1

الثلاثاء، 30 يوليو 2019

جان بردى الغزالى : الله يخون الخاين





حدوتة النهاردة عن واحد من الخونة 
- وكانوا كتير بالمناسبة - 
واللى كان سبب ف وقوع مصر تحت الاحتلال العثمانى
 عشان تقعد بعده البلد فى تراجع وبؤس وانحدار 
لكام قرن لحد ما ييجوا الفرنساوية ويمشوا
 وبرضو يفضل العثمانلية يستنزفوها  





وعلى أحد أبواب الجامع الأزهر
 هيقف راجل غريب ويزعق بعلو صوته قائلا :
 " يا جماعة ، ان الغزالى قُتل اليوم
 فاذا لم تصدقونى فأكتبوا تاريخ هذا اليوم "


وبطل قصتنا هو الأمير جان بردى الغزالى 
فى مصادر اخرى كان بينكتب اسمه قنبردى الغزالى 
واللى كان "نائب حماة " فى الشام
 وقت دخول العثمانلية محاولين الوصول إلى مصر 
ونبدأ كدا م الاول نقول نبذة عن تاريخه المهبب 
زى وشه ..




بس قبل ما نبدأ .. مراجع القصة الأساسية 
 1
 بدائع الزهور لعمنا إبن اياس
 2
 واقعة السلطان الغورى لابن زنبل الرمال
 3 
رجال مرج دابق لعم صلاح عيسى 
والصور من النت .. مواقع وصفحات 
لا يتسع المكان لذكرها للأسف


والاخ جان بردى أو قنبردى كان زى غيره 
مملوك وجلبوه إلى السلطان قايتباى فاشتراه وأعتقه 
واداله رتبة وخيل وكسوة الخ 
ومن بعدها ابتدى يمسك مناصب
 منها جمع الايرادات فى قرية اسمها
 "منية غزال " 
ودى حسبما يقول المقريزى ف الجهة الشرقية من المحلة 
ونسبة إليها أخد لقب 
"الغزالى"
وبعدين اترقى وبقى جمدار
"مسئول عن الزى السلطانى والكساوى "
 ثم أميرة عشرة وبعدين لما مسك السلطان الغورى الحكم
 اتعين محتسب للقاهرة ودا كان منصب مهم وكبير 
وبضرب النار والرشاوى
 وبعدها بعته الغورى على الشام 
وبقى حاجب حجاب حلب
 ثم نائب لصفد ثم نائب لحماة 




ثانية واحدة بقى ...
 أحب أنوه ان بين السلطان قايتباى وبين السلطان الغورى 
بتاع 20 سنة كدا جه فيهم (5) سلاطين 
وقايتباى الأب قعد بتاع 29 سنة ف الحكم 
والغورى كاد يكمل 16 سنة
 يعنى احنا بنتكلم ف فترة زمنية كبيرة 
نقدر نخمن منها ان جان بردى دا وقت الغزو العثمانى
 كان عضمة كبيرة 
يعنى مكنش بأى حال م الاحوال
 هيقل عن 55 أو ستين سنة
 دا بافتراض انه جه ف نص فترة قايتباى 
وعلى ما مسك منصب لازم يكون عدى العشرين أكيد 
 السن مهم لأن دا اللى خلاه يعتبر نفسه الأعلى كعبا 
على كل المماليك ويطمع ف السلطنة 
بعد ما السلطان الغورى مات 




والموضوع بدأ قبلها بكتير
ما بدأت الدولة المملوكية بجلالة قدرها
 ف التفسخ والانحلال بفعل عوامل كتير 
أولها واهمها فساد الحكام وبطانتهم والطمع
 والتكالب ع السلطة والثروة 
واهمال أحوال البلاد والعباد 
والتناحر بين الامراء ودناوة نفسهم
 من أصغر راس لحد السلطان
 وأقصد بهذا .. الغورى شخصيا دونا عن غيره



اللى لما الامرا اجتمعوا بعد قتل 
(العادل طومان باى) 
وقالوا نسلطن الغورى اكمنه ضعيف وخيخة 
قعد يعيط ومكنش عاوز وخاف ليقتلوه 
ويا دوب قعد وربعن ولزق ف الكرسى بأمير
 وأوهو وكل أنواع الغراء 
بقى كل همه الفلوس واللبس الفاخر والاكلة الحلوة 
والجوارى ومجالس الطرب الخ
ولأن معاه الأمرا وسلاحهم 
 فمش مهم حال البلد اقتصاديا
 المهم فيه ضرايب بتتلم من لحم الناس 
وفيه امراء وجنود بيقبضوا فلوسهم بالبلطجة 
وهوه عايش متنعم ومروق الطاسة والدنيا لطيفة
 لحد ما ربنا يبعتله خازوق مغرى
 اسمه سليم الاول عشان ينكد عليه أيامه بدون مناسبة



وبدون تفاصيل ورغى كتير .. سليم الاول
حسب المصادر فيما يبدو مكنش ناوى يغزو مصر 
ولا يخطيها لولا ولاد الحلااااااال اللى أوغروا صدره 
وسمموه وهوه أصلا سماوى وغلاوى وبيتلكك
 والازمة اللى حصلت بين الدولتين 
فشلت الدبلوماسية ف حلها وراحت ف سكة القتال
 بفعل الخونة برا وجوا


من برا 
 زى بعض نواب الشام زى جان بردى الغزالى
 وزى خاير بيك الشهير بخاين بك
 ومن جوا ... منهم فيهم 
الغورى وكل نفر ف بطانته ساعد بالظلم والفساد
 ف تحلل الدولة وانهيارها مع اول زقة 
 الملخص سليم الاول انتوى الزحف لمصر
 وبعت بذلك للسلطان الغورى اللى كان هيلطم





واللى هوه معقولة القمر دا هيسيب الفراش الوثير
 المليان جوارى حسان والخرفان المشوية
 والحدائق الغناء والطرب والروقان ويروح يحارب ! 
أخص



وكلنا عارفين اللى حصل بعدها 
هيجمع الامراء ويلم كل الفلوس اللى يقدر يلمها 
ويخرجوا جميعا إلى الشام لملاقاة جيش سليم
 ويسيب ابن اخوه "طومان باى" نايب له
 يدير شئون البلاد وفى مرج دابق يلتقى الجمعان
وينهزم المماليك ... لعدة اسباب 
اولهم الخيانة والانقسام ف الجيش بين مماليك جلبان
 وقرانصة وخاصكية ... دول كلهم فئات مختلفة 
وكلهم منفسنين على بعض
 وانتا اللى تحارب لأ انتا 
لأ اموت انا وانتا تخلص منى
 لأ مش محارب الخ 
لحد ما حط عليهم سليم 
وتفوق بالمدفعية على الفروسية الهاربة





وقتها استغل جان بردى الغزالى الخناقات 
 وأول ما حس ان فيه تفوق للمماليك شوية
 راح واخد عساكره وزعق بعلو صوته انهزمنا
 وانسحب بيهم وخاير بك عمل زيه 
والغورى قعد يزعق ويستحث العسكر ع القتال 
محدش عبره ولقى نفسه ف الهِوا 
وبينهزم
 جاله زى جلطة وتقيأ دم ووقع من فوق حصانه


وكما قال ابن اياس ان ملك الغورى زال بلمح البصر
 لما جثته وقعت تحت سنابك الخيل 
ومحدش عرف يلاقيها عشان يشيلها
 ابن زنبل الرمال له رواية ان اتنين من الامرا لقوها 
وقطعوا الراس عشان محدش م العثمانلية ياخدها 
ويعلقها على الحربة ويلف بيها الشوارع 
وتبقى جرسة وفضيحة .. فدفنوها
وأى كانت الحقيقة ايه 
 فالراجل اختفى من على وش الدنيا 
ايذانا باختفاء دولته هيا كمان بعد قليل 
 القصد 
الامراء اللى نجو من المعركة دى 
كله طبعا هرب من القتل 
واللى رجع على مصر فورا 
واللى استخبى ف الشام شوية 
 واللى اتقبض عليه من رجالة سليم واعوانهم



ف الوقت دا كان جان بردى الغزالى ف قمة سعادته 
 ورجع ياخد "محمد" ابن السلطان الغورى
 عشان يرجع بيه مصر 
وكان عنده امل انه يتسلطن بقى باجماع من الامراء
 يقصد محمد بن الغورى ؟
 لأ
 جان بردى اللى كان عاوز يا ولاد !


رجع الامرا الهاربين واحد ورا التانى 
خيبة الامل والهزيمة على وشوشهم 
مع وصول أخبار القتلى من الامراء ورجال
هم والغم كان ف كل شارع يصاحبه الخوف من بكرة 
وقتها كان طومان باى النايب 
وفى اجتماع بالقلعة .. جان بردى الغزالى 
اخد المهموز المعتبر
لأنه فؤجى ان الامراء عاوزين يخلوا طومان باى
 هوه السلطان ! 
طومان اصلا مكنش راضى 
مش زى عمه بيتمرقع وعينى فيه وأقول إخيه 
 لأ خالص
طومان دا حكاية كدا 
وفلتة من فلتات المماليك والله 
استنوا لما شهروزة تحكيلكم عنه شوية صغننة







طومان باى يا ولاد وقت الغزو العثمانى 
حسب المصادر .. ناس تقول كان 40 سنة 
وناس تقول 44 القصد كان ف عز سن الرجولة 
واواخر الشباب يعنى 
ابن اياس بيقول ان عمه قنصوه لقاه مخطوف وبيتباع 
فاشتراه وهوه صغير واهداه لقايتباى السلطان
 وبقى من الكتبة بتوعه 
وبعدين اترقى ف المناصب
لحد ما عمه الغورى بقى سلطان 
وبقى طبعا من المقربين له وبيثق فيه
 حسب ما كتب عن طومان انه كان شخص خلوق
 ومتدين واللى ميعرفوش يفتكره من الصالحين 
ومش أمير مملوكى خالص
 اكمن كان عنده نزعة صوفية وبيبتعد عن الفواحش 
لا زنا ولا حب غلمان وترييل ع المال والترف 
ولا أى حاجة من المعتادة عند المماليك دى !



أضف الى ذلك سيرة حياته وماضيه 
هوه يا دوب اتخطف وبيتباع عمه انقذه من المرمطة 
واخده رباه ... يعنى طومان لم يعش حياة العبودية 
والقسوة المعتادة اللى عاشها باقى المماليك 
 كان عايش بدون احساس بالخطر 
ولا عنده هلع الحفاظ على وضعه 
ولا عنده مطامع ولا نيلة 
ويمكن دا يفسر اختلاف طبيعته عن الباقيين 
من بنى جنسه




وخبر موت السلطان رج القاهرة رجا 
 واجتمع الامراء العائدين والموجودين بمصر 
مع طومان باى قاصدين يسلطنوه مكان عمه
 طومان رفض ف الأول لحد ما أصروا 
وساقوا عليه الشيخ ابو السعود الجارحى 
وكان له مكانة وحظوة عنده 
فوافق مرغما عشان مكنش ينفع يهرب 
من الموقف المهبب دا







جان بردى الغزالى زى ما قولنا
 كان معتبر نفسه أحق الامراء بيها اتغاظ اكتر 
لكنه اضمرها ف نفسه وعمل نفسه من المؤيدين 
 وهنعمل ايه يا ولاد ف الورطة دى ؟
  نحارب طبعا ونكون جيش من الامراء 
اللى فاضلين ومعاهم العرب وأهل مصر
  ومين نخليه قائد للجيش ؟ 
- جان بردى الغزالى طبعا ! #احيه







وابن زنبل بيقول ان دى كانت لحظة شوم 
 " وكان ذلك أول عكسهم 
لأنه كان ملاحيا عليهم في الباطن "
 (ملاحيا يعنى ضدهم ) 
يعنى يا طمطومى متجيش الا عند راس القرد وتشم 
... 
مشيها راس القرد




وأنباء عن تحركات سليم الاول فى الشام 
دمشق ثم حلب ثم حدود مصر 
وطومان بيأدب بعض العربان المتمردين
 اللى استغلوا فرصة اللخبطة دى وعاثوا اجراما 


وف نفس الوقت الجيش المملوكى بيستعد 
على حدود القاهرة وطومان بيوعد بمكأفات
 للى يجيبله راس عثمانى 
فعند الصالحية يستجدع البدو
 ويصطادوا جنود من جيش سليم
ويتحرك جيش سليم لمشارف القاهرة .. حيث الريدانية 
اللى عندها هينتظره طومان باى بجيشه
 وبناء على نصيحة جان بردى الغزالى 
هيطمروا المدافع اللى حيلتهم ف الرمل 
آل عشان سليم ميشوفهاش ونبقى نطلعها فجأة 
 الحيلة دخلت على السلطان فعلا 
وقت الجد لا هيلحقوا يطلعوها ولا نيلة !




" أرسل الأمير جانبردي الغزالي الي السلطان سليم 
يخبره بتفاصيل خطة المماليك 
وأنهم اخرجوا مدافعهم الكبيرة وجعلوها في الريدانية
" وأنه نصحهم بدفنها في الرمال حتي لا يعلم أحد
 من الجواسيس مكانها ونصح السلطان سليم
 أن يلتف بجنوده 
و يأتي من ناحية الجبل من خلف المدافع"



وبدأت المعركة الشهيرة بـ ... الريدانية
ورغم الشجاعة والفروسية اللى أظهرها طومان ومن معه
 ... لكن الخيانة كانت أقوى وزى ما قولنا 
ملحقوش حتى يستعملوا المدافع 
بينما نيران العثمانلية انهمرت عليهم 


واللى يقرى لابن زنبل يشوف بطولات فعلا 
لكن انتا بتتكلم ف جيش صغير كام ألف 
ومنهزم ف معركة سابقة 
قصاد جيش معدى الـ 150 ألف 
حسب بعض الروايات 
يشوف السلطان المنظر بعد مقاومة شرسة 
فيدرك الهزيمة المحققة 
 يلم الراية ويطويها .. ايذانا بالانسحاب 
وياخد بعضه واللى معاه ويهرب م الموت والأسر
 وكل امير بقى على قيد الحياة يهرب هوه كمان 
 منعرفش فين المهم الاختفاء 
بينما كلنا عارفين طبعا .. 
جان بردى الغزالى هيروح فين ولمين ؟






تويتة مستقطعة بقى 
 ف نفس الوقت اللى كان فيه مملوك خاين 
بيستميت ف بيع البلاد للعدو 
كان فيه مملوك تانى مخلص للبلد ولبنى جنسه 
وبيدافع عن ارضه وعرضه 
طومان باى ليلة المعركة دى مسكتش
وحب يعمل دخول مفاجىء ع العثمانلية 
 هاجم هوه كام امير معسكر سليم  قرب الفجر
اخترق الحرس ودخله وش ودخل أكبر خيمة  
واحد الامرا قتل من فيها فاكرينه سليم
وطلع اللى انقطعت راسه دا "سنان باشا" وزير سليم 
اللى اتنكد جدا لما عرف ان طومان اخترق معسكره 
ودخل وخرج من غير حد ما يمسكه هوه وامرائه !
 ومسك خاير بك بعتره لانه جابه وزنقه الزنقة دى
 وأصر ينتقم من الاهانة دى




ويدخل الجيش العثمانى القاهرة 
 يستبيح أهلها وخيرها 
ويحصل مقاومة وقتال ف كل مكان 
وتتكدس الجثث ف الشوارع 
ابن اياس بيقول مات ف ال3 ايام الأولى 10 الاف انسان
 وطبعا دا كان رقم تقديرى بسيط 
وفيه ناس بتقول العدد ضعف كدا واكتر !




ويظهر طومان باى من تانى ف حى الصليبة 
وهوه وامرائه وجنده وولاد البلد الجدعان 
ويعملوا حرب شوارع وبيقال انهم اصطادوا ف الأيام دى
 الآف من جنود بنى عثمان 
ودا كدر سليم الاول جدا وأمر جنوده بمهاجمة الصليبة 
وحرق مسجد شيخون اللى قيل انه بياوى السلطان 
وبيدعى الناس للجهاد من على مئذنته !


ف هذا التوقيت بيكون جان بردى الغزالى
 يتبجح بالظهور علنا بعد ما اطمن ان مصر 
وقعت ف ايد سيده الجديد 
 ويتشفع لبعض الامراء عشان سليم يعفو عنهم 
ويرحمهم من القتل
 ثم يظهر الكثير من الولاء بتطوعه لقتال بعض العربان 
ف الشرقية تمردوا على العثمانلية





وطومان الزيبق اللى اختفى من الصليبة 
هيظهر تانى ف البهنسا جنوب الجيزة 
ويجمع حواليه بعض فلول المماليك والعربان والفلاحين
 ويهاجم قوارب العثمانيين التى بتعدى النيل
 لكن كل الدوشة دى لا تسفر عن شىء 
 سوى مواجهة اخيرة ف حتة 
اسمها "وردان" حيث ينهزم طومان باى أخيرا




ويلاقى انه مفيش أى جدوى من استكمال القتال 
والغلبة لبنى عثمان فيفترق عن بعض مرافقيه
 ويقرر يروح عند احد العربان اللى زمان ايام الغورى
 انقذ رقبته من الموت ويقرر يستخبى عنده
وفى "سخا" عند "صديقه" حسن بن مرعى 
يرتحل مع من معه من امراء قليلين
 يستقبلهم حسن بترحاب وياخدهم لوادى ف نقطة حصينة 
مش سهل حد يوصلها وبيعتبروها مخبأ كويس 
ويستأذنهم يرجع يجيب أكل 
ف الرجوع دماغه تزقزق بتسليم السلطان لنيل المكأفاة



ولما يرجع البيت ابن عمه يبلغه ان جنود عثمانلية جم 
يسالوا عن السلطان لعلمهم انه هرب النواحى دى 
 فيقرر يستفيد من الموقف ويروح لعندهم 
ويسال عن المكافأة لو سلمهم السلطان الهارب 
فيوعوده بما هو عظيم 
فياخدهم للوادى الحصين اياه !
 مين بقى ؟؟
صلاح عيسى ف رجال مرج دابق 
بيوصف المشهد قائلا 
ان حسن مرعى وفرهاد العثمانلى : 
" دخل على السلطان وفى صحبته جان بردى الغزالى 
وخاير بيك ،تبادل الأربعة نظرات صامتة
 كانت تحمل تاريخا طويلا بينهم فى ثكنات القلعة 
وفى حروب العربان وفى احتفالات وفاء النيل
 ويوم زفوا طومان باى"






"وقطع اياس باشا قائد الينكرجية الصمت 
فتقدم من طومان باى وانحنى له وقال بأدب 
الامر أمر الله تعالى 
فقم يا مولانا السلطان واجعل يدك اليمنى فوق اليسرى
 ولا تؤاخذنا فى هذا يا مولانا 
وتقدم الجنود فأوثقوا يديه شأن كل الاعيان من الامام 
(وليس من الخلف)
وأركبوه على بغلة وقيدوه من تحت بطنها



وابن اياس وابن زنبل بيستفيضوا ف ذكر الحديث 
اللى دار بين السلطان المملوكى الأسير وبين سليم الاول
 .. وان ازاى الجبار العثمانلى اعجب بتأدب طومان 
وشخصيته وورعه وكاد يطالبه بانه يكون نائبه
 وانه هيكتفى باللمبلغ اللى هيندفعله كل عام وخلاص
 لكن .. خاير بك وجان بردى الغزالى بقى
ان عندهم رعب حقيقى م اللى هيحصل 
لو فضل طومان باى على قيد الحياة وسليم يسيب مصر !
 ثم كل اللى عملوه دا ويفضل هوه سلطان ! 
لأ طبعا 
فاوغروا خاطر السلطان وحرضوه 
وفهموه ان العوام مش هيصدقوا الهزيمة 
الا بمقتل طومان فعلا ! 
فالكلام جه على هواه للأسف
وبيقولوا انه سابه 17 يوم بحالهم يفكر
 ومتردد ف طريقة الخلاص منه 
وفاكر كلامه لما 
"وحين استقبله السلطان سليم قال له : 
 يا طومان ... كم نهيناك عن القتال ! 
فقال اخر سلاطين المماليك : 
لم يكن شىء مما جرى بأمرى 
وأردف وهو يشير الى الغزالى وخاير بيك 
  لو كان فيهما خير لكان لنا !"





واحنا النهاردة ... 23 أبريل سنة 1517م 
ويتصادف انه كان يوم شم النسيم 
اللى مليان فرح ورياحين وأكل وفسح وبهجة ! 
ولا حاجة من دى حصلت 
كانت ريحة الموت مغطية على كل حاجة 
والخوف من بكرة مسمم الحياة كلها 
كانت سرت شائعات القبض على السلطان 
والناس مش عاوزة تصدق وتقول بكرة يظهر تانى
زى الزيبق ف الحكايات 



وفجأة الأصوات والهرج والمرج
 والناس خرجت م البيوت وبصت م الشباييك 
عشان تشوف موكب مهيب بيشق القاهرة
 اتيا من معسكر العثمانلية ويعبر بولاق
 ويمر من كل الشوارع والحوارى والناس تمشى وراه 
كان فيه سلطانهم الغالى مقيد وراكب على الحمار 
وكل ما يعدى على حد يرمى السلام 
وفيردوا وعليك السلام يا مولانا السلطان !



وفيه ناس بتقول 
ان طومان باى لحد ما وصل باب زويلة 
مكنش فاكر انه هيتشنق ولا حاجة 
كان فاكر انه هيتنقل لسجن او أى مطرح
 لكن ابن زنبل بيقول ان السلطان شاف رؤيا قبلها
 وهوه ف الحبس عرف منها انه مقتول 
زى ما شاف رؤيا قبل ما يروح لحسن بن مرعى
 عرف منها انه هيتقبض عليه !




وعلى باب زويلة اللى اشتهر 
بأنه لا يشنق عليه سوى اللصوص والخونة 
 ينتظر السلطان الوحيد تقريبا 
اللى اخلص ف الدفاع عن هذا البلد 
ولم يسرق ولم يخن .. المصير ذاته 
وطبعا كانت الموتة دى امعانا ف الاهانة 
وتخويف لأى حد من مؤيدينه من نفس المصير المهين 
وبيقولهم ببساطة دولتكم زالت




وبيقولوا ان المشهد كان الآتى :
 طومان باى أدرك انها النهاية فبكل شجاعة تقدم إلى الحبل
 لكن سأل الناس أولا  
"اقرأوا لى الفاتحة" 
وقراها هوه كمان ومسح وشه بكفه


وقال لواحد من فرقة التنفيذ بعد الانتهاء من الفاتحة 
 أعمل شغلك 
فربطوا الحبل حوالين رقبته وشنقوه 
 وسط بكاء وعويل الناس 
اللى اول مرة يبكوا على سلطان كدا 
ابن زنبل بيقول :
 "وكان ذلك اليوم على اهل المملكة أشأم الأيام"



وخلاص يا كلب انتا وهوه 
خلصتوا م اللى كان مضايقاكو 
وقافل عليكو السكة 
وعاوزين بقى تقبضوا بسرعة تمن الخيانة صح ؟!!
#بكلم 
الغزالى وخاير بك وحسن بن مرعى





خلاص استتب الأمر لسليم وبدأ يرتب الاحوال 
استعدادا لرجوعه لبلاده .. 
كان فيه طابور من الخونة مستنى المكافأة 
خاير بك اللى كان منتظر يحكم مصر 
لما لقى سليم بيعين وزيره يونس باشا نايب 
 خرس تماما خوفا من بطش العثمانلى 
اللى ملوش عهد ولا امان وف أى فورة غضب 
يقتل أى حد !



جان بردى الغزالى كمان خرس
 لأنه لقى سليم بياخد نسائه 
- نساء جان بردى - 
ونساء خاير بك رهاين عنده وهيسفرهم استنابول
 شأن فعلة العثمانيين الخسيسة 
وكرروها كثيرا مع أى حد عشان يضمنوا
 ولائه وصمته !
 اللى مسكتش بقى .. حسن بن مرعى !
ف جلسة كدا بحضور السلطان فكر وزيره فرهاد 
انه قاله لك مكافأة والظاهر كان اسلوبه فيه جلافة وجليطة
 .. سليم اتغاظ منه جدا وامر بسجنه وقتله 
 لكن الامر كان بعد خروج مرعى بلحظات وربنا نجده 
...
 مؤقتا وبعدها يتفاجىء بأمر القبض عليه 
فيقرر ينتقم من اللى سكعوه القفا 
واللى هوه دنا غدرت بضيفى اللى ائتمنى
 وسلمتكم سلطان مصر تقوموا تغدروا بيا 



 فين الوعود .. فين العهود ... 
الدنيا اتقل خيرها ومبقالهاش أمان يا جدع 




بس وقعد يعاكس فيهم ويقطع عليه الطرق ف منطقته
وما حولها وقبيلته بتساعده 
 لحد ما سليم اخده بالحيلة وبعتله منديل الامان 
اللى دخل بيه القاهرة فاكر انه خلاص كدا 
الدنيا بقت تمام وطبعا اول ما دخل قبضوا عليه 
ورموه ف سجن القلعة وأجلوا الحكم عليه 
عشان سليم انشغل بالرحيل


واخيرا الكابوس هينزاح وابن الوارمة دا هيمشى !
 المشكلة انه فجأة ظهرت قوايم سفر 
عليها اسماء لشخصيات عامة وناس حتى عادية 
اجبرت ع السفر معاه منهم محمد بن السلطان الغورى 
وكل المتبقى من نسله لحسن يرجع يطالب بالعرش ولاحاجة
 كمان كان فيها اسم المتوكل اخر خليفة عباسى بركة



وزودوا أسامى لكل الأعيان والقضاة 
والموظفين اللى سمع عنهم ولائهم لطومان باى
وانهم متمردين وممكن يعملوا قلق 
لو حاسوا بفراغ ف السلطة لأى سبب 
وطبعا ناس حاولت تهرب من المصير دا 
فبعتوا فرق تبحث عنهم 
وحصل هرج ومرج ف القاهرة واحيائها وخراب وفزع


وبيقولك ايه بقى ؟ 
ان فيه فرقة عثمانية مخصوص لفت ع القصور
والبيوت العامرة وخلعت منها الواح الرخام 
وحطته ف صناديق مخصصة للسفر بيه لبلادهم !
 ابن اياس بيقول :
 لهفي على فك الرخام ونقله 
من كل بيت كان زاه أزهرا
زالت محاسن مصر من أشياء
قد كانت بها تزهو على كل القرى





بس وبيقولك سليم عزل يونس وعين مكانه خاير بك 
نايب وساب حامية مكونة من 4 الآف جندى
 كل ألف عليهم قائد يقرفوا خاير ف عيشته 
ليكون فاكر نفيه حاكم بجد ولا حاجة !
وبعد 8 شهور من العذاب غار سليم الاول 
 "وخرج من القاهرة بألف جمل محملة بالفضة 
والنحاس والذهب والتحف والنحاس والصينى 
ومن كل شىء أحسنه وامهر البنائين والنجارين 
والحداداين والحجارين والمبلطين ولاعبى الشطرنج 
والمغنيين واللاعبين بخيال الظل 
وحتى الزهور والرياحين "




ف التوقيت دا كان حسن بن مرعى ف سجن القلعة 
نجح ف الحصول على مبرد وقعد ينشر ف شبابك السجن 
لحد ما قدر يهرب فعلا ! 
خاير بك لما عرف اتجنن وخاف من عقاب سيده 
لما يعرف وحاول يفاوض بن مرعى 
اللى انخدع بالتفاوض فعلا ! 
وف سهرة عند كاشف الغربية 
اكل وسكر هوه وابن عمه واندبحوا بليل




ويتصادف ان كاشف الغربية دهون 
كان عنده جند من مماليك طومان باى وحاربوا جنبه 
فأخدوا راس مرعى وابن عمه علقوها على فرس 
(طومان باى) 
اللى كان حسن بيركبها تبجحا عادى كدا 
وشقت الفرس القاهرة بالروس المتعلقة 
لحد باب زويلة واتعلقت 
والجند بيقولوا جملة سيدهم المغدور 
"الله يخون الخاين"





الكلام دا كان سنة كام آشهرو ؟؟ 
سنة 1519 م يا ولاد وحسن بن مرعى خلاص 
قبض تمن خيانته 
وخاير بك بقى النايب وسمى نفسه ملك الامراء 
#مسم 
الغزالى بقى كان فين ؟؟






سليم كافأة بنيابة الشام 
... 
لكن جان اللى فاكر انه خلاص كدا هيرتاح 
ويغرف من العز والهنا اكتشف ان طلعله خازوق 
ومغرى اسمه 
"ناصر الدين بن الحنش" 
كان شيخ عرب راخر وله سطوة ونفوذ 
وقرر يقرفه ف عيشته بقى
 واللى هوه انا اولى منك بالشام ! 
وقعدوا يحاربوا ف بعض مدة
وبعدين استعمل الغزالى الحيلة العثمانية القديمة 
اداله منديل الأمان وبعدين غدر بيه وقتله 
بمجرد دخوله دمشق
 القصد 
يقعدشى ساكت بقى ويكفى على خيانته ماجور ؟؟ 
لأ طبعا .. كان سليم الاول مات 
وابنه سليمان كان طفل وهوه السلطان دلوقتى 
دا خلى الغزالى يطمع ف انه يستقل بالشام !
وفكر يستعين باسماعيل الصفوى عدو سليم اللدود 
وبعت لخاير بك ف مصر يقوله نتكاتف 
عشان نعيد امجاد الجراكسة من تانى بعد ما تمرمطت !



اهيه وهوه مين اللى كان مرمطها يا كلب !!




نهايته 
خاير بك كان خايف على نفسه للسلطان الجديد 
ميمدلوش النيابة .. فخاف وقال مش لاعب 
الغزالى مش هيهتم ويروح يهاجم حلب 
وياخد الحامية بتاعتها بالحيلة ويسك لنفسه عملة 
ويتزينله الاسواق ويسمى روحه
 "الملك الأشرف صاحب الفتوحات جان بردى الغزالى" 
فتوحات ! 
لا والنبى !


الواضح انه كان مهووس بالسلطة ومبيحسبهاش 
ان اياس بيوصف انه :
 "وكان الغزالى عنده رهج وخفة زائدة ،
 أهوج الطبع ليس له رأى سديد ، 
رهاج فى الأمور ليس له تامل فى العواقب "
 رهاج يعنى مثير للفتنة 
أهوج يعنى أحمق 





بس وبعت الغزالى لخاير بك 
عشان ضهره يبقى محمى لو مصر معاه ! 
خاير اترعب وراح باعت بالرسايل لاستنابول 
وقالهم احاربه انا 
قالوله خليك عندك احنا هنتصداله 
وفعلا يبعتوا جيش يحتل حلب يحاصرها الغزالى 
شوية ويدخل الشتا والتلج ينزل فينسحب 
وعلى اطراف دمشق يتقاتل جيشه المنهك 
مع جيش العثمانلية
وينهزم وينقتل 10 الاف من عسكره 
يوقن الهزيمة فيهرب مع خادمه وتابعه 
"على باى " 
ولنا هنا وقفة




"على باى" 
دا كان تابع للغزالى
 وبيقولوا انه كان معتبره ابنه ... وبيثق فيه جدا 
الولد كان زى ضله واول ما شافوا الهزيمة اتنكد جدا 
وزى ما تقولوا زعق فيه وقاله انتا السبب 
وكان هيسيبه ويمشى لولا جان بردى قعد يعاتبه
المهم حب الغزالى يعمل ناصح 
فقاله هما بيدوروا على فرسان 
فنغير هدومنا احنا ونلبس دراويش !
وفعلا قلعوا الهدوم بتاعت الحرب 
ودفنوها عند سور اطلال بيت قديم ف المكان 
كانت فرقة عثمانلية بتدور عليهم وشافوها جاية من بعيد 
على باى اول ما شافهم .. جرى ناحيتهم وقاله 
 دا جان بردى الغزالى 
وعاوز مكافأتى !



راحوا معاه على الشخص اللى بيشاور عليه
لقوه واحد لابس لبس فقير غلبان وعمال يقول 
حى .. هو .. هو ... حى ى ى 
وبيمثل وعايش ف الدور ع الآخر ! 
#ياروح ما بعدك روح




رئيس الينكجرية اتغاظ جدا وقعد يشتم ف على باى 
وانتا بتتمهزأ بينا 
وجايبنا عند درويش غلبان
 وانتا وانتا 
الواد اتفزع وقالهم دا مغير هدومه وتعالوا اوريكم 
قلع الأصلية وخباها فين ! 
وبعد ما وراهم راحوا محاصرين الغزالى
 اللى فضل يقول هو ... هو 
 ويهوهو 
ويسوق الهبل ع الشيطنة !



والموقف باخ قوى 
وعلى باى لقى نفسه ف زنقة 
وقرر يجيب م الاخر لما لاقاهم متحيرين 
ومش مصدقين ان دا الغزالى راح ساحب سيفه 
وقالهم بصوا .. رقبتى برقبته 
هقطع راسه وخدونى بالراس لقائد جيشكم 
وهوه هيتعرف على جان بردى لانه يعرفه من زمان !
لو مطلعش هوه .. اقتلونى !
بسيطة
ومع اخر حرف من بوقه كان : 
" وجذب سيفه وضرب رأسه فأطاحها 
وأخذها فى مخلاته وقال أنا وانتم إلى إياس باشا " 
...



.. 
صاحب الفتوحات اخرته رأس مقطوعة 
وتتحط ف مخلة !
دنتا اكتر من نص عمرك قاعد ف مصر
 تاكل من خيرها وتعلى وتترقى 
لحد ما بقيت نايب لمدن ف الشام
وبقيت قائد جيش مصر 
دنتا لقبك (الغزالى) اخدته من عندنا 
 قوم بعد كل اللى ادتهولك البلد 
يبقى جزائها وجزاء أهلها الخيانة ؟!!
تستاهل والله النهاية المهينة دى 



وطبعا لما راح الولد بالراس اتعرف عليها اياس باشا 
 وكافئه وخلاه أمير صنجق 
وشكرا لحسن تعاونكم معنا
سنة كام يا شهروزة الكلام دا .. 1521م يا ولاد 
 لما مات التانى ... 
جان بردى الغزالى 
... بعد الأول حسن مرعى 
طب والتالت ؟؟



خاير بك بقى
 اللى متهناش بالحكم ابضضضضضضن
 خمس سنين بيتمهزأ بيه الانكشارية او الينكرجية 
اللى سابهموله سليم الجنود كانوا بلا ضابط ولا رابط
 ومبيسمعوش الكلام وملوش عليهم حكم 
يخطفوا النساء ويطلعوا بيهم القلعة يغتصبوهم !
ينهبوا الدكاكين وميقدرش يأمرهم بأرجاع المسروقات 
يسكروا ويتجننوا فيقتلوا ويخطفوا الغلمان 
ويخلعوا ابواب القلعة الخشب 
يولعوا فيها النار عشان يتدفوا ف ليالى الشتا
حاول كتير يهادنهم لكن كانوا بيتمسخروا بيه
 فكان بيحط همه ف شرب الخمرة 
ومبيفقش منها الا نادرا 




ومظالمه زادت 
وطلع كبته ف الغلابة لدرجة ابتداع طريقة ف التعذيب 
اسمها شك الباذنجان
ودى طريقة من ابتكرها فى الخزوقة 
والناس اتبهدلت منه ياما ودعت عليه من قلب قلبها 
لحد ربنا ما استجاب وجاله 3 أمراض منهم الشلل 
ورقد ف السرير وقالوا عنده حاجة اسمها 
"فرخ الجمر" 
دا زى طاعون كدا وسقط الجبار
وابتدى يفتكر ربنا




وبيقولك انه اعتق كل جواريه وعبيده ومماليكه 
وتصدق باموال كتيرة 
واطلق سراح المساجين رجال ونساء 
وطلب م الناس تدعيله 
 بعد إيه يا خاين يا سفاح يا وغد ؟!



وبيقولوا انه بنى لنفسه مسجد يندفن فيه 
ف طريق القلعة عشان الناس تدعيله
 فلما سمع بموت الغزالى قلبه اتقبض 
وقال لمراته انا خلاص هموت زيه ! 
وفعلا ف نفس السنة كان محصله 
بعد ما قتل 
زى ما بيقول ابن اياس اكتر من 10 الاف نفر
 ف مصر والشام
وبيقولوا ان الناس بعد دفنه بليلة 
سمعت اصوات مرعبة جاية من قبره 
فبقت تخاف تعدى من جنبه لا بالنهار ولا بالليل 



ولا عاد حد بيترحم 
ولا يقرى الفاتحة ولا حاجة ... !




وانا خلصت الحدوتة 
يتبقى بعض الملاحظات


1
فى رواية ابن زنبل حكى ان طومان باى ف الجيزة 
اتقابل مع جان بردى الغزالى
كانت جولة بين غريمين والغزالى كان مخبى وشه 
فطومان معرفوش قبل ما يقاتله حاول يتفاوض معاه 
فلما كشف عن وشه وعرف انه الخاين الغزالى 
شتمه بالفاظ متنقية وحصلت عركة
 كان لطومان فيها الغلبة وكاد يقتله
وبعدين الغزالى طلب العفو .. طومان سامحه 
شريطة انه ميرفعش سيفه على بنى جلدته 
فالغزالى وعده فطومان سابه يمشى !!! 
هكذا بكل بساطة !!! 
الحقيقة ف كذا موضع هتلاقى طومان باى 
مش رجل سياسة ودهاء ابدا
 بينما على صعيد الفروسية كان رجل قتال 
وحرب عظيم
لكن مش كل حد يصلح للحكم ولا للسياسة 
خصوصا لو كان عدوه كله خسة ودناءة 
وسليم الأول كان غدار بشكل مرعب 
مكنش ينفع معاه ابدا راجل ذو مروءة زى طومان باى
 ابداااا وهذا ينقلنى ... 
لرقم


 2
 قنصوه الغورى رغم كل عيوبه كان داهية 
وكاد ان يهزم سليم فعلا لولا الخيانة والغدر 
 لكن الشخص بيساق الى مصيره
 والراجل دا كان ظالم وطماع 
وانحط بمصر حطة وحشة 
.. وسبحان الله لما يكون نيته شىء 
فربنا يكتبله شىء تانى
 يعنى مثلا


هوه حب يقلد قايتباى وكان عنده هوس العمارة 
فبنى مسجد الغورى والوكالة الخ 
المسجد بتاعه اخد اساسه فى مصادرة من صاحبه الأصلى 
واحد موظفيه واسمه .. مختص 
الراجل بعد المصادرة قعد يترجى فيه 
يخصصله مكان ف المسجد يبقى يتدفن فيه طيب
الغورى مرضيش وقاله لأ !



" سأل الغورى ان يجعل له فى المدرسة مكانا 
اذا مات يدفن فيه فمنعه الغورى من ذلك
 فمنع الله الغورى من الدفن فى مدرسته 
وصار لا يعرف له مكان قبر فعد ذلك من العبر" 
ويشاء السميع العليم ان مين اللى يندفن فيها ؟؟ 
ايوه 
طومان باى
وكأن التاريخ بيكافئه لأنه كان سلطان حقيقى 
حارب عشان البلد كما يليق بها 



3
 نفس المصيرللغزالى وخاير بك وبن مرعى 
وكل خاين ! 
يسعى بكل لمصير فيروح لمصير تانى
والتاريخ يرميه ف المزبلة جنب المجرمين ! 
عشان بس فيه ناس بتقول فلان الظالم عايش ومبسوط 
ومجراش حاجة الخ 
لأ الناس برضو زمان كانت بتقول كدا 
لحد ما شافوا عدل الله 
لكن كان فيه تمن لازم يندفع وفاتورة السكوت ع الظلم 



4
 ويا خويا واحد يقول 
انا مالك البرين والبحرين وخادم الحرمين الشريفين 
ومعرفش ايه والتانى ملك الامراء 
والتالت صاحب الفتوحات 
هيا بالألقاب يعنى 
م الآخر مجرمين والناس عارفة وبتدعى عليكم 
وعلى رأى المماليك بلسان سلطانهم
 "الله يخون الخاين" 
ويبعتله اللى يجز راسه يرميها ف مخلة !





5
 اخيرا ف نقاش مرة مع صديق عزيز 
واحنا بنتفرج على احد أسبلة محمد على 
وابديت اعجابى بالشغل اللى فيه 
فقالى دول العثمانلية اللى مبتحبيهموشى ! 
قولتله ما كل دا سرقوه مننا أصلا واحنا اللى عملناهولهم 
طلع مش بس الاسطوات اللى سرقوهم 
دول اخدو الرخام معاهم .. صناديق رخام يا معفنين!




6)
 فيه رسم تخيلى لطومان باى 
ولموكبه ولشنقه على باب زويلة بس بعيون اجنبية 
والحقيقة مش عاجبنى بالمرة 
لأن حسب وصف مؤرخى الفترة دى له 
انه كان له لحية سودة وشعره مش ابيض 
ومكنش كبير سنا دا كان اول الأربعينات بالكتير ..





واخيرا ... الخونة واكلين ناسهم 
مقابل الكرسى اللى بيبيعوا الأرض 
ويمكنوا العدو منا 
كلاب الفلوس الجعانين اللى بيرموا ثرواتنا ف الفشخرة
وياخدوا من لحمنا الحى ويضيقوا علينا عيشتنا



أحب أنوه وأذكركم وأذكر نفسى قبلكم 
أن مفيش حاجة بتتنسى ومحدش بيفلت من العقاب
والتاريخ بيدي اشكالكم بالشبشب 
مهما طال الانتظار 
وشكرا



خلاص خلصنا 

------------------------------

هناك تعليقان (2):

  1. بجد بستمتع جدا بأسلوبك في السرد اسلوب جميل وقصه رائعه وتاريخ مصر ملياااان بالقصص دي وفعلا الله يخون الخاين

    ردحذف
  2. روووووووعه تسلم اناملك

    ردحذف

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...
"حقوق الملكية والملوخية والمهلبية ... الخ
محفوظة للست شهرزاد وإياك حد يسرقها ويحاول يزعلها آغجر .. مفهوم ؟ "

3