درس النهاردة ف المحفوظات
عن شاعر كبير مقاما صغير سنا
هنقول حكايته عشان اللى كان مزوغ ف الحصة
ولا بيتكلم مع اللى جنبه ولا غايب
يبقى مالوش حجة
المصادر :
الأغانى للأصفهانى
الشعر والشعراء لابن قتيبة
شعراء قتلهم شعرهم سمير فراج
موقع عالم الادب
وعشرات المواقع على النت لا مجال لذكرها
شاعرنا اليوم هو .. طرفة بن العبد
و طَرَفة اللى اسمه الحقيقى مش طرفة
وانما : عمرو بن العبد بن سفيان من بني ضبيعة
بن بكر بن وائل
ودى من أشهر القبائل العربية
والولد كان مأصل ومن عيلة غرقانة شعراء
المرقش الاكبر كان عم أبوه
والمرقش الأصغر عمه
خاله كان الشاعر المتلمس
واخته شاعرة اسمها الخرنق
والفتى كان من أشهر شعراء الجاهلية
ومن الطبقات الاولى
ومعلقته تندرج ضمن أشهر 7 أو 10 معلقات
عرفها العرب قبل الاسلام
وكان صعلوكا من الشعراء الصعاليك الهايمين
على وجوههم ومقضينها بالطول والعرض والوِرب
وطرفة كان عنده مشاكل عوائلية
ايوه مات وهوه صغير وجرت العادة ان الأعمام
هما اللى يتكفلوا برعاية اليتيم واخوته
لحين ما يكبروا ويتسلموا ورثهم
الظاهر عمام طرفة كانوا وحشين معاه
ومع أمه فالواد مسكتش
ورقعهم قصيدة طلعت من نافوخهم
الأعمام قالولك بس دا هيشرشحنا ويخلينا فُرجة .. !
راحوا مسلمينه فلوس أبوه وقالوله هِش بعيد
مش عاوزين نعرفك تانى !
طاطا أخد الفلوس وبعترها شمال ويمين
كان زى ما تقولوا كدا عنده
كرات دم ستات وكرات دم خمرة وكرات دم فروسية
وشقى عمر الأب ضاع ع السهر والهلس والكلام الفارغ
وهوب فلّس طرفة ومبقاش معاه أى مال
ولف ع القرايب والحبايب يستلف
اول مرة وبعد كدا بقوا يتهربوا منه
على حظه واحد من الكبرات سمع منه شعر
وأمر اولاده وأحفاده يوهبوله أبل عطايا
وكان عددهم بالتقسمية اللى فرضها الراجل
وصلت العدد لـ 100 بعير
وحلو يا شهرو
لا مش حلو
عشان طرفة مكنش وش نعمة الظاهر
وكان بيعتبر ان الرعى دا شغلانة مش اللى هيا
وهوه مكانته اكبر من كدا
وهنسيب السرحان ف الشعر بقى والجرى ورا الحسان
ونشوف الجمل دا شطح فين ونجيبه تانى
والبعير دى عطشانة ودى جعانة ودى وخمانة
وهم ما يتلم !
ميصحش كدا !
اخوه اللى كان بيرعى معاه اتغاظ منه جدا
وقاله الشعر مش هينفعك وخلى بالك من اكل عيشك
انما تقول لمين !
ساب الجمال لحد ما خدت ف وشها وهجت
واللى ضاع ضاع واللى اتسرق اتسرق !
ورجع طرفة تانى .. مفلس وبائس ولا يملك الا شعره
إذا قل مال المرء قل بهاؤه
وضاقتْ عليه أرضُه وسماؤه
وأصبح لا يدري وإن كان حازماً
أَقُدَّامهُ خير لَه أمْ وراؤه
ولم يمش فى وجه على الأرض
واسع من الناسِ إلا ضاق عنه فضاؤه
فإن غابَ لم يشفِق عليه صديقه
وإن آب لم يفرح به أصفياؤه
وإن مات لم يفقد ولي ذهابه
وإن عاش لم يسرر صديقاً لقاؤه
أسلمني قومي ولم يغضبوا
لسوءة حلت بهم فادحه
كل خليل كنت خاللته
لا ترك الله له واضحه
كلهم أروغ من ثعلب
ما أشبه الليلة بالبارحه
...
يا ساتر
الناس دى مش طايقنك ليه يا بنى كدا .. ؟
وطرفة وصف نفسه فعلا .. انه وحيد شريد
وما زال تشرابي الخمور ولذَّتي
وبَيعي وإنفاقي طَريفي ومُتلَدي
إلى أن تَحامَتني العَشيرة كلُّها
وأُفرِدتُ إفرادَ البَعيرِ المُعَبَّدِ
..
دراما كوين ع الآخر
ما علينا ... الولد مبقالوش عيش ف الحتة الناشفة دى
وقرر يشد الرحال على ملك الحيرة
الواقعة بجنوب وسط العراق مقر المناذرة
وكان وقتها كبيرهم هوه عمرو بن هند
ولنا هنا وقفففففة
الا الأستاذ عمرو بن هند دا حدوتة بنتشكلب كدا
كان راجل جبار ومفترى وحكم بتاع خمسين سنة
ومشهور بالخُلق الضيق وانه نكدى
أه تقريبا مبيضحكش وزى ما قيل عنه انه
" كانت العرب تسميه مضرط الحجارة "
شوف انتا بقى المنظر !
نهايته .. طرفة نزل فى بلاطه ليكون من ندمائه
اللى كل ليلة يقول شعر ويسمعوا الغناء وكدا
مكنش لوحده كان معاه خاله المتلمس
والواد وخاله كانوا بيسلوا ملك الحيرة
وأخوه قابوس كمان
وكنا حلوين وكويسين ومبسوطين
ايه بس اللى حصل ؟!!
بيقولك ان طرفة وخاله ف يوم قعدوا
منتظرين سى قابوس دا ييجى ويدخلوله
اتأخر عليهم نهار بحاله
راح طرفة راقعه شعر مهزأه فيه
ومهزأ كمان عمرو بن هند ف السكة .. !
ليه بس يا بنى كدا !
فَلَيتَ لَنا مَكانَ المَلكِ عَمروٍ
رَغوثاً حَولَ قُبَّتِنا تَخورُ
مِنَ الزَمِراتِ أَسبَلَ قادِماها
وَضَرَّتُها مُرَكَّنَةٌ دَرورُ
يُشارِكُنا لَنا رَخِلانِ فيها
وَتَعلوها الكِباشُ فَما تَنورُ
لَعَمرُكَ إِنَّ قابوسَ بنَ هِندٍ
لَيَخلِطُ مُلكَهُ نوكٌ كَثيرُ
وشرح الأبيات الحقيقة مسخرة
بيقول ان عمرو لا يصلح للملك وان لو جابوا نعجة
يبقى أحسن ولو صوفها قليل
فكفاية انها هتدر لبن كتير للى يحلبها
ومش هتغضب لما يتوافد عليها كباش مختلفة
ومش هتقول لأ
وان قابوس راخر ملك أحمق وأبله
والكلام دا موصلش لعمرو بن هند ف ساعتها طبعا
مين يجرؤ يقولهوله ف وشه وهوه خُلقى كدا
لكن الروايات بتقول انه طرفة ف مرة كان قاعد عنده
ودخلت اخت عمرو فراح مادحها بالشعر
والملك غضب عليه
الراوية دى شهروزة لا ترجحها
لان الراجل مضرط الحجارة دا
كان ممكن يدبحه ف ساعتها !
ولم تذكر سوى فى مصدر واحد فقط
الراوية الاكثر ذكرا ف المصادر انه
" وكان طرفة في صباه معجباً بنفسه يتخلّج في مشيته.
فمشى تلك المشية مرة بين يديّ الملك عمرو بن هند
فنظر إليه نظرة كادت تبتلعه.
وكان المتلمّس حاضراً ، فلما قاما قال له المتلمّس:
"يا طرفة إني أخاف عليك من نظرته إليك"
وعمرو بن هند هيطلع ابن حنت
هيرقدلهم ويعمل نفسه مش عارف حاجة
حتى لما يوصله الوشاة الشعر اللى قاله طرفة فيه
وف أخوه مسخناتية مقولكشى
فيتعامل معاهم عادى خاااالص ويسلمهم ورق
ويقولهم يدوه بالإيد لعامله ف البحرين
المتلمس كان خايف وقلقان .. الخبرة والسن بقى
اما طرفة فكان مش مدى خوانة ابدا
وخدوا الورق وسافروا فعلا
واللى حصل ف السكة كان عجيب !
يا لَكِ مِن قُبَّرَةٍ بِمَعمَرِ
خَلا لَكِ الجَوَّ فَبيضي وَاِصفِري
قَد رُفِعَ الفَخُّ فَماذا تَحذَري
وَنَقِّري ما شِئتِ أَن تُنَقَّري
قَد ذَهَبَ الصَيّادُ عَنكِ فَاِبشِري
لا بُدَّ يَوماً أَن تُصادي فَاِصبِري
ف رحلتهم كان معاهم بالصدفة شيخ كدا
تصرفاته غريبة .. درويش زى ما بيقولوا
طرفة جاى يتريقأ عليه وعلى تصرفاته
راح مديهاله بقى ف وشه وقاله فيما معناه
مش هبقى أحمق من اللى شايل امر بموته
ورايح يوصله !
الخال اترعب من اللى اتقال وصمم يفض الورقة
ويشوف متهبب مكتوب فيها ايه لقاها
" إذا أتاك كتابي هذا من المتلمّس فاقطع يديه
ورجليه وادفنه حياً "
اتخرع يا عينى وراح راميها ف النهر !
ويا أم نياظى صحى نياظى
يشوف ورقته مكتوب فيها إيه روخرا ؟!!
واصحى يا طرفة بص ف الهبابة اللى معاك
ورقتى كان فيها امر بدفنى حيا !
اومال انتا هيعملوا فيك ايه ؟!!!
الحقيقة ان ما حدث بعد ذلك يندرج تحت جملة
السائر إلى حتفه حرفياااا
الواد رفض يفتح الرسالة وقال لخاله
لا يمكن ملك الحيرة يعمل فينا كدا ؟!!!
المتلمس قاله خلاص كدا شكرا
وخد ديل جلابيته ف سنانه وهرب
وشاعرنا هيكمل رحلته لحد ما يوصل البحرين
ويسلم المكتوب لعامله اللى هيفتحه ويبص فيه
وبعدين يسأله انتا عارف فيها ايه ؟
يرد طرفة ان فيها انك تكرمنى وتحسن ضيافتى !
قاله لأ .. فيها امر بموتك يا فتى !
وبص انا مشوفتكش ولا لسه قريت حاجة
وخد بعضك واهرب لأبعد مكان تقدر تروحله !
والروايات بتقول ان عامل البحرين كان اسمه
ربيعة بن الحارث العبد
وكان بينه وبين قبيلة طرفة نسب وقرابة وجيرة
الراجل عز عليه قتل الشاعر الشهير
وحاول يساعده ف الفلفصة
قوم طرفة يقول لأ .. مش هيحصل
واهرب كأنى عامل عملة !!
فيه رواية اخرى بتقول ان طرفة مصدقش الكلام
قف وتصور انها حيلة من العامل
عشان ميدلوش فلوسه
والمكافأة اللى اتوعد بيها من ملك الحيرة !
لكن اللى حصل انه تربس وقال مش ماشى
فعامل البحرين دخله السجن وسابه شوية
لحد ما يكون لها من الله كاشفة
إِذا كُنتَ في حاجَةٍ مُرسِلاً .. فَأَرسِل حَكيماً وَلا توصِهِ
وَإِن ناصِحٌ مِنكَ يَوماً دَنا .. فَلا تَنأَ عَنهُ وَلا تُقصِهِ
وَإِن بابُ أَمرٍ عَلَيكَ اِلتَوى .. فَشاوِر لَبيباً وَلا تَعصِهِ
وَذو الحَقِّ لا تَنتَقِص حَقَّهُ .. فَإِنَّ القَطيعَةَ في نَقصِهِ
هوَلا تَذكُرِ الدَهرَ في مَجلِسٍ .. حَديثاً إِذا أَنتَ لَم تُحصِهِ
وَنُصَّ الحَديثَ إِلى أَهلِهِ .. فَإِنَّ الوَثيقَةَ في نَصِّهِ
وَلا تَحرِصَنَّ فَرُبَّ اِمرِئٍ .. حَريصٍ مُضاعٍ عَلى حِرصِهِ
وَكَم مِن فَتىً ساقِطٍ عَقلُهُ .. وَقَد يُعجَبُ الناسُ مِن شَخصِهِ
وَآخَرَ تَحسِبُهُ أَنوَكاً وَيَأتيكَ ... بِالأَمرِ مِن فَصِّهِ
لَبِستُ اللَيالي فَأَفنَينَني ... وَسَربَلَني الدَهرُ في قُمصِهِ
...
تنهيدة نصح بحاجات
ومعملش بربع جنيه منها !
وبعت عمرو بن هند يسأل .. قتلتوهما ولا لسه ؟!!
فبلغه الخبر بهروب المتلمس وسجن طرفة بن العبد
فاتشال واتهبد وامر شخص تانى يروح البحرين
يبقى عاملها الجديد
وأمر بحبس العامل القديم وقتله مع طرفة !
واختلفت الأقاويل عن مين العامل الجديد
ناس بتقول كان عبد بن هند بن جرذ
وناس بتقول واحد اسمه .. أبو ريشة من الحواثر
والأصفهانى بيقول واحد اسمه .. المكعبر
وأى كان اسمه .. فقد جاء مخصوص للمنصب دا
عشان يبدأه بقتل الشاعر المتهور وقاله بص بقى
" "إني قاتلك لا محالة .. فاختر لنفسك ميتة تهواها"
فرد طرفة
"إن كان ولا بدّ فاسقني الخمر وأفصدني"
يعنى اسكر ولما ابقى طينة اقطعلى وريد
وخلينى اموت دمى متصفى !
وفيه روايات انه مات كما أمر عمرو بن هند
مقطوع اليد والرجل ومدفون حيا !
نهايته
راح الجدع بسبب مشيته مختالا فى حضرة ملك
وفيه اقاويل انه كان ف العشرين
لكن اخته الخرنق لما رثته قالت
انه عدى عليه 26 حجة
يعنى كان ابن الستة وعشرين
خالِطِ الناسَ بِخُلقٍ واسِعٍ .. لا تَكُن كَلباً عَلى الناسِ تَهِر
...
يا خويا طب كنت قول لنفسك !
بس والقصة خلصت
يفضل الملاحظات
1)
ان طرفة فيما يبدو كان مبالغ كشأن أغلب الشعراء
فى مشاعرهم ... وغضبه من أهله كان زيادة حبتين
متناسيا انه سبب كبير فيه
ويا بنى دنتا مفيش حد مستلفتش منه
ومرجعتش الفلوس فأزاى كنت عاوزهم لما يقابلوك
ميهربوش من خلقتك وكأنك جمل اجرب ؟!!
2)
يا خويا الناس ليه بتيجى عند راس القرد وتشمّ
#قولنا مشوها الراس
يعنى عمرو بن هند دا ديكتاتور على أبوه
والناس بتتحاشاه وبتقول عليه بلاوى
تقوم انتا تروح بلاطه عشان تتكسب ؟!
خلاص الدنيا خلصت مبقاش الا هوه ؟!!
ولا هيا الأقدار ... على كل حال
ودا يقودنا لثالثا
3)
الواحد يبقى شايف المصيبة اهى داخل عليها اهى
وبرضو ميهربش ولا ييجى شمال ولا يمين
يكمل ف طريقه يعنى طرفة جاله فرصتين يهرب
لكن غروره المختلط بالسذاجة خلاه يرفض .. !
سبحان الله ف خلقه
4)
ويعنى بيقولك الراجل سموه
( ضرط الحجارة )
من كتر ما هوه سماوى ونابه أزرق
تقوم انتا تقول فيه هجاء هوه واخوه وتشردلهم كدا ؟!
ولما تمشى قصاده كان لازم تتحنجل يعنى؟
يعنى يا أخى اذا ذهبت الى روما فأفعل كما يفعل الرومان
ومشى حالك .. !
انما نقول ايه ف الشعراء والخيلاء بتاعهم
أديك اتحنجلت ف أبو نِكلة
5)
اخيرا بقى طرفة اسمه الاصلى .. عمرو
وقتله ملك الحيرة اللى اسمه ... عمرو
يشاء السميع العليم انه ييجى شاعر اخر
واسمه عمرو برضو .. فيقتل عمرو بن هند
وبالصدفة العجيبة
يصبح القتيل والقاتل وقاتل القاتل .. اسمهم عمرو
وبالصدفة ايضا يكون شاعر
وكأنه يقتص بطريق غير مباشر لقتل طرفة بن العبد
وحرمان عالم الشعر من قصايده الجميلة
وعمرو التالت قتل عمرو التانى ليه يا شهر ؟
تلك قصة اخرى ربما نحكيها قريبا
خلاص خلصنا
وتصبحوا على الف خير
------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق