبت التراكوة
فكرروها فى حكم عباس حلمى التانى
ومضوه على زيادة القسط شويتين كمان
فمضى وهيا فلوس أبونا ؟
كله من مال الشعب
المهم انا فلوسى وثروتى وحمدلله على سلامتى
على ما جينا سنة 1915م كانت مصر
دفعت كام بقى
دفعت كام بقى
من قيمة الدين دا .. ؟!!
أربعتاشر مليون جنيه يا مؤمن !!
المهم ان الساسة ولاد الحلال مش ولاد الحرام
يا عينى بيحاولوا يعملوا أى حاجة
ف سنة 1914م لما بريطانيا
فرضت الحماية على مصر
فرضت الحماية على مصر
طلع ناس منهم تقول الله
الويركو دا لازمته ايه ؟
الويركو دا لازمته ايه ؟
ما خلاص تركيا ملهاش دعوة بينا
ولا بتحمينا ولا بتفلينا ولا بتحطلنا ف شعرنا جاز !!
نلغى الويركو دا بقى !
راحوا بتوع البنك مطلعينلهم تعهد توفيق
وحطوه ف عينا
قعدنا ندفع برضو بتاع 5 مليون كمان
لحد ما قامت ثورة 1919م ومياه جديدة
جرت ف النهر
جرت ف النهر
وزعماء الثورة وعلى رأسهم سعد زغلول
وصل للبرلمان ورئاسة الحكومة
سنة 1924م سعد زغلول هيطالب بالكف
عن دفع أى اقساط بالنيابة عن تركيا اللى انقعطت سيادتها
عن مصر فعليا !
وقال فى البرلمان
" مصر لن تدفع شيئا منذ الآن "
تركيا طبعا عملت من بنها
لكن الأنجليز مش هيسكتوا عن فلوسهم
ورفعوا قضية ف المحكمة المختلطة
مش بس عاوزين القسط السنوى
عاوزين الاقساط كلها كاملة ومرة واحدة
واللى هوه اما نوريكم !
الحكومة ردت انه المحاكم المختلطة مش من حقها
تجبر الحكومة المصرية اللى لها - لامؤاخذة - سلطة عامة
... طبعا القانون اتزبل ولا له أى قيمة
المحكمة رفضت طعن حكومة مصر
وألزمتها بدفع كل أقساط الدين مرة واحدة
واللى المفروض كانت هتنتهى ف 1955م
كانوا كام النوبة دى ؟
دفعنا 22 مليون جنيه !
دفعنا 22 مليون جنيه !
والحدوتة خلصت عشان الواحد ضغطه عِلى
لكن باقى أقول .. اللى معجبين بالدولة العثمانية
هذه بعض من مآثرها وما فعلته فى مصر
ولم تعاقب
والمعجبين بالاسرة العلوية
هذا واحد من ابنائها وكيف فرط ف مالنا ولم يعاقب
اما عن المحتل فالجريمة عادية
بالنسبة لكيان جاى ينهبنا
الفرق انه لا يتشدق بالوطنية أو الدين
ولا يساعد حرامية تانيين ف السريقة وياخد نسبته
وشوف ابن الوارمة توفيق
اللى بيمضى تعهد على 60 سنة جايين
وكأنه ضامن انه مخلد هوه وابناءه واحفاده
زى تمام اللى بيمضى على قروض هتقعد لسنين قدام
وكأنه ضامن انه قاعد هوه اولاده واحفاده
ويا اخى مصر دى منكوبة
موعودة الا يحكمها الا الأوباش
يشفى الكلاب ويضرهم
ُقصره خلصنا
وتصبحوا على الف خير
----------------
إحنا لو كان عندنا حاكم واحد دكر من سنة الويركو المشئومة لغاية النهاردة كنا استردينا الفلوس دي من عينهم زي ما بيحصل من أي حكومة بتحترم شعبها، على فكرة قانونا إحنا لغاية دلوقت من حقنا نروح المحكمة الدولية علشان تسترد كل الفلوس دي من تركيا، لكن إحنا مش فالحين غير في فرش الملايات مع تركيا وخلاص..
ردحذفجهد رائع كالعادة يا أفندم 🎩🎩🎩🎩