صاحب الحدوتة ..
كان من ابطال معركة قصاد الفرنساوية ..
اثناء ثورة القاهرة الأولى ..
اللى اندلعت واحتضنها الجامع الأزهر واولاده ...
واللى عليه النية يبقى زينة شباب سوريا ..
اللى قصد الازهر يتعلم فيه
وبالصدفة حضر أحداث الحملة الفرنسية ..
سليمان الحلبى
ويرجع الزمان لورا سنة 1776 لما تاجر الزيوت الحلبى
يبلغوه ان الست مراته ولدت ولد..
فيجرى على بيته ف حى البياضة .. بحلب
ويبص ف وش الصبى ...
ويقرر يسميه "سليمان"
ولما يلاقيه نبيه وشاطر قرر زى كل أب يدورله على مستقبل أحسن
من مجرد بيع السمن والزيت ... فعلمه كويس
ولما تم سليمان العشرين بعته على قاهرة المعز
عشان يدخل الازهر ويبقى من شيوخه ..
ويوصل الشاب بالفعل ويلتحق برواق الشوام .. ويقرب من اساتذته
ويبقى مقرب للشيخ الشرقاوى ..
و يتصادف انه ف نفس السنة اللى يوصل فيها سليمان القاهرة ...
يدخل نابليون مصر
وزى ما حكينا يحاول نابليون يسجّد المصريين ف الأول بشوية قرارت ومزاعم
وهما يمدوا حبل الصبر شوية
وبعدين يشدوه فجأة
وتقوم ثورة القاهرة الأولى
ويبقى للأزهر دور عظيم
ويتحول مقره لميدان تحرير الثورة
ويكون الطلاب هما النخبة اللى يمشى وراها العوام والبسطاء ..
ويكون سليمان من شباب الثورة
اللى ثاروا ع المحتل
وبعد ما نابليون ينجح ف إخماد الثورة دى
يهرب سليمان على الشام من ضمن اللى هربوا
عشان ينجوا بحياتهم من القتل المحقق
ويرجع لأبوه فى حلب ..
ويلاقى الظلم هناك على أشده
ووالى حلب فارض غرامات ع التجار تقطم ضهرهم
ومن بينهم كان ابو سليمان ..
والأبن دور على طريقة
وراح يشتكى لبعض المعارف
فدلوه على اتنين ضباط بالجيش .. اللى عرفوا انه من الثوار
وحارب الفرنساوية مع المصريين فوعوده بالمساعدة ف حكاية ابوه
ولما لاقوه حامى ودمه سخن قرروا يستفيدوا من الحماسة دى
وعرضوا عليه انه يساعدهم ف القضاء على النفوذ الفرنسى
اللى كان طايح ف الشام
وبيقرب منهم
وكان سليمان وصله نبأ قتل شيوخ الازهر ومنهم استاذه الشرقاوى
وفشل نابليون الدخول لـ عكا
وقرر يقوم بالمهمة الموكلة اليه وودع أهله وساب حلب
وراح ع القدس
ومنها على غزة
واحمد آغا الضابط اللى جنّده
بعته لواحد ف غزة اسمه ياسين آغا عشان يستقبله
ويفهمه الخطة هتمشى ازاى .. وكدهون
وينزل سليمان فى ضيافة ياسين آغا
ويعرف كل التفاصيل بدقة و يشترى خنجر من غزة
اللى دايما عاملة معانا واجب كدا ولا اجدع ولا اشجع الصراحة
واللى يبص للحكاية هيكتشف شىء عجيب وتوليفة مدهشة
المحتل الفرنسى .. هيقتله شاب عربى .. سورى .. بخنجر غزاوى .. على أرض مصرية .. !!
أيوه الخطة كانت قتل كليبر ..
الجنرال كليبر اللى مسك قيادة الحملة فى مصر بعد سفر نابليون فرنسا
وفشله فى اختراق اسوار عكا و التوسع اكتر عن كدا
ويوصل سليمان من غزة
ويدخل على زمايله فى رواق الشوام ويحكى لأربعة من اصدقائه الفلسطنين
انه ناوى يقتل كليبر..
فيبصوه نظام انتا بتهرج صح !!
الحاج كليبر كان كعادته بيتفقد احوال الجند
ويرجع بعدهاعلى قصر الألفى ف الأزبكية عشان يترزع فيه
اكمنه كان مقر القيادة
القصر كان بيتعمله شوية ترميمات وتعديلات
عشان يتناسب مع الاحوال الجديدة وكان فيه عمال شغالة
وقاعد كليبر مع المهندس بيوريه التصميمات
كليبر كان متقنعر قوى
ولما قام يتمشى مع المهندس لقى شاب م العوام
بيقرب منه كدا فأفتكره شحات فراح مهوّوش بإيده ابعد ياض
بس الواد .. مبعدشى .. لأنه مكنش شحات
دا كان سليمان الحلبى صاحبنا ..
اللى راقب خط سير كليبر لكام يوم
وعرف مواعيده واستخبى ف جنينة القصر
والحراس اللى شافوه افتكروه من العمال .. فمحدش شّك فيه
واذا بيه يقرب من كليبر و يروح مخرج خنجره ومديله طعنة ف القلب
ومسكتش وراح مكمل بكام طعنة كمان ف كذا مكان ..
المهندس صرخ وحاول يمنعه
راح سليمان طعنه هوه كمان ست طعنات
وهرب من موقع الحادث ...
جه رئيس الحرس على صوت الصرخة
ولقى قائده العام ميت طعنا ..
والمهندس بين الحياة والموت..
فبعت حراسه ورا الفاعل .. وفتشوا كل مكان قدروا يوصلوله
وسليمان ميلحقش يهرب لأبعد مكان ممكن .
وينقبض عليه مستخبى ورا سور احد البيوت ..
والدم مغرق هدومه والخنجر معاه بدم القتلى ...
ويحققوا معاه
والصورة دى هيا الوحيدة اللى اترسمتله ووصلتنا .
واعتقد انها اترسمتله ف اول التحقيق معاه
ليه ؟
عشان فيها هتلاحظوا ايده الشمال مكسورة
ومربوطة من اثر الضرب اكيد ..
وايده الشمال ف الحقيقة كان مصيرها ارحم م الأيد اليمين بمراحل..
وهنعرف ليه
المهم
وقع سليمان الحلبى فى ايد الفرنساوية ..
اللى بهدلوا القاهرة بقتل كليبر ..
والمصريين جالهم الرعب اكوام اكوام خوفا من الأنتقام ..
وشوف ازاى بقى ...
آل ينقتل كليبر فى 14 يونيه 1800
ويوم 15 تصدر الكومندان جنرال مينو أمر بعقد محاكمة لسليمان ..
ويوم 16 تبقى اول جلسة !!
ويوم 18 يتحكم عليه .. شوف ازاى يا مؤمن !!
ويعنى مش كنا خدنا عن الفرنسيس أى حاجة عدلة
وعملنا محاكمات زى كدا لمبارك والخونة كلهم والنبى .. ؟!!
وطبعا كله بسيااااادة القانون
اتعمل المحاكمة
واتخدت شهادة المهندس اللى خد ست طعنات
ومات بعد الإدلاء بشهادته ان سليمان هوه القاتل ...
غير انهم لما عكشوا سليمان اخضعوه للتحقيق ..
وانتزعوا منه اعترافات اكتر من انه قتل كليبر ..
كانوا عاوزينه يشهد على زمايله ف الأزهر .. ورفض
وأصر انه مشاركوش معاه ..
واتقبض عليهم وعلى تاجر كان سليمان نزل عنده ضيف اول ما جه مصر
وبالتحقيق معاهم هما كمان اتقدموا للمحاكمة مع الحلبى
والشباب تلاتة اتحكم عليهم بالإعدام ..
والرابع كان هربان ..
اما التاجر اللى استضاف سليمان ثبت انه ميعرفش حاجة .
واتحكم على سليمان بأشنع عقاب
اتحكم عليه بموتة كان فيه ناس بتترجى جلاديها
انهم يقتلوهم بأى طريقة تانية غيرها
من شدة بشاعتها
.الا وهى الموت ع الخازوق
ومفيش داعى أشرح عشان فيه بنات قاعدة
ازاى انها طريقة بشعة ومهينة ومؤلمة وحقيرة وكل حاجة ف الدنيا الحقيقة ..
و ازاى بشر يتفنن ف تعذيب بشر بهذه الكيفية
لأ وخصوصا سليمان بقى اللى اتحكم بخزوقته
وقطع ايده اليمين وحرقها .. !!
عشان الإيد الطاهرة دى استجرت ورفعت خنجرها
ودبته ف قلب رسول الحرية والمساواة اللى جاى من أوربا ..
يعلمنا الأنسانية .
شوف ازااااى !!!!
والازهر الشريف ينوبه من العقاب نصيب 4 من ولاده يعدموا
وفى 20 يونيه 1800 يتقفل
وف يوم 28 يونيه تخرج جنازة عسكرية فيها تابوت معدنى على عربية مكشوفة
وفوق التابوت بدلة كليبر غرقانة بدمه
والبرنيطة بتاعته
وخنجر سليمان
ويتلم العسكر الفرنساوية بمختلف الكاتيب
ومعاهم اعيان ووجهاء القاهرة
والعوام من بعيد بيتفرجوا ع المشهد والطبول بتدق نغمة جنائزية ...
والعسكر حاطين شريطة سودا على الاكمام
ويخرج الموكب من مقر القيادة بالأزبكية
ويمر بالناصرية
وينتهى عند تل العقارب جنب جامع ابن طولون
و الطريق ينضم للموكب التلات شباب الفلسطينين الازهريين
ومعاهم سليمان الحلبى متقيدين ..
لحد ما استقر الركب عند تل العقارب ...
وحصل الآتى
التلات شباب اللى مكنش ليهم ذنب واتحكم عليهم بالإعدام لتسترهم ع الجريمة
انقطعت راسهم قصاد سليمان
ولكم أن تتخيلوا احساسه كان ايه ؟؟
وذنبهم اللى ف رقبة العدالة الفرنسية الجميلة
وبعد قتلهم ...
جه الدور على سليمان اللى قطعوا ايده اليمين وحرقوها قصاد عينه ... !!!
ولما اتفحمت تماما خدوه
وحطوه ع الخازوق وسابوه لحد ما الروح فاضت بعد عذاب
وتكملة الحكم يفضل ع التل لحد ما تنهشه الجوارح ..
وقمة الرحمة فعلا !
ويكملوا بقى الجنازة العسكرية بتاعت هباب الطين كليبر
ويمشوا بالتابوت لحد القصر العينى ..
اللى كان احد مقرات الفرنساوية ف القاهرة برضو ..
وعند الباب بتاع قصر العينى يحطوا التابوت
وحواليه سور ويغطوه بقماش أبيض
وحواليه حراسة ليل نهار لحد ما الحملة تغور خالص من مصر
وتاخده معاها
الهدف كان إذلال سليمان لأشد درجة مش تعذيبه وبس
وتخويف الناس من نفس المصير لو حد فكر يتطاول على اسياده الفرنساوية
ويكرر الفعلة مع حد تانى
بس الحقيقة انه كليبر انقتل 1800 والمصريين فضلوا يقاموا
لحد م الحملة خرجت من مصر بعدها بكلام فارغ يعنى
اما الجنرال مينو اللى مسك مكان كليبر
فكان نظامه اكثر ثعابنية .
كليبر كان متعجرف وصارم وبيجيب م الاخر
اما مينو فغير اسمه لعبدالله واتجوز بنت من رشيد واشهر اسلامه وحركات كدا ..
ولما صدرت الاوامر بخروج الحملة من مصر
الحاج مينو خد عساكره وعزاله ومراته المصراوية وكنوزنا ..
ورجع على باريس .. بس خد معاه كمان حاجتين
خد رفات الجنرال كليبر
وخد كمان جمجمة سليمان الحلبى على نفس المركب .. !!
والجمجمة بتاعت سليمان اتحطت فى متحف الأنسان بفرنسا ...
والمعنى بالتطور الطبيعى للبشر ..
والمؤلم انه انكتب جنبها انها جمجمة أحد المجرمين ... تخيلوا !!
.. وبعض المؤرخين انتبهوا للحكاية دى
والمثقفين السوريين طالبوا بإستعادة الجمجمة
بأعتبار سليمان بطل قومى عندهم ومش مجرم زى الاخوة الفرنساوية ما بيقولوا ..
والمدهش ان الجمجمة فيها آثار ضرب وتعذيب
و .. سلملى ع الأنسانية
وعلى حد وصفهم ..
سليمان مجرد شاب أهوج مهووس بالخرافات
واغتال بخنجره الصدئ المسموم رسول الحرية والمساوة المبعوث من الغرب لإنقاذ الشرق !!
مين بقى الرسول ان شاء الله ؟ .
كليبر اللى ف عهده انقتل الآلاف فى ثورتى القاهرة 1و2 .. سبحان الل
وتفتكروا تخلص حدوتة سليمان على كدا ... ؟؟
جايز تكون خلصت بقتله على ايد الغزاة ...
بس عاوزة اروح لثوانى على سوريا ... بلده ..
وعلى حلب .. مسقط رأسه ..
واروح على حى البياضة ...
اللى إتولد فيه ..
واكتشف ان فيه كليبر تانى بس مش فرنساوى ..
دا للأسف سورى وينعد من اهل البلد ..
المفروض
ييجى كليبر الزمن الحالى .. ويخليه كدا
حى البياضة .. اللى أنجب زينة شباب سوريا ..
ومصر بتتبارك بيه وببطولته .. ينضرب
ودكتور العيون .. اللى مبيشوفشى ...
هوه اللى بيصوب نيرانه وخوازيقه بجهل وبعلم .. على ولاد بلده
وزى كل الطغاة فى كل عصر ومكان ...
مبيتعلموش ان اللى ايده يغرقها دم شعبه ..
لازم يروح ف المزبلة
وانا ... فى إنتظار سليمان حلبى جديد .
لكليبر سوريا الدموى ...
وان شاء الله ييجى
وبقول مش آن الاوان نعمل احنا أى منظر
ونردلهم الجميل بقى
ونبعتلهم سليمان المصرى بتاعنا :))
وتفضل مصايرنا متعلقة ببعضها ..
ثورة تقوم تاخد الباقى وراها ..
و كأننا ملضمومين بخيط ...
مهما فرقتنا الأنظمة والحكومات والمحتلين
وبمناسبة الأخ بشار بقى واللى زى حالاته .
أفلاطون الله يرحمه كان بيوصفه ببساطة قائلا ..
"من يقتل الناس ظلما وعدوانا ويذق بلسان وفم دنسين دماء أهله
ويشردهم ويقتلهم
فمن المحتم أن ينتهى به الأمر إلى أن يصبح طاغية ويتحول إلى ذئب"
وتوتة توتة ...
أشوفكم على خير الحدوتة الجاية ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق