حكاية النهاردة بتقول ببساطة كيف تؤدى حماقة الحكام
إلى ضياع ثروات البلاد .. الطبيعية والبشرية
وبطل الحدوتة يبقى الحكيمباشى
محمد على البقلى
وإليكم مصادر الحكاية الرئيسية
(1)
(1)
تراجم مشاهير الشرق فى القرن التاسع عشر
جورجى زيدان
(2)
(2)
عصر محمد على
عبدالرحمن الرافعى
(3)
(3)
تاريخ الترجمة والحركة الثقافية فى عصر محمد على
جمال الدين الشيال
(4)
(4)
مصر من نافذة التاريخ
جمال بدوى
وسى محمد يبقى من مواليد المنوفية
قرية تدعى "زاوية البقلى" على مبارك ف خططه بيقولنا
انها قرية مشهورة بتخريج النوابغ على صغر حجمها
وشهرتها .. مقلش اسماء
بس كان بيسير لبطل حكايتنا اللى باشتهر
بـ "السيد محمد على باشا الحكيم" واللى وُلد
سنة 1815م
ولأنه كان من اسرة تقدر العلم والعلماء
فأهله دخلوه الكتاب عشان يتعلم ويحفظ القرآن
وما أن أتم التسع سنوات حتى أخده أخوه الاكبر
لمدرسة ف منطقة "أبو زعبل" يكمل فيها دراسته
ولما أظهر نباهة سعى لالحاقه
بمدرسة ابو زعبل التجهيزية
ودى كانت من اهم المدارس اللى فتحها محمد على
المدرسة دى كانت المادة الخام اللى منها
بيتم اختيار الطلاب
عشان يكملوا ف المدارس العليا المختلفة
اللى اتعملت ف عهد محمد على سنكفولة
واللى عملها شكلا عشان ينهض بتعليم العباد وترقية البلاد
لكن مضمونا كانت بهدف التخديم على جيشه ودولته
القصد .. أظهر الفتى نباهة وأخلاق عالية
وكان الألفة على زمايله
فورا راحوا شاقطينه وقالوله تعالى
على مدرسة الطب ... حيث الجودة والتميز
والتعليم اللى على أصوله
ومدارس عاشور .. عاشور .. عاشور .. عاشور
الرافعى بيقول
"فاشتهر بالنبوغ وتوقد القريحة
وبذل جهده ف التحصيل ففاق أقرانه"
الواد كان موس يعنى
طب الله يسهل له
الملخص .. كلوت بك ناظر المدرسة وقتها
رشحه مع أخرين للسفر ف بعثة
وفين البعثة دى يا شوشو ؟؟
باريس بلاد الجن والملائكة
على رأى طه حسين
وعلى مبارك ف خططه التوفيقية بيحكى
ان الفتى كان بار بأهله وبيبعتلهم تلت مصروفه
المخصص له ف البعثة واللى كان اول عن أخر
شاكب راكب 150 قرش وكانوا مبيكفوش عموما
والطلبة بتعانى ..
لكنه مع ذلك اتك على نفسه
وعاش بالتلتين فقط
وخلصنا الدراسة وكان لازم تتمم بدراسة علمية
ياخد بيها دبلوم الطب
فعمل رسالته عن الرمد الصديدى المصرى
واخد الدبلوم ورجع مصر سنة 1838م
وإبننا راجع من أروبا ناجح ومتفوق
وطالعين بيه السما
اتعين فورا مدرس للجراحة والتشريح بمدرسة الطب
وكبير جراح بالمستشفى
وأخد رتبة صاغقول أغاسى وبعدين اترقى لبكباشى
ودى كانت قاعدة وقتها ان الكل يكون معاه رتبة عسكرية
عشان لما نحتاجله
نعفقه من قفاه
اومال نصرف عليه
وبعدين نسيبه لخدمة العلم والتعليم
والمرضى والشعب مثلااااا ؟؟ !
ويقال انه كان من فريق الاطباء
اللى بيترددوا على الوالى محمد على
وكان من المرضى عنهم
وشوف الدلع دا كله
فى عصر الوالى عباس حلمى الاول اللى كان نفرى
ومش طايق نفسه الوضع هيتحول
وبسبب وشايات وخلاف بينه وبين الاطباء الأجانب
راحوا ناقلينه من القصر العينى
وبيقولك بقى يا سيدى انه رغم انتقاله إلى مستشفى تانى
الا ان شهرته اللى ذاعت
خلت المرضى يروحوا وراه مطرح ما راح
وتخف الرجل عن القصر العينى
سعيد على كل عيوبه كان بيحب المصريين
واداهم كتير من حقهم المهدر
ومصريين كثر اترقوا ف عهده منهم عرابى مثلا !
المهم
البقلى بقى قائمقام واتعين كبير الألايات السعيدية
ورجعوه ف منصب كبير جراحى مستشفى القصر العينى
ووكيل للمدرسة ومدرس جراحة فيها

ومش كدا بس
سعيد خلاه الدكتور الخصوصى بتاعه
سعيد خلاه الدكتور الخصوصى بتاعه
وبقى ياخده معاه ف سفرياته لأروبا
يعنى هنا ما بعده هنا
ومن الواضح انه كان طبيب ماهر فعلا
والتاريخ بيذكرله مؤلفات مهمة ف الجراحة
واشتراكه ف ترجمة اول قاموس طبى
للمتخصصين ف الطب
وجهوده ف مكافحة الكوليرا سنة 1865 م
يعنى كان جهبز وعلامة
والراجل واخد النيشان المجيدى من الرتبة التالتة
لانقاذه الأرواح بسبب الكوليرا
وكان جراح ماهر وبيعطف على الفقراء ويعالجهم ببلاش
ويألف الكتب ببلاش
وحاجة أخر فُللى
نكرمه بقى ونشيله ع الراس ولا إيه ؟؟
الحقيقة ان فى عهد اسماعيل الراجل تم تكريمه
بإنه بقى ناظر مدرسة الطب
ورئيس مستشفى القصر العينى وبيقولوا
" رغب إليه الخديوى أن يؤلف الكتب
لأحياء العلوم الطبية ونال الرتبة الاولى "
لكن جورجى زيدان بيقول ان البقلى
"وفى أخر 1292هـ لزم بيته وانقطع عن الأعمال
ولم يعرف سبب ذلك"
معرفناش مين اللى زعله
لكن وارد جدا يكون بسبب السن والمجهود اليومى
وانه عاوز يرتاح شوية
المؤكد انه ملحقشى يا نضرى
وكانت شهروزة مرة زمان حكت عن وكسة الحبشة
ودى باختصار كدا .. سنة 1875م
قرر أفندينا يبعت حملات للحبشة عشان يستولى عليها
وعلى ثرواتها والحرب دى انقلبت لكارثة
وفنى فيها فوق الـ 8500 روح
وكلفت الخزينة المصرية ما يقارب ال3 مليون جنيه
ايام ما كان الجنيه جنيه !
الحرب دى كانت كارثة بكل المقاييس
وكانت مليانة كمية مرتزقة من الاجانب والاتراك
والخديوى خسر فيها الجلد والسقط لحد ما اضطر
يرضخ لطلبات المنتصر
وأثيوبيا علمت علينا علامة محترمة
بعد ارسال 3 حملات قوبلت بالأوبئة
والفشل ف القيادات
والشراسة من الخصم
المخزى بقى ان جنود الجيش المصرى
لما كانوا بيقعوا ف الأسر كانوا بيشوفوا عذاب ياما
ويقال ان الأسرى لما تم التبادل بعد نجاح المفاوضات
كانوا بيرجعوا وقد تم اخصائهم
وحاجة أخر زفت
وف وسط كل هذا البؤس .. الخديوى سخام اسماعيل
كان عين البقلى رئيس أطباء الحملة
بما له من خبرة وهمة !
الراجل أصلا كان فوق الستين
واللى زيه ملوش مرمطة لكن مقدرش يقول لأ
وسافر مع احدى الحملات الثلاث
وجمال بدوى بيقول بقى
وقع البقلي باشا في الاسر في ايدي الأحباش
" بعد ما شهد مذبحة لأغلب من كانوا معه"
من جنود وضباط مقدروش يهربوا ..
"و تم أسره في كلبش مع جندي سوداني صغير السن
و قادوهم و الأسرى لمعسكر على مسافة بعيدة
وأمروهم بالهرولة وهذا ما لم يقدر عليه البقلي باشا
لكبر سنه"
وبيكمل قائلا :
" و بسبب بطئ خطى البقلي كانت يتعرض
الجندي السوداني لأشد ألوان العذاب
فأمره جندي حبشي بقتله للتخلص من بطئه
وبالفعل إنصاع الجندي السوداني ﻷوامر الجندي الحبشي
وقام بقتل البقلي باشا ومما يحزن ويدمي القلب
أنه ترك جثة هامدة في العراء "
وراح الراجل ف شربة مية !
جورجى زيدان بقى بيقول حاجة تانية
بناء على رواية
"كتب بها إلينا حضرة مصطفى أفندي صبري
قومندان حملة طوكر في ذيل كتاب
اقترح فيه نشر ترجمة صاحب الترجمة
" قال ان الاحباش دفنوا الفقيد وعملوله مقام كمان
وقال نصا :
"ومما يهمني ذكره ليطَّلع عليه أبناء وطني
أنه بلغني من بعض الأحباش
أن الفقيد تغمده الله برحمته ورضوانه
قد أقيم له قبر بالحبشة ببلدةٍ تُسمَّى جراع
ما بين عدوى وأسمرة
إلا أنها أقرب إلى هذه من تلك
.. وقد شيدوا فوق القبر قبة عظيمة يزوره فيها
الأحباش على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم
ويقيمون له الدعوات، وليس ذلك إلا تعظيمًا له
وتخليدًا لذكره، مع علمهم بأنه كان في مدة حياته
سفاكًا لدمائهم، راغبًا في سلب أملاكهم
وإن يكن في ذلك مأمورًا لا آمرًا
وخد الحتة دى ...
" ... وهي خدمة يستحق عليها أهل الحبشة
الشكر والثناء لقيامهم بواجبٍ قصر عنه أبناء جنسه
وخصوصًا الذين ارتشفوا من بحر علومه "
وحد يسألنى الكلام دا صحيح ؟؟
أقوله الحقيقة معرفش .. لكن بالبحث على النت
واكيد ليس كافيا محدش جاب سيرة المقام دا
ولا القبر والراجل غالبا طبقا للراوية الاولى
بتاعت على مبارك .. تركت جثته ف العراء
تنهشها الضوارى !
وانا مش غايظنى اكتر من الموتة البشعة دى
للراجل العلامة دا غير جملة جورجى زيدان بتاعت
" لقيامهم بواجبٍ قصر عنه أبناء جنسه
وخصوصًا الذين ارتشفوا من بحر علومه "
يعنى المصريين قصروا وتلامذته قصروا
وأبوأم اللى بعته هناك من أساسه
ومرجعش يدور على جتته اللى مقصرشى !
ولا جملة
" كان في مدة حياته سفاكًا لدمائهم
راغبًا في سلب أملاكهم
وإن يكن في ذلك مأمورًا لا آمرًا "
سفاكا ايه ونيلة ايه دول قتلوه
عشان مكنش قادر يمشى !
والملخص ..
عاوزة تقولى ايه يا شهرو
غير انك وجعت قلبنا ع الراجل ؟!!
عاوزة أقول ان محمد على وكل من فى حكمه
شوف صرفوا قد ايه على اعداد الكوادر
والمفترض ان يكونوا ثروة بشرية تنفع البلاد والعباد
كما كان بيتشدق جنابه
لكن كل دا كدب وتدليس
والبقلى كان نموذج صارخ للحكاية دى
الخديوى اسماعيل لما اتزنق
ولقى جيشه بيتمرمط ف الحبشة
جرى دور على مصلحته هوه مش مصلحة البلد
وقرر يمرمط الشيخ العلامة
اللى عنده خبرة لا يستهان بها والاولى يكرم
ويتبعت حد من تلاميذه
لكن ازاااااى انتا اتعلمت بفلوسنا
وهتفضل عبد عندنا مهما عليت وخدت نياشين
نقولك شمال شمال يمين يمين
مهما كنت مين !
وانتا تدافع عن مجدى أنا
وسلطتى أنا وملكى أنا
ومهما غلطت ف تقييمى ولا ف قرارتى
انتا شغلتك تسمع الكلام وتروح تموت
ونبعت غيرك وغيرك وغيرك وهكذا
وأصل فيه ناس بتزعل لما بنقول سينا
واللى بيحصل فيها وسلسال الدم
اللى مش عاوز يخلص دا
الناس تخلف ف العيال وتكبرهم
وتصرف عليهم من لحمها ويبقوا النور والدنيا كلها
وبعدين يرجعولهم جثث
وبقالنا سنين والغلط مستمر ولا حياة لمن تنادى
ومفيش حد زمان قدر يقول لأفندينا انتا غلطان
انتا مفترى
انتا قراراتك زفت
لحد ما الزمن هوه اللى قاله
والله يرحم البقلى
ويرحم أمواتنا جميعا
ويرحم أمواتنا جميعا
ويرحمنا احنا الاحياء من غباء الحكام
خلاص خلصنا
-----------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق