حكاية النهاردة مش مصرية
ولا على ارض بلدنا ولا حتى ف افريقيا ..
دى من حتة تانية فوق شوية ع الشمال ..
اوربا
حيث الهوى
يطّل علينا ... من شّباك أندلسى
كان الحكم الاموى فيها فى نهاياته وبيشطّ خلاص ..
والخليفة اللى اسمه المستظهر
يخرج عليه ابن اخوه محمد عبرحمن
ويقتله ف ليلة زرقا ويقعد مكانه
ويسمى نفسه المستكفى..
وكان زى ما سمعتوا كدا طايش وارعن وخاين للعهد وقاتل عمه
واخلاقه زفت الزفت ..
فقعد ييجى سنة على قلب اهل قرطبة وخلعوه
ابو حيان التوحيدى اللى عاصر زمنه بيحكى
انه كان وش بلية على اهل قرطبة
وكان ماجن فاسد ومحدش محترم رضى يشتغل معاه
ولا يمسك وظايف ...
واتلموا عليه الموظفين اللى من عينته ..
والبلد اتبهدلت وانهارت وهيا اصلا كان فيها صراعات ..
والقصد ..اهل قرطبة اتكاتروا عليه
وهرب منهم بأعجوبة
وراح ف حتة اسمها أقليش
وقعد فيها شوية متخفى
لحد ما واحد من أمرائه سممه
ومات وانقطعت سيرته م الدنيا
وجت ناس جديدة تمسك البلاد
وابتدت مارة بني جهور" الجهاورة " فى قرطبة
واولهم كان أبو حزم الأجهوري
اللى كانت فترة ولايته قوية
و يقال ... انه كان راجل كويس
المقدمة دى عشان اقول ان الحاج المستكفى ..
كان عنده بنت ..
لما ابوها انطرد من الحكم
كانت بنت 16 سنة وكانت تربية قصور ومتدلعة ولكن ..
لما ابوها هرب فضلت هيا ف قرطبة ..
وفتحت بابها لوجهاء المجتمع وقتها
وبقى عندها صالون ثقافى بالمعنى الحقيقى ..
يضم شعراء وادباء عصرها
البنت دى كان إسمها ولاّدة ...
وولادة مكنتش بس سيدة مجتمع ومحبة للأدب والشعر .. لأ
دى كانت شاعرة ومتحدثة لبقة ..
و تملك جمال الوجه واللفظ
أغار عليك من نفسي ومني .... ومنك ومن زمانك والمكان
ولو أني خبأتك في عيـــوني ..... إلى يوم القيــامة ما كفاني
دا كلامها ..
وشعرها ..
كانت موهوبة وكانت فتاة احلام شعراء وادباء جيلها ..
حاجة كدا زى مى زيادة اللى برضو كانت ضوء
حام حواليه فراشات كتير
واحترقت هى ف النهاية ...
ف نفس المطرح ..
قرطبة برضو ..
كان فيه شاب من اصل طيب وعريق ونسب ونفوذ ..
اسمه ابن زيدون ..
كان شاعر برضو ويخربيت كدا شعرا يعنى ...
أغائبة ً عنّي وحاضرة ً معي ..... أناديكِ، لمّا عيلَ صبريَ فاسمعي
أفي الحقّ أن أشقى بحبّكِ أوْ أرَى ... حَرِيقاً بأنفاسي غَرِيقاً بأدمُعي؟
ألاعَطْـفَة ٌتَحْيَا بِهَا نَفْسُ عَاشِقٍ ... جَعلتِ الرّدى منه بمــرْأًى وَمسـمعِ؟
صليني بعض الوصلِ حتى تبيّني ... حقيقة حالي ثمّ ما شئتِ فاصنَعي
الشاب بقى كان مشهور بشعره وبأدبه وكان حافظ للقرآن
وقريب من ابو الحزم الأجهورى
اللى عينه ف وزراته متحدثا بينه وبين السفراء ..
يعنى زى متحدث رسمة عن وزرارة الخارجية كدا
وبما انه شاعر صيّيت ..
وست ولادة هانم بنت الخليفة سابقا شاعرة
وعندها صالون أدبى على وسعه ..
اتجمعوا الأتنين..
وتبارزوا بالأشعار ..
وكمان بالغزل
الأتنين حبوا بعض ..
وقرطبة سمعت حكاية عشقهم
والشعر اللى رايح جاى بين جوز العصافير ..
والدنيا كانت لطيفة وحلوة وزى السكينة ف الحلاوة السبريد
فإيه بقى .. ؟!! .
الهناء استمر .. إلى ان
الست ولاد جابت جارية سمرا تغنى ف ليلة من الليالى ..
عجب صوتها ابن زيدون ..
ومش يلم روحه شوية
ويقعد على بعضه ..
لأأأه .. قعد يمدح ف الجارية
ويقولها غنى كمان واطربينى ...
وولادة قاعدة متغاظة
وهتشيط ولو حطوا فرحة صاحية على دماغها
.. تتسلق ..
لأ تتشوى
وتتفحم كماااان .. !
ولادة كانت حاسة بنفسها وعندها اعتزاز بنسبها
وموهبتها وجمالها ومكانتها ..
وقالت مرة : أنا والله أصلح للمعالي ... وامشي مشيتي وأتيه تيها
وقبل المكانة والجمال والموهبة والقصص دى كلها..
هيا ست .. اولا واخيرا يعنى
وبتغير ..
والمفروض حبيبها
ميمدحش واحدة غيرها ف وجودها
او غيابها..
لأ و بتغزل ف جارية كمان !
ليلتك سودة ف بنفسجى ف اخضر كاكى يا ابن زيدون ..
واستلقى وعدك
ولادة اتجننت و دبت معاه خناقة لرب السما..
وبصت ف اللى حواليها من رجالة ..
ونّقت واحد وزير اسمه عامر بن عبدوس ..
كان بينافس ابن زيدون ف حبها
وشغل العيال يبتدى بقى ..
قررت تعمل بتحبه
وتوصل اخبار العلاقة دى للحبيب الاول عشان يتحرق دمه ..
وتبقى واحدة بواحدة والبادى اظلم
وينقهر الجدع ويبعتلها يعاتبها :
بِاللَّهُ خُذْ مِنْ حَيَاتي .. يوماً وصلْنِيَ ساعَهْ
كيمَا أنالَ بقرضٍ .. مَا لَمْ أنَلْ بِشَفَاعَهْ
يعنى أدفع من عمرى وأشوفك عشان أشرح موقفى ... !
وترد ولاّدة :
لو كنت تنصف في الهوى ما بيننا .. لم تهو جاريتي ولم تتخير
وتركت غصنا مثمرا بجماله .. وصخت للغصن الذي لم يثمر !!
يعنى لو كنت بتحبنى بجد
مكنتش عاكست التراب ف الأرض
وسبت القمر ف السما فوق ... #كُبة
ويجاوب العاشق :
واللهِ ! لا علقَتْ نفْسي بغيركُمُ .... وَلا اتَّخَذْتُ سوَاكُمْ منكُمُ بَدَلا
يعنى بحبك يا بنتى والله
ولا فيش غيرك
ويطلب يقابلها بدل الشحتفة اللى هوه فيها دى :
متى أبثّك ما بي ياراحتي وعذابي؟
متى ينوب لساني في شرحه عن كتابي؟
فقلبها يرق وتسأل هيا كمان :
ألا هل لنا من بعد هذا التفرّق ... سبيل فيشكو كل صبّ بما لقي
وبس كدا الجوز يحنوا لبعض
وخلاص بقى ربنا يهدّى النفوس
وهتبقى ساعة شيطان وراحت لحالها ...
وهتاخد دبلتها تلبسها تانى والحركات دى .. وإذ فجأأأأة
نبص ف احد الأركان كدا نلاقى الموكوس ابن عبدوس ..
الحبيب الأستبن .. اياه
واقف دمه محروق
وشايف الكتكوتة هتضيع منه
وترجع لصاحبها الأصلى !!
وآه هيا عملته كوبرى
تعدى عليه شياطين الغيرة عشان تجنن بيها حبيبها ..
وهوه وافق
بس كان متصور ان خلاص العصفورة بقت ف قفصه
وخلصنا ..
طب يعمل ايه .. يعمل ايه ؟؟؟
بس راح طالع على ابو الحزم جهور وقاله ..
ابن زيدون عامل عليك مؤامرة لكلب نيزااام الحوكم ..
وعاوز يرجع الامويين تانى
ارضاءا لست ولادة حبيبته !
ابو الحزم طبعا سامع عن قصة حب ولادة وابن زيدون
اللى كانت مالية انحاء قرطبة
وازاى البونية تقلانة عليه
وهوه هيتجنن ويرجعلها
ومستعد يرضيها بأى شكل
فصدّق ابن جهور القصة ..
وبعت جنده يقبضوا على ابن زيدون ويحطوه ف السجن ...
وفعلا يحصل كدا !!
والواد يعنى يبقى ويله ويلين ...
اتحبس ظلما ...
وحبيبته بقت بعيدة عنه وهتصدق الكلام اللى بيتقال عليه
وهوه اصلا ملحقش يصالحها ..
يادى النيلة !
وبما ان الزمن ف الحبسة بيكون تقيييل قوى ..
والحزن كمان ..
والوحشة والإفتقاد ..
فإبن زيدون قضى ايامه ولياليه
يكتب ف رسايل يستعطف بيها اتنين
اولهم كانت حبيبته ولادة ...
والتانى كان ابو الحزم جهور ..
يحاول يفهمه انها مؤامرة
وانه لا عاوز يقلب ولا ينيل
ودى وشاية من غريمه مش اكتر ...
وينكسر قلبه يا عينى لما ولا واحد ف الأتنين يرد عليه ...
فيقرر يهرب وبالفعل يزوغ م السجن
ويروح على أشبيلية
ويفضل هناك لحد ما ابو الحزم يموت
وابنه الوليد يمسك مكانه ..
وكان صديق لأبن زيدون ومصدقش عليه حكاية المؤامرة دى
بس معرفش يساعده كفاية .. وقتها
وفيه اقوال ان هوه اللى ساعده ع الهروب
وكل دا يحصل والست هااااانم ولادة ..
خلاص تربست على ان الجدع دا مينفعشى
و قفلت قلبها من ناحيته وحتى علاقتها بأبن عبدوس قطعتها ..
وسكتت خالص
وف غربته يكتبلها واحدة من درر الشعر العربى
واللى عرفت بنونية ابن زيدون
ودى مينفعش الا انها تتقرى كاملة .. وف الروقان
هنا
وبصراحة ..
وعلى جنب ..
وبكل تجرد من انتمائى للمؤنث سالم ...
الست دى عاوزة تنطخ بالنار ف ميدان التحرير بتاع قرطبة
وقولولى ليه يا طمطم ؟؟
أقولكم ... عشان اللى عند احساس احسن م اللى عنده اصل
وجمال واعتزاز بروحه
وكل الأفلام دى ..
ولما هيا الشاعرة اللى مفروض بتتذوق
وتعرف وتحس
وتقرى القصيدة دى
ومتعرفش بقلبها وعقلها وتذوقها وحسها الأنثوى
وانسانيتها وكل حاجة
ان الجدع دا بيحبها بجد ومشتاقلها ...
يبقى معندهاش دم
ومعندهاش قلب كمــــان ...
البيت دا روعة ميقولوش غير حد بيحب بجد :
لا تحسبوا نَأْيكم عنا يُغيِّرنا.. أن طالما غيَّر النأي المحبينا
المهم ..
الوليد اللى مسك بدل ابوه فيبعت لأبن زيدون صديقه يرجع ..
ويرجع فعلا ويقعد شوية صغيرين
وتبتدى الدسائس من تانى
والناس تحفر وراه
ويحاول يشوف ولادة وميعرفش ويقول :
إني ذكرتك بالزهراء مشتاقا ...
والأفق طلق ووجه الأرض قد راقا
ويلاقى الوشاة هيقرفوه ومش طالبة يتسجن تانى
فيروح واخد بعضه ورايح على أشبيلية تانى
ويقابله المعتضد هناك بكل ترحاب
ويقوله خليك معانا بقى :)
ويعينه المعتضد مستشاره ..
ويكرمه لحد ما يموت ويحكم ابنه المعتمد
وكل دا وابن زيدون قاعد ف البلاط عندهم معزز مكرم لحد ما مات ...
وحد يقولى طب حكايته مع ولادة وصلت لفين ؟؟
ارد بأنه فضل يحبها ومش بينساها ويحاول يسترضيها ..
ورغم قعاده ف اشبيلية
الا انه مبطلش يكتبلها القصايد ويبعتها
ويحاول يصالحها
وهيا حتة حجر !!
لحد ما قلبه وجعه من صدها ...
وكتبها قصيدة وداع ...
وكانت دى آخر مرة يكتبلها ...
وبعد كدا مجبش سيرتها تانى من كتر الزعل
ودع الصبر محب ودعك .. ذائع من سره ما استودعك
يقرع السن على أن لم يكن .. زاد في تلك الخطى اذ شيعك
يا أخا البدر سناءً وسنى ... حفظ الله زمانا أطلعك
إن يطل بعدك ليلي فلكم ... بت أشكو قصر الليل معك
أيّتُها النّفسُ إليهِ اذْهَبي ..... فمَا لقلبيَ عنْهُ منْ مذْهَبِ
أنْسَانيَ التّوبَة َمِنْ حُبّهِ ... طلوعُهُ شمْساً منَ المغربِ
آه يـــــــــــــــــــــانى
ع الحب
واللى بيحبوه
و يموت ابن زيدون ...
عن عمر 68 سنة ..
ومفيش ف قلبه غيرها
اما هيا بقى ....
الست ولادة بنت المستكفى
فتعيش بعد موته حوالى 20 سنة ...
وتموت ف سن التمانين
وهى ما زالت عذراء الربيع
وأنسة ومتجوزتشى !
وحد يسألنى
تفتكرى ليه يا فطمطم متجوزتشى ؟
!!! #إسألونى
عشان اجاوب واقول ...
ان فيه نوعية كدا م البشر فى هذه الحياة مبتشوفش غير نفسها وبس
وف أى موقف أو اختبار..
تلاقى رد فعلهم انا و فين مصلحتى وفقط
لحد ما اللحظة تعدى
ويكتشفوا انهم اثناءها داسوا على حاجات غالية
وضيعوا حاجات اغلى
وفيه اللى ربنا ينور قلبه فيحاول يصلح
ويرجع خطوة لورا ويلحق نفسه ...
وفيه اللى كبريائه يزقه لقدام
ويقوله مش مهم ..
ويتوهه ف الدنيا اكتر
وأظن ولادة كانت من هولاء ...
اللى تاهوا ف الدنيا بسبب القلب الكفيف بتاعه
و يقال والله اعلم ...
ان الاندلس بطبيعتها الخلابة الساحرة الغريبة
كان لها تأثيرها ع الناس والشعراء تحديدا ..
زى ما شبه الجزيرة أثرت ف اهلها
الأندلس عملت حالة من التوحد بين الشاعر والطبيعة
والجمال والقيم بشكل مثالى مفرط
وخلته يبعد عن الواقع
ويتوه ف المعنى اكتر
ما يطلب يعيشه ف الواقع ...
ويمكن دا يكون سبب تانى
لوله ابن زيدون وحبه ...
اللى تخطى موقفها الزفت منه
وبرضو فضل يحبها ويدور عليها مهما صدته ...
بس لأ .. يا عيال
لا اندلس ولا نيلة
هوه الحب كدا اصلا
بغباوته ووشه العِكر لما بيقلب ..
هوه هواه كدا ... ف كل حتة ف الدنيا
ويحضرنى الآن
قول الحاج محمد عبوهاب ...
أحبه مهما أشوف منه
#آخرااااابى_يانا_يامه
وتوتة توتة ..
خلصت الحدوتة ...
جميلة جدا شكرا لك
ردحذف