أنا قلبي كان شخشيخة صبح جَرس
جلجلت به صحيوا الخدم والحرس
أنا المهرج .. قمتو ليه .. خفتو ليه
لا فْ إيدي سيف ولا تحت منى فرس
عجبي !
...
عم صلاح جاهين
حدوتة الليلة عن احد ظرفاء مصر
والأحداث هينقلهالنا عمهم كلهم
ابن إياس فى بدائع الزهور فى وقائع الزهور
كمصدر أساسى
ثم
..
الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة
لنجم الدين الغزى
مجالس السلطان الغورى
لعبدالوهاب عزام
هوامش المقريزى حكايات من مصر
للعم صلاح عيسى
وبطلها هو الشاعر والاديب
...
جمال الدين السلمونى
وناس بتكتبها احيانا السلامونى
بس احنا هنلتزم بكتابة ابن اياس أكيد
وجمال بقى كان شاعر خفيف الظل وحقانى
ميحبش اللوع ولسانه فرقلة ...
تصادف انه عاش ف فترة حكم السلطان قنصوه الغورى
وما ادراك ما قنصوه الغورى
جمال إيه وكمال إيه وأدب إيه واخلاق ايه
وعدل إيه ونزاهة إيه
مقولكشى !
هل بت ما فاكرين لما حكينا كتير
ازاى كان عهد الغورى درة تاج الظلم المملوكى وذروته
وكان عامل ديوان للبرطلة .. للرشوة يعنى
مهمته يقبض من اللى عاوزين مناصب بالألافات
وطبيعى ان السفلة والحثالة يتكالبوا على المناصب
طالما المبالغ المدفوعة هيتم ردها من لحم الناس
بعد الحصول على المنصب أضعاف
ولهذا كان من الطبيعى برضو
انك تسمع عن واحد من الامراء اوالموظفين العاديين
ياخد منصب ما ثم يتشال منه بعد شوية ..
فيروح يدفع تانى فيرجعوه
على ما واحد جديد يكون دفع
فيدفع هوه اكتر منه فيرجع
فالتانى يزايد عليه وهكذا
والفلوس ف الآخر تدخل جيب السلطان
مسكين
اومال هيجيب فلوس الأكل والجواهر والجوارى منين؟
نهايته
...
جهاز الدولة المرتشى والراشى ف نفس الوقت
كان مثار سخرية الشعب الغلبان
ويقال ان جمال الدين السلمونى
كان من أشهر ظرفاء عصره ومبيعجبوش الحال المايل
مرة كتب قصيدة ف احد الموظفين
واسمه معين الدين بن شمس
وكان بيشغل منصب "وكيل بيت المال" اللى هوه يعنى
حاطط ايده على هويس الفلوس حرفيا
وكان مطلع القصيدة بيقول
وحرفته فاقت على كل حرفة
يركب ياقوتا على فص خاتمه
وايه قصدك ايه ؟
عاوز تقول ان الراجل صنايعى ف الرشوة يعنى .. ؟
لأ !
أخص عليك !
عيب .. ميصحش كدا !
بس يا سيدى والقصيدة ذاعت بين الناس
ووكيل بيت المال بقت فضيحته بجلاجل
يسكتشى لحد ما الأزمة تعدى
أبضنننننن
راح مشتكى السلمونى للغورى سخصيا
" فقال له السلطان: إن وجب عليه شيء شرعا، فأدبه "
بس وشمس ما صدق !
راح واخد الكلام من بق السلطان
وفورااا بعت رجالة قبضوا على السلمونى
وراحوا بيه على بيت القاضى عبد البر
وثانية واحدة بقى عشان
لنا ... هنا .. وقفة
الا الدول كلها خيبتها السبت والحد
واحنا خيبتنا
7 X 24
يا ثاااامح
القاضى عبدالبر بن الشحنة دا يا اخوانى واخواتى
كان بلوة مسيحة ونايبة من نوايب الزمن
جده كان شغال ف شرطة حلب
(شحنة يعنى شرطة )
وانتقلوا لمصر والأب اشتغل ف القضاء
ولازم طبعا يورثه لابنه
محدش قالنا بقى مصدر الثروة بتاعتهم كان ايه
.. بس ممكن نخمن يعنى
أصلهم كانوا بيصرفوها عادى بلا حساب
وكانوا عارفين انها هترجع تانى
ابن الشحنة دا بقى قعد يتصعد ف المناصب
من ايام قايتباى ثم ابنه ثم اللى بعده واللى بعده الخ
لحد ما وصل للغورى
اول مرة يمسك قضاء الحنفية
كان ايام طومان باى العادل
ومقعدش ف المنصب غير أيام .. !
ليه يا شهرو الكرسى كان فيه مسامير ؟!!
ابضنننن وحياتكم
دا القاضى المعزول اللى قبله راح دفع المعلوم
فرجعوه تانى !
الناس شبعته تريقة وقالوا
ولوك قاضي القضاة لكن .. جاءوك بالعزل عن قريب
فمدة الحكم منك كانت .. أقصر من جلسة الخطيب
ف جية الغورى للحكم .. حصل وفاق بين الطرفين
اكمن السلطان الجديد كان شره فى حب المال
والطعام والجوارى والبناء والغناء وكل المباهج
ومعندوش أدنى مانع يدوس على أى حاجة فى سبيلها
وكان محتاج شباشب ف رجله تشرعلنه الرغبات
والاوامر وتنفذله المطلوب وتلم له المعلوم الخ
وكان ابن الشحنة تحت النظر
نرجع للسلمونى اللى كتب شعر ف وكيل بيت المال
يندد فيه بـ (مواهبه) فى جمع المال
فاشتكاه للغورى اللى قال أدبه
" فاتخذ ذلك وسيلة إلى القبض على السلموني،
ووضعه في القيد،وسوقه إلى بيت القاضي عبد البر
ورافعه أمامه، وادعى عليه فضربه القاضي ووبخه،
وأمر بإشهاره على حمار، وهو مكشوف الرأس."
وطبعا كانت جرسة ومهانة للشاعر الكبير
اللى الناس زعلت عشانه!
الخبر وصل للقلعة والغورى اتقمص
قولولى زعل عشان الراجل اتظلم ولا حاجة ؟!!
أبضننننن
دا زعل عشان سبب تانى خالص !
بيقولك
" بلغ هذا الحكم مسامع السلطان،
فحنق على معين الدين،
لأنه ادعى زورا أن السلطان أمره بإشهار السلموني"
واللى هوه انتا تجرسه ولا تقطعه حتت
مش مهم
المهم ازاى تقول ان دى اوامرى يا كلب !
وبيقولك
" فقبض على معين الدين، وسجنه، وكاد يقطع لسانه"
طيب كويس هوه يستاهل الحقيقة !
لأ
وخد اللى جاية دى
ثم
"لولا أنه أرضى السلطان ببعض المال فعفا عنه"
وخلاص اتصالح الناس اللى فوق ويا بعضيشهم
والموقف انتهى !
لكن لسه منتهاش عند الناس اللى تحت
السلمونى مش هيسيب تاره
وهيفقع ابن الشحنة قصيدة تطلع من نافوخه !
....
فشا الزور في مصر وفي جنباتها
ولم لا وعبد البر قاضي قضاتها
أيُنكرُ في الأحكام زورٌ وباطلٌ
وأحكامُهُ فيها بمختلفاتها
إذ جاءه الدينار من وجه رشوة
يرى أنه حلٌ على شبهاتها
فإسلام عبد البر ليس يرى سوى
بعمته، والكفر فى سنماتها
ألست ترى الأوقاف كيف تبدلت
وكانت على تقديرها وثباتها
فإن كان فى الأوقاف ثم بقية
تكذبنى فيما أقول، فهاتها
ولابد من بيع الجوامع، تارك
الجماعات منها، مبطل جُمَعاتها
ولابد أن يستبدل الناس أعبُدًا
بأحرارها بيعًا لنفس ذواتها
ولو أمكنته كعبة الله باعها
وأبطل منها الحج مع عمراتها
ومصداق قولي أنه كان مغريًا
ليحيى بن سبع في خراب جهاتها
وقد كان ذئبًا لابن سبع وقومه
يطالع بالأخبار قبل رواتها
ولو يعط دينارًا وطاوعه الورى
لأسقط عنها صومها وصلاتها
شكت ملة الإسلام مما ينالها
بأفعاله يا هل تزيل شكاتها
فلا تخش إثمًا أن تخوض بعرضه
فغيبته للناس خير لغاتها
فماذا على الإسلام حَلَّ من الرد
بأيام عبد البر مع سنواتها
...
ابن اياس كتب الأبيات دى وهوه بيستغفر ربنا
من هول ما فيها يعنى من ألفاظ
معلش اصله راجل طيب وسكرة كدا
بسكويتة التأريخ والله
قُصره .. القصيدة شاعت بين الناس
وتناقلوها ف مجالسهم
وابن الشحنة اتمسخر أيما مسخرة
وهيطلع للسلطان يعيطله
ويقول السلمونى شتمنى يا بيشة
الغورى طلب استدعاء الشاعر وواجهه بالتهمة
" وقال له:
"أتهجو شيخ الإسلام بهذا الهجو الفاحش"
السلمونى قاله محصلشى ..
"أنا ما قلت فيه هذا كله"
.. شوية منه يعنى والباقى زيادات من حبايبه
اللى كانوا كتيررررر
بس واقيمت عليه الحجة واتجاب شهود
وقرروا يعملوله محاكمة ف المدرسة الصالحية
وطبعا المحاكمة هيصدر فيها العقوبة
اللى هتكون مليانة غل وكراهية وانتقام
" ثم أراد القضاة أن يضربوا هذا الشاعر بالسياط،
ويشهروه في القاهرة "
والناس تداولت الاخبار
مش السلمونى حبسوه ؟
ليه يا ختشى ؟
بيقولوا عاوزين يضربوه ويمرمطوه
يا نداشة .. ليه تانى ؟
عشان شتم المزغود عبدالبر
يا نضرى .. ربنا ع القوى والمفترى
والناس مش هتسكت ..
وابن اياس بيقولنا ان بعض العوام هيتجمعوا
وشايلين حجارة ف أكمامهم
ووقفوا ف طريق القاضى عبدالبر منتظرينه ييجى
عشان يحدفوه بالطوب كأقل واجب والله !
" وهموا برجم القاضي عبد البر، وهو في طريقه "
قام ابن المتورمة خاف على نفسه من البهدلة
راح راجع تانى
وقرر ميعاقبش السلمونى بالضرب او التجريس
واكتفى انه سابه ف السجن بتاع 9 شهور كدا
..
وإنزل يا جبااااان
والقصة خلصت لحد كدا
...
يتبقى نقول ان ابن الشحنة
قعد يتمرمغ ف دهب الغورى وسيفه
ما بين غضب ورضا
لحد ما هيقعوا مع بعض ف واقعة
كانت حكتها شهروزة زمان ..
وفى فورة غضب السلطان هيعزل القاضى المرتشى
اثر المحنة دى ويموت مقهور
والسلطان الغورى بعد موت ابن الشحنة بسنوات
هيواجه الغزو العثمانى لمصر والشام
وينتهى النهاية اللى يستحقها فى معركة مرج دابق
مقهورا محسورا مهجورا وتقع جثته
محدش يلاقيها ويزول ملكه بلمح البصر
على رأى ابن اياس سنة 1516 م
اما السلمونى فربنا يريد انه يعيش بعد كدا
لحد تقريبا سنة 1526 م
ويحضر انكسار دولة المماليك
ويشوف مصر وهيا بتدفع التمن غالى
ويفضل يكتب ف أشعار يوصف بيها الوضع المزرى
اللى وصلتله البلد
ولعل من أجمل أبياته اللى صادفتها هو الآتى
..
ومن يربط الكلب العقور ببابه
فإن بلاء الناس من رابط الكلب
...
ايوه بالضبط ..
واللى هوه متسيبوش الحمار وتمسكوا ف البردعة
وانا خلصت فاضلى ملاحظة واحدة
الا كل ما اجى احكى حاجة
وتيجى سيرة الموكوس الغورى
ابقى عاوزة اقول .. الهى يحرقه بجاااااز
الراجل يا خويا بيتحمق عشان تفاهات وشوية هبل
وسايب المهم والحق اللى باين زى نور الشمس
يعنى تاخد رشوة عشان تعين قاضى
وبعدين تزعل انهم واطيين وأنجاس !
طب استنضف وامشى عِدل انتا الأول !
معلش
..
كل واحدة تعمل بأصلها
*بصوت علاء ولى الدين*
وسبحان الله جرستوا الجدع عشان كام قصيدة
فانتوا اللى بقيتوا فرجة ف كتب التاريخ
وقلبه اللى كان شخشيخة وصبح جرس
ف النهاية
اتعلق ف رقابيكم يا غجر
وسلام على كل سلمونى مصرى أصيل
ميهموش ف قولة الحق أى حاجة
ولا عزاء لكل قاضى حلاوة ابن شحنة
ونهايته المزبلة هوه واللى مشغلينه
ولكل غورى نفس النهاية وأبشع
ويكون عبرة يا رب
....
كان معكم من على ناصية المدرسة الصالحية
والناس وراها بتلم طوب تحطه ف كمها
وف وضع الاستعداد
شهروزة أبو العافية
شارع المعز
القاااااهرة
تصبحوا على ألف خير
-----------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق