إحنا دلوقتى سنة 1798 م
لما حضر نابليون بونابرت
بجيش الشرق عازما على غزو مصر
وقبيل دخول القاهرة كان الجيش الفرنسى
لسه مقابل جيش المماليك بقيادة مراد بك
ومديهم الطريحة اللى هيا لحد ما بعترهم
وذهبت ريحهم فيما يعرف بموقعة الاهرام 1798م
وبينما كانت القاهرة
فى وجوم ما بعد الصدمة
والفرنسيس يحتلون كل شبر فيها
وينظمون امورهم استعدادا للبقاء
كان المخسوف مراد اللى واخد بشلة ف وشه دا
بيتقهقر بالباقى من القوات إلى الصعيد
وبيحاول يستجمع نفسه ويحشد مقاتلين من البدو وغيرهم
يمكن يقدر يستعيد وضعه ويغلب الفرنساوية
وبما ان كان فيه حرص على ان تصبح البلاد
جزر منعزلة والاهمال والفساد طايح فيها
للأسف اهل القاهرة ملحقوش يوصلوا خبراتهم
مع الفرنسيس إلى باقى المدن ... الا متأخرا
ليه بتقولى كدا يا شهرو ؟
عشان من اول ما داس بونابرتا بجنوده أرض الأسكندرية
وحتى وصوله القاهرة كان المصريين عرفوا
ان المماليك دول قُلل
وأكياس جوافة منفوخة ع الفاضى
ومحطوطة على حرف عربية الفاكهة منظر
ووقت الجد طلعوا فراخ وبيضا وعندها سل كمان !
وأكننا كنا قابلين الظلم ومستحملين وشوشكم العكرة
عشان الحماية ومنبقاش زى سوريا والعراق وكدا
وفى اول محك تطلعوا عِرر !
واستوعب المصريون الدرس بتمن غالى
وبدأ كل اللى يقدر يشترى سلاح يشترى
ويدافع هوه عن حياته وعياله وماله وبيته
وميستناش حد
فى الصعيد كان الموقف مختلف شوية
مراد يعسكر بقواته عند الفيوم الاهالى فى ترقب
وفيه قطع للمؤن والقمح وغيره كنوع من العصيان
بونابرتا معجبوش الحال
لأن أى نقص ف الغلال هيؤدى الى تذمر الناس
وهوه مش ناقص وجع دماغ وجاى لمهام محددة منها
حلبهم لأخر سحتوت
ودلوقتى غزو الصعيد
مبقاش بس جزء من مهمة الاحتلال
جزء تانى كان السيطرة على التمرد هناك
وجزء تالت اعادة حركة سير السفن الحاملة للغلال
لطبيعتها عشان مش عاوزين مشاكل
وبينما تمركز بونابرت ف القاهرة فى قصر الألفى بك
كانت قوات ديزيه تتحرك نحو الجنوب
مع مساعدة من المعلم يعقوب
اللى حكينا حكايته زمان هنا
والصعايدة ف البداية اخدوا جنب
متصورين ان وجود مراد بك كافى للمقاومة
بس بعد شوية لقوا نفهم منغمسين ف القتال بجانب المماليك
لأن الوضع كان أعقد من مجرد الفرجة
خصوصا بعد ما اقتحم الفرنسيس القرى
وبدأ القتل والضرب بالمدافع والخطف والنهب الخ
والفرنساوية دخلوا بنى سويف والفيوم والمنيا
وقالوا جااااى
احد الجنرالات ذكرها صريحة ف مذكراته قائلا :
"إننا نستهدف لأخطار كثيرة كلما أوغلنا فى بلاد
يحمل جميع أهلها السلاح "
واللى يتتبع سير المعارك ونتايجها
هيكتشف ان خساير الأرواح على التوالى من الاقل للاكثر
كانت الفرنساوية المماليك المصريين
ودا طبيعى ببب التدريب والبراعة والخبرة العسكرية
لكن كمان المصريين اكتشفوا ان مراد بك
بيضن بمماليكه فى المعارك
وبيحط الشعب ف المواجهة !
ودا اللى خلى مثلا المصريين من الفلاحين والبدو
يتلموا و(ينضملهم المماليك) لحركة مقاومة موسعة
ويعملوا تمرد ويروحوا يحتلوا الفيوم بعد ما الفرنسيس
أخدوها وتحصل مقتلة عظيمة بينهم
وهكذا استمر الوضع فى باقى بلاد الصعيد تقريبا
تمرد ورفض وقتال لأخر نفس ...
من ضمن القصص اللى إنحكت فى مذكرات الجنرالات
والضباط .. عن مقاومة الأهالى لهم
قصة فتى قرية الفقاعى
الجنرال ديزيه كان ف الوقت دا بيحاول يهدى اللعب شوية
لحد ما يجيله مدد من القاهرة
اللى كان فيها بونابرت بيعد العدة للزحف على سوريا
وديزيه خلاص فهم انه كلما بعد عن العاصمة
اللى فيها القيادة كل ما الخطر بيبقى اكبر
القصد
قرر يعسكر جنوده قرب قرية الفقاعى
بمركز ببا - بنى سويف
وبينما الجميع ف المعسكر ما بين مسترخى
او منهمك ف شىء .. اذا بولد من الفلاحين
يقرب من المعسكر ويلاقى عساكر واقفة مش مركزة
وجنبهم البنادق فيروح خاطف البنادق
ويركب العجل ف رجله وجررررى
وكان بودى انه ينجح ف الهروب بس
للأسف احد الجنود لحقه وضربه على دراعه
فوقعت منه البنادق واخدوه يقابل الجنرال ديزيه
عشان يشوف عقابه ايه !
الجنرال بليار احد القادة الحاضرين
كتب ف مذكراته هوه كمان هذه الواقعة
من كتر ما هيا كانت مختلفة ومهمة وشارحة
المهم ديزيه سأل الولد اللى كان واقف بكل ثقة
وبرود أعصاب عن مين اللى وراه
واساميهم ايه وهما فين الخ
ومين اللى حرضك يا بنى ؟
محدش حرضنى
لكن ربنا ألهمنى أعمل كدا لما شفت البنادق قصادى
وازاى جاتلك الجرأة تعمل كدا ؟
ربنا القادر على كل شىء أمرنا نقاوم الأعداء
وانتا عارف أنا ممكن أعمل فيك ايه لو منطقتش ؟
اعمل اللى تعمله واللى ف قلعك انفضه
و
"دونك رأسى فأقطعوه " !
وديزيه هيعمل إيه ف فتى معداش الـ 12 سنة ؟!!
وبيتكلم بكل هدوء واستبياع وشجاعة
مش عند كتير من الكبار ... ؟!!
ف النهاية حكم عليه بالجلد 30 جلدة
وبيقولوا ان الولد تحمل الت 30 جلدة بكل عزم
ومطلعلوش صوت .. !
شغل صعيدى 100 / 100
وبعدين أطلقوا سراحه
....
مسيو فيفيان دينون الرسام
اللى صاحب الحملة الفرنسية
اللى صاحب الحملة الفرنسية
لتوثيق مشاهداها ومشاهد مصر
واللى كان بيحارب ضمن حملة الصعيد ف ذات الوقت
اتأثر جدا بهذا الفتى ورسم اللوحة الشهيرة
اللى كررناها ف السرد
لكنه من شدة الاعجاب
قال ان ديزيه عفا ع الفتى بلا عقاب !
بينما الجنرال بليار وأخرون
ذكروا الواقعة بالجلد واطلاق سراح الفتى
. وخيال الفنان بيشطح معلش
لكن خيال العسكريين ... لامؤاخذة لأ
والقضة خلصت ومعرفناش من هذا الفتى
واسمه إيه ولا كيف سارت حياته بعد ذلك
كمل مقاومة وعاش لحد ما الفرنساوية مشيوا
وجم العثمانلية
ثم محمد على ... الخ
ولا كمل لحد ما نال الشهادة
واستراح من الدنيا وقرفها ؟!
واستراح من الدنيا وقرفها ؟!
الحقيقة محدش يعرف بس ف زمن عبناصر التعبوى
الموجه اللى بكرانيش ف السقف
قرر احدهم يألف اسم تخيلى للفتى
وخلاه عبدالستار آدم الفقاعى
ومنعرفش جاب الاسم دا منين ؟
بس بنظرة سريعة على المحتوى بتاع الكتاب
والمبالغات اللى فيه
وبنظرة أسرع على عناوين السلسلة
اللى صادر منها الكتاب نقدر نخمن ببساطة
مدى الفشر والمعر والكذب الفاضح
ولوى الحقايق عشان غسيل الادمغة وكدا
وعارفة ان فيه ناس بتعبد عبدالناصر
ومبتطقش عليه كلمة ... بس العناوين شارحة نفسها
وتتكرر البؤس والمحبين له
بيودوا وشهم الناحية التانية مع انه
وما أشبه الليلة بالبارحة
ثانيا الناس قعدت تتحمل ف الفُجر والفساد
وقتل الاراوح بالتقسيط وبتقول أهو المماليك على ظلمهم
هما الحماية واحسن من سوريا والعراق
وف النهاية قابلوا الحقيقة المرة وجها لوجه
ودفعوا التمن غالى مرتين مرة
لما صدقوا العسكر
ومرة لما دخل الاحتلال بيوتهم وهم غير مستعدين
وعلى ما فاقوا واستعدوا وقدروا ...
كان فات وقت وسال دم واتنهب وطن
ولو كانوا من الاول استوعبوا ان التنازل عن حريتك
وكرامتك وثرواتك .. لواحد خسيس
مش هيعفيك من المسئولية وقت الجد
وهوه أول واحد هيبيعك
زى مراد ما عمل وتصالح مع الفرنساوية فى النهاية !
لما تودى وشك الناحية التانية عن القمع
والظلم والفساد وتقول دا تمن مش فظيع قوى لحمايتنا
يبقى بتضحك على نفسك
وف يوم هتفوق ع الحقيقة المرة
زى ما فاق المصريين سنة 1798م
ويوم 5 يونيو 1967م
...
وربنا يستر
أخيرا .. مصادر الحدوتة
1)
تاريخ الحركة القومية وتطور نظام الحكم فى مصر
عبدالرحمن الرافعى
(2
بطولات عربية - محمود الشرقاوى
خلاص خلصنا
تصبحوا على ألف خير
-------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق