بمناسبة الخناقات بين فصايل الثورة
حدوتة صغيرة ف السريع كدا
كلنا نعرف كيف بدأت الثورة العرابية
بالاعتراض على التفرقة بين الضباط الجراكسة
والضباط المصريين
وبعدين الموضوع وسع
بالصراع بين القصر والعرابيين
ويوم 9 مارس قدام قصر عابدين
والمطالب اللى التف حولها قطاعات من الشعب
فحولها من مجرد ثورة فئوية
الى ثورة شعبية


وما حدث بعد ذلك
لما العيل اللى جابهولنا الخديوى اسماعيل
ومسح الاعتاب ف الاستانة عشان العرش يتورثله
سخامة توفيق وقع ف حيص بيص
ولما لقى الوضع بيتدهور استعان بالانجليز
وندههم ييجوا يلحقوه قبل ما يتزحلق من ع الكرسى
ويشوفولهم حل مع عرابى
واللى معاه !
قوم الانجليز
اللى كانوا حاطين رجل أصلا ف مصر من بدرى
وبيخانقوا ف الفرنساوية اللى عندهم نفس الحلم
بالهيمنة على مصر ما صدقوا
وقالوا احنا جايين بأسطولهم وسلاحهم وجنودهم وعتادهم
وتم محاصرة الاسكندرية وضربها
وكلنا عارفين الباقى لما هزم الولس عرابى
وختمت بالتل الكبير
ثم تسليمه لنفسه
وطبعا لو كان اتساب هوه وزملائة للخديوى واعوانه
كان اتعدم ف ليلتها
لكن الانجليز قالوا يتعمله محاكمة وجابوله محامى
ولما اتحكم بالاعدام سعوا لتخفيف الحكم
وبقى النفى لجزيرة سيلان اللى ارتحل لها الزعماء السبعة
وأحتل الانجليز مصر ... بعد ما الخديوى تخيل
انهم هيروحوا بيتهم بعد ما يخدوا واجبهم وكدا !
اتاريهم ناويين يقعدوا والراجل اتخرع يا عينى
ومكنش متصور !!
معلش محدث خديوية بقى وميفهمش
ومش مهم يحتلونا الانجليز يا توفيقة
المهم عرشى ومكانتى وحمدلله على سلامتى
وقبع الزعماء السبعة ف سيلان يموت واحد ورا التانى
لحد ما فضل عرابى وعلى فهمى ف الأخر
والكل أجتر ألم النفى والغربة
والبعد عن الأحباب والأهل والديار ..
وروح يا زمان وتعالى يا زمان
واحنا دلوقتى سنة 1901م حيث غار توفيق
ومسك ابنه عباس حلمى التانى أديله مدة
والشاب كان مختلف شوية وحماسة البدايات بقى
خلته عنده نزعة عدائية تجاه الانجليز
ولأ انا مش فردة صندل زى بابا
...
ماشى حلو
شوية القزحة دى ظهرت
ف تصادمه مع المعتمد البريطانى
ف مصر ف عدة مواقف
وظهرت ف جمعه لكوكبة من الوطنيين
اللى بيسعوا للخلاص من الاحتلال
ومنهم مصطفى كامل اللى قربه منه
وسنهم المتقارب عمل نوع من الصداقة بينهم
والحركة الوطنية ف هذا التوقيت كان أبرز نجومها
مصطفى كامل اللى اخد الباشوية
وانفتحتله المنابر وبمساندة من الخديوى
اللى اوعز لأبن سلطان باشا
فقام بتمويل جزء كبير من رأس مال جريدة اللواء
اللى بقت منصة اعلامية لمصطفى
واحنا دلوقتى ف مايو 1901م
لما ولى عهد انجلترا سافر لجزيرة سيلان يتفقد الحال
ويقابل عرابى فالاخير يستسمحه ف التوسط
لدى الخديوى الشاب بقبول العفو عنه ورجوعه لمصر
... كان سبقه ليها على فهمى ..
فعرابى اتشجع ان ممكن يكونله فرصة هوه كمان !
حلو ؟
لا مش حلو !
عشان يا دوب وصلت أخبار العفو
وامكانية رجوع عرابى
والدنيا هاجت
وقامت مقعدتش
وتزعم الهيجان دا الزعيم مصطفى كامل سخصيا
ليه يا حاج ؟
هنقول اهو
مصطفى كان ف كتابه (المسألة الشرقية) استعرض
ما حدث ف الثورة العرابية وما تلاها
اعتبرها صحيح حركة وطنية غير معهودة
لكنه حمل عرابى المسئولية ف احتلال الانجليز لمصر
وقال انه سبب
" الحوادث التى هى الأصل فى شقاء البلاد "
وكان معتبر ان الانجليز استغلوا الشقاق ف الجيش
وان الشقاق دا مكنش لازم يكبر خصوصا
وان الجراكسة ف الجيش ميعتبروش اجانب
وانما هم زى المصريين باعتبارهم عاشوا واتجوزوا
وخلفوا ف مصر يعنى وبقوا مننا وعلينا
فليه ندخل الغرب بينا ؟؟
استنوووووا ... دا لسه كمان هيقول
ان لولا استشعار الخديوى توفيق ان العثمانيين
عاوزين يخلعوه وانه بقى لوحده تماما
ف مواجهة عرابى واللى وراه
مكنش لجأ للأنجليز
ف مواجهة عرابى واللى وراه
مكنش لجأ للأنجليز
فالراجل معذور فيما حدث !
وحمل عرابى مسئولية الهزيمة وانه جبن
وسلم القاهرة وسلم نفسه ونجا بروحه
بينما ازهقت الارواح ف كل مكان
وف النهاية خلص إلى انه وبالحرف
" فى سلامة الخديوية الجليلة سلامة الوطن العزيز"
وبيدعوالجميع بقى للوحدة والاصطفاف
خلف الخديوى عباس عشان هوه دا الصح !
وف الفترة دى .. قبل رجوع عرابى وبعد رجوعه
شهدت كمية مقالات مليانة اتهامات وبذاءات
افردت لها صحفات فى الجرائد الشهيرة وقتها
المؤيد لسان حال السرايا
اللواء مرتع قلم مصطفى كامل
المقطم الجريدة التى يدعمها الاحتلال
ومصر اللى ساندت عرابى وفتحتله بابها ليرد الهجوم
ولو تقروا تفاصيل المعركة الكلامية دى
وهتلاقوه بالتفصيل ف كتاب صلاح عيسى
" الكارثة التى تهددنا"
هتكتشفوا قد ايه التاريخ بيعيد نفسه
لما الفصايل ف مصر تختلف والأشخاص تتبدل
حتى ف الفصيل الواحد والمفروض انه وطنى
وهدفه خلاص البلاد من الاحتلال والقهر
وهتكتشفوا كمان ان الباشوات بقدر البلاغة
والشياكة والوضع والمكانة
لم يتورعوا عن الردح لبعضهم وفرش الملاية
والتراشق بأتهامات مشينة ... لا تليق بهم كزعماء
ولا تليق بالموقف
وملهاش أى مبرر على الاطلاق !
ومن احدى وصلات الردح
القصيدة اللى كتبها سى احمد بك شوقى
بمناسبة رجوع عرابى واللى مطلعها :
صغار في الذهاب وفي الإياب
أهذا كل شأنك يا عرابي
واللى بيهزأه فيها
ونظام ايه اللى رجعك يا منيل !
والمؤيد سخنت ونشرت القصيدة
...
مش بس كدا
دى ف الافتتاحية اللى بعدها قالت ان القصيدة
سمعّت جدا لدرجة ان (أحد الكبراء) قالهم
انه مستعد يتكفل بنفقات طبع 10 الآف نسخة منها
لتوزيعها عشان "الابناء" يتعلموا الدرس
ويعرفوا الحقيقة !
وقتها كان عرابى ابتدى يخرج عن صمته
وقرر يرد ع الاتهامات
وصحيح هوه عك الدنيا أصلا من قبل ما يرجع
وقال كلام فيه مدح للأنجليز
واستعمله مصطفى كامل والخصوم طبعا
ف التدليل على خيانته - عرابى - لكن كان لسه فيه
عرابيين مخلصين وبيحاولوا يحافظوا على الكيان
اللى بيتم هدمه بشراسة
خصوصا اتهام الخيانة دا اللى يتنافى تماما
مع كل ما فعله عرابى ... !
القصد .. عرابى قرر ينشر مذكراته
وكان فيها فصل بعنوان
"الرد على الجرائد المأجورة"
واستعان فيه بكتاب مجهولين قيل انهم هوه بشخصه
بس محبش يقول
..
مالهم بقى الكتاب المجهولين
وماذا قالوا ؟
وماذا قالوا ؟
شرشحوا لمصطفى كامل طبعا
وشرحوا ازاى ان الهزيمة واردة لأى قائد
خاصة لما تتكالب عليه أكتر من قوة
خصوصا انه عرابى لم يكن يسعى لأى حرب
وانه سلم القاهرة خوفا من تدميرها زى اسكندرية
وحفاظا على الارواح
وان الهزيمة ثم الاحتلال سببها الرئيسى
استدعاء الخديوى للانجليز
بدلا من التعامل مع الثورة بتعقل
ولقح كلام ان الخديوى اللى كان صغير السن
وبلا خبرة احيط ببطانة ومستشارين
ونخبة و "مثقفين" بدلا من تهدئته وتوجيهه للصح
شجعوه على خراب البلاد
وكمل الكتاب المجهولين الكلام
ان الهجوم على عرابى
"نوع من الوقاحة والقباحة والسفاهة والندالة"
ومن العبث انه أحدهم يحكم على الوضع
بينما كان وقتها
"ملفوفا فى قماطه يبول
كما هو يبول اليوم على اوراكه "
وف جزء تانى بعنوان "عرابى والشعراء" رد فيه
بأسماء اخرين على أشعار شوقى واللى هاجموه
وتم تعيير مصطفى كامل بأبوه اللى كان ضابط ف الجيش
ف الوقت اللى كان فيه عرابى وزير الحربية
ثم انزلقنا إلى وصف مصطفى
بـ "المخنث" اكمنه نواعمى وتربية فرنساوى
ودى تهمة الصقها بيه الوفديين بعدين
واخيرا ف الرد على الاتهامات بالخيانة والنفاق
والتمسح بانجلترا والتطاول على الخديوى
وردا على قصيدة شوقى بتاعت
صغار فى الذهاب وفى الإياب
قيل
نفاق فى الحضور وفى الغياب
وهذا شان أولاد الكلاب
عفت افكار مثلك يا جهول
ويعفوا الله عن وطن مصاب
فعش فى مصر ذا جهل ولؤم
ذليل النفس معتل الشباب
ففرق بين أبطال كرام
وبين مخنث نجس الثياب
...
واحنا كدا وصلنا لقاع الترنش حرفيا !
صلاح عيسى ف محاولة لتبرير ما حدث
من تراشق بين من وصفهم
بـ "صراع الضعفاء" ذكر اكتر من مرة
إلى انه الاحتلال زكى فى النيران
وساعد عى التدنى لهذا المستوى
والخديوى كذلك شارك من بعيد وعلى استحياء
والفرجة كانت حلوة ..
والجوز قاعدين بيضحكوا ع المنظر المهين
وتسألونى كشهروزة انتى إيه رأيك ؟
أقولكم ان عرابى فعلا بتصريحاته كان استفزازيا
لكنى أعذره كرجل سبعينى اشتاق لبلده
وما صدق لقى وسيلة يرجع استعان بها
خصوصا ان خصومته مع الخديوى والقصر
كانت بشعة والانجليز فعلا كانوا اكثر رحمة به
وانقذوه من موت محقق
فلما لا يعيد الكرة .. لعل وعسى ؟!!
اما عن المديح
وذكر ان البلاد هدأت تحت مظلة الانجليز
وذكر ان البلاد هدأت تحت مظلة الانجليز
دا قول مشين فعلا ..
لكنه ايضا يندرج تحت بند تخليص نفسه من النفى
لا أبارك ما فعل
لكنه الوهن وكبر السن
ولنا ف ذلك نماذج كتير شوفناها
على مدار السنوات اللى فاتت
وتحولات الناس لما بتكبر !
تاااانى
لا أبارك لكنى أعذر ... العجز وقهر الرجال
المؤسف ان اتهامات مصطفى كامل
اللى كلها نعرة وطنية ورفض للاحتلال
والهيمنة من الغريب مخلتوش لحظة يقف
ويفكر ان الخديوى اللى هوه بيحلف بحياته
وبيطلب الاصطفاف خلفه دا
اصلا محتل ابن محتل ابن محتل لحد جده محمد على
... اشمعنى دول يعنى
وهما ناهبين ثروات البلد ؟!!
ثم ايه حوار الشقاق ف الجيش دا
وان الجركسى دا مصرى بالعيشة ف البلد
ايوه على عينى وراسى استوطن وقعد
لكن بمزاجنا ؟
لكن بمزاجنا ؟
مكنش جاى بالقوة ؟
مقعدش واخد الخير هوه واسياده
على حساب المصريين ؟
وجودهم ف الجيش بامتيازات وترقيات
مكنش كوسة ومحسوبية ؟
لو كانوا مصريين زى مصطفى ما قال
يبقوا مصريين بشرطة !
ولا ننسى ان مصطفى كامل وأحمد شوقى
متربيين ف القصر (شوقى يعتبر تركى الأصل) وولائهم للخديوى عباس حلمى التانى
كان عظيم ... عظيم لدرجة استعمال اقلامهم
للهجوم على رمز ما زال فى قلوب الناس لم يمت
وكل ما رجاه انه يرجع يعيش ف بلده ويموت فيها
ومعتزل كل حاجة لها علاقة بالسياسة
وليس منه خوف ولا سبب للغيرة !
وانا كان نفسى العمر يمتد بمصطفى كامل شوية
ويشوف الخديوى عباس
اللى كان بيعتبر سلامة الوطن العزيز من سلامته
وهوه بيموت ع القرش ويكنز ف خزاينه
ويدوس ع القوانين ويخشع قصاد الانجليز
عشان يفضل ع الكرسى
وف النهاية ياخد شلوت منهم ويخلعوه !
ويعرف ان عرابى أشرف من هولاء الخونة
عباس ولا أبوه
ولا أى حد من هذه العائلة المسمومة
اللى نهبت خير مصر
الا من رحم ربى منهم ...
ومكنلوش لزوم
فواصل الردح بين الزعماء ومن يتبعهم دى والله
فواصل الردح بين الزعماء ومن يتبعهم دى والله
فيه اوغاد بيصطادوا ف المية العكرة
وبيستفيدوا وبنبقى فُرجة
بس الظاهر انه داء مصرى صميم
نسيب المجرمين اللى بجد
ونقعد نقطع ف بعض وهما يقعدوا يضحكوا
..
نهايته
الحدوتة خلصت
--------------------------
للأسف هى دى السياسية. .مفهاش محرمات ولا مبادئ..ومعظم اللى بيلعبوا سياسة بمعنى الكلمة عادة بيدوراو على مجد شخصى ومكاسب اجتماعية واقتصادية اكتر منها مصالح الدولة..
ردحذفأزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفالله عليكي سرد اكتر من رائع
ردحذفStanding alone
@kimka113