الليلة ... حكاية تزعل شوية
المصدر الأساسى : اللطائف المصرية
ومقال لـ محمود صلاح مقال لـ د . عمر محمد الشريف
ومقتل كريمة محب باشا
وقبل ما نقول جرالها إيه المسكينة دى
لازم نتكلم الاول عن أبوها
اللى سكان طنطا وسكان المحلة الكبرى يعرفوه كويس
من غير ما ياخدوا بالهم
إذ أن سكان المدينتين كلا منهم بيمشى ف شارع
اسمه شارع محب
نسبة إلى محمد محب باشا أبو الانسة وجيهة
ومحب باشا اللى كان من طبقة الذوات
تدرج ف المناصب والدرجات
لحد ما بقى محافظ القنال ثم أصبح محافظ للغربية
ثم وزير زراعة ثم وزير مالية ثم معارف
وهذا بجانب عضوية مجلس الشيوخ
ويبدو ان الراجل كان نشيط وهمام
افتتح مكتبة بلدية طنطا وعمل مدرسة للنسيج ف المحلة
وعمل حاجات كتير لتحسين الحال
الملخص كانله وله ايادى بيضاء
على محافظة الغربية تحديدا
لدرجة خلتهم يطلقوا اسمه على اكبر شارعين فيها
والراجل عاصر الخديوى عباس حلمى التانى
ثم حسين كامل ثم فؤاد
واتقلب بين المناصب
وعاش فترة زخم كبيرة ف تاريخنا
أبرزها اقامة اول انتخابات برلمانية
وكان وقتها هوه وزير المالية ف وزارة يحيى ابراهيم
واللى ف سنة 1924 هيعهد اليه
بأتمام صفقة اعداد صناديق الانتخاب
اكمن دى اول مرة الكائن دا (الصندوق يعنى ) يتواجد
ف تاريخ مصر ... كان مطلوب 3 الآف صندق
والمدة كانت ضيقة جدا والوضع مهبب
المكلفين فى ورش الحكومة قالوا الوضع مستحيل
وصعب نخلص ف المعاد
ومن الباطن راحوا اتفقوا مع ورش
(عبود باشا )
ملك السكر ورجل الأعمال الكبير
انه يخلص نص الكمية
عبود باشا راجل شاطر .. راح لمحب باشا وقاله
ورشى هتعمل نص الطلبية .. طب ما اعملها كلها
والمبلغ كله ليا وانا مستعد اخلصهم ف ساعته وتاريخه
محب باشا عجبه الكلام
وراح لمستر جرينود مراقب المشتريات الانجليزى
ف الوزارة وكان طبعا الكل ف الكل
جرينود معجبوش النظام ورفض النظام دا
ودى سلطاتى وانا اللى احدد الخ
المهم قال مفيش الكلام دا
والعطاء يمشى مناصفة بين عبود باشا
وبتوع الورش الحكومية
محب عند على عندك بقى ..
اتفق مع عبود باشا انه يعمل الصناديق كلها
وقاله وقت الاستلام امتنع
وهما هيجولك زى الكلاب يتفاوضوا معاك
عشان ياخدوها كلها والا لأ والانتخابات هتقف .. !
وتفاصيل الخطة راحت للمنافسين ف الورش
اللى تبع الحكومة راحوا اشتكوا والموضع وسع
ووصل للمعتمد البريطانى ... اللورد اللنبى
وافتحى يا نوسة أنا الحب يا بت
اللى فورا جرى على رئيس الوزراء
وقاله وزير ماليتك بيتحدانا
ولازم يخرج م الوزارة
ولازم يتربى ... !!
بيقولوا يحيى باشا طلع جدع
اكتفى بنقل محب باشا من المالية
وداه وزارة المعارف العمومية
لأنه ودا الغالب استشعر انه اتصرف بشكل مرن
وفى مصلحة اقامة الانتخابات
ومكنش فيه شبهة لأى استفادة مالية
خصوصا وان مراقب المشتريات الانجليزى
قاعدلهم زى قرطاس اللب يعنى !
والوزارة كلها اتشالت بعد شوية ملحقتش تقعد
القصد محب باشا بعد شوية الظاهر هيعمل قلق
ويجيله أمر بالأستبعاد والسفر لخارج مصر
الراجل خد بعضه وعيلته وسافر أروبا يستجم
واحنا دلوقتى سنة 1928 يا ثامح لما الانسة وجيهة
ابنة الوزير السابق هتسافر للنمسا
عشان تقضى اجازة الصيف
وفاكرين المروحة الغريبة العجيبة بتاعت أسمهان دى ؟!!
الظاهر النمسا حر
والناس خلقها ضيق ولا إيه .. متفهموش !
القصد وجيهة بقت تتفسح هنا وهناك
وتتعرف على ابناء المجتمع الراقى
اللى هيا من نفس عجينته
وف وسط الفسح والخروجات اتعرفت بضابط
خرج من الجيش ويحمل لقب بارون
ومن عيلة كبيرة وكدا
الاخ واسمه .. فيلز جانتر كان مطلق وعنده أربع عيال
ووقت اما عرف وجيهة كان لسه يا دوب متجوز
من ست غنية ومطلع عينيها
لدرجة انها طلبت الطلاق منه لسوء المعاملة
ولما عرفت انه طمعان فيها
وان دا السبب الوحيد لجوازه منها
فقالت طلقنى !
ورغم انه من عيلة غنية الا انه كان قُمرتى
ودا اللى خلاه يفتقر ويحتاج دايما لمصدر للمال
عشان يكمل حماقاته
ولما اتعرف على وجيهة خياله صورله
وتوسم فيها انها هتكون خزنة كويسة
يغرف منها كيفما يشاء
لكن الواقع شخرم الخيال تمامااااا
وجيهة كانت معدية التلاتين ومع ذلك متجوزتش
ودا كان غريب على بنت ف جمالها وطبقتها الاجتماعية
وتقاليد المجتمع الشرقى عموما انذاك
بس حسبما قيل انها كانت شخصية قوية
وبتحب الشعر والادب
وكانت سيدة صالونات من الدرجة الاولى
وكانلها علاقات بكبار الاجانب والمصريين
ولها حضور قوى
والاخ جانتر نقبه جه على شونة ..
عشان اسطوانة انا بحبك وهعلن اسلامى ونتجوز دى
مجبتش معاها نتيجة
يبدو انها عرفت انه فيه ست تانية على ذمته
وانه شخص لا يؤتمن وانه عنده مشاكل
المهم نفضتله وقطعت علاقتها بيه تماماااا
واكتفت بالخروج مع اصدقائها
وحضور الحفلات الموسيقية اللى بتحبها
واحنا دلوقتى فى احدى ليالى شهر نوفمبر
سنة 1928 لما وجيهة راحت تحضر احدى الحفلات
ف عز الشياكة والتألق والانبساط
وفجأة يظهر جانتر ويقول كام كلمة
ويروح ضارب على وجيهة خمس رصاصات !
ولما تقع ويحصل هرج ومرج
يهدد بالمسدس اللى يقف ف سكته ويجرى
لكن قبل ما ينجح ف الهرب
يقبضوا عليه
والبنت ماتت ف التو واللحظة
والقاتل اترحل للسجن وقعد فيه 7 شهور
لحد معاد المحاكمة كان ساعتها محب باشا جه من مصر
ووقف ف المحكمة يدلى بأقواله
وانه كان عارف بالعلاقة دى وحذر وجيهة منها
وكان ناوى يبعتلها يقولها ارجعى
لكن ارادة ربنا نفذت
الكلب اللى قتلها بقى ... لأ الكلب ايه ؟
الكلاب وفية مبتأذيش حد
وتصون اللى يرميلها حتة لقمة ناشفة حتى
المجرم القاتل بقى كان عاوز ينجو بنفسه بأى شكل
قال انه كان بيحبها بجنون وهيا وعدته بالجواز
بعد علاقة متينة وبعدين خلت بيه يا عينى !
وانه ليلة الجريمة كان سكران طينة
لما راح الحفلة شافها قاعدة تضحك وتهزر
وكانت متشيكة ولا ف دماغها أى حاجة
اتغاظ انها نسيته
حاول يكلمها وبيقول انها ردت عليها باحتقار
وشوحتله عشان يبعد عنها
اتغاظ اكتر
وآل محسش بنفسه الا وهوه بيطلع المسدس
وبيضربها الخمس رصاصات !!
بس والظاهر ان محاميه كان شاطر
والظاهر ان المصرى دمه رخيص من زمان
المحاكمة قعدت كام يوم
وف الآخر اتحكم عليه بـ 12 سنة سجن
والمحزن ان المحكمة طلبت التقرير الطبى
اللى وضح
( طهارة القتيلة وعفافها )
يعنى يا ولاد الوسخة ...
البنت معملتش معاه علاقة
ولا خدعته زى ما قال
وكان جاى بمسدس
يعنى سبق اصرار وترصد
يعنى سبق اصرار وترصد
وله سوابق ف النصب ع النساء
وضرب البنت 5 رصاصات
وف الاخر تدوله 12 سنة !
!!!!!
نهايته
بنتنا راحت ف شربة مية
ولاعزاء للعدل
وبمناسبة العدل
...
...
من الصدف العجيبة ان محمد محب
كان وزير فى وزارة يحيى ابراهيم باشا
والاتنين بينهم قاسم مشترك
وحكاية قالتها شهروزة قبل كدا
لكن تحكيها تانى
...
...
سنة 1915 أهالى منطقة امبابة
هيشتكوا من العوامات الراسية على شط النيل
وما يحدث فيها من تجاوازت اخلاقية
سهر ومجون وخلاعة وستات ورجالة داخلين خارجين
المهم قدموا بلاغ والبوليس كبس على احدى العوامات
فلقى فيها رجل وست
الراجل كان اسماعيل صدقى وزير الاوقاف انذاك
وكان معاه واحدة ست
ويقال انهما كانا فى وضع مش ولابد يعنى
وحاولوا يعرفوا اسمها رفضت تقول
فشكوا انها من احدى محترفات البغاء
وجرجروها على قسم عابدين
بعد المرمطة
ولما لقت الوغد اسماعيل صدقى تخلى عنها
اضطرت تقول هيا مين
وطلعت بنت يحيى ابراهيم باشا احد كبار رجال الدولة !
وواحد من قضاتها المرموقين
ومكنش لسه بقى وزير ساعتها ولا رئيس وزارة
لكن كان من الباشوات والقضاة
القصد
اتأكدوا من شخصيتها وسابوها تروح
اتأكدوا من شخصيتها وسابوها تروح
تانى يوم
أهلها لقوها منتحرة
ومحدش يعرف ف سواد الليل حصل ايه
بس ممكن نخمن يعنى ... !
باقى القصة هنا للى عاوز يعرف
لكن الملخص انه
يحيى ابراهيم ومحب باشا
يحيى ابراهيم ومحب باشا
الاتنين فجعوا فى بناتهم
والقصتين كانتا مأساويتين لأبعد حد
.....
قُصره
.....
قُصره
ربنا يرحم الجميع
خلاص خلصنا
.........................
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق